الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي غيرِه: لُعَابُ الحيَّةِ والجَرادِ: سُمُّهُما.
وَمن المَجازِ: لَعِبَتْ بِهِ: تَلَعَّبتْ.
لغب
: (لَغَبَ لَغْباً) بِفَتْح فَسُكُون، (ولَغُوباً) كصَبُورٍ، (ولُغُوباً) بالضَّمّ، هاكذا فِي نسختنا. وَاعْتمد المُصَنِّفُ على ضَبْط القَلَم، وَلَو ذَكَرَها بعدَ أَوزَانِ الفِعْل، لكانتِ الإِحالَة على قواعِدِ الصّرف فِي مصادِر الْفِعْل، وردّ كُلّ ضَبْطٍ إِلى مَا يَقْتَضِيهِ قِياسُه كَمَا فعله الجَوْهَرِيُّ حيثُ قالَ: لَغَبَ، يَلْغُبُ، بالضَّمّ، لُغُوباً. ولَغِبَ، بِالْكَسْرِ، يَلْغَب، لُغُوباً. والَّذي حقَّقه شيخُنَا تَبَعاً لاِءَئمَّة الصَّرف أَنَّ لَغْباً يجوزُ فِيهِ تسكين الْغَيْن الْمُعْجَمَة وفتحُها. وظاهرُه أَنّه يُقَالُ بسكونها خاصَّةً، وصرّحوا بأَن اللَّغْبَ بتسكين الغَيْن مصدرُ لَغَبَ كنَصَرَ، كاللَّغُوب بالضَّمّ وَالْفَتْح، والمفتوح مصدرُ لَغِب، كفَرِح، على الْقيَاس، واللُّغُوبُ، الأَوّلُ بالضمّ، على قِيَاس فَعَلَ المفتوح اللاّزم كالجُلُوس، والثّاني بالفَتح شاذٌّ، مُلْحَقٌ بالمصادر الّتي على فَعُول، كالوَضُوءِ والقَبُول. وهاذا تحقيقٌ حسن. (كمنَعَ وسَمِعَ) حَكَاهُمَا الفَيُّوميُّ، وابْنُ القَطَّاع (و) يُرْوَى لَغُبَ، مثل (كَرُمَ. وهاذِهِ) الأَخيرَةُ (عَنِ الإِمامِ اللُّغَوِيّ أَبي جعفرٍ أَحمدَ بْنِ يُوسُفَ الفِهْرِيّ (اللَّبْلِيِّ)، نِسْبَة إِلَى لَبْلَةَ: قريةٍ من قُرى الأَنْدَلُس، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِ أَبي حَيّان. وَمن أَشهر مؤلّفاته فِي اللُّغَة: شرحُ الفصيح ثمَّ إِنّ لغةَ الكسرِ ضعيفةٌ، صرَّحَ بِهِ فِي الصَّحاح، وَلم يذكُرْ لغةَ الضَّمّ. فقولُ شيخِنَا: وهاذا عجيبٌ من المُصنِّف، كَيفَ أَغرَبَ بنقله عَن اللَّبْلِي، وَهُوَ فِي الصَّحاح وغيرِه؟ فيهِ نظرٌ:(أَعْيا أَشَدَّ الإِعياءِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصَّحاح: اللُّغُوبُ: التَّعَبُ والإِعْياءُ، ومثلُه فِي النِّهاية والغَرِيبَيْنِ.
وَقَالَ جماعةٌ: اللُّغُوبُ هُوَ النَّصَبُ، أَو الفُتُورُ اللاّحِقُ بسَببه، أَو النَّصَبُ جُسْمانِيٌّ، واللُّغُوب نَفْسَانيٌّ. وَهِي فروقٌ لبَعض فُقَهاءِ اللُّغَة. والأَكثرُ على مَا ذكره المصنِّفُ، والجوْهَرِيُّ، وابْنُ الأَثِيرِ، والهَرَوِيُّ، وغبرُهم. قَالَه شيخُنَا.
(وأَلْغَبَه السَّيْرُ، وَتَلَغَّبَهُ) مُشَدَّداً: فَعَل بِهِ ذالك، وأَتْعَبَهُ. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
تَلَغَّبَها دُونَ ابْنِ لَيْلَى وشَفَّها
سُهَادُ السُّرَى والسَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ
وَقَالَ الفَرَزْدقُ:
بَلْ سوْفَ يَكْفِيكَ بازِيٌّ تَلَغَّبَها
إِذَا الْتَقَتْ بالسُّعُودِ الشَّمْسُ والقَمَرُ
المرادُ بالبازِيّ، هُنَا: عَمْرُو بْنُ هُبَيْرَةَ. وتَلَغَّبَها: تَوَلاّهَا، فقامَ بهَا، ولمْ يَعْجِزْ عَنْهَا.
(واللَّغْبُ)، بِفَتْح فَسُكُون:(مَا بَيْنَ الثَّنايَا من اللَّحْمِ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) اللَّغْبُ: (الرِّيشُ الفاسِدُ) مثل البُطْنَانِ مِنْهُ، (كاللَّغِبِ، ككَتِفٍ) : لُغةٌ فِيهِ.
(و) من الْمجَاز: اللَّغْبُ: (الكلامُ الفاسِدُ) الّذِي لَا صائِبٌ وَلَا قاصدٌ. وَيُقَال: كُفَّ عَنَّا لَغْبَكَ، أَي: سَيِّىءَ كَلامِك، وفاسِدَهُ، وقبيحَهُ.
(و) اللَّغْب، كالوغْب:(الضَّعِيفُ الأَحْمَقُ) بَيِّنُ اللَّغَابةِ، (كَاللَّغُوبِ) بالفَتْح. وَفِي الصَّحاح عَن الأَصْمَعِيُّ، عَن أَبي عمْرِو بْنِ العلاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرابِيّاً من أَهلِ اليمنِ يَقُول: فُلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كِتابِي، فاحْتَقَرَها. فقلتُ: أَتقولُ جاءَتْه كِتابي؟ فَقَالَ: أَليسَ بصَحيفة؟ فقُلْتُ: مَا اللَّغُوبُ؟
فَقَالَ: الأَحمقُ. قلتُ: وَقد سَبَقَتِ الإِشارة إِليه فِي كتب.
(و) اللَّغْبُ: (السَّهْمُ الفاسِدُ) الّذِي (لَمْ يُحْسنُ بَرْيُهُ) وعَمَلُه. وقيلَ: هُوَ الَّذِي رِيشُهُ بُطْنانٌ، (كاللُّغَابِ، بالضَّمِّ)، يقالُ: سَهْمٌ لَغْبٌ، ولُغَابٌ، فاسِدٌ، لم يُحْسَنْ عَمَلُه. وقيلَ: هُوَ الّذِي رِيشُه بُطْنَانٌ. وَقيل: إِذا الْتَقَى بُطْنَانٌ أَو ظُهْرانٌ، فَهُوَ لُغَابٌ ولَغْبٌ. وقِيل: اللُّغَابُ من الرِّيش: البَطْنُ، واحدتُهُ لُغابةٌ، وَهُوَ خِلَافُ اللُّؤَامِ. وقِيل: هُوَ رِيشُ السَّهْمِ إِذا لم يَعْتَدِل، فإِذا اعتدلَ فَهُوَ لُؤَامٌ. قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ:
فإِنَّ الوَائِليَّ أَصابَ قَوْمِي
بِسهْمٍ رِيشَ لمْ يُكْسَ اللُّغَابا
ويُرْوى: لَمْ يكنْ نِكْساً لُغابَاً. فإِمّا أَن يكونَ اللُّغَابُ من صفاتِ السَّهْم، أَي: لم يكن فاسِداً، وإِمّا أَنْ يكونَ أَراد: لم يكن نِكْساً ذَا رِيشٍ لُغاب. وَقَالَ تأَبَّطَ شَرّاً:
وَمَا ولَدتْ أُمِّي منَ القَوْمِ عاجِزاً
وَلَا كانَ رِيشي مِنْ ذُنَابى وَلَا لَغْبِ
قَالَ الأَصمَعِيُّ: من الرِّيشِ اللُّؤَامُ واللُّغَابُ؛ فاللُّؤَام مَا كَانَ بطْنُ القُذَةِ يَلِي ظَهْر الأُخرَى، وَهُوَ أَجْودُ مَا يكون، فإِذا الْتَقَى بُطْنَانٌ أَو ظُهْرَانٌ فَهُوَ لُغَابٌ ولَغْبٌ. وَفِي الحديثِ:(أَهدى يَكْسُومُ، أَخُو الأَشْرَمِ، إِلى النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم سِلاحاً فِيهِ سَهْمٌ لَغْبٌ) ، وذالك إِذا لم يَلْتَئمْ رِيشُهُ ويَصْطَحِبْ لِرَداءَتِهِ، فإِذا الْتأَمَ، فَهُوَ
لُؤَامٌ. وَقيل: اللَّغْبُ: الرَّدِيءُ من السِّهام، الّذي لَا يَذْهَبُ بَعِيداً.
(ولَغَبَ عَلَيْهِم، كمَنَعَ) ، يَلْغَبُ، لَغْباً:(أَفْسَدَ) عليهِم، نَقله الجَوْهَرِيُّ عنِ الأُموِيّ.
(و) لَغَبَ (القَوْمَ) يَلْغَبُهُمْ: (حَدَّثَهُمْ حَدِيثاً خَلْفاً) بِفَتْح فَسُكُون، نَقله الصّاغانيُّ عَن أَبي زيد، وأَنشد:
أَبْذُلُ نُصْحِي وأَكُفُّ لَغْبِي
وَقَالَ الزِّبْرِقانُ:
أَلَمْ أَكُ باذِلاً وُدِّي ونَصْرِي
وأَصْرِفُ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي
(و) لَغَبَ (الْكَلْبُ) فِي إِناءٍ: (وَلَغَ) .
(واللُّغَابَةُ واللُّغُوبَةُ، بضمِّهِما: الحُمْقُ والضَّعْفُ) . رجُلٌ لَغُوبٌ: بَيِّنُ اللَّغَابةِ وَقد تقدَّم.
(وأَلْغَبَ السَّهْمَ: جَعَلَ رِيشَهُ لُغاباً) ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
لَيْتَ الغُرَابَ رَمَى حَماطَةَ قَلْبِهِ
عَمْرٌ وبأَسْهُمِهِ الَّتِي لم تُلْغَبِ
(و) أَلْغَبَ (الرجُلَ: أَنْصَبَهُ) ، وأَتْعَبَه.
(ورِيشَ بِلَغْبٍ: لقَبٌ، كتَأَبَّطَ شَرّاً)، وَهُوَ أَخُوهُ. (و) قد (حَرَّكَ غَيْنَهُ الكُمَيْتُ) الشّاعر فِي قَوْله:
لَا نَقَلٌ رِيشُها وَلا لَغَبْ
مثل: نَهْرٍ ونَهَر، لاِءَجْلِ حَرْفِ الحَلْق، كَذَا فِي الصَّحاح. وَفِي هامشه: بخطِّ الأَزْهَرِيِّ فِي كتابِه:
لَا نَقَلٌ رِيشُها وَلَا نَقَبُ
ووجدتُ فِي هامشٍ آخَرَ: (هاذا النِّصْفُ الَّذِي عَزاهُ إِلى الكُمَيْت، لَيْسَ هُوَ فِي قصيدته الّتي على هاذا الْوَزْن أَصلاً، وَهِي قصيدةٌ تُنِيفُ على مِائَةِ بَيْتٍ، بلِ الوَزْنُ الوزَنُ. (ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فِي قَوْلِه) ، بعدَ أَنْ أَنشَد قولَ تأَبَّطَ شَرّاً، مَا نَصُّه: وَكَانَ لَهُ أَخٌ يقالُ لَهُ (رِيشُ لَغْبٍ) . وَقد سَبَقَهُ فِي هاذا الاعتِراض على الجَوْهَرِيِّ الإِمامُ
الصّاغانيُّ فَقَالَ، بعدَ أَن نَقَلَ كلامَهُ: والصَّوَابُ: رِيشَ بِلَغْبٍ؛ وَقَالَ: البيتُ لم أَجِدْهُ فِي دِيوانه، يَعْنِي بيتَ تَأَبَّطَ شَرّاً السّابِقَ، وإِنّمَا هُوَ لأَبِي الأَسْودِ الدُّؤْليِّ يخاطِبُ الحارِثَ بْنَ خالِدٍ، وبعدَهُ قولُهُ:
وَلَا كُنْتُ فَقْعاً نابِتاً بقَرَارَةٍ
ولاكِنَّنِي آوِي إِلى عَطَنٍ رَحْبِ
والقِطعةُ خَمسةُ أَبياتٍ. ويُرْوَى لطَرِيفِ بْنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيِّ، قرأْتُهُ فِي دِيوَانَيْ شِعْرِهِما. قَالَ شيخُنا: هاذا كلامُه فِي العُبَاب، ونقلَهُ الشَّيْخُ عليّ المَقْدِسيّ، وسلَّمَه. قلتُ: وَهُوَ بعينِه كلامُهُ فِي التَّكْملة أَيضاً. قَالَ شيخُنَا وَفِيه نظرٌ، فإِنّ البيتَ الّذِي أَنشده فِي العُبَاب ظانّاً أَنّه الشّاهدُ الّذي قصَدَهُ المصنِّفُ، لَيْسَ هُوَ المُرَاد، بل ذَاك لِتأَبَّطَ شَرّاً، أَنشده الجَوْهَرِيُّ شَاهدا على اللَّغْبِ، بِالْفَتْح، بِمَعْنى الرِّيش الْفَاسِد. ثمَّ أَورد العِبَارةَ بعدَ ذالك. فالمصنِّفُ صرَّح بأَن الغلطَ فِي تركِ الباءِ فِي أَوّلِ بِلَغْبِ، لَا فِي التّحْرِيك، وَلَا فِي نِسبة الشّاهِد للكُمَيْت، وكلامُ الصّاغانيِّ فِيهِ مَا أَورد المصنِّفُ، وَهُوَ الّذي فِيهِ الخِلافُ. وأَمّا بيتُ تأَبَّطَ شرّاً، فَلَا دَخْلَ لَهُ فِي البحْث كَمَا لَا يخْفَى. انْتهى.
قلتُ: لَا خَفاءَ فِي أَنّ كلامَ الصّاغانيّ، إِنّما هُوَ فِي قولِ تأَبَّطَ السّابقِ ذِكْرُهُ، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يدُلُّ على أَنّه الشاهدُ الَّذِي أَوردَه المصنّفُ، وَهُوَ ظاهرٌ، فإِنّ قولَ الكُمَيْتِ من بَحْرٍ، وقَوْلَ تأَبَّطَ شَرّاً من بحرٍ آخَرَ.
(وأَخَذَ بِلَغَبِ رَقَبَتِهِ، محَرَّكَةً: أَي أَدْرَكَهُ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والتَّلَغُّبُ: طُولُ الطَّرَدِ) مُحَرّكة، وَفِي نُسْخَةٍ: الطِّرَادِ، وَفِي نُسْخَة من الصَّحاح، بِفَتْح فَسُكُون، قَالَ:
تَلَغَّبَنِي دَهْرٌ فلمَّا غَلَبْتُه
غزَانِي بأَوْلادِي فأَدْرَكَنِي الدَّهْرُ
وَمن سجَعات الأَساس: تَلَعَّبَتْ بهم