الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّامَّة والمنزلة الرفيعة وَكَانَ متديناً صَالحا سمع فِي صباه من أبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَأبي نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرْسِي وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بَشرَان وَأبي الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَغَيرهم وَعمر وَانْفَرَدَ بالرواية عَن اكثر شُيُوخه وأملى بِمَكَّة وَغَيرهَا وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وروى عَنهُ الْحفاظ ومتعه الله بحواسه وَولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب
3 -
(البديع الدِّمَشْقِي الْكَاتِب)
طراد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو فراس السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالبديع مَاتَ مُتَوَلِّيًا بمص قَالَ السلَفِي علقت عَنهُ شعرًا وَكَانَ آيَة فِي النّظم والنثر لَهُ مقامات ورسائل ومدح تَاج الدولة تتش بن ألب أرسلان وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة قلت وَمن شعره قصيدة مدح بهَا الْوَزير ابْن أبي اللَّيْث فَأَجَازَهُ ألف دِينَار أَولهَا
(من كَانَ يغرب فِي القريض ويبدع
…
فَلِذَا الْمَكَان من القوافي مَوضِع)
وَمن شعره
(يَا نسيماً هَب مسكاً عبقا
…
هَذِه أنفاس ريا جلقا)
(كف عني والهوى مَا زادني
…
برد أنفاسك إِلَّا حرقا)
(لَيْت شعري نقضوا أحبابنا
…
يَا حبيب النَّفس ذَاك الموثقا)
(يَا ريَاح الشوق سوقي نحوهم
…
عارضاً من سحب عَيْني غدقا)
(وانثري عقد دموع طالما
…
كَانَ منظوماً بأيام اللقا)
)
واشتهرت هَذِه الأبيات وغنى بهَا المغنون قَالَ بَعضهم فمررت يَوْمًا بِبَعْض شوارع الْقَاهِرَة وَقد حضرت جمال كَثِيرَة حملوها تفاح من الشَّام فعبقت رَوَائِح تِلْكَ الحمول فَأَكْثَرت التلفت لَهَا وَكَانَت أَمَامِي امْرَأَة سائرة ففطنت لما داخلني من الْإِعْجَاب بِتِلْكَ الرَّائِحَة فأومأت إِلَيّ وَقَالَت هَذِه أنفاس ريا جلقا وَمِنْه
(هَكَذَا فِي حبكم أستوجب
…
كبد حرى وقلب يجب)
(وجزا من سهرت أجفانه
…
هِجْرَة تمضى وَأُخْرَى تعقب)
(زفرات فِي الحشا محرقة
…
وجفون دمعها ينسكب)
(قَاتل الله عذولي مَا درى
…
أَن فِي الْأَعْين أسداً تثب)
(لَا أرى لي عَن حَبِيبِي سلوة
…
فدعوني وغرامي واذهبوا)
وَمِنْه فِي غُلَام يقطع بطيخاً بسكين نصابها أسود
(انْظُر بِعَيْنِك جوهراً متأملاً
…
سحرًا لفرط بَيَانه وجماله)
(قمر يقد من الشموس أهلة
…
بظلام هجرته وفجر وصاله)
وَقَالَ وكقد جلس فِي طرف مجْلِس
(قيل لي لم جَلَست فِي آخر القو
…
م وَأَنت البديع رب القوافي)
(قلت إخترته لِأَن الْمُنَادِي
…
ل يرى طرزها على الْأَطْرَاف)
وَقَالَ من قصيدة مدح بهَا أَبَا النَّصْر بن النَّصْر قَاضِي الصَّعِيد
(هَل الْبَين أَيْضا مغرم يعشق البانا
…
فَيَأْخُذ قضباناً وَيدْفَع نيرانا)
(أيا عاذلي اللاحيين صدعتما
…
فؤاداً بأنواع الكآبة ملآنا)
(أيجمل بالسالي يفند عَاشِقًا
…
أيحسن بالصاحي يُعَاتب سكرانا)
(فِرَاق الْفَتى أحبابه مثل مَوته
…
فليت الردى من قبل فرقتهم كَانَا)
(أيا دهر لَا تسفك دمي إِن ناصري
…
أَبُو النَّصْر فَاعْلَم أَنه دم عثمانا)
وَقَالَ فِيهِ
(حاكمكم بَهِيمَة
…
لَيست تَسَاوِي العلفا)
)
(وَلَيْسَ فِيهِ مُضْغَة
…
طيبَة سوى الْقَفَا)
فَأمر القَاضِي بسجنه فَقَالَ
(أَصبَحت بَين مصائب
…
من كيد ذَات حر سمين)
(أَنا يُوسُف أمرت بسج
…
ني زَوْجَة القَاضِي المكين)
وَمِنْه يهجو الجبيلي الشَّاعِر
(أَتَى الجبيلي بِشعر مثل شعرته
…
كالعير ينهق لما عاين الأتنا)
(فكم جهدت بِأَن أهزا بلحيته
…
فَصَارَ يخرى عَلَيْهَا فاسترحت أَنا)