الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الظَّاء)
(ظافر
5801)
3 -
(الْحداد الإسكندري)
ظافر بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن خلف أَبُو مَنْصُور الجذامي الإسكندري الْحداد الشَّاعِر صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور أَخذ عَنهُ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره قصيدته الْمَشْهُورَة وَهِي الْكَامِل
(لَو صَحَّ بِالصبرِ الْجَمِيل ملاذه
…
مَا سح وابل دمعه ورذاذه)
(مَا زَالَ جَيش الْحبّ يَغْزُو قلبه
…
حَتَّى وهى وتقطعت أفلاذه)
(لم يبْق فِيهِ مَعَ الغرام بَقِيَّة
…
إِلَّا رسيس يحتويه جذاذه)
(من كَانَ يرغب فِي السَّلامَة فَلْيَكُن
…
أبدا من الحدق المراض عياذه)
(لَا يخدعنك بالفتور فَإِنَّهُ
…
مرض يضر بقلبك استلذاذه)
(يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي من طرفه
…
سهم إِلَى حب الْقُلُوب نفاذه)
(در يلوح بفيك من نظامه
…
خمر يجول عَلَيْهِ من نباذه)
(وقناة ذَاك الْقد كَيفَ تقومت
…
وَسنَان ذَاك اللحظ مَا فولاذه)
(رفقا بجسمك لَا يذوب فإنني
…
أخْشَى بِأَن يجفو عَلَيْهِ لاذه)
(هاروت يعجز عَن مواقع سحره
…
وَهُوَ الإِمَام فَمن ترى أستاذه)
(تالله مَا علقت محاسنك امْرأ
…
إِلَّا وَعز على الورى استنقاذه)
(أغريت حبك بالقلوب فأذعنت
…
طَوْعًا وَقد أودى بهَا استحواذه)
(مَالِي أتيت الْحَظ من أبوابه
…
جهدي فدام نفوره ولواذه)
(إياك من طمع المنى فعزيزه
…
كذليله وغنيه شحاذه)
(ذالية ابْن دُرَيْد استهوي بهَا
…
قوم غَدَاة نبت بِهِ بغداذه)
(دانوا لزخرف قَوْله فتفرقت
…
طَمَعا بهم صرعاه أَو جذاذه)
(من قدر الرزق السّني لَك إِنَّمَا
…
قد كَانَ لَيْسَ يضرّهُ إِنْفَاذه)
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَأَيْت عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الْمُغنِي)
شرح الْمُهَذّب فِي الْفِقْه لما انْتهى إِلَى ذكر أبي بكر مُحَمَّد بن الْحداد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ذكر بعض هَذِه الأبيات وَعَزاهَا إِلَيْهِ وَمَا أوقعه فِي ذَلِك إِلَّا أَن ظافر يعرف بالحداد وَمن شعر ظافر الْحداد قَوْله الطَّوِيل
(يذم المحبون الرَّقِيب وليت لي
…
من الْوَصْل مَا يخْشَى عَلَيْهِ رَقِيب)
قلت وَهُوَ مِمَّن أَجَاد التَّشْبِيه فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات الطَّوِيل
(وَقد سبحت فِيهِ الثريا كَأَنَّهَا
…
بنيقات وشي فِي قَمِيص حداد)
(ولاحت بَنو نعش كتنقيط كَاتب
…
بيسراه للتعليم آخر صَاد)
(إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ
…
رِدَاء عروس فِيهِ صبغ مداد)
قلت هُوَ يشبه قَول الْقَائِل الْكَامِل
(خلقت نُجُوم بَنَات نعش سَبْعَة
…
تترى كَمَا نظم الخرائد جوهرا)
(تبدو كَمَا رسمت بنان مكتب
…
لمكتب فِي اللَّوْح صاداً أعسرا)
وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط
(كَأَن أنجمها فِي الجو زاهرة
…
دَرَاهِم والثريا كف منتقد)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(والجو من شفق الْغُرُوب مفروز
…
كحديقة حفت بورد أَحْمَر)
(وبدا الْهلَال لليلتين كَأَنَّهُ
…
فتر حوى تفاحة من عنبر)
وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل
(وَاللَّيْل قد ولى بعبسة هارب
…
وَالصُّبْح قد وافى ببشر معرس)
(وَالْفَجْر قد أخْفى النُّجُوم كَأَنَّهُ
…
سيل يفِيض على حديقة نرجس)
قلت أَخذ اللَّفْظ وَالْمعْنَى من قَول حجاج الْكَامِل
(هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا
…
نهر تفتح فِيهِ رَوْضَة نرجس)
وَأما مُحَمَّد بن عَطِيَّة الْكَاتِب القيرواني فَقَالَ
(الْكَامِل وكنما الْفجْر المطل على الدجى
…
ونجومه المتأخرات تقوضا)
(نهرٌ تعرض فِي السَّمَاء وَحَوله
…
أَشجَار وردٍ قد تفتح أبيضا)
وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط)
(والأقحوانة تحكي ثغر غانية
…
تبسمت فِيهِ من عجب وَمن عجب)
(فِي الْقد وَالْبرد والريق الشهي وطي
…
ب الرّيح واللون والتفليج والشنب)
(كشمسة من لجين فِي زبرجدة
…
قد برقتْ تَحت مِسْمَار من الذَّهَب)
قلت أَخذه ابْن عبَادَة الإسكندري وشاركه فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى فَقَالَ الْبَسِيط
(والأقحوانة تجلو وَهِي ضاحكة
…
عَن وَاضح غير ذِي ظلم وَلَا شنب)
(كَأَنَّمَا شمسة من فضَّة حرست
…
خوف الْوُقُوع بمسمار من الذَّهَب)
وَقَالَ ظافر أَيْضا الْكَامِل
(والأقحوانة فِي الرياض تخالها
…
ثغراً يعَض على حُرُوف رباعي)
وَقَالَ المتقارب
(كَأَن سنابل حب الحصيد
…
وَقد شارفت وَقت إبانها)
(كبائس مضفورة ربعت
…
وأرخي فَاضل خيطانها)
وَقَالَ المتقارب
(غدونا على أرؤس أحكمت
…
وتمت محَاسِن أوصافها)
(حكت قطع الْقطن مندوفة
…
كَمَا فَارَقت يَد ندافها)
(كَأَن تماثيل أجسامها
…
وأفواهها تَحت آنافها)
(خليع الطراطير بيضًا وَقد
…
تفتق مَا فَوق أطرافها)
وَقَالَ ظافر أَيْضا فأبدع الطَّوِيل
(كَأَن حباب المَاء ثوب مرائش
…
وَقد شابه لون الضُّحَى فتلونا)
(فَكَانَ كأحناك الظباء تثاءبت
…
فأظهرن تدريجاً هُنَاكَ مغضنا)
(إِذا أبرم التيار دارته حكت
…
أنامل خراط يحرر مدهنا)
وَقَالَ الطَّوِيل
(ترى مِنْهُ تَحت المَاء درعاً وجوشناً
…
وسيفاً بِلَا غمد وَإِن كَانَ راكداً)
(كَأَن الصِّبَا لما أدارت حبابه
…
تمر على سيف صقيل مباردا)
وَقَالَ الْبَسِيط
(هلل فَإِن هِلَال الْعِيد عَاد بِمَا
…
قد كنت تعهد من لَهو وَمن طرب)
)
(كحلقة من لجين ذاب أَكْثَرهَا
…
لما تغافل ملقيها على اللهب)
وَقَالَ الطَّوِيل
(تَأَمَّلت بَحر النّيل طولا وَخَلفه
…
من الْبركَة الْغناء كل مقعر)
(فَكَانَت وَقد لاحت بسيطة خضرَة
…
وَكَانَت وفيهَا المَاء بَاقٍ موفر)
(عِمَامَة شرب ذِي حواش بخضرة
…
أضيف إِلَيْهَا طيلسان مقور)
وَكَانَ الْأَمِير ابْن ظفر أَيَّام ولَايَته الثغر قد ضَاقَ خَاتم على خِنْصره وأفرط إِلَى أَن ورم فأحضر ابْن ظافر لقطع الْخَاتم فَلَمَّا قطع الْحلقَة أنْشدهُ بديها السَّرِيع
(قصر عَن أوصافك الْعَالم
…
وَكثر الناثر والناظم)
(من يكن الْبَحْر لَهُ رَاحَة
…
يضيق عَن خنصرها الْخَاتم)
فَاسْتَحْسَنَهُ ووهب لَهُ الْحلقَة وَكَانَت من ذهب وَكَانَ بَين يَدي الْأَمِير غزال مستأنس قد ربض وَجعل رَأسه فِي حجره فَقَالَ ظافر بديها المتقارب
(عجبت لجرأة هَذَا الغزال
…
وَأمر تخطى لَهُ وَاعْتمد)
(وأعجب بِهِ إِذْ بدا جاثماً
…
وَكَيف اطْمَأَن وَأَنت الْأسد)
فَزَاد الْأَمِير والحاضرون فِي الِاسْتِحْسَان مِنْهُ وَتَأمل ظافر شَيْئا كَانَ على بَاب الْمجْلس يمْنَع الطير من دُخُولهَا فَقَالَ بديها المتقارب
(رَأَيْت ببابك هَذَا المنيف
…
شباكاً فأدركني بعض شكّ)
(وفكر فِيمَا رأى خاطري
…
فَقلت الْبحار مَكَان الشبك)
وَمن نظم ظافر الْحداد أَيْضا فِي كرْسِي النّسخ الْكَامِل
(انْظُر بِعَيْنَيْك فِي بديع صنائعي
…
وَعَجِيب تركيبي وَحِكْمَة صانعي)
(فكأنني كفا محب شبكت
…
يَوْم الْفِرَاق أصابعاً بأصابع)
قلت أوردت يَوْمًا هَذَا الْمَقْطُوع بِحَضْرَة بعض الأفاضل فَقَالَ لي ذكر الْمُحب هُنَا حَشْو وَلَا علاقَة للمحب والتشبيه يَصح بِدُونِ إِضَافَة الْكَفّ إِلَى محب أَو غَيره فَقلت ذكر الْمُحب هُنَا أوقع فِي النَّفس من ذكر غَيره لِأَن الْغَالِب فِي تشبيك الْإِنْسَان كَفه بِالْأُخْرَى عِنْدَمَا يبغته الْأَمر الَّذِي يكرههُ وَلَا أكره من حَالَة الْفِرَاق عِنْد الْمُحب فلاق ذكره هُنَا دون غَيره فَاسْتَحْسَنَهُ الْحَاضِرُونَ ولظافر الْحداد موشحات مِنْهَا قَوْله)
(ثغر لَاحَ يستأسر الْأَرْوَاح
…
لما فاح بِالْخمرِ والتفاح)
(الْجَانِي
…
ذَا التائه الْجَانِي)
(يلحاني
…
من لَيْسَ بالحاني)