الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الهاء
-
462-
هارون بْن سالِم [1] .
أَبُو عُمَرَ القُرْطُبيّ الزّاهد.
عَنْ: يحيى بْن يَحْيَى اللَّيْثِيّ، وعيسى بْن دينار.
ورحل إلى ديار مصر فأخذ عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وأصبغ بْن الفَرَج.
قَالَ ابن الفَرَضيّ [2] : كَانَ منقطع القرين فِي الزُّهد والعِلْم، مُجَاب الدَّعْوة، فقيهًا كبير القدر.
يُقال: امتُحنت إجابة دعوته فِي غير ما شيء، ومات فِي الْكُهُولَةِ. وكان عَلَيْهِ إخبات وحُزْن، وكان لا ينامُ عَلَى فراشٍ فِي رمضان.
حكى إمام مسجد قرطبة أنّه رأى هارون بْن سالِم باللّيل سجد، قَالَ:
فرأيتُ شجرة فِي المسجد سجدت وراءه، فلمّا قام قامت.
وقال إِبْرَاهِيم بْن هلال: ما رأيتُ هارون بْن سالِم يُصَلِّي قطّ إلّا وهو يرتعد.
وكان يسكن بيتًا بلا أبواب. وكان مقدَّمًا فِي زمانه فِي الزُّهد والعبادة.
قَالَ ابن بَشْكَوال: وقبره يتبرَّكُ بِهِ، ويعرف بإجابة الدّعوة. جرّبت ذلك مرارا.
[1] انظر عن (هارون بن سالم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 169 رقم 1530، وجذوة المقتبس للحميدي 364 رقم 859، وبغية الملتمس للضبّي 484 رقم 1418.
[2]
في تاريخ علماء الأندلس 2/ 169.
قلت: روى عَنْهُ عامر بْن مُعَاويَة القاضي، وغيره.
تُوُفِيّ سنة ثمانٍ وثلاثين [1] .
463-
هارون بْن عَبّاد النَّهْدِيّ المصِّيصيّ ثُمَّ الأنطاكيّ [2]- د. - عَنْ: جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عيّاش، وجماعة.
وعنه: د.، وَمحمد بْن وضّاح القُرْطُبيّ.
464-
هارون بن عبد الله بن محمد بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ [3] .
أَبُو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد.
روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.
وتفقّه عَلَى أصحاب مالك كأبي مُصْعَب، والهُدَيريّ.
وقيل إنه سمعَ من مالك.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [4] : سَمِعَ: مالك بْن أنس، وَالدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم.
وعنه: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عُزِلَ فِي آخر خلافة المعتصم.
وقال أَبُو إِسْحَاق الشِّيرازيّ [5] : هُوَ أعلمُ مَنْ صَنَّف الكُتُب فِي مختلف قول مالك.
[1] تاريخ علماء الأندلس.
[2]
لم أجده.
[3]
انظر عن (هارون بن عبد الله) في:
المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 422، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 230، 257 و 2/ 134، 135 و 3/ 240، 273- 277، 326، والجرح والتعديل 9/ 92 رقم 381، وتاريخ بغداد 14/ 13 رقم 7349، وطبقات الفقهاء للشيرازي 153، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 515، ووفيات الأعيان 1/ 370.
[4]
في تاريخ بغداد 14/ 13.
[5]
في طبقات الفقهاء 153.
وقال القاضي عيّاض [1] : كَانَ من الفقهاء العُلماء فِي مذهب أهل المدينة، واسع الأدب.
وقال أَبُو سَعِيد بْن يونس: تُوُفِيّ بسامرّاء فِي شعبان سنة اثنتين وثلاثين.
465-
هارون الواثق باللَّه [2] .
[1] في ترتيب المدارك 2/ 515.
[2]
انظر عن (هارون الواثق باللَّه) في:
المحبّر 42، 45، 61، 62، 260، 376، 405، 490، 494، والمعارف لابن قتيبة 393، وعيون الأخبار 3/ 32، والأخبار الموفقيات 105، وطبقات الشعراء لابن المعتز 131، والمعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 207- 209، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 175 و 2/ 277، 300، وتاريخ الطبري 9/ 12، 17، 111- 113، 120، 123- 157، 166، 169، 216، 223، 231، 232، 306، 413، 439، وتاريخ بغداد 14/ 15 رقم 7351، وثمار القلوب للثعالبي 157، 513، والتذكرة الحمدونية 1/ 431، و 2/ 105، 131، 132، والمصباح المضيء 1/ 322، ومحاضرات الأدباء 1/ 168، وشرح نهج البلاغة 17/ 75، وغرر الخصائص 379، والكامل في التاريخ 7/ 29- 33، وبغداد لابن طيفور 148، وتحفة الوزراء للثعالبي 43، 72، 116، 142، والعقد الفريد 2/ 101، 145، 465 و 4/ 50، 165، و 5/ 120 و 6/ 60، 61، 300، والهفوات النادرة 18/ 32، 80، 252، 362، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 104، 105، 110- 117، والبدء والتاريخ 6/ 120، وتاريخ اليعقوبي 2/ 479- 483، 485، وفتوح البلدان 243، 191، 357، 364، والخراج وصناعة الكتابة 59، والتنبيه والإشراف 312، 313، والعيون والحدائق 3/ 409، وتجارب الأمم 6/ 524، 527- 537، 542، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 99، 168، 186- 188، 208، 209، 217، 218، 293، 328، 329، 331، 332، 340، 381، 382، 483، 393 و 2/ 33، 60، 61، 63، 66، 76، 93، 97، 216، 244، 250، 259، 260، 264، و 3/ 48، 101، 108، 129، 151، 154، 276، 323، 340، و 4/ 399- 401، وتاريخ حلب للعظيميّ 89، 113، 136، 252، 255، ونصوص ضائعة من الوزراء والكتّاب 9، 26، 64- 68، 70، 77، 89، ونزهة الألبّاء 122- 124، 126، 128، 141، 143، ولطف التدبير للإسكافي 104، والوزراء للصولي 25، والمحاسن والمساوئ. 160، 169، 334، 439، 447، 531، والأذكياء لابن الجوزي 70، والفخري في الآداب السلطانية 234- 236، 248، وتاريخ مختصر الدول 141، وتاريخ الزمان لابن العبري 36/ 37، والولاة والقضاة للكندي 196، 451، ورفع الإصر (ملحق به) 403، وولاة مصر له 220، 221، ونشوار المحاضرة 1/ 17، 145، 223، 264، 282، 290 و 2/ 73، 74، 102، 195، و 3/ 101 و 4/ 128، 238 و 5/ 184، 227 و 6/ 66، 131، 167، 189، و 7/ 191 و 8/ 17- 19، 48، 49، 136، 246، وأمالي المرتضى 1/ 186، 286، 486، وآثار البلاد للقزويني 314، 386، 597، وخلاصة الذهب المسبوك 187، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 128، 141، 142، 144، 147، 151، 157، 159، والأغاني 18/ 221، 222، 342، 345، 352، 19/ 219، 224، 418 و 4/ 175 و 5/ 99، 101، 102 و 6/ 341 و 7/ 61، 62، 242،
أَبُو جَعْفَر، وقيل أَبُو القاسم.
أمير المؤمنين ولد المعتصم باللَّه أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرشيد هارون بْن المهديّ محمد بْن المنصور الهاشميّ العبّاسيّ.
وأمّه روميّة اسمها قراطيس [1] ، أدركت دولة ابنها.
ولي الأمر بعهدٍ من أَبِيهِ. ونقل إِسْمَاعِيل الخطبيّ أنّه وُلِدَ لَعشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ستٍّ وتسعين ومائة [2] .
قَالَ يَحْيَى بْن أكثم: ما أحسَنَ أحدٌ إلى آل أَبِي طالب ما أحسن إليهم الواثق. ما مات وفيهم فقير [3] .
وقال حمدون بْن إِسْمَاعِيل: كَانَ الواثق مليح الشِّعْر، وكان يُحبُّ خادمًا أُهْدِيّ لَهُ من مصر، فأغضبه الواثق يومًا، ثُمَّ إنه سمعه يَقُولُ لبعض الخَدَم: واللهِ إنّه لَيَرُوم أن أكلّمه من أمس فما أفعل. فقال الواثق:
يا ذا الَّذِي بعذابي ظلّ مفتخرًا
…
ما أنت إلّا مليكٌ جار، إذ قَدَرا
لولا الهَوَى لَتَجاريْنَا عَلَى قَدَرٍ
…
وإنْ أُفِقْ منه يومًا ما، فسوف ترى [4]
قَالَ الخطيب [5] : كَانَ أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد قد استولى عَلَى الواثق وحمله عَلَى التشدُّد فِي المحنة. ودعا النّاس إلى القول بِخلْق القرآن.
ويُقال: إنّ الواثق رجع عَنْ ذَلِكَ القول قبل موته.
وقال عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى: نا إِبْرَاهِيم بْن أسباط بْن السّكن قال: حمل رجل
[ () ] ودول الإسلام 1/ 138- 141، وسير أعلام النبلاء 10/ 306- 314 رقم 74، والمختصر في أخبار البشر 2/ 36، ونهاية الأرب للنويري 1/ 374، 375، ومرآة الجنان 2/ 107، والبداية والنهاية 10/ 308- 310، وفوات الوفيات 4/ 228- 230، والنبراس لابن دحية 73- 80، وتاريخ ابن الوردي 1/ 223، 224، ومآثر الإنافة 1/ 224- 228، وتاريخ الخميس 2/ 337، وتاريخ الخلفاء 367، وتاريخ ابن خلدون 3/ 270- 274، وشذرات الذهب 2/ 75، 76، وأخبار الدول وآثار الأول 157- 159، وتاريخ الأزمنة للدويهي 37، 38، وغيره.
[1]
تاريخ بغداد 14/ 16.
[2]
تاريخ بغداد 14/ 16.
[3]
تاريخ بغداد 14/ 19.
[4]
البيتان في: الأغاني 9/ 297، وفوات الوفيات 4/ 229، وتاريخ الخلفاء 368.
[5]
في تاريخ بغداد 14/ 19.
فيمَن حُمِلَ، مُكَبَّلٌ بالحديد من بلاده، فأُدْخِلَ. فقال ابن أَبِي دُؤاد: تقولُ أَوْ أقول؟
قَالَ: هذا أوّل جوركم. أخرجتم النّاس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء.
لا، بل أقول.
قَالَ: قُلْ. والواثق جالس.
فقال: أخبرني عَنْ هذا الرأي الَّذِي دَعْوتُم النّاس إِلَيْهِ، أَعَلِمَهُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يدعُ النَّاس إِلَيْهِ، أم شيء لم يَعْلَمْه؟
قَالَ: عَلِمَه.
قَالَ: فكانَ يسعه أن لا يدعو النّاس إِلَيْهِ، وأنتم لا يسعكم.
قَالَ: فبُهِتُوا.
قَالَ: فاستضحك الواثق، وقام قابضًا عَلَى فمه، ودخل بيتًا ومدَّ رِجْليه وهو يَقُولُ: وَسِعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنّا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يُردّ إلى بلده [1] .
وعن طاهر بْن خَلَف: سمعتُ المهتدي باللَّه بْن الواثق يَقُولُ: كَانَ أَبِي إذا أراد أن يقتل رجلًا أَحْضَرَنا. فأُتِيَ بشيخ مخضوب مقيَّد، وقال أَبِي: ائذنوا لابن أَبِي دُؤاد وأصحابه. وأُدْخِلَ الشيخ فقال: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقَالَ: لا سلَم اللَّه عليك.
قَالَ: بئس ما أدَّبك مؤدِّبُك. قَالَ اللَّه تعالى: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها 4: 86 [2] .
قلت: هذه حكاية مُنْكرَة، ورُواتُها مَجاهيل، لكن نسوقها.
قَالَ: فقال ابن أَبِي دُؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلِّم.
فقال لَهُ: كلِّمْهُ.
فقال: يا شيخ ما تقولُ فِي القرآن؟.
قال: لم تنصفني، ولي السؤال.
[1] فوات الوفيات 4/ 229.
[2]
سورة النساء، الآية 86.
قَالَ: سَلْ يا شيخ.
قَالَ: ما تقولُ في القرآن؟
قال: مخلوق.
قال: هذا شيء علمه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْر وعمر والخلفاء، أم شيء لَم يعلموه؟
فقال: شيء لَم يعلموه.
فقال: سبحان اللَّه، شيء لَم يعلموهُ أَعَلِمْتَه أنت؟
قَالَ: فَخَجِل وقال: أقِلْنِي.
قَالَ: والمسألةُ بِحالِها؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: ما تقولُ فِي القرآن؟
قَالَ: مخلوق.
قَالَ: شيء علِمَهُ رسول اللَّه؟
قَالَ: عَلِمَه.
قَالَ: عَلِمَهُ ولَم يدْعُ النّاس إِلَيْهِ؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: أفلا وسِعَك ما وسِعَه ووسِع الخلفاء بعده.
فقام أَبِي الواثق فدخل الخلْوة، واستلقى وهو يَقُولُ: شيء لَم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، وَلا أَبُو بَكْرٍ، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، عَلِمْته أنت؟ سبحان اللَّه. عَلِمُوه ولَم يدْعوا النّاس إِلَيْهِ، أفلا وسِعَك ما وسِعَهم؟ ثُمَّ أمر برفع قيود الشيخ، وأمر له بأربعمائة دينار، وسقطَ ابن أَبِي دُؤاد من عينه، ولَم يمتحن بعدها أحدًا [1] .
وروى نحوًا من هذه الواقعة أَحْمَد بْن السِّنْديّ الحداد، عَنْ أَحْمَد بْن الممتنع، عَنْ صالِح بْن عليّ الهاشميّ المنصوريّ، عَنِ المهتدي باللَّه، رحمه الله.
قَالَ صالِح: حضرته وقد جلسَ للمتظلّمين، فنظرتُ إلى القصص تقرأ
[1] سير أعلام النبلاء 10/ 308، 309، وقال: في إسنادها مجاهيل، فاللَّه أعلم بصحّتها.
عَلَيْهِ من أولّها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسُرّني ذَلِكَ.
وجعلت أنظر إِلَيْهِ، ففطِنَ، ونظر إليّ، فغضضت عَنْهُ، حتى كَانَ ذَلِكَ منه ومنّي مرارًا. فقال لي: يا صَالِح فِي نفسك شيء تُحب أن تقوله؟
قلتُ: نعم.
فلمّا انفضّ المجلسُ أُدْخِلْتُ مجلسه فقالَ: تَقُولُ ما دار فِي نفسك أو أقوله لك؟
فقلتُ: يا أمير المؤمنين ما ترى.
قَالَ: أقولُ إنَّه قد استحسنتَ ما رأيتَ منّا، فقلت: أيَّ خليفة خليفتنا، إن لَم يكن يَقُولُ القرآن مخلوق.
فوردَ عَلَى قلبي أمرٌ عظيم، ثُمَّ قلت: يا نفس هَلْ تموتين قبل أجَلِك؟
فقلتُ: نعم.
فأطرق ثم قال: اسمع منّي، فو الله لتسمعنّ الحقّ.
فسُرّي عنّي وقلت: ومَن أولى بالحقّ منك وأنت خليفة ربّ العالمين، وابن عمّ سيد المرسلين؟.
قَالَ: ما زلت أقول القرآن مخلوق صَدْرًا من أيام الواثق، حتى أقدَمَ شيخًا من أَذَنة فأُدْخِلَ مقيدًا، وهو جميل حسَن الشَّيْبَة. فرأيتُ الواثق قد استحيا منه ورَقّ لَهُ. فما زال يُدْنيه حتَّى قرُبَ منه وجلسَ، فقال: ناظِر ابنَ أَبِي دُؤاد.
فقال: يا أمير المؤمنين إنّه يَضْعُف عَنِ المناظرة.
فغضبَ وقال: أبو عبد الله يضعف عَنْ مناظرتِكَ أنتَ؟
قَالَ: هَوِّن عليك، وائذن لي فِي مناظرته.
فقال: ما دعوناك إلا لِهذا.
فقال: احفظ عليّ وعليه، ثُمَّ قَالَ: يا أَحْمَد أخبرني عَنْ مقالتك هذه، هِيَ مقالة واجبة داخلة فِي عقد الدّين، فلا يكون الدِّين كاملًا حتى يُقال فِيهِ بِما قلت؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: فأخبرني عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين بعثه اللَّه، هَلْ سَتَر شيئًا مِمّا أُمِرَ بِهِ؟
قَالَ: لا.
قَالَ: فدَعا إلى مقالتِك هذه؟
فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة.
فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: أخبرني عَنِ اللَّه تعالى حين قَالَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3 [1] أَكَانَ اللَّه هُوَ الصّادق فِي إكْمَال دينه، أو أنتَ الصّادق فِي نُقْصَانه، حتّى يُقال بِمقالتِكَ هذه؟
فسكت.
فقال الشيخ: اثنتان.
قَالَ الواثق: نعم.
وقال: أخبرني عَنْ مقالتك هذه، أعَلِمَها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أم جَهِلَها؟
قَالَ: عَلِمَها.
قَالَ: فدعا النّاسَ إليْهَا.
فسكت.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة.
قَالَ: نعم.
قَالَ: فاتسع لرسول اللَّه أنْ عَلِمها أن يُمسك عنها، ولَم يُطالب أمَّتَه بِهَا؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: واتسع لأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ ذَلِكَ؟.
قَالَ: نعم.
فأعرض الشيخ عَنْهُ، وأقبلَ عَلَى الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدَّمْتُ القول أنّ أَحْمَد يصبو ويضعُف عَنِ المناظرة. يا أمير المؤمنين إنْ لَمْ يتَّسع لك من الإمساك عَنْ هذه المقالة ما زعم هذا أَنَّهُ اتسع للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فلا وسَّع اللَّه عليك.
قَالَ الواثق: نعم كذا هُوَ. اقطعوا قيد الشيخ.
فلمّا قطعوهُ ضرب الشيخ بيده إلى القيْد فأخذه، فقال الواثق: لِمَ أخَذْتَه؟
فقال: لأنِّي نويتُ أن أتقدَّم إلى مَن أوصي إِلَيْهِ، إذا مت أن يجعله بيني وبين كَفَني، حتى أخاصم بِهِ هذا الظّالِم عِنْدَ اللَّه يوم القيامة وأقول: يا رب لم قيّدني وروّع أهلي؟
[1] سورة المائدة الآية 3.
ثُمَّ بكى فبكى الواثق وبكينا. ثُمَّ سأله الواثق أن يجعله فِي حِلّ، وأمر لَهُ بصلة فقال: لا حاجة لي بِها.
قَالَ المهتدي باللَّه: فرجعت عَنْ هذه المقالة، وأظنّ أنّ الواثق رجعَ عنها من يومئذ [1] .
وقال إِبْرَاهِيم نِفْطَوَيْه: حدَّثَنِي حامد بْن العبّاس، عَنْ رَجُل، عَنِ المهتدي باللَّه، أنّ الواثق مات وقد تاب عَنِ القول بِخلْق القرآن [2] .
وكان الواثق وافر الأدب. بَلَغَنَا أنّ جارية غنته بشعر العَرْجيّ:
أَظَلُومُ إنّ مُصَابَكُم رجُلًا
…
ردَّ السّلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
فَمِن الحاضرين من صَوَّب نصْبَ رجُلًا، ومنهم من قَالَ: صوابها: رجلٌ.
فقالت: هكذا لقَّنني المازنيّ.
وطلب المازنيّ، فلمّا مثُل بين يدي الواثق، قَالَ: مِمّن الرجل؟
قَالَ: من بني مازن.
قَالَ: أي الموازن، أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟
قلتُ: مازن ربيعة.
فكلّمني حينئذ بلغة قومي فقال: با اسبُك. لأنّهم يقلبون الميم باء والباء ميم فكرهتُ أن أواجهه بِمَكرٍ، فقلتُ: بَكْر يا أمير المؤمنين.
ففطِنَ لَها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت.
قلت: الوجه النّصب، لأن مُصَابكم مَصْدَر، بِمعنى أصابتكم. فأخذ البريديّ يعارضني، قلتُ: هُوَ بِمنزلة إنّ ضَرْبَك زيدًا ظُلْمٌ. فالرجل مفعول «مُصَابكم» ، والدليل عَلَيْهِ أن الكلام مُعلق، إلى أن تَقُولُ «ظُلْمٌ» فيتمّ. فأُعْجِبَ الواثق، وأعطاني ألف دينار [3] .
قَالَ ابن أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ الواثق أبيض، تعلوهُ صُفْرة، حسنَ اللحية، فِي عينيه نُكْتة.
وقال زُرقان بْن أَبِي دُؤاد: لَمَّا احتضر الواثق جعل يردّد هذين البيتين:
[1] سير أعلام النبلاء 10/ 309، 310.
[2]
تاريخ بغداد 14/ 18.
[3]
نزهة الألبّاء 122- 124.
الموتُ فِيهِ جميعُ الخلْقِ مُشْتَركٌ
…
لا سُوقَةٌ منهم يبقى ولا ملكُ
ما ضَرَّ أهلَ عليلٍ [1] فِي تَنَافُرهم [2]
…
وليس يُغْنِي عَنِ الأملاك ما مَلَكوا
ثُمَّ أمر بالبُسُط فطُويت، وألصق خدّه بالأرض، وجعل يَقُولُ: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه [3] .
روى أَحْمَد بْن محمد الواثقي أمير البصرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنتُ أحد من مرّض الواثق فِي عِلته، إذ لحقته غشيةٌ، فما شككنا أَنَّهُ مات. فقال بعضنا لبعض تقدموا. فما جَسَر أحدٌ، فتقدَّمت أَنَا، فلمّا صرتُ عِنْدَ رأسه، وأردتُ أن أضعَ يدي عَلَى أنفه، لِحقَتْه إفَاقَةٌ، ففتح عينيه، فكدتُ أموتُ فزِعًا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رُتْبتي، فرجعتُ إلى خَلْف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعتبة، فعثرت على سيفي فاندقّ، وكان أن يدخل فِي لحمي. فسلمتُ وخرجتُ، فاستدعيت سيفًا، وجئتُ فوقفتُ ساعة، فتلف الواثق تَلَفًا لم يُشك فِيهِ. فشددت لحيته وغمَّضْتُه وسجَّيْتُه، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن، لأنه مثبت عليهم، وتُرِكَ وحده فِي البيت. فقال لي أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد القاضي: إنّا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه إلى أن يُدْفن، فأنتَ من أخصّهم بِهِ فِي حياته.
فرددت باب المجلس، وجلستُ عِنْدَ الباب، فحَسَسْتُ بعد ساعة بحركة فِي البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بِجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت:
لا إله إلا اللَّه، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندقّ سيفي هيبة لَهَا [4] .
قَالَ: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أَبِي دُؤاد الخبر.
قَالَ: والجرذون دابَة أكبر من اليربوع [5] .
كانت خلافة الواثق خمس سنين ونصف. ومات بسُرَّ منْ رَأَى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبُويع بعده المتوكّل.
[1] في تاريخ بغداد، وسير أعلام النبلاء «قليل» .
[2]
في سير أعلام النبلاء: «تفرّقهم» . (10/ 313) .
[3]
تاريخ بغداد 14/ 19.
[4]
تاريخ بغداد 14/ 9، 20، الكامل في التاريخ 7/ 30.
[5]
تاريخ بغداد 14/ 20.
466-
هارون بن معروف [1]- خ. م. د. - أبو عليّ المروزيّ. نزيل بغداد.
كَانَ خزّازًا وأضَرّ بأخرة.
روى عَنْ: هُشَيْم، ويحيى بْن أَبِي زائدة، وابن عُيَيْنَة، ومروان بْن شجاع، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن وهْب، وأبي بَكْر بْن عيّاش، والوليد بْن مُسْلِم، وخلْق كثير من العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والْجَزَريين.
وعنه: م.، د.، وخ.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وَأَحْمَد بْن حنبل، وَمحمد بْن يحيى الذّهليّ، وصالح جَزَرَة، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد، وَأَحْمَد بْن خيثمة، وموسى بْن هارون، وأبو القاسم البَغَويّ، وطائفة.
وثّقه أَبُو حاتِم [2] ، وجماعة.
قَالَ ابن أَبِي حاتِم [3] : سَمِعَ منه أَبِي ببغداد سنة خمس عشرة، بعد ما عَمِي، من حفظه.
وقال أَبُو داود: سمعتُ الثقة يقول [4] .
[1] انظر عن (هارون بن معروف) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 355، وتاريخ خليفة 479، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5852، والزهد لأحمد 115، 130، 191، 223، 244، 288، 305، 308، 324، 333، 354، 464، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 226 رقم 2811، وتاريخه الصغير 230، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 17، 257 و 3/ 116، وتاريخ الثقات للعجلي 454 رقم 1712، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 112، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 36، والجرح والتعديل 9/ 96 رقم 398، والثقات لابن حبّان 9/ 239، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 775، 776، رقم 776 رقم 1299، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 322 رقم 1790، وتاريخ بغداد 14/ 14 رقم 7350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 550، 551 رقم 2142، والمعجم المشتمل لابن عساكر 309 رقم 1107، والكامل في التاريخ 7/ 26، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1431، والكاشف 3/ 190 رقم 6023، وسير أعلام النبلاء 11/ 129، 130 رقم 47، والعبر 1/ 410، والبداية والنهاية 10/ 308، وتهذيب التهذيب 11/ 11، 12 رقم 25، وتقريب التهذيب 2/ 313 رقم 25، وطبقات الحفاظ 214، وخلاصة تذهيب التهذيب 407، وشذرات الذهب 2/ 71.
[2]
الجرح والتعديل 9/ 96.
[3]
في الجرح والتعديل.
[4]
تهذيب الكمال 3/ 1431.
قَالَ هارون بْن معروف: رأيتُ فِي المنام قِيلَ لي مَن آثر الحديث عَلَى القرآن عُذِّب [1] .
قَالَ: فظننتُ أنّ ذَهاب بصري من ذَلِكَ.
وقال هارون الحمّال: سمعتُ هارون بْن معروف يَقُولُ: من زعم أنّ القرآن مخلوق فكأنّما عَبْد اللّات والعُزَّى [2] .
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ هارون بْن معروف قَالَ: ما زعم [3] أن اللَّه لا يتكلم فهو يعبدُ الأصنام.
قلتُ: عاش هارون أربعًا وسبعين سنة، ومات فِي آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين [4] . وكان صدوقًا فاضلًا صاحب سنة.
467-
هارون بْن أَبِي هارون العَبْديّ [5] .
حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْمُلَيْح الرَّقِيّ، وبقيّة.
وعنه: مطين، وعبد الله بن ناجية.
وكان صدوقا [6] .
468-
هاشم بن الحارث المروذي نزيل بغداد [7] .
عَنْ: أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ الكبير، وغيرهم.
[1] تاريخ بغداد 14/ 15.
[2]
تاريخ بغداد 14/ 15.
[3]
هكذا في الأصل، وصحّتها:«من» .
[4]
طبقات ابن سعد 7/ 355، تاريخ خليفة 379، التاريخ الصغير للبخاريّ 230، تاريخ بغداد 14/ 15، المعجم المشتمل. 309.
[5]
انظر عن (هارون بن أبي هارون) في:
الجرح والتعديل 9/ 98 رقم 406، والثقات لابن حبّان 9/ 240، وتاريخ بغداد 14/ 21، 22 رقم 7352.
[6]
هو قول أبي حاتم.
[7]
انظر عن (هاشم بن الحارث) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 244، وتاريخ بغداد 14/ 66 رقم 7407.
وثقه الخطيب وقال [1] : تُوُفِيّ سنة أربع وثلاثين.
حديثه بعُلوٍّ فِي جُزءَين [2] .
469-
هاشم بْن الوليد [3] .
أَبُو طالب الهَرَويّ.
عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عياش، وحفص بْن غِياث، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفيّ.
وعنه: أبو حاتم الرازي [4] ، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، والحسين بن إدريس، وآخرون [5] .
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين [6] .
470-
هبيرة بن محمد التمار الأبرش [7] .
قرأ القرآن عَلَى حفص صاحب عاصم. وتصدّر للإقراء.
قرأ عَلَيْهِ: حُسْنُون بْن الهيثم الدُّوَيْريّ، والخَضر بْن الهَيْثَم الطُّوسي، وَأَحْمَد بْن عليّ الخزّاز، وغيرهم.
كنيته أَبُو عمر.
471-
هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة [8]- خ. م. د. -
[1] في تاريخ بغداد 14/ 66.
[2]
وقال ابن حبّان في (الثقات 9/ 244) : «مستقيم الحديث، ربّما أغرب» .
[3]
انظر عن (هاشم بن الوليد) في:
أخبار القضاة لوكيع 1/ 349، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 16، والجرح والتعديل 9/ 106، رقم 448، والثقات لابن حبّان 9/ 243، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 298 ب، وتاريخ بغداد 14/ 66، 67 رقم 7408.
[4]
وكتب عنه بالري. (الجرح والتعديل) .
[5]
وثّقه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 66.
[6]
في تاريخ بغداد 14/ 67 عن أبي جعفر السامي محمد بن عبد الرحمن الهروي: مات هاشم بن الوليد أبو طالب الهروي سنة أربعين.
[7]
انظر عن (هبيرة بن محمد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 205 رقم 99، وغاية النهاية 2/ 353 رقم 3781.
[8]
انظر عن (هدبة بن خالد) في:
الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 301، والزهد لأحمد 32، 33، 38، 40، 62، 89، 95، 211، 221، 226، 246، 290، 302، 326، 381، 413، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 247، 248 رقم 2887، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 663، وتاريخ الثقات للعجلي 455
أَبُو خَالِد القَيْسيّ الثَّوْبَانيّ الْبَصْرِيّ، ويُقال لَهُ هدّاب.
صلّى عَلَى شُعْبَة، وسمع من: الحمّادين، وهَمّام بْن يحيى، وجرير بْن حازم، وأبان العطار، وسليمان بْن المغيرة، ومبارك بْن فضالة، وهارون بْن مُوسَى النحوي، وسلام بْن مسكين، وطائفة بصريين.
وعنه: خ.، م.، د.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عَمْرو القطرانيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وجعفر الفِرْيَابيّ، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو معشر الْحَسَن بْن سُلَيْمَان الدارميّ، وعبدُ اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو القاسم البَغَويّ، وخلْق.
قَالَ عليّ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ [1] .
وَقَالَ أبو حاتم [2] : صدوق.
وقال ابن عديّ [3] : لا بأس بِهِ. ولا أعرفُ لَهُ حديثًا مُنْكَرًا فيما يرويه.
وأمّا النسائي فقال: ضعيف [4] .
[ () ] رقم 1720، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 295، والجرح والتعديل 9/ 114 رقم 484، والثقات لابن حبّان 9/ 246، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2598، 2599، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 784 رقم 1313، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 328 رقم 1805، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 174 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 243، 276، 322، 390، 408، 415، 537، والسابق واللاحق، للخطيب 365، والإكمال لابن ماكولا 7/ 405، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2064، والأنساب لابن السمعاني 10/ 294، والمعجم المشتمل لابن عساكر 310 رقم 1111، والكامل في التاريخ 7/ 57، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1453، ودول الإسلام 1/ 144، والكاشف 3/ 193 رقم 6046، وميزان الاعتدال 4/ 294 رقم 9212، والمغني في الضعفاء 2/ 708 رقم 6736، وسير أعلام النبلاء 11/ 97- 100 رقم 30، وتذكرة الحفّاظ 2/ 465، 466، والعبر 1/ 423، ومرآة الجنان 2/ 117، والبداية والنهاية 10/ 315، وتهذيب التهذيب 11/ 24، 25، رقم 53، وتقريب التهذيب 2/ 315 رقم 52، وطبقات الحفاظ 202، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وشذرات الذهب 2/ 86.
[1]
الكامل لابن عدي 7/ 2599، تهذيب الكمال 3/ 1435.
[2]
الجرح والتعديل 9/ 114.
[3]
في الكامل 7/ 2599، وزاد: وهو كثير الحديث وقد وثّقه الناس وروى عنه الأئمة وهو صدوق لا بأس به.
[4]
تهذيب الكمال 3/ 1435.
وقال الْحَسَن بْن سُفْيَان: سمعتُ هُدْبَةَ يَقُولُ: صلَّيْتُ عَلَى شُعْبَة، فقيل لَهُ: رَأَيْته؟.
فقال: رأيتُ من هُوَ خيرٌ منه، حمّاد بْن سَلَمَةَ وكان سُنِّيًّا، وكان شُعْبَة يرى الإرجاء [1] .
وقال عَبْدان الأهوازيّ: كنّا لا نُصَلِّي خلف هُدْبة من طول صلاته، ويسبح فِي الركوع والسّجود نيّفا وثلاثين تسبيحة. وكان من أشبه خلق اللَّه بِهشام بْن عمّار، لحيته ووجهه، وكل شيء منه، حتّى صلاته [2] .
وقال ابن عديّ [3] : سمعتُ أَبَا يَعْلَى، وسُئِلَ عَنْ هُدْبَةَ، وشَيْبان، أيهما أفضل؟ قَالَ: هُدْبَةُ أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثًا. كَانَ حديث حمّاد بْن سَلَمَةَ عِنْدَه نسختين: واحدة عَلَى الشيوخ، وواحدة عَلَى التّصنيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، أَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآَنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ» [4] . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو داود، عَنْ محمد بْن عَبْد الملك: تُوُفِيّ هُدْبة سنة خمس وثلاثين.
وقال ابن حبان [5] : مات سنة ست أو سبع وثلاثين ومائتين [6] .
[1] الكامل لابن عدي 7/ 2599، تهذيب الكمال 3/ 1435.
[2]
الكامل لابن عدي 7/ 2598، تهذيب التهذيب 3/ 1435.
[3]
في الكامل 7/ 2598.
[4]
أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 58، 59، ومسلم في صلاة المسافرين (797) باب فضيلة حافظ القرآن، وأبو داود (4830) ، والترمذي (2869) ، والنسائي 8/ 124، 125، وتتمّة الحديث: «ريحها طيّب، وطعمها طيّب. ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن، مثل التمرة، لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الّذي يقرأ مثل الريحانة، ريحها طيّب، وطمعها مرّ.
ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة، ليس لها ريح، وطعمها مرّ» .
[5]
في الثقات 9/ 246، وقال: وكان يقال له هدّاب.
[6]
وفي المعجم المشتمل لابن عساكر 310: مات سنة خمس، ويقال سنة ست وثلاثين ومائتين.
472-
هريم بن عبد الأعلى بن الفرات [1]- م. - أبو حمزة الأسديّ البصريّ.
عَنْ: مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وجماعة.
وعنه: م.، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وعَبْدان الأهوازيّ، وأبو يَعْلَى الْمَوْصِليّ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، وطائفة.
حدَّث بإصبهان سنة عشرين ومائتين [2] .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] : مَاتَ سَنَةَ أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل.
وقال أَبُو الشيخ [4] : مات بالبصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين [5] .
473-
هريم بن مسعر [6]- ت. - أبو عبد الله الأزديّ التّرمذيّ خادم الفُضَيْل بْن عِياض.
روى عَنْ: الفُضَيْل، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ.
وعنه: ت.، وجعفر الفِرْيَابيّ، وأحمد بن عبد الله بن مالك.
وثّقه ابن حبّان [7] .
[1] انظر عن (هريم بن عبد الأعلى) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 246، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 336، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 157- 159 رقم 134، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 324 325 رقم 1797، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 151 ب والإكمال لابن ماكولا 7/ 413، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 555 رقم 2158، والمعجم المشتمل لابن عساكر 310، 311 رقم 1113، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1436، والكاشف 3/ 194 رقم 6056، وتهذيب التهذيب 11/ 30 رقم 66، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 67، وخلاصة تذهيب التهذيب 409.
[2]
طبقات المحدّثين لأبي الشيخ 2/ 157، ذكر أخبار أصبهان 2/ 336.
[3]
ج 9/ 246.
[4]
في طبقات المحدّثين 2/ 157.
[5]
وبها أرّخه ابن عساكر في (المعجم المشتمل 310، 311) .
[6]
انظر عن (هريم بن مسعر) في:
الثقات لابن حبّان 9/ 245، والإكمال لابن ماكولا 7/ 413، والمعجم المشتمل لابن عساكر 311 رقم 1114، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1436، والكاشف 3/ 194 رقم 6057، وتهذيب التهذيب 11/ 31 رقم 67، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 409.
[7]
بذكره في ثقاته 9/ 245، 246.
474-
هشام بن إسحاق [1] .
أبو ربيعة العامري مولاهم المصري.
قَالَ ابن يونس: كَانَ عالِمًا بأخبار مصر.
روى عَنْ: اللّيث، ومالك.
ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.
475-
الهيثم بن أيّوب [2]- ن. - أبو عمران الطّالقانيّ.
عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويَحْيَى بْن أَبِي زائدة، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، وجماعة.
وعنه: ن.، وجعفر الفريابيّ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّوريّ، وجماعة.
وثّقه النسائي [3] ، وكان إماما كبير القدر.
توفي سنة ثمان وثلاثين [4] : بالطالقان من بلاد خراسان.
476-
الهيثم بن خالد الجهني الكوفي [5]- د. - عَنْ: وكيع، وحسين الجعَفيّ، وعبد الله بن نمير، وجماعة.
وعنه: د. وقال: ثقة [6] . كتبت عَنْهُ سنة خمسٍ وثلاثين.
لم أجد من روى عَنْهُ غير أبي داود.
[1] لم أجده.
[2]
انظر عن (الهيثم بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 9/ 86 رقم 354، وتاريخ جرجان للسهمي 223، والمعجم المشتمل لابن عساكر 314 رقم 1126، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1454، والكاشف 3/ 202 رقم 6120، وتهذيب التهذيب 11/ 90 رقم 150، وتقريب التهذيب 2/ 326 رقم 160 وفيه (الهيثم بن أبي أيوب) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 412.
[3]
المعجم المشتمل 314.
[4]
المصدر نفسه.
[5]
انظر عن (الهيثم بن خالد الكوفي) في:
المعجم المشتمل لابن عساكر 314 رقم 1128، وميزان الاعتدال 4/ 321 رقم 9300، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6800.
[6]
المعجم المشتمل 314.
وتُوُفِيّ سنة تسعٍ وثلاثين.
477-
الهيثم بْن خَالِد الكوفي الورّاق.
مستملي أبي نُعَيْم سيأتي.
478-
والهيثم بْن خَالِد المصيصي: حدّث ببغداد بعد الخمسين.
479-
والهيثم بْن خَالِد البغداديّ: شيخ من طبقة المصيصيّ.
480-
والهيثم بْن خَالِد الْكُوفيّ: عَنْ شَرِيك. شيخ فِيهِ جهالة.
481-
الهيثم بْن اليَمَان [1] .
أَبُو بِشْر الرازيّ.
عَنْ: شَرِيك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بْن زكريّا، وهُشَيْم.
روى عنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وغيرهما.
وهو صالح الحديث.
قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم [2] .
[1] انظر عن (الهيثم بن اليمان) في:
الجرح والتعديل 9/ 86، 87 رقم 355.
[2]
وذكر المؤلّف الذهبي- رحمه الله: «الهيثم بن اليمان، روى عنه محمد بن حسن الزعفرانيّ.
ضعّفه الأزديّ» . (المغني في الضعفاء 2/ 717 رقم 6813) .