الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرميسني التَّاجِر أَبُو الْعَبَّاس الصُّوفِي البغداذي سَافر صَبيا وجال فِيمَا بَين الْعرَاق وَالشَّام وديار مصر وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وبلاد التّرْك وَدخل بِلَاد الْهِنْد وَأقَام بهَا نَحْو عشْرين سنة وَكَانَ يَحْكِي الْعَجَائِب وَسكن جَزِيرَة سرنديب وَتَوَلَّى بهَا الخطابة ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ بعد أَن غَابَ عَنْهَا سفرة وَاحِدَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ يسكن برباط المأمونية سمع الحَدِيث بإفادة أَخِيه من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي ابْن البطي وَغَيرهمَا وَسمع بنيسابور وبمرو وبأصبهان وحدّث باليسير توفّي بالموصل سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
3 -
(النَّقِيب ابْن الزَّوَال)
أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ممد بن يَعْقُوب ابْن الْحسن ابْن الْمَأْمُون ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي الْمَعْرُوف بِابْن الزوّال قَلّدهُ المستضيء نقابة العباسيين وعزله الإِمَام النّاصر ثمَّ أَعَادَهُ وَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن مَاتَ توفّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة
3 -
(المنازي)
أَحْمد بن يُوسُف أَبُو نصر المنازي الْكَاتِب الشَّاعِر الْوَزير وزر لأبي نصر أَحْمد بن مَرْوَان صَاحب ميّافارقين وَتقدم ذكره وترسلّ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة مرراً وَجمع كتبا كَثِيرَة ثمّ وَقفهَا على جَامع آمد وميافارقين وَاجْتمعَ بِأبي الْعَلَاء المعري وشكا أَبُو الْعَلَاء إِلَيْهِ أَنه مُنْقَطع عَن النَّاس وهم يؤذونه فَقَالَ مَا لَك وَلَهُم وَقد تركت لَهُم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فتألم أَبُو الْعَلَاء وأطرق مغضباً
وَله ديوَان شعر وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى منازكرد توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة واجتاز فِي بعض أَسْفَاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه وَمَا هُوَ عَلَيْهِ فنظم فِيهِ الأبيات الْمَشْهُورَة وَهِي
(وقانا لفحة الرمضاء وادٍ
…
وَقَاه مضاعف النبت العميم)
(نزلنَا دوحه فحنا علينا
…
حنوّ المرضعات على الفطيم)
)
(يُرَاعِي الشَّمْس أنّى واجهتنا
…
فيحجبها وَيَأْذَن للنسيم)
(تروع حصاه حَالية العذارى
…
فتلمس جَانب العقد النظيم)
وَأورد لَهُ الخطيري فِي زِينَة الدَّهْر قَوْله
(ولي غُلَام طَال فِي دقّةٍ
…
كخطّ إقليدس لَا عرض لَهُ)
(وَقد تناهى عقله خفّةً
…
فَصَارَ كالنقطة لَا جُزْء لَهُ)
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان وَيُوجد لَهُ بأيدي النَّاس مقاطيع وَأما ديوانه فعزيز الْوُجُود وَبَلغنِي أَن القَاضِي الْفَاضِل رحمه الله وصّى بعض الأدباء السفار أَن يحصل لَهُ ديوانه فَسَأَلَ عَنهُ فِي الْبِلَاد الَّتِي انْتهى إِلَيْهَا فَلم يَقع لَهُ على خبر فَكتب إِلَى الْفَاضِل يُخبرهُ بِعَدَمِ قدرته عَلَيْهِ وَفِيه أَبْيَات من جُمْلَتهَا عجز بَيت وَهُوَ وأقفر من شعر المنازي الْمنَازل انْتهى
قلت أما الأبيات الميمية فَإِنَّهَا شاعت وذاعت وضمّنها الشُّعَرَاء أَشْيَاء لائقة يَجِيء كلّ شَيْء فِي تَرْجَمَة قَائِله وأمّا البيتان الأخيران ففيهما عيب وَهُوَ الإيطاء لِأَن لَهُ تَكَرَّرت مَعَه فِي القافيتين وَمن شعره يرثي طفْلا لَهُ توفّي
(أطاقت يَد الْمَوْت انتزاعك من يَدي
…
وَلم يطق الْمَوْت انتزاعك من صَدْرِي)
(لَئِن كنت ممحوّ المحاسن فِي الثرى
…
فَإنَّك مَحْفُوظ المحاسن فِي فكري)
(فَلَا وصل إِلَّا بَين عينيّ والبكا
…
وَلَا هجر إِلَّا بَين قلبِي وَالصَّبْر)
وَمِنْه
(نفى حَتَّى الذُّبَاب الْخضر عَنْهَا
…
ذُبَاب من حسامك ذُو اخضرار)
(وشردّ ضاريات الْأسد عَنْهَا
…
ثعالب فِي أسنتك الضواري)
وَمِنْه
(لحى الله من يستنصر ابْن عدوّه
…
سفاهاً وَلَا يستنصر ابْن أَبِيه)
(كفيلٍ من الشطرنج يحمي ويحتمي
…
بقاطبة الشطرنج غير أَخِيه)
وَمن شعر النازي أوردهُ لَهُ أُسَامَة بن منقذ فِي شعراء الْمُحدثين
(لقد عرض الْحمام لنا بسجعٍ
…
إِذا أصغى لَهُ ركبٌ تلاحى)
)
(صَحا قلب الخلّي فَقَالَ غنّى
…
وبرّح بالشجي فَقَالَ ناحا)
(وَكم للشوق فِي أحشاء صبٍ
…
إِذا اندملت أجدّ لَهَا جراحا)
(ضَعِيف الصَّبْر فِيك وَإِن تقاوى
…
وسكران الْفُؤَاد وَإِن تصاحى)
(كَذَاك بَنو الْهوى سكرى صحاةٌ
…
كأحداق المها مرضى صحاحا)
وَأورد لَهُ أَيْضا
(أظاهر بالعتبى إِذا أضمرت عتبا
…
وأسأل غفراناً وَلم أعرف الذنبا)
(وأصدق مَا نبئت أنّي بلوتها
…
فَمَا سالمت سلما وَلَا حَارَبت حَربًا)
(هِيَ الشَّمْس حَالَتْ دونهَا حجب خدرها
…
وَلَو برزت كَانَ الضياء لَهَا حجبا)
(إِذا جهّزت ألحاظها قصد غافلٍ
…
أغارت على قلبٍ أَو استهلكت لبّا)
(ألم يَأن فِي حكم الْهوى أَن ترقّ لي
…
من المدمع الريان والكبد اللهبى)
(وَمن زفرةٍ حرّى إِذا مَا تقطّعت
…
شعاعاً تدمّي الجفن أَو تحرق الهدبا)
(شجتني ذَات الطوق عجماء لم تبن
…
وشيمة عجم الطير أَن تشجي العربا)
(دنا إفها واخضرّ أَطْرَاف عيشها
…
فهاجت لي الْبلوى وَقد هدلت عجبا)
(هفا بك متن الْغُصْن لَو أَن قدرَة
…
سلبتك حلي الطوق والغصن الرّطبا)
(ولكنّ إخْوَانًا أعدّ فراقهم
…
خساراً وَلَو سَافَرت أقتنص الشّهبا)
(وخلفت قلبِي بالعراق رهينةً
…
لقصد بلادٍ مَا اكْتسبت بهَا قلبا)
(وإنّي ليحييني على بعد دَاره
…
نسيم نعاماه وَلَو حملت تربا)
(وَمن شيمتي أَن استهبّ لَهُ الصبّا
…
واستتبع النعمى واستمطر السحبا)
(وَأَعْمر من ذكرَاهُ كلّ مفازةٍ
…
وألهي بعلياه الركائب والرّكبا)
(واذكره بالطيب إِن جَاءَ طَارِقًا
…
وبالطيف إِن أسرى وبالسيف إِن هبّا)
(وبالبدر إِن وافى وبالليث إِن سَطَا
…
وبالغيث إِن أروى وبالبحر إِن عبّا)
(وأشتاق أَيَّامًا تقضّت كَأَنَّمَا
…
أسرّت عَن الْأَيَّام أَو أدْركْت غصبا)
(تحنّ حنين الْبعد والشمل جَامع
…
ويزداد حبّاً كلما لم يزر غبّا)
(إخاء تَعَالَى أَن يكون أخوّةً
…
وقربى ودادٍ لَا تقاس إِلَى قربى)
وَمن شعر المنازي)
(غزال قدّه قدّ رطيب
…
تلِيق بِهِ المدائح والنسيب)
(جهدت فَمَا أصبت رِضَاهُ يَوْمًا
…
وَقَالُوا كلّ مجتهدٍ يُصِيب)
وَمِنْه
(ومبتسم بثغرٍ كالأقاحي
…
وَقد لبس الدّجى فَوق الصَّباح)
(لَهُ وَجه يدلّ بِهِ وَعين
…
يمرّضها فيكسر كل صَاح)
(وَتثني عطفه خطرات دلًّ
…
إِذا لم تثنه نشوات رَاح)
(يمِيل مَعَ الوشاة وأيّ غصنٍ
…
رطيبٍ لَا يمِيل مَعَ الرِّيَاح)