الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: أحكام من لا يجوز له الفطر
حكم من أفطر بجماع متعمد في رمضان
وكذلك ورد عن ابن عباس من طرق أخرى في الصحيحين وغيرهما وهو الصحيح.
813 -
حديث أبي هريرة قال: "جَاءَ رَجُل إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكْتُ يا رسُولَ الله، قال: وما أهلَكَكَ؟ قال: وقعْت على امرأتي في رَمَضَان، قال: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ
بِهِ رَقَبَة؟ قال: لا، قال: فهلْ تَسْتَطَيعُ أن تَصُومَ شَهْرَينِ مُتَتَابعْينِ؟ قال: لا، قال: فَهَلْ تجِدُ ما تُطْعِمُ به ستينَ مسكِينًا؟ قال: لا.
الحديث متفق عليه.
814 -
قوله: (وأمّا مَا رَوى مالك في الموطأ: أن رجلًا أفْطَرَ في رَمَضَان، فَأمَرَهُ
النبي صلى الله عليه وسلم بالكَفارَةِ المذْكُورة) الخ.
قلت: هذا والذي قبله حديث واحد فإن كلا اللفظين من رواية الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وإنما هو اختصار من الرواة فتغيير الحكم لأجل الاختصار من أعجب ما يتعجب منه، والحديث رواه بهذا اللفظ أيضًا الشافعي، وأحمد، والدارمي ومسلم، وأبو داود، والدارقطني، كلهم من طريق مالك، عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة: أن رجلًا أفطر في رمضان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا. الحديث. قال الدارقطني: تابعه يحيى بن سعيد
الأنصاري، وابن جريج، وعبد الله بن أبي بكر وأبو أويس، ومليح بن سليمان، وعمر ابن عثمان المخزومي، ويزيد بن عياض وشبل، والليث بن سعيد، من رواية أشهب بن عبد العزيز عنه، وابن عيينة من رواية نعيم بن حماد، وعنه، وإبراهيم بن سعد من رواية عمار بن مطر عنه، وعبيد الله بن أبي زياد إلا أنّه أرسله عن الزهريّ كل هؤلاء، رووه عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رجلًا أفطر في رمضان وجعلوا كفارته على التخيير، وخالفهم أكثر منهم عددًا فرووه عن الزهريّ بهذا الإسناد أن إفطار ذلك الرجل كان بجماع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يكفر بعتق رقبة فإِن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكينًا، منهم عراك بن مالك، وعبيد الله بن عمر، وإسماعيل بن أمية، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة ومعمر، ويونس، وعقيل، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والأوزاعي، وشعيب بن أبي حمزة ومنصور بن المعتمر، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، والليث بن سعد، وعبد الله بن عيسى، ومحمد بن إسحاق، والنعمان بن راشد، وحجاج، وصالح بن أبي الأخضر، ومحمد بن أبي حفصة، وعبد الجبار بن عمر، وإسحاق بن يحيى العرض، وهبار بن عقيل، وثابت بن ثوبان وقرة بن عبد الرحمن، وزمعة بن صالح، وبحر السقا، والوليد بن محمَّد، وشعيب بن خالد، ونوح بن أبي مريم وغيرهم، والمقصود أن الاختصار إنما هو من الزهريّ فتارة كان يورد الحديث على وجهه وهو أكثر أحواله، وتارة كان يختصره.
815 -
حديث أبي هريرة: "مَنْ نَسِيَ وَهُو صائم فَأكلَ أوْ شَرِبَ فَلْيُتم صَوْمَهُ فَإِنَّما أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ"، قال المصنف: خرجه البخاري ومسلم.
قلت: هو كذلك، وأخرجه أيضًا أحمد، والدارمي، وأبو داود والترمذي، وابن ماجه، وابن الجارود، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي بألفاظ متعددة في التقديم والتأخير وتصديره: فإذا نسي فأكل أو شرب ونحو ذلك مع اتحاد المعنى إلا أن الدارقطني قال: إذا أكل الصائم ناسيًا أو شرب ناسيًا فإِنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء، ثم قال: إسناده صحيح وكلهم ثقات، ثم رواه أيضًا من طريق محمَّد بن مرزوق البصري، عن محمَّد بن عبد الله الأنصاري، عن
محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به بلفظ، من أفطر في شهر رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة، ثم قال: تفرد به محمَّد بن مرزوق وهو ثقة، عن الأنصاري.
قلت: وليس كذلك بل تابعه عليه أبو حاتم الرازي فرواه عن محمَّد بن عبد الله الأنصاري كذلك أخرجه الحاكم، والبيهقي عنه، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة، وقال البيهقي: تفرد به الأنصاري عن محمَّد بن عمرو وكلهم ثقات.
816 -
حديث: "رُفِعَ عن أمتي الخَطَأ والنسيَان وما استكْرِهُوا عليه".
تقدم في الطهارة.
817 -
قوله: (وليسَ في مجملِ ما نُقلَ من حديث الأعرابي حجة).
يريد حديث المجامع في رمضان المار قريبًا.
818 -
قوله: (وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر المرأة في الحديث بكفارة).
يريد الحديث المذكور أيضًا.
819 -
قوله: (وظاهر ما رواهُ مالك من أن رَجُلًا أفطرَ في رَمضان فأمَرهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يعتِقَ رقَبَةً أو يَصُومَ شَهْرينِ مُتتابِعَيْن أو يُطْعِمَ سِتينَ مِسْكِيْنًا أنها عَلى التخْيِيْر).
تقدم قريبًا.
820 -
قوله: (رُوي في بعض طرق حديث الكفارة، أن العرق كان فيه خمسة عشر صاعًا).
أبو داود، والدارقطني، من حديث هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث وقال: فأتى صلى الله عليه وسلم بعرق فيه قدر خمسة عشر صاعًا وقال فيه كله أنت وأهل بيتك وصم يومًا واستغفر الله؛ ورواه الدارقطني من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة بالحديث وفيه: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق تمر فيه خمسة عشر صاعًا قال: خُذه فتصدق به، قال: على أفقر من أهلي، فوالله ما بين لَابَتَي المدينة أحوج من أهلي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: خذه واستغفر الله وأطعمه أهلك، ثم قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح؛ ورواه البيهقي من حديث سفيان عن منصور، عن الزهريّ، عن حميد، عن أبي هريرة به ثم قال: ورواه الأوزاعي، ومحمد بن أبي حفصة، عن الزهريّ هكذا، وذكره هشام بن سعد، عن
الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مثله، ورواه عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن الزهريّ، وجعل هذا التقدير، عن عمرو بن شعيب فالذي يشبه أن
يكون تقدير المكتل بخمسة عشر صاعًا من رواية الزهريّ، عن عمرو بن شعيب كذا قال وهي دعوى بدون حجة، وقد رواه الدارقطني أيضًا من طريق يزيد بن هارون،
ثنا حجاج، عن إبراهيم بن عامر، عن سعيد بن المسيب، وعن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة بالحديث وفيه: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه خمسة عشر صاعًا من تمر ثم قال: خذ هذا وأطعمه عنك ستين مسكينًا.
821 -
حديث: "لا يَزَالُ النَّاسُ بخيْرٍ مَا عَجلوا الفِطرَ وأخرُوا السُّحُور".
أحمد، من حديث ابن لهيعة عن سالم بن غيلان، عن سليمان بن أبي عثمان عن عدي ابن حاتم الحمصي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإِفطار وأخروا السحور، وسليمان بن أبي عثمان مجهول، ورواه
مالك، وأحمد والدارمي، والبخاري ومسلم، والترمذي، من حديث سهل بن سعد بلفظ: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.
822 -
حديث: "تَسَحَّرُوا فإِن في السحورِ بَرَكة".
ورد من حديث أنس وجابر، وأبي هريرة، وابن مسعود، وميسرة الفجر، وأبي سعيد الخدري، والمقدام بن معد يكرب، والعرباض بن سارية، وأبي أمامة؛ وأبي الدرداء، ورجل من الصحابة، ومرسلًا عن علي بن الحسين، وأبي سعيد الإِسكندراني.
فحديث أنس: رواه الطيالسي، وأحمد، والدارمي، والبخاري،
ومسلم، والترمذي والنَّسائي، وابن ماجه، وابن الجارود، والدولابي في "الكنى" والطبراني في الصغير، والدينوري في المجالسة، وأبو نعيم في الحلية والتاريخ من أوجه عنه.
وحديث جابر: رواه البزار، والطبراني ، وأبو نعيم في "الحلية" والخطيب في التاريخ، كلهم من رواية نائل بن نجيح ثنا سفيان الثوري، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر، وأصله في مسند أحمد لكن بغير هذا السياق.
وحديث أبي هريرة: رواه عبد الرزاق، وأحمد، والنَّسائي، وأبو نعيم
في الحلية من رواية ابن أبي ليلى، عن عطاء عنه؛ ورواه النَّسائي أيضًا من حديث يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة عنه ورواه الطبراني في الصغير من حديث شعبة، عن محمَّد بن زياد عنه، وعن الطبراني رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، ورواه أيضًا الخطيب في التاريخ من هذا الوجه.
وحديث ابن مسعود: رواه النسائي، والطبراني، وأبو نعيم في الحلية، والقضاعي في مسند الشهاب من رواية أبي بكر بن عياش، عن عاصم عن زر، عنه.
وحديث ميسرة: رواه الديلمي، في مسند الفردوس، من طريق أبي نعيم، ثم من رواية حماد بن الوليد، عن مسعر، عن زياد بن فياض عنه ولفظه: تسحروا ولو أكلة ولو حسوة، فإنها أكلة بركة وهو صوم ما بينكم وبين صوم النصارى.
وحديث أبي سعيد: رواه أحمد، بسند ثلاثي، عن المطلب بن أبي ليلى، عن عطية العوفي، عنه.
وحديث المقدام: رواه أحمد، والنسائي كلاهما من رواية بقية بن الوليد ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عنه مرفوعًا، عليكم بغداء السحور فإِنه هو الغداء المبارك.
وحديث العرباض: رواه النَّسائي، والبيهقي من رواية يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد عن أبي رُهْم، عنه قال: سمعت رسول الله وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان وقال: هلموا إلى الغداء المبارك.
وحديث أبي أمامة: رواه الدارقطني في الأفراد، وأبو نعيم في الحلية بسياق منكر وفيه محمَّد بن إسحاق العكاشي كذاب وضاع.
وحديث أبي الدرداء: رواه الديلمي، من طريق المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس حدثني أبي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعًا: تسحروا وخالفوا أهل الكتاب.
وحديث الرجل من الصحابة: رواه أحمد من حديث عبد الله بن الحارث عنه: أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: إنه بركة أعطاكموه الله فلا تدعوه.
ومرسل علي بن الحسين: رواه الطوسي، في أماليه، وفيه عمرو بن جميع وهو كذاب ومرسل أبي سعيد الإسكندراني: رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسياق مطول مكذوب من وضع داود بن المحبر.
823 -
حديث: "فَصْلُ مَا بَيْنَ صَيَامِنَا وصَيَامِ أهْلِ الكتابِ أكلة السَّحَر".
أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنَّسائي والدولابي في "الكنى" والطحاوي في مشكل الآثار، والبيهقي من حديث عمرو بن العاص.
824 -
حديث: "إنَّما الصَومُ جُنَّة فَإذَا أصبَحَ أحَدُكُم صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ فَلْيَقُل إني صَائِمٌ".
متفق عليه من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: كل
عمل ابن آدم له إلا الصيام فإِنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإِذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإِن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤٌ صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإِذا لقي ربه فرح لصومه.