الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قومه ذكره ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه 5910
3 -
(زين الدّين الْحَنْبَلِيّ)
عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الْمُفْتِي الإِمَام زين الدّين أَبُو سعد الْحَرَّانِي الْمُؤَذّن الشُّرُوطِي الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ قد طلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ قَلِيلا وَنسخ جملَة أَجزَاء سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَتقدم فِي الْفِقْه وناظر وتميز وَعِنْده صَحِيح مُسلم عَن الْقَاسِم الإربلي 5911
3 -
(ابْن مَاء السَّمَاء الأندلسي)
عبَادَة بن عبد الله بن مَاء السَّمَاء أَبُو بكر شَاعِر الأندلس وَرَأس الشُّعَرَاء فِي الدولة العامرية توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة تسع عشرَة قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة كَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر شيخ الصِّنَاعَة وَأحكم الْجَمَاعَة سلك إِلَى الشّعْر مسلكاً سهلاً فَقَالَت لَهُ غَرَائِبه مرْحَبًا وَأهلا وَكَانَت صَنْعَة التوشيح الَّتِي نهج أهل الأندلس طريقتها وَوَضَعُوا حَقِيقَتهَا غير مرقومة البرود وَلَا منظومة الْعُقُود فَأَقَامَ عبَادَة هَذَا منآدها وَقوم ميلها وسنادها فَكَأَنَّهَا لم تسمع بالأندلس إِلَّا مِنْهُ وَلَا أخذت إِلَّا عَنهُ واشتهر بهَا اشتهاراً غلب على ذَاته وَذهب بِكَثِير من حَسَنَاته وَأول من صنع أوزان هَذِه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها فِيمَا بَلغنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود القبري الضَّرِير وَقيل إِن ابْن عبد ربه صَاحب كتاب العقد أول من سبق إِلَى هَذَا النَّوْع من الموشحات ثمَّ نَشأ يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي وَكَانَ أول من أَكثر فِيهَا من التَّضْمِين فِي المراكز يضمن كل موقف يقف عَلَيْهِ فِي المراكز خَاصَّة فاستمر)
على ذَلِك شعراء عصره كمكرم بن سعيد وَابْني أبي الْحسن ثمَّ نَشأ عبَادَة هَذَا فأحدث التضفير وَذَلِكَ أَنه اعْتمد مَوَاضِع الْوَقْف فِي المراكز وَمن شعر عبَادَة الْمَذْكُور الْكَامِل المجزوء
(لَا تشكون إِذا عثر ت إِلَى صديق سوء حالك)
(فيريك ألوانا من الإذلال لم تخطر ببالك)
(إياك أَن تَدْرِي يمي
…
نك مَا يَدُور على شمالك)
…
(واصبر على نوب الزَّمَان وَإِن رمت بك فِي المهالك)
(وَإِلَى الَّذِي أغْنى وأقنى اضرع وسله صَلَاح حالك)
زَمَنه الْكَامِل
(اجل المدامة فَهِيَ خير عروس
…
تجلو كروب النَّفس بالتنفيس)
(واستغنم اللَّذَّات فِي عهد الصِّبَا
…
وأوانه لَا عطر بعد عروس)
وَمِنْه السَّرِيع
(فَهَل ترى أحسن من أكؤس
…
يقبل الثغر عَلَيْهَا اليدا)
(يَقُول لي الساقي أَغِثْنِي بهَا
…
وَخذ لجيناً وَأعد عسجدا)
(أغرق فِيهَا الْهم لَكِن طفا
…
حبابها من فَوْقهَا مزيدا)
(كَأَنَّمَا شيبها شَارِب
…
أمْسكهَا فِي كَفه سرمدا)
قَالَ ابْن بسام وَهَذَا من مَعَانِيه المخترعة وَأَلْفَاظه المبتدعة
قلت نقلت من خطّ جمال الدّين عَليّ بن ظافر هَذِه الْقطعَة وَقَالَ بعْدهَا الْقسم الْأَخير من الْبَيْت الثَّانِي معكوس لِأَن النديم يرد للساقي الكأس فارغة فَتكون حِينَئِذٍ باللجين أشبه ثمَّ يَأْخُذهَا ملأى فَتكون بالعسجد أولى وَالصَّوَاب أَن يَقُول وادفع لجينا ثمَّ خُذ عسجدا أَو أَقُول للساقي
وَلَعَلَّ الْكَاتِب غلط أَو الرَّاوِي قلت الصَّحِيح أَنه أَقُول للساقي وَيصِح الْمَعْنى وَهُوَ أحسن مِمَّا قَالَه ابْن ظافر
وَمن شعر عبَادَة فِي الْحَاجِب ابْن أبي عَامر الطَّوِيل
(لنا حَاجِب جَازَ الْمَعَالِي بأسرها
…
فَأصْبح فِي أخلاقه وَاحِد الْخلق)
)
(فَلَا يغترر مِنْهُ الجهول ببشره
…
فمعظم هَذَا الرَّعْد فِي أثر الْبَرْق)
وَمِنْه الْكَامِل
(دارت دوائر صُدْغه فَكَأَنَّهَا
…
حامت على تَقْبِيل نقطة خَاله)
(رشأ توحش من ملاقاة الورى
…
حَتَّى توحش من لِقَاء خياله)
(فلذاك صَار خياله لي زَائِرًا
…
إِذْ كنت فِي الهجران من أشكاله)
(وَلَقَد هَمَمْت بِهِ ورمت حرَامه
…
فحماني الإجلال دون حَلَاله)
وَمِنْه وَقد سقط برد عَظِيم المنسرح
(يَا عِبْرَة أهديت لمعتبر
…
عَشِيَّة الْأَرْبَعَاء من صفر)
(أرسل ملْء الأكف من برد
…
جلامداً تنهمي على الْبشر)
(كَاد يذيب الْقُلُوب منظرها
…
وَلَو أُعِيرَت قساوة الْحجر)
وَمِنْه المنسرح
(اشرب فعهد الشَّبَاب مغتنم
…
وفرصة فِي فَوَاتهَا نَدم)
(وعاطنيها من كف ذِي غيد
…
ألحاظه فِي النُّفُوس تحتكم)
(كَأَنَّهَا صارم الْأَمِير وَقد
…
خضب حديه من عداهُ دم)
وَكَانَت وَفَاة عبَادَة بمالقة فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ضَاعَت لَهُ مائَة مِثْقَال ذَهَبا فَاغْتَمَّ لذَلِك وَمَات
وَمن موشحاته
(من ولي فِي أمة أمرا وَلم
…
يعْزل إِلَّا لحاظ الرشأ الأكحل)
(جرت فِي
…
حكمك من قَتْلِي يَا مُسْرِف)
(فانصف
…
فَوَاجِب أَن ينصف الْمنصف)
(وارأف
…
فَإِن هَذَا الشوق لَا يرأف)
(علل قلبِي بِذَاكَ الْبَارِد السلسل
…
ينجل مَا بفؤادي من جوى مشعل)
(إِنَّمَا
…
تبرز كي توقد نَار الْفِتَن)
(صنما
…
مصوراً من كل شَيْء حسن)
(إِن رمى
…
لم يخط من دون الْقُلُوب الجنن)
(كَيفَ لي تخلص من سهمك الْمُرْسل
…
فصل واستبقني حَيا وَلَا تقتل)
)
(يَا سنا
…
الشَّمْس وَيَا أبهى من الْكَوْكَب)
(يَا منى
…
النَّفس وَيَا سؤلي وَيَا مطلبي)
(هَا أَنا
…
حل بأعدائك مَا حل بِي)
(عذلي من ألم الهجران فِي معزل
…
والخلي فِي الْحبّ لَا يسال عَمَّن بلي)
(أَنْت قد
…
صيرت بالحب من الرشد غي)
(لم أجد
…
فِي طرقي جسمك ذَنبا عَليّ)
(فاتئد
…
وَإِن تشأ قَتْلِي شَيْئا فشي)
(أجمل ووالني مِنْك يَد الْمفضل
…
فَهِيَ لي من حَسَنَات الزَّمن الْمقبل)
…
(مَا اغتذى
…
طرفِي إِلَّا بسنا ناظريك)
(وَكَذَا
…
فِي الْحبّ مَا بِي لَيْسَ يخفى عَلَيْك)
(وَلذَا
…
أنْشد وَالْقلب رهين لديك)
(يَا عَليّ سلطت جفنيك على مقتلي
…
فابق لي قلبِي وجد بِالْفَضْلِ يَا موئلي)
وَمِنْهَا
(حب المها عباده
…
من كل بسام السرَار)
قمر يطلع من حسن آفَاق الْكَمَال حسنه الأبدع
(لله ذَات حسن
…
مليحة الْمحيا)
(لَهَا قوام غُصْن
…
وشنفها الثريا)
(والثغر حب مزن
…
رضابه الحميا)
(فِي رشفه سعاده
…
كَأَنَّهُ صفو الْعقار)
جور رصع يسقيك من حُلْو الزلَال طيب المشرع
(رشيقة المعاطف
…
كالغصن فِي قوام)
(شهدية المراشف
…
كالدر فِي نظام)
(دعصية الروادف
…
والحضر ذُو انهضام جوالة القلادة محلولة عقد الْإِزَار)
حسنها أبدع من حسن ذياك الغزال أكحل المدامع
(ليلية الذوائب
…
ووجهها نَهَار)
)
(مصقولة الترائب
…
ورشفها عقار)
(أصداغها عقارب
…
والخد جلنار)
(ناديت وافؤاداه
…
من غادة ذَات اقتدار)
لحظها أقطع من حد مصقول الناص فِي الْفَتى الأشجع
(سفرجل النهود
…
فِي مرمر الصُّدُور)
(يزهى على الْعُقُود
…
من لِدَة البحور)
(ومقلة وجيد
…
من غادة سفور)
(حبي لَهَا عباده
…
أعوذ من ذَاك الفخار)