الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَمَمْت لَأَفْعَلَنَّ وَلَئِن فعلن لأبرمن وَلَئِن أبرمت لأحكمن وَالسَّلَام فَلَمَّا وصل الْجَواب إِلَى طَاهِر كتب يعْتَذر إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا أَنا كالأمة السَّوْدَاء إِن أحسن إِلَيْهَا أَشرت وَإِن أُسِيء إِلَيْهَا دمدمت وَإِن عُفيَ عَنْهَا طغت وَالسَّلَام
3 -
(أَبُو البركات الفرضي)
طَاهِر بن سعيد بن صَدَقَة بن الْخضر بن كُلَيْب الْحَرَّانِي أَبُو البركات الْمُقْرِئ الفرضي هُوَ عَم أبي الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن سعد الْبَغْدَادِيّ سمع بعد علو سنه من إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مله الْأَصْبَهَانِيّ وَعلي بن عقيل الْحَنْبَلِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَحدث)
باليسير وَكَانَ صَالحا وَله معرفَة بالفرائض والقراءات وَكَانَ أَبُو بكر المرزني يعْتَمد عَلَيْهِ فِي مَا يقسمهُ منالتركات ويسكن إِلَى قَوْله وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
3 -
(أَبُو الْفَتْح الميهني الصُّوفِي)
طَاهِر بن سعيد بن فضل الله أَبُو الْفَتْح ابْن أبي طَاهِر ابْن الشَّيْخ أبي سعيد الميهني الصُّوفِي من بَيت التصوف والمشيخة كَانَ مقدم أهل بَيته فِي عصره وَله قدم ثَابت فِي الطَّرِيقَة والحقيق ومقامات الصُّوفِيَّة سَافر الْكثير وَلَقي الْأَشْيَاخ وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة فِي طلب الْعلم وَسَمَاع الحَدِيث وَعَاد إِلَى خُرَاسَان وَكَانَ أَكثر مقَامه بنيسابور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
3 -
(القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ)
طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عبد الله بن عمر القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ ثِقَة صَادِقا عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع محققاً حسن الْخلق صَحِيح الْمَذْهَب قَالَ الْخَطِيب اخْتلفت إِلَيْهِ وعلقت عَنهُ الْفِقْه سِنِين قَالَ القَاضِي أَبُو بكر ابْن بكران الشَّامي قلت للْقَاضِي أبي الطّيب شَيخنَا وَقد عمر لقد متعت بجوارحك أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ وَلم لَا وَمَا عصيت الله بِوَاحِدَة مِنْهَا قطّ أَو كَمَا قَالَ وَقَالَ غير وَاحِد سمعنَا أَبَا الطّيب يَقُول رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت من روى عَنْك إِنَّك قلت نصر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها الحَدِيث أَحَق هُوَ قَالَ نعم وَكَانَ الطَّبَرِيّ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب وَمن غَرَائِبه أَن خُرُوج الْمَنِيّ ينْقض الْوضُوء وَمن ذَلِك أَن
الْكَافِر إِذا صلى فِي دَار الْحَرْب كَانَت صلَاته إسلاماً وَولد القَاضِي أَبُو الطّيب بآمل طبرستان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن مائَة وسنتين وَلم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه يُفْتِي مَعَ الْفُقَهَاء ويستدرك عَلَيْهِم الْخَطَأ وَهُوَ أحد الْأَعْلَام وَكَانَ لَهُ قَمِيص وعمامة بَينه وَبَين أَخِيه إِذا خرج ذَاك من الْبَيْت قعد هَذَا وَإِذا خرج هَذَا قعد ذَاك ودخلوا عَلَيْهِ يَوْمًا فوجدوه عُريَانا مؤتزراً بمئزر فَاعْتَذر من العري وَقَالَ نَحن كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(قُم إِذا غسلوا ثِيَاب جمَالهمْ
…
لبسوا الْبيُوت إِلَى فرَاغ الْغَاسِل)
وتفقه بآمل على الزجاجي صَاحب ابْن الْقَاص وَقَرَأَ على أبي سعيد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن كج بجرجان ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور وَأدْركَ أَبَا الْحسن الماسرجسي وتفقه عَلَيْهِ ارْبَعْ سِنِين)
ثمَّ قدم بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَالَ فِي حَقه لم أر فِي من رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأَشد تَحْقِيقا وأجود نظرا مِنْهُ
وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وفروع ابْن الْحداد وصنف فِي الْأُصُول وَالْمذهب وَالْخلاف ولجدل كتبا كَثِيرَة واستوطن بَغْدَاد وَولي الْقَضَاء بِربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصَّيْمَرِيّ وَلم يزل على الْقَضَاء إِلَى أَن توفّي بِبَغْدَاد رَحمَه الله تَعَالَى وَكتب إِلَى أبي الْعَلَاء المعري لما أَن قدم بَغْدَاد وَنزل فِي سويقة غَالب
(وَمَا ذَات در لَا يحل لحالب
…
تنَاوله وَاللَّحم مِنْهَا مُحَلل)
(لمن شَاءَ فِي الْحَالين حَيا وَمَيتًا
…
وَمن رام شرب الدّرّ فَهُوَ مضلل)
(إِذا طعنت فِي السن فالطعم طيب
…
وآكله عِنْد الْجَمِيع مُغفل)
(وخرفانها للْأَكْل فِيهَا كزازة
…
فَمَا لحصيف الرَّأْي فِيهِنَّ مأكل)
(وَمَا يجتني مَعْنَاهُ إِلَّا مبرز
…
عليم بأسرار الْقُلُوب مُحَصل)
فأملى المعري الْجَواب ارتجالاً على الرَّسُول
(جوابان عَن هَذَا السُّؤَال كِلَاهُمَا
…
صَوَاب وَبَعض الْقَائِلين مضلل)
(فَمن ظَنّه كرماً فَلَيْسَ بكاذب
…
وَمن ظَنّه نخلا فَلَيْسَ يجهل)
(لحمومهما الأعناب وَالرّطب الَّذِي
…
هُوَ الْحل والدر الرَّحِيق المسلسل)
(وَلَكِن ثمار النّخل وَهِي غضيضة
…
تمر وغضن الْكَرم يجنى ويؤكل)
(يكلفني القَاضِي الْجَلِيل مسائلاً
…
هِيَ النَّجْم قدرا بل أعز وأطول)
(وَلَو لم اجب عَنْهَا لَكُنْت بجهلها
…
جَدِيرًا وَلَكِن من يودك مقبل)
فَأَجَابَهُ القَاضِي عَن ذَلِك بقوله