المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فإِنْ أَبتْ فازْدَلِفي إِلَيْهَا وأَعْلِقِي يديْكِ فِي صُدْغَيْهَا ثمّ اقْرَعِي بالوَدِّ مِرْفَقَيْهَا ورُكْبَتَيْهَا - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٤

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌قرب

- ‌قرتب

- ‌قرشب

- ‌قرضب

- ‌قرطب

- ‌قرطعب

- ‌قرعب

- ‌قرقب

- ‌قرنب

- ‌قرهب

- ‌قزب

- ‌قسب

- ‌قسحب

- ‌قسقب

- ‌قشب

- ‌قشلب

- ‌قصب

- ‌قصلب

- ‌قضب

- ‌قطب

- ‌قطرب

- ‌قَعْب

- ‌قعثب

- ‌قعسب

- ‌قعضب

- ‌قعطب

- ‌قعقب

- ‌قعنب

- ‌ققب

- ‌قلب

- ‌قلتب

- ‌قلطب

- ‌قلنب

- ‌قلهب

- ‌قنب

- ‌قوب

- ‌قهب

- ‌قهزب

- ‌قهقب

- ‌قهنب

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الْمُوَحدَة)

- ‌كأَب

- ‌كبب

- ‌كتب

- ‌كثب

- ‌كثعب

- ‌كثنب

- ‌كحب

- ‌كحكب

- ‌كحلب

- ‌كدب

- ‌كذب

- ‌كرب

- ‌كرتب

- ‌كرشب

- ‌كركب

- ‌كرنب

- ‌كزب

- ‌كُسْبِ)

- ‌كسحب

- ‌كشب

- ‌كظب

- ‌كَعْب

- ‌كعثب

- ‌كعدب

- ‌كعسب

- ‌كعنب

- ‌ككب

- ‌كلب

- ‌كلتب

- ‌كلثب

- ‌كلحب

- ‌كنب

- ‌كنتب

- ‌كنثب

- ‌كنحب

- ‌كنخب

- ‌كوب

- ‌كهب

- ‌كهدب

- ‌كهرب

- ‌كهكب

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الْبَاء)

- ‌لبب

- ‌لتب

- ‌لجب

- ‌لحب

- ‌لخب

- ‌لذب

- ‌لزب

- ‌(لَسَبَ

- ‌لشب

- ‌لصب

- ‌لعب

- ‌لغب

- ‌لقب

- ‌لكب

- ‌لوب

- ‌لولب

- ‌لَهب

- ‌لهذب

- ‌(فصل الْمِيم)

- ‌مرب

- ‌ملب

- ‌ميب

- ‌مرنب

- ‌(فصل النُّون مَعَ الْبَاء)

- ‌نبب

- ‌نتب

- ‌نجب

- ‌نحب

- ‌نخب

- ‌نخرب

- ‌نخشب

- ‌ندب

- ‌نرب

- ‌نزب

- ‌نسب

- ‌نشب

- ‌نصب

- ‌نضب

- ‌نطب

- ‌نعب

- ‌نغب

- ‌نقب

- ‌نكب

- ‌نلب

- ‌نوب

- ‌نهب

- ‌نيب

- ‌(فصل الْوَاو)

- ‌وأَب

- ‌وبب

- ‌وَتب

- ‌وثب

- ‌وَجب

- ‌وَحب

- ‌ودب

- ‌وذب

- ‌وَرب

- ‌وَسَب

- ‌وشب

- ‌وصب

- ‌وطب

- ‌وظب

- ‌وعب

- ‌وغب

- ‌ وَقب

- ‌وكب

- ‌ولب

- ‌ونب

- ‌وهب

- ‌ويب

- ‌(فصل الْهَاء)

- ‌هبب

- ‌هجب

- ‌هدب

- ‌ هَدْبَ

- ‌هذرب

- ‌هذلب

- ‌هرب

- ‌هرجب

- ‌هردب

- ‌هرشب

- ‌هزب

- ‌هزرب

- ‌هسب

- ‌هصب

- ‌هضب

- ‌هقب

- ‌هكب

- ‌هلب

- ‌هلجب

- ‌هلقب

- ‌ هُنْبُ

- ‌هنتب

- ‌هندب

- ‌هنقب

- ‌هوب

- ‌هيب

- ‌(فصل الْيَاء)

- ‌يبب

- ‌يشب

- ‌يطب

- ‌يلب

- ‌يهب

- ‌يوب

- ‌(بَاب التَّاء)

- ‌(فصل الأَلف مَعَ التَّاء)

- ‌أَبت

- ‌أَتت

- ‌أَرت

- ‌أَست

- ‌أَشت

- ‌أَصت

- ‌أَفت

- ‌ التَّ

- ‌أَقت

- ‌أَمت

- ‌أَنت

- ‌(فصل الْبَاء)

- ‌بتت

- ‌بجخست

- ‌بجست

- ‌بحت

- ‌بحرت

- ‌بخت

- ‌برت

- ‌برهت

- ‌بست

- ‌بسكت

- ‌بِشَتٍّ

- ‌بِعْت

- ‌بَغت

- ‌بقت

- ‌بَكت

- ‌بلت

- ‌بلخت

- ‌بلهت

- ‌بنت

- ‌بنكت

- ‌بوت

- ‌بونت

- ‌بهت

- ‌بَيت

- ‌(فصل التَّاء)

- ‌تبت

- ‌تَحت

- ‌تخت

- ‌ترت

- ‌ تمت

- ‌تنت

- ‌توت

- ‌تيت

- ‌تهرت

- ‌تكرت

- ‌تنكت

- ‌تنبكت

- ‌توربشت

- ‌ترخت

- ‌تيت

- ‌(فصل الثَّاء الْمُثَلَّثَة)

- ‌ثَبت

- ‌ثتت

- ‌ثرنت

- ‌ثفت

- ‌ثمت

- ‌ثنت

- ‌ثوت

- ‌ثهت

- ‌(فصل الْجِيم)

- ‌جبت

- ‌جتت

- ‌جبرت

- ‌جرت

- ‌جرفت

- ‌جَفتْ

- ‌جلت

- ‌جوت

- ‌جيت

- ‌(فصل الْحَاء الْمُهْملَة مَعَ المُثَنّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌حبت

- ‌حبرت

- ‌حتت

- ‌حذرقت

- ‌حرت

- ‌حفت

- ‌حلت

- ‌حمت

- ‌حنبرت

- ‌حنت

- ‌حَضرمَوْت

- ‌حنت

- ‌حوت

- ‌(فصل الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌خاست

- ‌خبت

- ‌ختت

- ‌خجست

- ‌خرت

- ‌خرشكت

- ‌خست

- ‌خشت

- ‌خشرت

- ‌خفت

- ‌خلت

- ‌خمت

- ‌خُنْت

- ‌خنبت

- ‌خنمت

- ‌خوت

- ‌خيت

- ‌(فصل الدَّال الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)

- ‌دأَت

- ‌درت

- ‌درست

- ‌دست

- ‌دشت

- ‌دعت

- ‌دغت

- ‌دهست

- ‌(فصل الذّال الْمُعْجَمَة مَعَ التّاء)

- ‌ذأَت

- ‌ ذَعَتَ

- ‌ذخكت

- ‌ذعلت

- ‌ذغت

- ‌ذمت

- ‌ذيت

- ‌(فصل الرَّاء مَعَ المثنّاة الفوقيّة)

- ‌ربت

- ‌رتت

- ‌رست

- ‌رَشَّتْ

- ‌رفت

- ‌رمنت

- ‌رَوَت

- ‌(فصل الزّاي مَعَ التّاء)

- ‌زأَت

- ‌زتت

- ‌زرت

- ‌زعت

- ‌زفت

- ‌زَكَتَ

- ‌زمت

- ‌زنت

- ‌زَيْت

- ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)

- ‌سأَت

- ‌سبت

- ‌سبخت

- ‌سبرت

- ‌سبست

- ‌ستت

- ‌سجست

- ‌سحت

- ‌سحلت

- ‌سخت

- ‌سرت

- ‌سرخكت

- ‌ست

- ‌سرفت

- ‌سفت

- ‌سقت

- ‌سكت

- ‌سلت

- ‌سلحت

- ‌سلفت

- ‌سلكت

- ‌سمت

- ‌سمنت

- ‌سمرت

- ‌سنت

- ‌سنبت

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌شأَت

- ‌شبت

- ‌شبرت

- ‌شتت

- ‌شحت

- ‌شخت

- ‌شرت

- ‌شست

- ‌شمت

- ‌شنبرت

- ‌شنكت

- ‌شيت

- ‌(فصل الصّاد المُهْمَلة مَعَ المُثنّاة الفوْقيّة)

- ‌صتت

- ‌صحت

- ‌صخت

- ‌صعت

- ‌صفت

- ‌صلت

- ‌صمت

- ‌صمعت

- ‌صنت

- ‌صَوت

الفصل: فإِنْ أَبتْ فازْدَلِفي إِلَيْهَا وأَعْلِقِي يديْكِ فِي صُدْغَيْهَا ثمّ اقْرَعِي بالوَدِّ مِرْفَقَيْهَا ورُكْبَتَيْهَا

فإِنْ أَبتْ فازْدَلِفي إِلَيْهَا

وأَعْلِقِي يديْكِ فِي صُدْغَيْهَا

ثمّ اقْرَعِي بالوَدِّ مِرْفَقَيْهَا

ورُكْبَتَيْهَا واقْرَعِى كَعْبَيْهَا

وظاهِرِي النَّذْرَ بِهِ عَلَيْهَا

لَا تُخْبري الدهْرَ بِهِ إِبْنَيْهَا

هَكَذَا أَنشده الأَصمعيّ.

وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

بَهَتَ الفَحْلَ عَن النّاقَة: نَحَّاه، لِيَحْمِلَ عليهَا فَحْلٌ أَكرمُ مِنْهُ.

ويُقالُ: يَا لِلْبَهِيتَةِ، بكسرِ اللَاّم، وَهُوَ استغاثة.

والبَهْتُ: حِسابٌ من حسابِ النُّجوم، وَهُوَ مسيرها المُسْتوى فِي يَوْم. قَالَ الأَزهريُّ: مَا أُراه عَرَبيا، وَلَا أَحفظُه لغيره.

وبُهوت، بِالضَّمِّ: قَريةٌ بمِصْرَ من قُرَى الغربيّة، نُسِبَ إِليها جماعةٌ من الفُقهاءِ والمحدِّثين، مِنْهُم الشَّيْخ زين الدّين عبد الرحمان بن القَاضِي جمال الدّين يُوسُف بنِ الشَّيْخ نورِ الدّين عَليّ البُهوتيّ الحنبلِيّ العلاّمة خاتِمةُ المُعمَّرِين، عَاشَ نَحوا من مائَةٍ وَثَلَاثِينَ سنة، أَخذ عَن أَبيه وَعَن جَدّه، وَعَن الشَّيْخ شِهاب الدِّين البُهوتيّ الحَنبلِيّ، وَعَن الشّيخ تَقِيِّ الدِّين الفَتُّوحِيّ صَاحب مُنْتَهى الإِرادات، وأَبي الْفَتْح الدَّمِيريّ المالكيّ شَارِح الْمُخْتَصر؛ والخطيب الشِّرْبِينِيّ والنَّجْم الغَيْطِيّ، والشَّمْس العَلْقَمِيّ، وَعنهُ الشِّهابُ المقَّرِيّ، وَمَنْصُور بن يُونُسَ بْنِ صلاحٍ البُهوتيّ الحَنْبَلِيّ، وَعبد الْبَاقِي ابْن عبد الْبَاقِي البَعْلِيّ، وَغَيرهم.

‌بَيت

: ( {البَيْتُ من الشَّعَرِ) : مَا زَاد على طريقةٍ واحدةٍ، يَقعُ على الصَّغِير وَالْكَبِير، (و) قد يُقَال للمَبنِيّ من (المَدَرِ، م) وَهُوَ مَعْرُوف، والخِباءُ:} بيتٌ صغيرٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ، فإِذا

ص: 456

كَانَ أَكبَرَ من الخِباءِ، فَهُوَ بَيْتٌ، ثمَّ مِظَلَّة إِذا كَبُرتْ عَن الْبَيْت، وَهِي تُسمَّى {بَيْتاً أَيضاً إِذا كَانَ ضَخْماً مُزَوَّقاً.

وَقَالَ ابْنُ الكلبيّ:} بُيُوت الْعَرَب ستّة: قُبَّةٌ مِن أَدَمٍ، وَمِظَلَّةٌ من شَعَر، وخِباءٌ من صوف، وبِجَادٌ من وَبَر، وخَيْمَةٌ من شَجَر، وأُقْنَةٌ من حَجَر، وسوط من شعر، وَهُوَ أَصغرُها.

وَقَالَ البغداديّ: الخِبَاءُ: بَيتٌ يُعْملُ من وَبرٍ أَو صوف أَو شَعر، وَيكون على عَمودينِ أَو ثَلَاثَة، {والبيتُ يكونُ على ستَّة أَعمدة إِلى تِسْعَة. وَفِي التَّوشيح: إِنهم أَطلَقوا الخِباءَ على الْبَيْت كَيفَ كَانَ، كَمَا نَقله شيخُنا، (ج:} أَبْياتٌ) ، كسَيْف وأَسْيَاف، وَهُوَ قَلِيل، ( {وبُيُوتٌ) بالضَّمِّ كَمَا هُوَ الأَشْهرُ، وبالكسر، وقُرِىءَ بهما فِي المُتَواتِر، و (جج)، أَي: جمع الْجمع على مَا ذكَره الجَوْهَرِيُّ (} أَبايِيتُ) ، وَهُوَ جمع تكسير، حَكَاهُ الجوهريُّ عَن سيبويهِ، وَهُوَ مثل أَقوالٍ وأَقاوِيلَ، ( {وبُيُوتاتٌ) جمع سَلامَة لجمعِ التكسيرِ السّابق. (و) حكَى أَبو عليّ، عَن الفراءِ (} أَبْيَاواتٌ) ، وهاذا نادرٌ، (وتَصْغِيرُه {بُبَيْتٌ} وبِيَيْتٌ) ، الأَخير بِكَسْر أَوَّلِه، (لَا تَقُلْ: بُوَيْتٌ) ، وَنسبه الجوهريُّ للعامَّة، وكذالك القَوْل فِي تَصْغِير شَيْخ وعَيْرٍ وشَيْءٍ وأَشباهِها.

(و) البيتُ: (الشَّرَفُ)، والجمعُ: البُيُوتُ، ثمّ يُجْمَعُ {بُيُوتَات جمع الْجمع. وَفِي المُحْكم: والبيتُ من بُيُوتاتِ الْعَرَب: الذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَبِيلةِ، كآل حِصْنٍ الفَزَارِيّينَ، وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ، وآلِ عَبْدِ المَدَانِ الحَارِثيِّينَ. وَكَانَ ابنُ الكلبيّ يزعمُ أَنّ هاذِه} البُيوتاتِ أَعلَى بيوتِ العَرب. ويقَالُ: بَيْتُ تَمِيم فِي بني

ص: 457

حَنْظَلَةَ، أَي: شَرفُهَا. وَقَالَ العَبّاس رضي الله عنه، يمدَحُ سيِّدنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم

حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ المهَيْمِنُ مِن

خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ

أَراد {ببيتِه شَرَفَه العالِيَ.

(و) البَيْتُ أَيضاً: (الشرِيفُ)، وفلانٌ بَيتُ قومِه: أَي شَريفُهم، عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابيّ.

(و) من المجَاز: البَيت: (التَّزْوِيجُ)، يُقال: باتَ فُلانٌ، أَي: تَزَوَّج، وَذَا عَن كُراع. ويقَال: بَنَى فلانٌ على امْرَأَتِه بَيْتاً: إِذا أَعْرَسَ بهَا، وأَدْخَلها بَيْتاً مَضْرُوبا، وَقد نَقَل إِليه مَا يَحتاجون إِليه من آلةَ وفِراش وغيرِه.

وامْرَأَةٌ} مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابتْ {بَيْتاً وَبَعْلاً.

(و) بَيْتُ الرَّجل: (القَصْرُ) ، وَمِنْه قولُ جِبريلَ، عليه السلام:(بَشِّرْ خَدِيجةَ} ببَيْتٍ من قَصَبٍ) أَراد: بِقَصْر من لُؤلؤةٍ مُجَوَّفَةٍ، أَو بِقَصْرٍ من زُمُرُّذَةٍ.

وبيتُ الرجل: دارُه. وبَيْته: قَصْرُه، وشَرفُه. وَنقل السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ مثلَ ذالك عَن الخَطّابِيِّ، وصَحَّحه؛ قَالَ: ولاكن لذِكْرِ البَيْتِ هَا هُنا، بهاذا اللَّفْظ وَلم يقل: بقَصْر معنى لَائِق بصُورَة الحالِ، وَذَلِكَ أَنّهَا كَانَت رَبَّةَ بيتِ إِسلام، لم يكن على الأَرْض بيتُ إِسلامٍ إِلاّ بَيْتَها حِين آمَنَت. وأَيضاً، فإِنّها أَوّلُ من بَنَى بَيتاً فِي الإِسلام، بتزويجها رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم ورغبتِهَا فِيهِ، وجزاءُ الفعلِ يُذْكَرُ بِلَفْظ الْفِعْل، وَإِن كَانَ أَشرفَ

ص: 458

مِنْهُ. وَمن هاذا الْبَاب: (مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدا، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثلَه فِي الجَنَّة) ثُمَّ لم يُرِدْ مثْلَه فِي كَونه مَسجداً، وَلَا فِي صفتِه، ولاكن قابلَ البُنْيَانَ بالبُنْيَانِ، أَي: كَمَا بَنَى، بُنِيَ لَهُ، فوقَعَتِ المُماثَلَةُ لَا فِي ذَات المَبْنِيّ. وَإِذا ثَبَتَ هاذا، فَمن هَا هُنَا اقْتَضَت الفصاحةُ أَن يُعَبَّر لَهَا عَمّا بُشِّرَتْ بِهِ بلفْظ البَيْت، وإِنْ كَانَ فِيهِ مَا لَا عَيْنٌ رأَتْه، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْه، وَلَا خَطَر على قَلبِ بَشَرٍ. انْتهى بتصرُّفٍ يسير، وَهُوَ كَلَام حَسنٌ، راجِعْه فِي الرَّوْض.

وَفِي الصّحاح: (و) البيتُ أَيضاً: (عِيَالُ الرَّجلِ) ؛ قَالَ الرّاجز:

مَا لِي إِذا أَنْزِعُهَا صَأَيْتُ

أَكِبَرٌ قد غالَنِي أَم بَيْتُ

وَهُوَ مجَاز.

وبَيتُ الرَّجُل: امْرَأَتُهُ، ويُكْنَى عَن المرأَة بالبَيْت. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: العربُ تَكْنِي عَن المرأَة بالبَيْت، قَالَه الأَصمعيُّ، وأَنشدَ:

أَكِبَرٌ غَيَّرَنِي أَمْ بَيْتُ؟

(و) سَمَّى اللَّهُ تعالَى (الكَعْبَة) البَيْتَ الحَرَام، شرَّفها الله تَعَالَى. قَالَ ابْنُ سِيدَه: وبيتُ الله تَعَالَى: الكَعْبَةُ. قَالَ الفارسيُّ: وَذَلِكَ كَمَا قيل للخليفة: عبدُ الله، وللجَنَّة: دارُ السَّلام. قُلْت: فإِذاً هُوَ عَلَمٌ بالغَلَبَة على الكَعْبَة، فَيكون مَجازاً، كالَّذِي يأْتي بعدَه، (و) هُوَ قَوْله: البَيْتُ: (القَبْرُ)، أَي: على التَّشْبِيهِ، قَالَه ابْنُ دُريْدٍ، وأَنشد لِلَبِيدٍ:

وصاحِبِ مَلحُوبٍ فُجِعْنَا بِيَوْمِهِ

وعندَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرِ

وَفِي حديثِ أَبي ذَرَ: (كَيفَ تَصْنعُ إِذا ماتَ النّاسُ، حتَّى يكونَ البَيْتُ بالوَصِيف؟)، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد! بِالْبَيْتِ هُنَا القبرَ. والوَصِيفُ: الغُلامُ.

ص: 459

أَراد أَنّ مواضِعَ الْقُبُور تَضيقُ فيَبْتَاعون كُلَّ قَبرٍ بوَصِيف.

(و) فِي الأَساس: من الْمجَاز قولُهم: تُزُوِّجَتْ فلانةُ على بَيْتٍ: أَي على (فَرْشٍ) يَكْفِي (البَيتَ) . وَفِي حَدِيث عَائِشَة، رضي الله عنها:(تَزَوَّجَنِي رسولُ الله، صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم، على بَيْتٍ قِيمتُه خَمْسُونَ دِرهماً) أَي: على مَتَاع بَيتٍ، فحُذِفَ المضَاف، وأُقِيمَ المضَافُ إِلَيْهِ مُقامَهُ.

(و) من المجَاز: البَيْت (بَيْتُ الشّاعِرِ) ، سُمِّيَ {بَيْتاً، لأَنَّهُ كلامٌ جُمِع منظوماً، فَصَارَ كبَيتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ ورِوَاقٍ وعُمُدٍ. وقولُ الشّاعر:

وبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطْيِ بَنَيْتهُ

بأَسْمَرَ مَشْقوقِ الخَياشِيمِ يَرْعُفُ

قَالَ: يَعني بَيتَ شِعْر كتَبَه بالقَلَم، كَذَا فِي التَّهْذيب.

وَفِي اللسَان:} والبَيْت من الشِّعْر، مُشتقٌّ من بَيتِ الخِبَاءِ، وَهُوَ يَقَعُ على الصَّغِير وَالْكَبِير، كالرجزِ والطَّويل، وذالك لاِءَنَّه يَضمُّ الكلامَ، كَمَا يَضمُّ البَيتُ أَهلَه، وَلذَلِك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، على التَّشبيه لَهَا بأَسباب الْبيُوت وأَوتادها، والجمعُ أَبياتٌ. وَحكى سيبويهِ فِي جمعه: بُيُوتٌ، وهاكذا قَالَه ابنُ جِنّي. قَالَ أَبو الْحسن: وإِذا كَانَ البَيتُ من الشِّعْر مُشَبَّهاً بالبَيت من الخِبَاءِ وَسَائِر البِناءِ، لم يَمْتَنِعْ أَن يُكسَّر على مَا كُسِّر عَلَيْهِ.

(والبَيُّوتُ، كَخَرُّوبٍ: المَاءُ الباردُ) يُقال: ماءٌ بَيُّوتٌ: باتَ فَبَرَد، قَالَ غَسَّانُ السَّلِيطِيُّ:

كَفاكَ فأَغْنَاكَ ابنُ نَضْلَةَ بعدَها

عُلَالَةَ! بَيُّوتٍ من الماءِ قارسِ

قَالَ الأَزهريّ: سمِعتُ أَعرابِيّاً يقولُ: اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ. أَي: من لَبَنٍ حُلِبَ لَيلاً، وحُقِنَ فِي السِّقاءِ حَتَّى بَرَدَ فِيهِ لَيلاً.

ص: 460

وكذالك الماءُ، إِذا بَردَ فِي البَرّادة لَيلاً: بَيُّوتٌ.

وأَمّا مَا أَنشده ابْن الأَعْرَابيّ:

فَصَبَّحتْ حَوْضَ قَرًى {بَيُّوتَا

قَالَ: أُراه أَراد قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فقَلَب. والقَرَى: مَا يُجمَع فِي الحَوض من الماءِ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفة للماءِ، خيرٌ من أَن يكونَ صفة للحَوض، إِذْ لَا معنَى لوَصْفِ الحَوْضِ. كَذَا فِي اللِّسَان.

(و) البَيُّوت: (الغابُّ من الخُبْزِ كالبائتِ)، يُقال: خُبْزٌ} بائتٌ، وكذالك البَيُّوت.

(و) البَيُّوتُ، أَيضاً:(الأَمْرُ يَبِيتُ لَهُ) وَفِي نُسْخَة: عَلَيْهِ. ومثلُه فِي الصَّحاح (صاحِبُهُ مُهْتَمّاً) بِهِ، قَالَ الهُذَلِيُّ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عَائِذ:

وأَجْعَلُ فُقْرَتَها عُدَّةً

إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضَالِ

وهَمٌّ {بَيُّوتٌ: باتَ فِي الصَّدْر، قَالَ:

على طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمَ أُقاتِلُهْ

(و) فِي المُحْكَمِ: (بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا) وَكَذَا (} يَبيتُ {ويَبَات بَيْتاً} وبَياتاً) كسَحاب، ( {ومَبِيتاً) كمَقِيل، (} وبَيْتُوتَةً: أَي يَفْعَلُه لَيْلاً، وليْس مِنَ النَّوْمِ) . وأَخْصَرُ من هَذَا عبارةُ الجوهريِّ: باتَ يبِيت {ويَبَاتُ} بَيْتُوتَةً؛ وَبَات يَفْعلُ كَذَا: إِذا فعلَه لَيْلًا، كَمَا يُقَال: ظَلَّ يفْعَلُ كَذَا: إِذا فعلَه نَهَارا. وَنقل شيخُنا عَن العَلاّمَة الدَّنوشَرِيّ فِي معنى قَوْله: وَلَيْسَ من النَّوم، أَنَّ الفِعْلَ لَيْسَ من النَّوْمَ، أَي: لَيْسَ نَوْماً، فإِذا نامَ ليْلاً، لَا يصِحُّ أَنْ يُقَالَ: باتَ يَنامُ؛ قَالَ: وبعضُهم فَهِمَ قولَه: وَلَيْسَ من النَّوم، على غير هاذا الوجْهِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ: وَلَيْسَ مَا ذُكر من الصّادر من النّوم، أَي: لَيْسَ مَعْنَاهُ بالنَّوْم، فليُتَأَمَّل، قَالَ ويَجوز، على هاذا، أَنْ يُقال: بَات زيدٌ نَائِما. وقَوَّى جماعةٌ هاذا الفهمَ.

ص: 461

قَالَه الشّيخُ ياسينُ فِي حَوَاشِي التَّصْريح، وَقَالَ مُلاّ عبدُ الْحَكِيم فِي حَوَاشِيه على المُطَوّل، لمّا أَنشد:

وباتَ {وباتَتْ لَهُ لَيْلةٌ

لبيت:

إِنّ بَات فِيهِ، تامَّة، بِمَعْنى: أَقامَ لَيْلًا ونزلَ بِهِ، نَام أَوْ لَا، فَلَا يُنافِي قولَه:(وَلم تُرْقُدِ) انْتهى. قلتُ: وَقَالَ ابْنُ كَيسانَ: باتَ يَجوز أَن يَجْرِيَ مَجْرَى نامَ، وأَنْ يَجريَ مَجْرَى كَانَ، قالَه فِي كَانَ وأَخواتها. (و) قَالَ الزّجّاج: كلّ (من أَدْرَكَه اللَّيْلُ فقد باتَ)، نامَ أَوْ لم يَنَمْ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:{وَالَّذِينَ} يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً} (الْفرْقَان: 35) ، وَالِاسْم من كلِّ ذَلِك، {البِيتَة. وَفِي التّهْذِيب عَن الفَراءِ: بَات الرَّجُل: إِذا سَهِرَ الليلَ كلَّه فِي طاعةِ الله، أَو مَعْصِيَتِه.

وَقَالَ اللَّيْث:} البَيْتوتَة: دُخولُك فِي اللَّيل، يُقَال: بِتُّ أَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَمن قَالَ: باتَ فُلانٌ، إِذا نَام، فقد أَخطأَ، أَلا تَرى أَنَّك تقولُ: {بِتُّ أُراعِي النُّجُومَ. مَعْنَاهُ: بِتُّ أَنظُرُ إِليها فَكيف يَنَامُ وَهُوَ يَنظُرُ إِليها.

(وقَدْ} بِتُّ القَوْمَ، و){بِتُّ (بِهِم، و) } بتُّ (عِنْدَهُم) ، حَكَاهُ أَبو عُبَيْد.

(و) يُقَالُ: {أَباتَك اللَّهُ} إِباتَةً حَسَنَةً، {وباتَ بَيْتُوتةً صالِحةً. قَالَ ابنُ سِيدَهْ، وغيرُهُ:} وأَباته اللَّهُ بِخَير، و ( {أَباتَهُ اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ، بالكسرِ، أَي) : أَحسن (إِباتَةٍ) ، لكنَّه أَراد بِهِ الضَّرْبَ من المَبيت، فبناهُ على فِعْلِه، كَمَا قَالُوا: قَتَلْتُهُ شَرَّ قِتْلةٍ، وبِئسَتِ المِيتَةُ، إِنّما أَرادوا الضَّرْبَ الَّذي أَصابَه من القَتْل وَالْمَوْت.

(} وبَيَّتَ الأَمْرَ) : عَمِلَهُ، أَو (دَبَّرَهُ لَيْلاً) . وَفِي التَّنزِيل الْعَزِيز: {! بَيَّتَ

ص: 462

طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِى تَقُولُ} (النِّسَاء: 81)، وَفِيه:{إِذْ {يُبَيّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} (النِّسَاء: 108) . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَا فُكِّر فِيهِ، أَو خِيضَ بليلٍ، فقد بُيِّتَ. ويُقَال: بُيِّتَ بلَيْلٍ، ودُبِّر بليلٍ، بِمَعْنى واحدٍ. وقولُهُ:{وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ} (النِّسَاء: 81)، أَي: يُدَبِّرون، ويُقَدِّرون من السُّوءِ ليْلاً. وبُيِّتَ الشيءُ: أَي قُدِّرَ. وَفِي الحَدِيث: (أَنه كَانَ لَا} يُبَيِّتُ مَالا وَلَا يُقَيِّلهُ)، أَي: إِذا جاءَه مالٌ، لَا يُمْسِكُه إِلى اللَّيْل، وَلَا إِلى القائلة، بل يُعَجِّل قِسْمَتَهُ.

(و) {بَيَّتَ (النخْلَ: شَذَّبَها) من شَوْكِها وسَعَفِها، وَقد مرّ التّشذيب فِي شذب.

(و) بَيَّتَ القَوْمَ، و (العدُوَّ: أَوْقعَ بهم لَيْلاً) ، والاسمُ} البَيَاتُ، وأَتاهم الأَمْرُ {بَياتاً، أَي: أَتاهم فِي جَوْفِ اللَّيْل. وَيُقَال: بَيَّتَ فلانٌ بَنِي فُلانً: إِذا أَتاهم بَيَاتاً، فكبَسَهم وهم غارُّونَ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه سُئلَ عَن أَهْل الدَّار} يُبَيَّتُون) أَي: يُصابُونَ لَيْلاً: {وتَبْيِيتُ العَدُوِّ: هُوَ أَنْ يُقْصَدَ فِي اللَّيْل من غير أَن يَعلَمَ، فيُؤخَذ بَغْتةً، وَهُوَ البَيَاتُ، وَمِنْه الحَدِيث: (إِذا} بُيِّتُّمْ فَقولُوا: حم، لَا يُنْصَرُونَ) . وَفِي الحَدِيث:(لَا صِيامَ لمنْ لمْ يُبَيِّتِ الصِّيامَ) أَي: يَنوِهِ من اللّيل، يُقَال: بيَّتَ فلانٌ رأْيَه إِذا فَكَّر فِيهِ وخَمَّرَه. وكلُّ مَا دُبِّرَ فِيهِ وفُكِّرَ بلَيْلٍ فقد {بُيِّتَ. وَمِنْه الحَدِيث: (هاذا أَمْرٌ} بُيِّتَ بِلَيْل) .

( {والبِيتَةُ، بالكسْرِ: القُوتُ،} كالبِيتِ) بِغَيْر هاءٍ، يُقال: مَا عِنْدَه {بِيتُ لَيلَةٍ، وَلَا} بِيْتَة لَيلة: أَي قُوتُ لَيلةٍ.

! والبِيتَة، أَيضاً: حالُ المَبِيت، قَالَ طَرَفةُ:

ظلَلْت بِذِي الأَرطَى فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ

بِبِيتَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِ

ص: 463

{والمَبِيتُ: الموضعُ الَّذِي يُباتُ فِيهِ.

(} والمُسْتَبِيت: الفَقِيرُ) .

(و) يُقَالُ: (امْرَأَةٌ {مُتَبَيِّتَةٌ) : إِذا (أَصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً) .

(} وتَبيَّتَهُ عَن حاجَتِهِ) : إِذا (حَبَسَهُ عنْها) .

(و) فُلانٌ (لَا {يَسْتَبِيتُ لَيْلَةً: أَي مَا لَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ) من القُوتِ.

(وسِنٌّ} بَيُّوتَةٌ)، بالتَّشديد:(أَي لَا تَسْقُطُ) ، نَقله الصّاغانيُّ.

( {وبيَاتٌ، كسحَابٍ: ة) الصّوابُ فِي هاذه ككَتَّان، والأَشبهُ أَن تكون من قُرَى المَغْرِب، فإِنّه ينْسَب إِليها محمّد بن سَلْمان بن أَحمدَ المُرَّاكِشِيّ الصِّنْهَاجِيّ} - البيَّاتِيّ المقرِي، من شُيوخ الإِسكَنْدرِيَّة، سمع ابنَ رَواح، وَعنهُ الوانِي كَمَا قيَّدَه الحافِظ.

(و) بَيَاتُ: (كُورةٌ قُرْب واسِطَ، مِنْهَا) عِزُّ الدِّين (حسنُ بْنُ أَبِي العشَائِرِ) بن مَحْمُود (البيَاتِيّ) الواسطيّ عَن الْكَمَال أَحمد الدّخميسيّ، وَعنهُ أَبو العَلاءِ الفَرضِيّ.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

البُيوت الغَيْرُ المَسْكُونة فِي قَوْله تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} (النُّور: 29) الْآيَة، يَعْنِي بهَا الخَاناتِ وحَوانِيتَ التِّجَار، والمواضِعَ الَّتي تُبَاع فِيهَا الأَشياءُ، ويُبِيحُ أَهلُها دخولَها. وَقيل: إِنَّه يَعْنِي بهَا الخَرِبات الّتي يَدْخُلُهَا الرجلُ لبَوْلٍ أَو غَائِط.

وقولُه تَعَالَى: {فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ} (النُّور: 36)، قَالَ الزَّجّاج: أَراد المساجدَ، قَالَ: وَقَالَ الْحسن: يَعني بَيْتَ المقْدِس. قَالَ أَبو الْحسن: وجَمَعَهُ تفخيماً وتعظيماً.

وَقد يكونُ البيتُ للعَنكبوتِ والضَّبّ وغيرِه من ذَوَات الجِحَرِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ! لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ} (العنكبوت: 41)، وَفِي الْمُحكم:

ص: 464

قَالَ يعقوبُ: السُّرْفَةُ دابَّةٌ تَبنِي لنفْسها بَيتاً من كِسارِ العِيدان، وكذالك قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، فَجعل لَهَا بَيتاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ، أَيضاً: الصَّيْدَانُ دابٌ ةٌ تَعمل لنفَسها بَيتاً فِي جَوف الأَرْض، وتُعمِّيهِ. قَالَ: وكُلُّ ذالك أُراه على التَّشبيه بِبَيْت الإِنسان.

والبَيْتُ: السَّفينة، قَالَ نُوحٌ، على نبيِّنا وَعَلِيهِ الصَّلاة والسَّلام، حِينَ دَعَا رَبَّهُ:{رَّبّ اغْفِرْ لِى وَلِوالِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ {- بَيْتِيَ مُؤْمِناً} (نوح: 28) ، فسمَّى سَفينَتَهُ الّتي رَكِبَهَا بَيْتا.

وأَهلُ بَيت النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم أَزواجُه، وبِنْتُه، وعَلِيّ، رضي الله عنهم.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَكثر الأَسماءِ دخُولاً فِي الِاخْتِصَاص: بنُو فُلانً، ومَعْشرٌ مُضَافة، وأَهلُ الْبَيْت، وآلُ فلانٍ.

وَفِي الصّحاحِ: هُوَ جارِي بَيْتَ بَيْتَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: من الْعَرَب من يَبنِيه، كخمْسَةَ عَشَرَ، وَمِنْهُم من يُضِيفه، إِلاّ فِي حدّ الحالِ. وَهُوَ جارِي} بَيتاً {لِبَيتٍ،} وبيَتٌ {لِبيْتٍ أَيضاً.

وَفِي التّهذيب: هُوَ جاري بَيْتَ بَيْتَ، أَي: ملاصِقاً، بُنِيَا على الفَتح؛ لأَنّهما اسمانِ جُعِلا وَاحِدًا.

} وابْتَاتَ، أَي: {بَيَّتَ، نقلَه الصّاغانيّ.

وَعَن ابْن الأَعرابيّ: العربُ تَقول:} أَبيت! وأَبَات، وأَصِيدُ وأَصادُ، ويَمُوت ويَمَات، ويَدُوم ويَدَام وأَعيف وأَعاف، وَيُقَال: أَخِيل الغَيْث بناحِيَتكم، وأَخال، لُغَةٌ، وأَزِيل، يُقَال: زالَ، يرِيدونَ أَزَالُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.

وأَبْياتُ حُسَيْنٍ، وبَيْتُ الفَقِيهِ أَحمدَ بْنِ مُوسى: مدينتانِ بِالْيمن.

ص: 465