الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهَاب الدّين الطَّبِيب الصَّفَدِي مولده بالشّغر بكاس سنة إِحْدَى وسبتين وسِتمِائَة ثمَّ انْتقل إِلَى صفد وَبهَا سمي وانتقل إِلَى مصر وخدم فِي جملَة أطباء السُّلْطَان والبيمارستان المنصوري وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ رَأَيْته غير)
مرّة بِالْقَاهِرَةِ وَاجْتمعت بِهِ وأنشدني أشعاراً كَثِيرَة لنَفسِهِ وَكَانَت لَهُ قدرَة على وضع المشجّرات فِيمَا ينظمه ويبرز أمداح النَّاس فِي أشكال أطيار وعمائر وأشجار وَعقد وأخياط ومآذن وَغير ذَلِك نوفي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن بِالْقَاهِرَةِ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِيمَا يكْتب على السَّيْف
(أَنا أَبيض كم جبت يَوْمًا أسوداً
…
فأعدته بالنصر يَوْمًا أبيضا)
(ذكر إِذا مَا استلّ يَوْم كريهةٍ
…
جعل الذُّكُور من الأعادي حيّضا)
(أختال مَا بَين المنايا والمنى
…
وأجول فِي وسط القضايا والقضا)
وَكتب إليّ وَقد وقف على شَيْء كتبته وذهبّته
(ومزمّكٍ باللاّزورد كِتَابَة
…
ذَهَبا فَقلت وَقد أَتَت بوفاق)
(أأخذت أَجزَاء السَّمَاء حللتها
…
أم قد أذبت الشَّمْس فِي الأوراق)
(أكتبت بالوجنات حمرتها كَمَا
…
مخضرها بمرائر العشاق)
(ورقمتها ببياضها وسوادها
…
أنّى أطاعك رونق الأحداق)
وَكتب إلّي أَيْضا
(معانيك والألفاظ قد سحرًا الورى
…
لكلّ من الْأَلْبَاب قد أعطيا حظّا)
(فهبك سبكت التبر معنى وصغته
…
فَكيف أذبت الدرّ صيّرته لفظا)
وَقَالَ
(حجبت وَقد وافيت أول قادمٍ
…
بِأول شهرٍ حلّ أول عَامه)
(وَكَانَ خَلِيل الْقلب فِي نَار شوقه
…
وَكنت المنى فِي برده وَسَلَامه)
وَقَالَ
(وَمَا زلت أَنْت المشتهي متولعاً
…
بِكَثْرَة تردادٍ إِلَى الرَّوْضَة الصُّغْرَى)
(إِلَى أَن لغت الْقَصْد فِي كلّ مشتهًى
…
من الْمُصْطَفى الْمُخْتَار فِي الرَّوْضَة الْكُبْرَى)
3 -
(شمس الدّين الطَّيِّبِيّ)
أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب شمس الدّين ابْن أبي المحاسن كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس الْمَعْرُوف بالطيبيبكسر الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة كَاتب مجيد فِي النّظم والنثر مكثر)
من شعره
(النَّهر وافى شاهراً سَيْفه
…
ولمعه يحتبس الأعينا)
(فماجت الْبركَة من خَوفه
…
وارتعدت وادّرعت جوشنا)
وَمِنْه لما ألبس الذمّة العمائم الملونة
(تعجّبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا
…
والسامريين لنا عمّموا الخرقا)
(كَأَنَّمَا بَات بالأصباغ منسهلاً
…
نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم ذرقا)
وَمِنْه
(وأصفرٍ أَزْرَق الْعَينَيْنِ لحيته
…
حَمْرَاء قد سَقَطت من كفّ دبّاغ)
(ألوانه اخْتلفت لَا تعجبوا فَعَسَى
…
قد كَانَ فِي است امهِ دكان صبّاغ)
وَمِنْه يصف ثَوْبه
(لَو أنّ عَيْني على غَيْرِي تعانيه
…
بكيته أحمراً أَو متّ بالضحك)
(وَمن رَآنِي فِيهِ قَالَ وَاعجَبا
…
أرى على البّر شيخ الْبَحْر فِي الشبك)
وَمِنْه فِي الْعود
(اشرب على الْعود من صهباء جاريةٍ
…
فِي المنتشي جَرَيَان المَاء فِي الْعود)
(ترنّم الْعود مَسْرُورا وَمن عجبٍ
…
سروره وَهُوَ فِي ضربٍ وَتَقْيِيد)
(من أَيْن للعود هَذَا الصَّوْت تطربنا
…
ألحانه بأطاريف الأناشيد)
(أظنُّ حِين نشا فِي الدّوح علّمه
…
سجع الحمائم تَرْجِيع الأغاريد)
وَمِنْه فِي الحمّام الَّتِي عمّرها أسندمر بطرابلس
(زر منزل الأفراح وَاللَّذَّات
…
دَار النّعيم ومرتع اللَّذَّات)
(دَار النَّعيم وَفِي الْجَحِيم أساسها
…
تجْرِي بهَا الْأَنْهَار فِي الجنات)
(فلكٌ وَمن بيض القباب بروجه
…
ونجومه من زَاهِر الجامات)
(مغنًى لَهُ يمازج مَاؤُهُ
…
للنار فَهُوَ مؤلف الأشتات)
(كالخلد مُرْتَفع الْبناء فضاؤه
…
رحبٌ يُسَافر فِيهِ باللحظات)
(يحْكى بخور الْعود طيب بخارها
…
والمسك والكافور ممتزجات)
(وتضيء فِي غسق الدجى أكنافها
…
كإضاءة الْمِصْبَاح فِي الْمشكاة)
)
(فرشت بألوان الفصوص ورصّعت
…
بجواهرٍ من فاخر الْآلَات)
(بركٌ كأفواه الملاح رضابها
…
عذب شهيّ الرشف فِي الحلوات)
(ومنابع قد فجّرت بحدائقٍٍ
…
ترخيمها يُغني عَن الزهرات)
(وَجَرت أنابيب الْحِيَاض بفضّةٍ
…
محلولةٍ تنصبّ فِي مرْآة)
(تلقى الرّبيع من اعْتِدَال هوائها
…
ومياهها فِي سَائِر الْأَوْقَات)
(ويشمّ مِنْهَا من يمرّ ببابها
…
ريّا نسيم الرّوض فِي الغدوات)
(حمّامنا يشفي السّقام وماؤه
…
عين الْحَيَاة تزيل كلّ الأبيات)
(وبرسم مَوْلَانَا الْأَمِير وَأمره
…
بنيت على اسْم الله والبركات)
(الْمَالِك المخدوم سيف الدّين وَالِد
…
نيا أسندمر الْكَرِيم الذّات)
(قد سَاد بانيها فشاد بناءها
…
بأوامرٍ سيفيّة العزمات)
(فِي دولة الْملك الرَّحِيم محمدٍ
…
النَّاصِر الْمَنْصُور فِي الْغَزَوَات)
تمت لخمس قد مَضَت من هِجْرَة الْمُخْتَار مَعَ سبعٍ كملن مئات وَمن شعر شمس الدّين الطَّيِّبِيّ
(لست أنسى الأحباب مَا دمت حَيا
…
إِذْ نووا للنّوى مَكَانا قصيّاً)
(وتلوا آيَة الدُّمُوع فخرّوا
…
خيفة الْبَين سجدا وبكيّا)
(فبذكراهم يسبّح دمعي
…
كلّما اشْتقت بكرَة وعيشا)
(وأناجي الْإِلَه من فرط حزني
…
كمناجاة عَبده زَكَرِيَّا)
(واختفى نورهم فناديت ربّي
…
فِي ظلام الدّجى نِدَاء خفيّّا)
(وَهن الْعظم بالعباد فَهَب لي
…
ربّ بِالْقربِ من لَدُنْك وليّا)
(واستجب فِي الْهوى دعائي فإنّي
…
لم أكن بِالدُّعَاءِ ربّ شقيا)
(قد فرى قلبِي الْفِرَاق وَحقا
…
كَانَ يَوْم الْفِرَاق شَيْئا فريّا)
(لَيْتَني مت قبل هَذَا وأنّي
…
كنت نسياً يَوْم النَّوَى منسياً)
(لم يَك الهجر باختياري وَلَكِن
…
كَانَ أمرا مقدّراً مقضياً)
(يَا خليليّ خلّياني وعشقي
…
أَنا أولى بِنَار وجدي صلياً)
(إِن لي فِي الْفِرَاق دمعاً مُطيعًا
…
وفؤاداً صبّاً وصبراً عصيّا)
)
(أَنا فِي هجرهم وصلت سهادي
…
فصلاني أَو اهجراني مليّا)
(أَنا فِي عاذلي وحبي وقلبي
…
حائر أيّهم أَشد عتيّا)
(أَنا شيخ الغرام من يتّبعني
…
أهده فِي الْهوى صراطاً سويّا)
(أَنا ميت الْهوى وَيَوْم أَرَاهُم
…
ذَلِك الْيَوْم يَوْم أبْعث حيّا)
(أَنا لَو لم أعيش بِمقدم مولى
…
هُوَ مولى الْوُجُود لم أك شيّا)
(الْفَتى الباسط الْجَمِيل جمال الد
…
ين من زار من نداه النّديّا)