المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء) ‌ ‌سأَت : ( {سَأَته) :} يَسْأَتُه، {سَأْتاً - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٤

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌قرب

- ‌قرتب

- ‌قرشب

- ‌قرضب

- ‌قرطب

- ‌قرطعب

- ‌قرعب

- ‌قرقب

- ‌قرنب

- ‌قرهب

- ‌قزب

- ‌قسب

- ‌قسحب

- ‌قسقب

- ‌قشب

- ‌قشلب

- ‌قصب

- ‌قصلب

- ‌قضب

- ‌قطب

- ‌قطرب

- ‌قَعْب

- ‌قعثب

- ‌قعسب

- ‌قعضب

- ‌قعطب

- ‌قعقب

- ‌قعنب

- ‌ققب

- ‌قلب

- ‌قلتب

- ‌قلطب

- ‌قلنب

- ‌قلهب

- ‌قنب

- ‌قوب

- ‌قهب

- ‌قهزب

- ‌قهقب

- ‌قهنب

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الْمُوَحدَة)

- ‌كأَب

- ‌كبب

- ‌كتب

- ‌كثب

- ‌كثعب

- ‌كثنب

- ‌كحب

- ‌كحكب

- ‌كحلب

- ‌كدب

- ‌كذب

- ‌كرب

- ‌كرتب

- ‌كرشب

- ‌كركب

- ‌كرنب

- ‌كزب

- ‌كُسْبِ)

- ‌كسحب

- ‌كشب

- ‌كظب

- ‌كَعْب

- ‌كعثب

- ‌كعدب

- ‌كعسب

- ‌كعنب

- ‌ككب

- ‌كلب

- ‌كلتب

- ‌كلثب

- ‌كلحب

- ‌كنب

- ‌كنتب

- ‌كنثب

- ‌كنحب

- ‌كنخب

- ‌كوب

- ‌كهب

- ‌كهدب

- ‌كهرب

- ‌كهكب

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الْبَاء)

- ‌لبب

- ‌لتب

- ‌لجب

- ‌لحب

- ‌لخب

- ‌لذب

- ‌لزب

- ‌(لَسَبَ

- ‌لشب

- ‌لصب

- ‌لعب

- ‌لغب

- ‌لقب

- ‌لكب

- ‌لوب

- ‌لولب

- ‌لَهب

- ‌لهذب

- ‌(فصل الْمِيم)

- ‌مرب

- ‌ملب

- ‌ميب

- ‌مرنب

- ‌(فصل النُّون مَعَ الْبَاء)

- ‌نبب

- ‌نتب

- ‌نجب

- ‌نحب

- ‌نخب

- ‌نخرب

- ‌نخشب

- ‌ندب

- ‌نرب

- ‌نزب

- ‌نسب

- ‌نشب

- ‌نصب

- ‌نضب

- ‌نطب

- ‌نعب

- ‌نغب

- ‌نقب

- ‌نكب

- ‌نلب

- ‌نوب

- ‌نهب

- ‌نيب

- ‌(فصل الْوَاو)

- ‌وأَب

- ‌وبب

- ‌وَتب

- ‌وثب

- ‌وَجب

- ‌وَحب

- ‌ودب

- ‌وذب

- ‌وَرب

- ‌وَسَب

- ‌وشب

- ‌وصب

- ‌وطب

- ‌وظب

- ‌وعب

- ‌وغب

- ‌ وَقب

- ‌وكب

- ‌ولب

- ‌ونب

- ‌وهب

- ‌ويب

- ‌(فصل الْهَاء)

- ‌هبب

- ‌هجب

- ‌هدب

- ‌ هَدْبَ

- ‌هذرب

- ‌هذلب

- ‌هرب

- ‌هرجب

- ‌هردب

- ‌هرشب

- ‌هزب

- ‌هزرب

- ‌هسب

- ‌هصب

- ‌هضب

- ‌هقب

- ‌هكب

- ‌هلب

- ‌هلجب

- ‌هلقب

- ‌ هُنْبُ

- ‌هنتب

- ‌هندب

- ‌هنقب

- ‌هوب

- ‌هيب

- ‌(فصل الْيَاء)

- ‌يبب

- ‌يشب

- ‌يطب

- ‌يلب

- ‌يهب

- ‌يوب

- ‌(بَاب التَّاء)

- ‌(فصل الأَلف مَعَ التَّاء)

- ‌أَبت

- ‌أَتت

- ‌أَرت

- ‌أَست

- ‌أَشت

- ‌أَصت

- ‌أَفت

- ‌ التَّ

- ‌أَقت

- ‌أَمت

- ‌أَنت

- ‌(فصل الْبَاء)

- ‌بتت

- ‌بجخست

- ‌بجست

- ‌بحت

- ‌بحرت

- ‌بخت

- ‌برت

- ‌برهت

- ‌بست

- ‌بسكت

- ‌بِشَتٍّ

- ‌بِعْت

- ‌بَغت

- ‌بقت

- ‌بَكت

- ‌بلت

- ‌بلخت

- ‌بلهت

- ‌بنت

- ‌بنكت

- ‌بوت

- ‌بونت

- ‌بهت

- ‌بَيت

- ‌(فصل التَّاء)

- ‌تبت

- ‌تَحت

- ‌تخت

- ‌ترت

- ‌ تمت

- ‌تنت

- ‌توت

- ‌تيت

- ‌تهرت

- ‌تكرت

- ‌تنكت

- ‌تنبكت

- ‌توربشت

- ‌ترخت

- ‌تيت

- ‌(فصل الثَّاء الْمُثَلَّثَة)

- ‌ثَبت

- ‌ثتت

- ‌ثرنت

- ‌ثفت

- ‌ثمت

- ‌ثنت

- ‌ثوت

- ‌ثهت

- ‌(فصل الْجِيم)

- ‌جبت

- ‌جتت

- ‌جبرت

- ‌جرت

- ‌جرفت

- ‌جَفتْ

- ‌جلت

- ‌جوت

- ‌جيت

- ‌(فصل الْحَاء الْمُهْملَة مَعَ المُثَنّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌حبت

- ‌حبرت

- ‌حتت

- ‌حذرقت

- ‌حرت

- ‌حفت

- ‌حلت

- ‌حمت

- ‌حنبرت

- ‌حنت

- ‌حَضرمَوْت

- ‌حنت

- ‌حوت

- ‌(فصل الخاءِ الْمُعْجَمَة)

- ‌خاست

- ‌خبت

- ‌ختت

- ‌خجست

- ‌خرت

- ‌خرشكت

- ‌خست

- ‌خشت

- ‌خشرت

- ‌خفت

- ‌خلت

- ‌خمت

- ‌خُنْت

- ‌خنبت

- ‌خنمت

- ‌خوت

- ‌خيت

- ‌(فصل الدَّال الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)

- ‌دأَت

- ‌درت

- ‌درست

- ‌دست

- ‌دشت

- ‌دعت

- ‌دغت

- ‌دهست

- ‌(فصل الذّال الْمُعْجَمَة مَعَ التّاء)

- ‌ذأَت

- ‌ ذَعَتَ

- ‌ذخكت

- ‌ذعلت

- ‌ذغت

- ‌ذمت

- ‌ذيت

- ‌(فصل الرَّاء مَعَ المثنّاة الفوقيّة)

- ‌ربت

- ‌رتت

- ‌رست

- ‌رَشَّتْ

- ‌رفت

- ‌رمنت

- ‌رَوَت

- ‌(فصل الزّاي مَعَ التّاء)

- ‌زأَت

- ‌زتت

- ‌زرت

- ‌زعت

- ‌زفت

- ‌زَكَتَ

- ‌زمت

- ‌زنت

- ‌زَيْت

- ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)

- ‌سأَت

- ‌سبت

- ‌سبخت

- ‌سبرت

- ‌سبست

- ‌ستت

- ‌سجست

- ‌سحت

- ‌سحلت

- ‌سخت

- ‌سرت

- ‌سرخكت

- ‌ست

- ‌سرفت

- ‌سفت

- ‌سقت

- ‌سكت

- ‌سلت

- ‌سلحت

- ‌سلفت

- ‌سلكت

- ‌سمت

- ‌سمنت

- ‌سمرت

- ‌سنت

- ‌سنبت

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة)

- ‌شأَت

- ‌شبت

- ‌شبرت

- ‌شتت

- ‌شحت

- ‌شخت

- ‌شرت

- ‌شست

- ‌شمت

- ‌شنبرت

- ‌شنكت

- ‌شيت

- ‌(فصل الصّاد المُهْمَلة مَعَ المُثنّاة الفوْقيّة)

- ‌صتت

- ‌صحت

- ‌صخت

- ‌صعت

- ‌صفت

- ‌صلت

- ‌صمت

- ‌صمعت

- ‌صنت

- ‌صَوت

الفصل: ‌ ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء) ‌ ‌سأَت : ( {سَأَته) :} يَسْأَتُه، {سَأْتاً

(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ التَّاء)

‌سأَت

: ( {سَأَته) :} يَسْأَتُه، {سَأْتاً (كمَنَعَه: خَنَقَه) بشِدَّةٍ، مثل سَأَبَه، عَن أَبي زيد. وَقيل: إِذا خَنَقه حَتَّى يَقتُلَه. وَفِي رِوَايَة عَن أَبي عَمْرٍ و: حَتَّى يَمُوتَ.

(و) عَن الفَرّاءِ: (} السَّأْتَانِ، مُحَرَّكَةً جانِبَا الحُلْقومِ) حَيْثُ يَقَع فيهمَا إِصْبَعَا الخانقِ، و (الواحِدُ: سَأَتٌ) ، بالفَتْح والهمز.

‌سبت

: (السَّبْت: الرَّاحَةُ) والسُّكُونُ، (والقَطْعُ) ، وتَرْكُ الأَعْمَالِ.

وسَبَتَ، يَسْبُتُ، سَبْتاً: استراحَ، وسَكَنَ.

وسَبَتَ الشَّيْءَ، وسَبَّتَهُ: قَطَعَه، وخَصّ اللِّحْيَانيُّ بِهِ الأَعْنَاقَ.

وسَبَتَتِ اللُّقْمَةُ حَلْقِي، وسَبَّتَتْهُ: قَطَعْتُهُ، والتَّخفيف أَكثرُ.

والسَّبْتُ، (و) السُّبَات:(الدَّهْرُ) ، وسيأْتي مَا يَتعلَّق بِهِ.

(و) السَّبْتُ: الحَلْقُ، وَفِي الصَّحاح:(حَلْقُ الرَّأْسِ) ، سَبَتَ رَأْسَهُ وشَعَرَه، يَسْبُتُهُ، سَبْتاً، وسَلَتَهُ؛ وسَبَدَهُ: حَلَقَهُ.

(و) السَّبْتُ: (إِرْسَالُ الشَّعَرِ عَن العَقْصِ) .

(و) السَّبْتُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ يمدحُ عبدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَر:

وَمَطْوِيَّة الأَقْراب أَمّا نَهارُهَا

فَسَبْتٌ وأَمّا لَيْلُهَا فذَمِيلُ

والسَّبْتُ: سَيْرٌ فوقَ العَنَقِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: هُوَ العَنَقُ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من السَّيْر. وَفِي نُسْخَة: (سَيْرٌ للإِبِلِ) . وسَبتَتْ، تَسْبِتُ، سَبْتاً، وَهِي سَبُوتٌ؛ قَالَ رُؤبَةُ:

يَمشِي بِها ذُو المِرّةِ السَّبُوتُ

وَهْوَ مِنَ الأَيْنِ خَفِ نَحِيتُ

(و) السَّبْتُ: (الحَيْرَةُ) والإِطرَاقُ.

(و) السَّبْتُ: السَّبْقُ فِي العَدْوِ.

والسَّبْتُ: (الفَرَسُ الجَوَادُ) الكثيرُ العَدْو.

ص: 534

(و) السَّبْتُ: (الغُلامُ العَارِمُ الجَرِيّ) أَي كثير الجَرْيِ.

(و) السَّبْتُ: (ضَرْبُ العُنُقِ)، وَمن الْمجَاز: سَبَتَ عِلَاوَتَهُ: ضَرَب عُنُقَهُ.

(و) السَّبْتُ (يَوْمٌ من الأُسْبُوعِ) معروفٌ، وَهُوَ السابعُ مِنْهُ، وإِنّمَا سُمِّيَ بِهِ، لأَنَّ الله تعالَى ابتدأَ الخَلْقَ فِيهِ، وقطَعَ فِيهِ بعضَ خَلْقِ الأَرْض. ويُقَال: أُمِرَ فِيهِ بَنو إِسرائيلَ بِقطع الأَعْمَال وتَرْكِها. وَفِي الْمُحكم: إِنّمَا سُمِّيَ سَبْتاً، لأَن ابتداءَ الخَلْق كَانَ من يَوْم الأَحَد إِلى يَوْم الجُمْعَة، وَلم يكن فِي السَّبْت شيءٌ من الخَلْق قَالُوا: فأَصبحتْ يومَ السَّبت مُنْسَبِتَةً، أَي: قد تَمْتْ وانقَطَعَ العملُ فِيهَا. وَقيل: سُمِّيَ بذالك، لأَنَّ اليهودَ كَانُوا يَنقطعون فِيهِ عَن العَمل والتَّصَرُّف، (ج: أَسْبُتٌ، وسُبُوتٌ) . قَالَ الأَزهريّ وأَخطأَ من قَالَ: سُمِّيَ السَّبتَ، لاِءَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بني إِسرائِيلَ فِيهِ بالاستراحة؛ وخَلَقَ هُوَ، عز وجل، السّماواتِ والأَرْضَ فِي ستَّةِ أَيّام، آخِرُهَا يومُ الجُمُعَة، ثمَّ استراحَ، وانقطعَ العملُ، فسُمِّيَ السّابعُ يومَ السَّبْت. قَالَ: وهاذا خطأٌ، لأَنه لَا يُعْلَمُ فِي كَلَام الْعَرَب سَبَتَ، بِمَعْنى استراحَ؛ وإِنّمَا معنى سَبَتَ: قَطَعَ، وَلَا يُوصَفُ الله تعالَى وتَقدَّسَ بالاستراحَة؛ لأَنّه لَا يَتعَبُ، والرّاحَةُ لَا تكون إلاّ بعد تَعَبٍ وشُغل، وكِلاهما زائلٌ عَن الله تَعَالَى. قَالَ: واتَّفَقَ أَهلُ العِلْم على أَنّ الله تعالَى ابتدأَ الخلقَ يومَ السَّبْتِ، وَلم يَخْلُقْ يومَ الجُمْعَة سَمَاء وَلَا أَرضاً. قَالَ: والدَّلِيلُ على صِحَّة مَا قَالَ، مَا رُوِيَ عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ، قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْم السَّبْتِ، وَخلق الحِجارةَ يومَ الأَحَد، وَخلق السُّحُبَ يومَ الاثْنَيْنِ، وَخلق الكُرومَ يومَ الثُّلاثاءِ، وَخلق الملائكةَ يومَ الأَرْبعاءِ، وَخلق الدَّوابَّ يَوْم الخَميس، وَخلق آدم يومَ الجُمُعَة،

ص: 535

فِيمَا بينَ الْعَصْر وغروب الشَّمْس) . قَالَ شيخُنا: وصحّح فِي شرح المُهَذَّبِ أَنَّ أَوّل الأُسبوع الأَحدُ، لِما رَوَاهُ عبدُ اللَّهِ بن سلامٍ:(إِنّ الله ابتدأَ الخَلْقَ، فخَلَقَ الأَرْضَ يومَ الأَحَد والاثنين؛ والسَّماواتِ يومَ الثُّلاثاءِ والأَربِعاءِ؛ وَمَا بَينهمَا يومَ الخَمِيس والجُمُعَة) . قَالَ القُرْطُبِيّ: وَهُوَ قولُ ابنِ مَسْعُود، وغيرِه من الصَّحابة. وتَعَقَّب البَيْهَقِيُّ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ، أَي حَدِيث:(خَلَقَ اللَّهَ التُّرْبةَ يومَ السَّبْت) ، الحديثَ، بأَنَّه لَا يُحْفَظُ، ومُخَالِفٌ لاِءَهْل النَّقْل والحديثِ. قَالَ: وَهُوَ الَّذِي جزَمَ بِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، وقالَ: إِنَّ السَّبْتَ هُوَ آخِرُ الأَيّام، وإِنّمَا سُمِّيِّ سَبْتاً: لاِءَنَّهُ سُبِتَ فِيهِ خَلْقُ كُلِّ شيْءٍ وعَمَله، أَي: قُطِعَ، وَبِه جزم فِي التَّفْسِير فِي البَقَرة. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وسُمِّيَ يومَ السَّبْت، لاِنْقطَاع الأَيّام عندَه. وَقَالَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض: لم يَقَلُ بأَنَّ أَوَّلَهُ الأَحَدُ، إِلَاّ ابْنُ جَرِيرٍ، واستدلّ لَهُ فِي شرح المُهَذَّب بخَبَرِ مُسْلِم عَن أَبي هُرَيْرَةَ السّابقِ، ولهاذا الخَبَر صَوَّب الإِسْنَوِيُّ كالسُّهَيْلِيِّ، وَابْن عَسَاكرٍ أَنّ أَوَّلَهُ السَّبْت، انْتهى.

(و) السَّبْتُ: (الرَّجُلُ الكَثِيرُ) السُّبَاتِ، أَي:(النَّوْم) .

(و) السَّبْت: (الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ) المُطْرِقُ (كالسُّباتِ، بالضَّمِّ) .

(و) السَّبْتُ: (قِيامُ اليَهُودِ) ، لَعَنَهُم الله تعَالى، (بأَمْرِ السَّبْتِ) .

وَفِي لِسَان الْعَرَب: بأَمْرِ سَبْتِهَا. وَقد سَبَتوا، يَسْبِتُون، ويَسْبُتُون. قَالَ تعَالى:{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} (الْأَعْرَاف: 163)، (والفِعْل: كَنَصَرَ، وضَرَبَ) .

قَالَ شيخُنَا: قَضِيَّتُه أَنّ المصادرَ السّابقة كُلَّها فِي جَمِيع الْمعَانِي يُبْنَى مِنْهَا الفعلُ بالوَجْهَيْنِ، والّذي فِي الصَّحاح أَنَّ الجميعَ بالكَسْر، وَلَا يُضَمُّ إِلاّ فِي: سَبَت، إِذا نامَ. قلتُ: وكذالك فِي: سَبَتَ اليهودُ، فإِنّه يُرْوَى فِعْلُه بالوَجْهينِ كَمَا تقدّم.

(و) السِّبْتُ، (بالكَسْرِ: جُلُودُ البَقَرِ) مَدبوغَةً كانَتْ أَو غَيْرَ مَدْبُوغَةٍ

ص: 536

كَذَا فِي المُحْكَم. ونقْلَه غيرُه عَن أَبي زيد. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، عَن الأَصمعيّ وأَبي زيد: لَا يكونُ السِّبْتُ إِلاّ من جِلْدِ بقرٍ مَدْبوغ.

(و) السِّبْتُ، أَيضاً:(كُلُّ جِلْدٍ مَدْبُوغٍ، أَو) المدبوغُ (بالقَرَظِ) . وَفِي الصَّحاح: السِّبْتُ: جُلودُ البقَرِ المدبوغةِ بالقَرَظ، تُحْذَى مِنه النِّعالُ السِّبْتِيّةُ، انْتهى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: كُلّ مدبوغٍ فَهُوَ سِبْتٌ. قيل: مأْخُوذٌ من السَّبْت، وَهُوَ الخَلْق.

وَفِي الحَدِيث: أَنّ النَّبيَّ، صلى الله عليه وسلم رأَى رَجُلاً يمشي بينَ القُبُورِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ:(يَا صاحِبَ السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكِ) . قَالَ الأَصمَعيّ: السِّبْتُ: الجِلْدُ المدبوغُ، قَالَ: فَإِن كانَ عَلَيْه شَعَرٌ، أَو صُوفٌ، أَو وَبَرٌ، فَهُوَ مُصْحَبٌ.

وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النِّعَالُ السِّبْتِيَّة: هِيَ المدبوغة بالقَرَظ. قَالَ الأَزهريّ: وحديثُ النَّبيّ، صلى الله عليه وسلم يدُلُّ على أَنّ السِّبْتَ مَا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ:

بَطَلٌ كأَنَّ ثِيَابَهُ فِي سَرْحَةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بتَوْأَمِ

مَدَحه بأَرْبَعِ خِصالٍ كِرام: أَحدَها أَنّه جعله بطلاً أَي شجاعاً، الثَّانِي أَنَّ جعلَه طَويلا، شَبَّهَه بالسَّرْحَة؛ الثّالِث أَنّه جعله شريفاً لِلُبْسه نِعَالَ السِّبْتِ؛ الرَّابِع أَنّه جَعَلَه تامَّ الخَلْقِ نامِياً، لاِءَنَّ التَّوْأَم يكون أَنقصَ خَلْقاً وقُوَّةً وعَقْلاً وخُلُقاً. كَذَا فِي اللِّسَان. وَفِي الحَدِيث: أَنّ عُبَيْدَ بْن جُرَيْج قَالَ لابْنِ عُمَرَ: رأَيتُك تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فَقَالَ: رأَيتُ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم يَلْبَس النِّعالَ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شَعَرٌ، ويَتوَضَّأُ فِيهَا، فأَنا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَها. قَالَ: إِنَّمَا اعترضَ عَلَيْهِ، لأَنَّها نِعالُ أَهلِ النَّعْمَة والسَّعَة. وَفِي التَّهْذِيب: كأَنّها سُمّيَت سِبْتِيَّةً، لأَنّ شَعرَها قد

ص: 537

سُبِتَ عَنْهَا، أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بِعِلاجٍ من الدِّباغ معلومٍ عِنْد دَبَّاغِيها ومثلُه فِي الصَّحاح وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابي: سُمِّيت النِّعَالُ المدبوغةُ سِبْتِيَّةً، لأَنّها انسبتَتْ بالدِّباغ أَي لَانَتْ، وَهُوَ قَول الهَرَوِيّ.

وَمن الْمجَاز: اخْلعْ سِبْتَيْك. وأَرُونِي سِبْتَيَّ، كَمَا فِي الأَساس. وَهُوَ مثل قَوْلهم: فلانٌ يَلْبَس الصّوفَ والقُطْن والإِبْرِيسَمَ، أَي الثِّيابَ المتَّخذة مِنْهَا، كَذَا فِي النِّهَايَة.

ويُرْوَى: يَا صَاحب السِّبْتَيَّتَيْنِ، على النَّسَب. وهاكذا وُجِدَ بخطّ الأَزهريّ فِي كِتَابه. وإِنّمَا أَمَرَه بالخَلْعِ احتراماً للمَقابر، لاِءَنّه يَمشِي بَينهَا. وَقيل: كَانَ بهَا قَذَرٌ، أَو لاخْتِيَالِه فِي مَشْيِه. كَذَا فِي اللِّسان.

قلتُ: وعَلى قولِ ابنِ الأَعْرَابيّ، والّذِي قبْلَه فِي التَّهْذيب، يَنبغِي أَن يكون بِفَتْح السِّين، وَكَذَا مَا نَقله ابنُ التِّين عَن الدَّاوُوديّ أَنّهَا منسوبةٌ إِلى سُوقِ السَّبْت. وَفِي المنتهَى: أَنّها منسوبةٌ للسُّبْت، بالضَّمّ، وَهُوَ نَبْتٌ يُدْبَغُ بِهِ، فَيكون بِالْفَتْح. إِلاّ أَنْ يكون من تَغييرات النَّسَب. وأَوردَه شيخُنا.

(و) السُّبْتُ، (بالضَّمِّ: نَبَاتٌ كالخِطْمِيِّ) ، عَن كُراع، (ويُفْتحُ) ؛ أَنشد قُطْربٌ:

وأَرْض يَحارُ بهَا المُدْلِجونَ

تَرى السُّبْتَ فِيهَا كَرُكْنِ الكثِيبِ

(والمُسبِتُ)، كمُحْسِنٍ:(الَّذِي لَا يَتَحرَّكُ) ، وَقد أَسْبَتَ.

(و: الدَّاخِلُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، والأَوْلَى:(فِي السَّبْت) من غيرِ لفظِ: (يَوْم) ، كَمَا هُوَ فِي الصَّحاح واللّسان وغيرِهما؛ لأَنّ المُرادَ بالسَّبْتِ هُنا قيامُ الْيَهُود بأَمْرِه، لَا الْيَوْم، وَقد أَسْبَتُوا. فتأَمّلْ.

(والسُّبَات، كغُرَابٍ: النَّوْمُ) ، وأَصلُه الرّاحَةُ، تقولُ مِنْهُ: سَبَتَ يَسْبُت، هاذه بالضَّمّ وحدَهَا. وَعَن ابْن

ص: 538

الأَعْرَابِيّ فِي قَوْله، عز وجل:{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} (النبأ: 9)، أَي: قَطْعاً. والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنّه إِذا نَام انقطعَ عَن النّاس. وَقَالَ الزَّجّاجُ: السُّبَات: أَنْ يَنقطِعَ عَن الحَركة والرُّوح فِي بَدَنه، أَي: جَعَلْنا نَومكم رَاحَة لكم (أَو) السُّبَات: (خِفَّتُه) أَي النَّوْمِ، كالغَشْيَةِ، (أَو ابْتداؤُهُ) ، أَي النَّوْمِ (فِي الرَّأْسِ حَتَّى يَبْلُغَ القلْبَ) ، قَالَه ثَعْلَب.

ورجلٌ مَسْبُوتٌ، من السُّبات، وَقد سُبِتَ، عَن ابْن الأَعرابيّ؛ وأَنشد:

وَتَرَكَتْ راعِيَهَا مَسْبُوتَا

قَدْ هَمَّ لَمّا نامَ أَنْ يَمُوتَا

وَفِي التَّهْذِيب: والسَّبْتُ السُّبات، وأَنشد للأَصمعيّ:

يُصْبِحُ مَخْموراً ويُمْسِي سَبْتَا

أَي مَسْبُوتاً.

ويُقال: سُبِتَ المريضُ، فَهُوَ مسبوتٌ وَفِي حديثِ عَمْرِو بن مسعودٍ، قَالَ لمُعاوِيَةَ:(مَا تَسأَلُ عَن شيخٍ نَوْمُهُ سُبَاتٌ، وَليْلُهُ هُبَاتٌ) السُّبات: نومُ المريضِ والشَّيْخِ المُسِنّ، وَهُوَ النَّوْمَةُ الخفِيفة.

(و) السُّبات: (الدَّهْرُ) كالسَّبْتِ، وَلَو ذكرَه عِنْد السَّبْت، بقوله كالسُّباتِ كَانَ أَلْيَقَ بصَنْعته.

(و) سُباتٌ، (بِلا لامٍ: لقبُ إِبراهِيمَ بْنِ دُبَيْسٍ) الحَدَّاد (المُحَدِّث) عَن مُحَمّدِ بن الجَهْم السّمري.

والسَّبْتُ: بُرْهَةٌ من الدَّهْر، قَالَ لبِيدٌ:

وَغنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ

لوْ كَانَ للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

(وأَقمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسنْبَتاً، وسنْبَتَةً)، أَي:(بُرْهةً) من الدَّهْر.

(وكفْرُسَبْتٍ) : ع (بالشّامِ) بَين طَبَرِيَّة والرَّمْلةِ.

وَكَذَا سُوقُ السَّبْتِ موضِعٌ آخَرُ.

ص: 539

(وابْنَا سُبَاتٍ)، بِالضَّمِّ:(الليلُ والنَّهارُ)، قَالَ ابْنُ أَحمر:

وكُنَّا وهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقَا

سِوًى ثمَّ كَانَا مُنْجِداً وتِهَامِيَا

قَالُوا: السُّباتُ: الدَّهْرُ، وابناهُ: اللَّيْلُ والنَّهَارُ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ذكر أَبو جَعْفَر محمّدُ بنُ حبيب: أَنّ ابْنَيْ سُبَاتٍ رَجُلانِ، رأَى أَحدُهما صاحِبَهُ فِي المَنام، ثمّ انتبَه وأَحَدُهما بنجْدٍ والآخرُ بتِهامَة. وَقَالَ غيرُه: ابْنا سُبَاتٍ أَخَوانٍ مَضَى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشَّمْسِ ليَنْظُرَ مِنْ أَيْن تَطْلُع، والآخرُ إِلى مَغْرِبِ الشّمْس لينْظُرَ أَين تَغْرُبُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.

(والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ) والمَغْشِيّ عَلَيْهِ، وكذالك العَلِيلُ إِذا كَانَ مُلْقًى كالنّائمِ يُغمِّضُ عَيْنيْه فِي أَكثرِ أَحْواله: مسبوتٌ، وَقد سُبِتَ، كَمَا تقدَّم.

(و) انْسَبَتتِ الرُّطَبةُ: جَرَى فِيهَا كلِّها الإِرطابُ. وانْسَبَتَ الرُّطَبُ، عَمَّه كُلَّه الإِرطابُ. و (رُطَبٌ مُنْسَبِتٌ: عمَّه) كلَّه (الإِرْطابُ) .

انْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ: أَي لانَتْ ورُطَبَةٌ مُنْسَبِتَةٌ، أَي: ليِّنة.

(والسِّبَنْتَى)، والسَّبَنْدَى:(الجَرِيءُ) المُقْدِمُ من كلّ شيْءٍ، والياءُ للإِلحاق لَا التّأْنِيث، أَلا ترَى أَن الهاءَ تَلحَقُه والتّنوين، يُقَال سَبَنْتَاةٌ وسَبَنْدَاةٌ. قَالَ ابنُ أَحْمَرَ يَصف رَجُلاً:

كأَنَّ اللَّيْلَ لَا يَغْسُو عَلَيْهِ

إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا

يَعْنِي النّاقةَ.

(و) السَّبَنْتَى: (النَّمِرُ) ، ويُشْبِه أَنْ يكون سُمِّيَ بِهِ لجُرْأَته، وَقيل: السَّبَنْتَى: الأَسَدُ، والأُنثى بالهاءِ؛ قَالَ الشَّمّاخ يَرْثي عُمَرَ بْنَ الخَطّاب، رضي الله عنه:

جَزَى اللَّهُ خَيراً من إِمامٍ وبارَكَتْ

يَد اللَّهِ فِي ذَاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ

وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تكونَ وَفاته

بكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِ

ص: 540

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هاكذا فِي الأَصل، وإِنّما هُوَ لِمُزَرِّدٍ أَخي الشَّمّاخ، ورُوِي لَهما. يَقُول: مَا كنتُ أَخْشَى أَن يَقْتُلَهُ أَبو لُؤْلُؤةَ، وأَن يَجْترِىءَ على قتلِه، والأَزرقُ: العَدُوُّ. وَقيل: السَبَنْتاةُ: اللَّبُؤةُ الجريئة، وَقيل: النّاقةُ الجَرِيئةُ الصّدْر، وَلَيْسَ هاذا الأَخِيرُ بقَويّ. (ج: سَبَانِتُ) وَمن الْعَرَب مَنْ يجمَعُها سَباتَى.

ويُقالُ للمرأَة السَّليطة: سَبَنْتَاةٌ، وَيُقَال: هِيَ سَبنْتاةٌ، فِي جلْدِ خَبَندَاة.

(والسَّبْتَةُ)، بالفتْح:(المِعْزَى) .

(والسِّبْتَانُ، بالكسْرِ: الأَحْمَقُ) ، والمُتَحَيِّرُ الذّاهِبُ اللُّبِّ.

(وانْسَبَتَ) الخَدُّ: طالَ، و (امتَدَّ) مَعَ اللِّينِ.

(والسَّبْتَاءُ) بالمَدّ: (المُنْتشِرَةُ الأُذُنِ فِي طُولٍ أَو قِصَرٍ)، نَقله الصَّغانيُّ. (و) السَّتْاءُ من الأَرْض: مثلُ (الصَّحْرَاء) وَقيل: أَرضٌ سَبْتاءُ: لَا شَجرَ فِيهَا. وَقَالَ أَبو زيد: السَّبْتاءُ: الصَّحْرَاءُ، وَالْجمع سَبَاتَى.

وأَرْضٌ سَبْتَاءٌ: مُستوِيَة.

(وسَبْتَةُ: د، بالمَغْرِب) فِي العُدْوَة قُبَالةَ الأَنْدَلُسِ، وَقَالَ الشِّهابُ المَقَّرِيُّ فِي أَزهار الرِّياض: هِيَ مدينةٌ بساحلِ بَحر الزُّقاقِ مشهورةٌ، واخْتُلِف فِي سَببِ تَسميتها بذالك، فَقيل: لاِنْقِطاعها فِي الْبَحْر، من قَوْلك: سَبَتَ الشَّيْءَ، إِذا قَطعَه، وَقيل: لاِءَن مُخْتَطَّها هُوَ سَبْتُ بْنُ سَام بن نُوح، وإِليه أَشار لسانُ الدِّين بْنُ الخطِيب التِّلِمْسَانيّ الغَرْناطيّ:

حُيِّيتَ يَا مُخْتطَّ سَبْتِ بْنِ نُوحْ

بكلِّ مُزْنٍ يَغْتدِي أَو يَرُوحْ

مغْنى أَبِي الفَضْلِ عِياضِ الّذِي

أَضْحَتْ برَيّاهُ رِيَاضٌ تَفوحْ

وفيهَا يَقُول أَبو الحكم مالكُ بنُ المُرَحَّل من قصيدة طَوِيلَة، مَطْلعُها:

ص: 541

سَلامٌ على سَبْتةِ المَغْرِبِ

أُخَيَّةِ مَكَّةَ أَو يَثْرِبِ

وَفِي مدحها يقولُ أَيضاً:

اخْطِر على سَبْتةَ وانظُرْ إِلى

جَمالِها تَصْبُو إِلى حُسْنِهِ

كأَنَّها عُودُ غِناءٍ وقدْ

أُلْقِيَ فِي البَحْرِ على بَطْنِهِ

قَالَ شَيخنَا: ثمَّ إِنّ الْمَشْهُور الجاريَ على الأَلْسنة أَنّ النِّسبة إِليها بِالْفَتْح على لفْظِها، وَجزم الرّشاطيّ أَنّ النِّسبة إِليها: سِبْتِيٌّ، بِالْكَسْرِ. وَعِنْدِي فِيهِ نظر، وإِنْ قِبلَهُ من شُيوخُنا وأَقرُّوه، قِيَاسا على البَصْرة وَنَحْوه، انْتهى.

وَمِنْهَا أَبو الأَصْبَغ عِيسى بن عَلاءِ بن يَزِيدَ، سَمِع بقُرْطُبَة.

وأَبو الْقَاسِم مُحَمّدُ بن الفقِيه المُحَدِّث أَبي العَبّاس أَحمدَ بن حَمَدِ بنِ أَحمدَ اللَّخْمِيّ الغرفيّ، مَلِكُ سَبْتةَ وابْنُ مَلِكها، روى عَن أَبِيه وَغَيره.

وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ محمّد بنِ يَحْيَى الْحَافِظ، نزيل مالَقَةَ، رَوَى عَن محمّد بنِ غازِي السَّبْتِيّ، وَعنهُ أَبو جَعْفرِ بنِ الزُّبَيْر، وأَثنى عَلَيْهِ الِاثْنَان، من تَارِيخ الذهبِيّ.

وأَبو الحَكم مالِكُ بن المُرحَّل، ناظِمُ الفصِيح، أَحدُ شُيُوخ أَبي حَيّان.

وَالْقَاضِي المحدِّث عِياضُ بنُ مُوسَى بن عِياضٍ اليَحْصُبِيّ. وهاذان من شرحِ شَيخنَا.

وَفِي أَزهار الرّياض: الشَّرِيفُ أَبو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَحمدَ بنِ طاهرٍ الحُسَيْنِيّ العَلوِيّ، آخِر أَشراف سَبْتةَ، كَانَ معاصراً لِلسان الدِّين بن الخَطيب، وَبَينهمَا مُصَادَقَةٌ ومُكاتبَة، وَهُوَ من ذُرِّيَّةِ أَبِي الطّاهر الّذي خرَجَ من صِقِلِّيَة، وَكَانَت لَهُم بسَبَتةَ وَجَاهَةٌ، أَعادَها اللَّهُ دارَ إِسلامٍ.

وبخطّ ابْنِ خِلِّكان: أَبو العَبّاس أَحْمَد بنُ هَارُون الرَّشِيدِ العَبّاسِيّ السَّبْتِيّ الزّاهد، قبرُه ببغدادَ، منسوبٌ إِلى يَوْم السَّبْت؛ لأَنّه تركَ الدُّنيا، ورَمَى ولايَته، وَكَانَ يَتكسَّبُ بيدِه

ص: 542

فِي يَوْم السّبت، ويُنْفِقُه فِي بقيَّة الأُسبوع، ويتفرّغ لِلْعِبَادَةِ، تُوُفّيَ سنة 283، وَذكره ابنُ الجوْزي فِي صفة الصّفوة.

(والسِّبِتّ، كفِلِزَ: الشِّبِتّ) بوزنه. وسيأْتي فِي الشِّين، وهما (مُعَرَبَا شِوِذَّا)، بِكَسْر الشّين وَالْوَاو؛ وَقَالَ أَبو حنيفةَ: السِّبِتُّ نَبتٌ، معرَّبٌ من شِبتَ، قَالَ: وزعَم بعضُ الرُّواة أَنّه السَّنُّوتُ، كَذَا فِي اللّسان. وقرأْتُ فِي كتاب المُعَرَّب للجَوالِيقيّ، مَا نَصه: قَالَ الأَزهريُّ: وأَمّا الشِبِتّ، لهاذه البَقْلةِ الْمَعْرُوفَة، فَهِيَ مُعَرّبة. قَالَ: وسَمِعتُ أَهل البَحْرَيْنِ يَقُولُونَ لَهَا: (سِبِتٌّ) بالسّين غيرَ معجمةٍ وبالتّاءِ، وأَصلها بالفارسيّة شِوِذْ، وفيهَا لُغَة أُخرَى: سِبِط، بالطّاءِ، انْتهى. (و) فِي الحِلْيَةِ الشّرِيفَة: كَانَ (فِي وَجْهِهِ انْسِباتٌ)، أَي:(طُولٌ وامْتِدادٌ) ، نَقله الصّاغَانيّ.

وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

أَسْبَتَ الحَيَّةُ، إِسْبَاتاً: إِذا أَطْرَقَ لَا يَتَحَرَّكُ، وَقَالَ:

أَصَمُّ أَعْمَى لَا يُجِيبُ الرُّقَى

من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْبَاتِ

والسَّبْتُ: الأُسبُوع، فِي الحَدِيث:(فَمَا رأَينا الشَّمْسَ سَبْتاً) قيل: أَرادَ أُسْبُوعاً، من السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلقَ عَلَيْهِ اسمَ اليومِ، كَمَا يُقَال: عِشرونَ خَرِيفاً، ويُراد عِشْرُونَ سَنةً. وَقيل: أَراد بالسَّبْتِ: مُدّةً من الزّمان، قليلةٌ كَانَت أَو كثيرَةً. وَقد تقدّم.

وَحكى ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ: لَا تَكُ سَبْتِيّاً، أَي ممّن يَصوم السَّبْتَ وَحْدَهُ.

وَمن الأَعْلام: أَبو محمّدٍ سَبْتِيُّ

ص: 543