الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
(الدَّورقي)
)
أَحْمد بن مُحَمَّد الدّورقي أحد شعراء الْعَسْكَر يَقُول فِي الْحسن بن وهب يهجوه
(تنكّر آل وهبٍ للصديق
…
وَلم أك للتنكر بالمطيق)
(وهبت مَوَدَّة الْحسن بن وهبٍ
…
الْمَسَاجِد وَالطَّرِيق)
(وعفت أَخَاهُ إِذْ قد كَانَ يزهى
…
بدين أَبِيه دين الجاثليق)
وَله فِيهِ وَقيل فِي أَخِيه سُلَيْمَان
(لابدَّ يَا نفس من سُجُود
…
فِي زمن السوء للقرود)
(هبّت لَك الرّيح يَا ابْن وهبٍ
…
فَخذ لَهَا أهبة الركود)
3 -
(ابْن درّاج القسطلي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْعَاصِ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن درّاج الأندلسي القسطلّي الْكَاتِب كَاتب الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر وشاعره كَانَ من جملَة الفحول فِي شعراء المغاربة وَالْعُلَمَاء الْمُتَقَدِّمين ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَقَالَ فِي حَقه كَانَ بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشَّام وَهُوَ أحد الشُّعَرَاء الفحول وَكَانَ يجيد مَا ينظم وَيَقُول وَأورد لَهُ أَشْيَاء مليحة وَذكره ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة وسَاق طرفا من رسائله ونظمه وَأمره الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر أَن يُعَارض أَبَا نواس فِي قصيدته الَّتِي أَولهَا أجارة بيتينا أَبوك غيور فأنشده قصيدة بليغه من جُمْلَتهَا
(ألم تعلمي أنَّ الثَّواء هُوَ التَّوى
…
وَأَن بيُوت العاجزين قُبُور)
(تخّوفني طول السَّفار وَإنَّهُ
…
لتقبيل كفّ العامريّ سفير)
(دعيني أرد مَاء المفاوز آجناً
…
إِلَى حَيْثُ مَاء المكرمات نمير)
(فإنَّ خطيرات الْهَالِك ضمَّن
…
لراكبها أَن الْجَزَاء خطير)
وَمِنْهَا يصف وداعه زَوجته وَولده الصَّغِير
(ولّما تداعت للوداع وَقد هفا
…
بصبري مِنْهَا أَنه وزفير)
(تناشدني عهد المودّة والهوى
…
وَفِي المهد مبغوم النداء صَغِير)
(عييُّ بمرجوع الْخطاب ولحظه
…
بموقع أهواء النُّفُوس خَبِير)
(تبوّأ مَمْنُوع الْقُلُوب ومهّدت
…
لَهُ أذرعٌ محفوفة ونحور)
)
(فكلّ مفدّاة الترائب مرضع
…
وكلُّ محيّاة المحاسن ظير)
(عصيت شَفِيع النّفس فِيهِ وقادني
…
رواح لتدآب السُّرى وبكور)
(لَئِن ودّعت مني غيوراً فإنّني
…
على عزمتي من شجوها لغيور)
(وَلَو شاهدتني والهواجر تلتظي
…
علَّي ورقراق السَّراب يمور)
(أسلَّط حرّ الهاجرات إِذا سَطَا
…
على حرّ وَجْهي والأصيل هجير)
(وأستنشق النكباء وَهِي لوافح
…
وأستوطن الرمضاء وَهِي تَفُور)
(وللموت فِي عين الجبان تلوّن
…
وللذعر فِي سمع الجريء صفير)
(لبان لَهَا أنّي من الضيم جازعٌ
…
وأنّي على مضَّ الخطوب صبور)
(وَلَو بصرت بِي والسُّرى جلُّ عزمتي
…
وجرسي لجنّان الفلاة سميرُ)
(وأعتسف الموماة فِي غسق الدُّجى
…
وللأسد فِي غيل الغياض زئير)
وَقد حوَّمت زهر النُّجُوم كَأَنَّهَا كواعب فِي خضر الحدائق حور
(ودارت نُجُوم القطب حَتَّى كَأَنَّهَا
…
كئوس مهاً والى بهنَّ مدير)
(وَقد خيّلت طرق المجرَّة أنّها
…
على مفرق اللَّيْل البهيم قتير)
(وثاقب عزمي والظلام مروع
…
وَقد غضّ أجفان النُّجُوم فتور)
(لقد أيقنت أنَّ المنى طوع همتّي
…
وأنّي بعطف العامريّ جدير)
وَمن شعر ابْن درّاج
(سأمنع قلبِي أَن يحنَّ إِلَيْك
…
وأنهى دموعي أَن تفيض عَلَيْك)
(أغدراً وَلم أغدر وخوناً وَلم أخن
…
لقد ضَاعَ لي صدق الْوَفَاء لديك)
(أصدُّ بوجهي عَن سنا الشَّمْس طالعاً
…
لِأَن صَار مَنْسُوب الصِّفَات إِلَيْك)
(وأستفظع الشُّد اللّذيذ مذاقه
…
لمطعمه الْمَوْجُود فِي شفتيك)
(وأصرف عَن ذكراك سَمْعِي ومنطقتي
…
وَلَو نازعتنيه حمامة أيك)
(وَلَو عَن لي ظَبْي الفلاة اجتنبته
…
لتمثال عَيْنَيْك وسالفتيك)
وَمن شعره يمدح الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر
(كفّي شئونك سَاعَة فتأمّلي
…
فلعلّها بشرى الصَّباح الْمقبل)
(وتنجّزي وعد الْمَشَارِق وانظري
…
واستخبري زهر الْكَوَاكِب واسألي)
)
(فلعلّ غايات الدجى أَن تَنْتَهِي
…
وَعَسَى غيابات الأسى أَن تنجلي)
(لَا تخدعي بدموع عَيْنك فِي الورى
…
قلباً يعزُّ عَلَيْهِ أَن تتذلّلي)
(تحمّلي شجن النّوى لَا تمكني
…
أَيدي الصبابة من عنان تجمُّلي)
(لَا تخذلي بِالْعَجزِ عزمي بَعْدَمَا
…
شافهت أعجاز النّجوم الأفَّل)
(فليسعدنَّ الحزم إِن لم تسعدي
…
وليفعلنَّ الحقُّ إِن لم تفعلي)
(ولأعسفنَّ اللَّيْل غير مشيعٍ
…
ولأركبنَّ الهول غير مذللَّ)
مِنْهَا
(وكأنما الشَعّرى سراج موقد
…
وقف على طرق النُّجُوم الضُّلَلّ)
(وَكَأن مُلْتَزم الفراقد قطبها
…
ركب على عرفان داثر منزل)
(وتحوَّلت أمُّ النّجوم كَأَنَّهَا
…
زهر تراكم فَوق مجْرى جدول)
وَمن شعره أَيْضا
(إِلَى أَي ذكرى بعد ذكراك أرتاح
…
وَمن أيّ بحرٍ بعد بحرك أمتاح)
(إِلَيْك انْتهى الرّيّ الَّذِي بك يَنْتَهِي
…
ويسرح لي الرَّأْي الَّذِي بك يلتاح)
(وَفِي مائك الإغداق والصفو والروا
…
وَفِي ظلّك الريحان والرَّوح والراح)
(وكلُّ بأثمار الْحَيَاة مهدَّل
…
وبالعطف ميّاس وبالعرف ميّاح)
(فأغدق للظّمآن محياً ومشرب
…
وأفسح بالضاحي غصون وأدواح)
(تغنّي طيور الْيمن فِيهَا كَأَنَّمَا
…
بعلياك تشدو أَو لذكراك ترتاح)
(فألحانها فِي سمع من أَنْت حزبه
…
أغانٍ وَفِي أسماع شانيك أنواح)
وَمِنْه
(أوجفت خيلي فِي الْهوى وركابي
…
وقذفت نبلي بالصبا وحرابي)
(وسللت فِي سبل الغواية صَارِمًا
…
عضباً ترقرق فِيهِ مَاء شَبَابِي)
(وَرفعت للشّوق المبَّرح رايةً
…
خفّاقةً بهوائج الأطراب)
(ولبست للّوّام لأمة خالعٍ
…
مسرودةً بصبابةٍ وتصاب)
(وبرزت للشّكوى بشكّة معلمٍ
…
نكص الملام بهَا على الأعقاب)
(فاسأل كمين الشّوق كَيفَ أثرته
…
بغروب دمع صبَابَة التسكاب)
)
(واسأل جنود العذل كَيفَ لقيتها
…
فِي جحفل البرحاء والأوصاب)