الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: الشعر العربى القديم نشأته وأشكاله
إن أصل الشعر العربى القديم قضية لم يتقدم بحثها تقدما جوهريّا منذ اهتم بها دى ساسى فى أوائل القرن الماضى (42)، وهناك أخبار فى المصادر العربية تجعلنا نمضى فى تاريخ الشعر العربى حتى القرن الخامس الميلادى على أبعد تقدير (43)، وهو عصر لا بد أن الشعر العربى كان قد تطور- قبله- تطورا بعيدا، وإن سنتى ميلاد أقدم شاعرين جاهليين نعرفهما وهما مهلهل بن ربيعة وعمرو بن قميئة، يبدو أنهما ليستا قبل 450 م (44)، وهناك شعر ينسب لحمير ولحاكمها تبع، كان متداولا، ولا يمكن- فى رأيى- إلّا أن يكون من تأليف شعراء عاشوا قبيل الإسلام، وعدوا أنفسهم ورثة فكر حمير وتبّع، وقد جمع هذا الشعر بعد ذلك بعدة أجيال، جمعه عبيد بن شريّة (ص 38) وابن مفرّغ (ص 325) دون أن يفصحا عن شك فى أصالته.
وفى التراث غير العربى هناك تواريخ أقدم من تلك المذكورة فى التراث العربى. فقد ذكر سوزومينوس (Sozomenos) فى تاريخ الكنيسة (المؤلف بين عامى 443 م- 450 م)
(42) انظر: ما كتبه دى ساسى فى مذكرة عن نشوء الأدب الوثنى عند العرب وأهم آثاره
S. De Sacy، Memoiresur I'origineet Lesanciensmonume ntsdelalitteratu re Painnedes Arabes. Paris 1808 ..
(43)
انظر: السيوطى، المزهر 2/ 474 - 476، وقارن: ابن قتيبة، الشعر 36، 37، وكتب آلورد عن الشعر وفن الشعر عند العرب:
W. Ahlwardt، Uber Poesieund Poetikder Araber، Gotha 1856، S. 8 ..
(44)
ربط المسعودى (مروج الذهب، 2/ 176) بين لقيط بن يعمر (يأتى ذكره ص 175 من الأصل الألمانى) وسابور الثانى الملك الساسانى (310 - 379 م)، انظر ما ورد فى:
F. Althein، R. Stiehl، Diearaberinderal tenwelt III. Berlin 1966، S. 111
ومع هذا فيبدو أن ثمة خلطا بينه وخسرو الأول (531 - 579 م) انظر: الأغانى 22/ 355 - 356.
أن للعرب شعرا/، ذكر ذلك عند انتصار الملكة معاوية (حوالى سنة 350 م) على جيوش الروم (45). وذكر القديس نيلوس) Nilus المتوفى حوالى سنة 430 م) أن العرب كانوا قد اعتادوا التغنى بأشعارهم عند ورودهم الماء (46).
لقد بحث جولد تسيهر (47) بنية أقدم ما وصل إلينا من الشعر العربى، وانطلق منه إلى وضع نظرية عن مراحل تطور أشكاله، وهى نظرية مقبولة إلى يومنا هذا فى جوهرها دون تعديل، وقد اعتمد جولد تسيهر فى هذا على جوانب بعينها فى الشعر، ويبدو أنه انطلق أيضا من المعرفة بأحوال شعوب أخرى (48).
ويتضح من أبيات وأخبار وصلت إلينا أن العرب كانوا يعتقدون فى الأثر السحرى للكلمة، وهى عقيدة موغلة فى القدم سابقة على بدايات الأدب العربى، حتى إنهم كانوا يعتقدون أن كلمة لأقل شاعر تستطيع أن تجلب البركة أو اللعنة على من تقع عليه، بل إن أقدم أشكال الهجاء كان سجعا، وقد نشأ ذلك السجع عن الإيقاع فى شكل بسيط غير متطور، ثم نشأ عنه فى مرحلة متقدمة وزن الرجز بقوافيه المشتركة بين شطريه، ولم يكن أصل الهجاء ذى السجع الموزون فى أقدم العصور مجرد قدح وسباب.
فقوة السحر فى كلمات الشاعر كانت عندهم كفيلة بأن تجلب للعدو أضرارا ويمكن أن تدمره، وهنا تكون الأهمية الأساسية للهجاء بوصفه وسيلة من وسائل الحرب، وبتكون الرجز فقد السجع شيئا فشيئا مكانته بوصفه وسيلة للهجاء.
ومن الناحية الأخرى فقد استخدم السجع فى الشعر القديم للنياحة على الموتى، وفى
(45) انظر: ما كتبه آلتهايم/ شيتل: المرجع السابق 3/ 101.
وكذلك ما كتبه فون جرينباوم عن طبيعة الشعر العربى وتطوره:
G. von Grunebaum، Wesenund Werdenderarabisc hen Poesiein: Kritikunddischtk unst، S. 17 ..
(46)
انظر، G.Von Grunebaum المرجع السابق الذكر ص 17
(47)
I. Goldziher، Abhandlungenzura rabischen Philologie، I، Leiden 1896، S. 1 - 105
وقد لخص المؤلف نفسه هذه الأفكار فى بحث له بعنوان: ملاحظات عن أقدم تاريخ للشعر العربى:
Bemerkungenzural testen Geschichtederara bischen Poesiein: Actes XCongr. int. Or. 3/ 1896/ 3 - 5; Gesammelte Schriften III، 26 - 28 ..
(48)
انظر المرجع السابق Abhanblungen I ،1 وفيها عبارات موازية كثيرة بالعبرية.
مرحلة تالية من التطور يبدو أن المرثية قد حلت محل شعر النياحة الأقدم، ونظم ذلك بوزن الهزج وهو ضرب من الرجز (49).
وفى وقت لا نعرفه، ولكنه على أية حال قبل سنة 500 م، تكون للشعر العربى أهم أشكاله الفنية وهو شكل القصيدة./ وليس ثمة يقين بين الباحثين قديما وحديثا حول اشتقاق هذه الكلمة. هناك بحوث كثيرة تناولت هذا الشكل الفنى، وأحدث هذه الدراسات ما كتبته ريناته ياكوبى (50)(1971) وهى دراسة نقلت البحث فى القضايا المختلفة لا لموضوع القصيدة فحسب، بل وللقضايا الأخرى الكثيرة المرتبطة بقواعد الشعر العربى (51).
إن القصيدة تتكون من عدة أجزاء، تبدأ بالنسيب وهو غزل وتشبيب، وفى آخرها ينتقل الشاعر إلى موضوعه ببيان الحافز إليه، ويربط ذلك- عموما- برحلة البادية ووصف راحلته، وبذلك تتكون القصيدة. وترى الباحثة ياكوبى أنه لا شك فى أن أنواعا شعرية نشأت مستقلة وارتبطت أول الأمر ارتباطا خفيفا ثم تطورت أثناء مرحلة طويلة لتكون شكلا أدبيا جديدا. وقد أوضحت مع هذا أن محاولة تفسير عوامل هذا التطور لا يمكن أن تتجاوز مجال التخمين. وقد ذكرت عبارة ابن قتيبة عن القصيدة شكلا ومفهوما (52) وأشارت إلى أن تعريف ابن قتيبة للعناصر الثلاثة المكونة للقصيدة، والتى فيها ربط بين بكاء الأطلال فى النسيب وركوب الناقة والمديح، مر به الباحثون فى
(49) انظر حول هذا الموضوع: ما كتبه جولد تسيهر من ملاحظات على شعر المراثى العربية
I. Goldziher، Bemerkungenzurar abischen Trauerpoesiein: WZKM 16/ 1902/ 607 ff.; und Gesammeltel schriften IV، 361 ff.;
وما كتبه هولشر عن العروض العربى:
G. Holscher، Arabische Metrikin: ZDMG 14/ 1920/ 385;
وانظر ما كتبه جرونيباوم: .
Von Grunebaum ،a.a.O.S.19
(50)
انظر: ما كتبته ريناته ياكوبى فى دراساتها عن الفن الشعرى فى القصيدة العربية القديمة:
Renate Jacobi، Studienzur Poetikderaltarab ischen Qaside. Wiesbaden 1971 ..
(51)
هناك تقريظ مناسب لهذه الدراسة الممتازة فى العرض الذى كتبه هاينريشس: .
Heinrichs ،in: islam 51 /1974 /118 - 124.
(52)
النص المقصود هو: «قال أبو محمد: وسمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار
الدراسات العربية دون تمحيص، ونادرا ما أشاروا إلى/ أن تراكيب أخرى ممكنة أيضا، وبذلك قد يتكون انطباع لدى المرء، وكأنه ثمة نموذج للقصيدة لا ينازع، ولا يمكن الخروج عنه إلّا خروجا طفيفا (53). وعلى العكس من هذا فقد أكدت الباحثة ريناته ياكوبى حقيقة أن القصائد العربية القديمة متعددة الأشكال، وأنها تطابق هذا النمط العام فى أحوال نادرة، وأن نمط القصيدة الذى وصفه ابن قتيبة، والذى ينتهى بالمديح «يعد المرحلة النهائية من عملية الصقل والتركيب، وتوحيد القصيدة، وهى عملية انطلقت من نمط قديم مفترض» (54).
أما القطعة وهى كما يتضح من اسمها ومن نظرة العرب إليها قطعة من كيان متكامل مفقود (أقرب ما يكون إلى القصيدة) فقد أثبت بلوخ لأول مرة وجود منظومة قصيرة ذات موضوع واحد، ومن ثم عدها نوعا من الشعر مستقلا (55) بذاته.
والد من والآثار، فبكى وشكا، وخاطب الرّيع، واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سببا لذكر أهلها الظاعنين (عنها)، إذ كان نازلة العمد فى الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدر، لانتقالهم عن ماء إلى ماء وانتجاعهم الكلا، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان. ثم وصل ذلك بالنسيب، فشكا شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق، ليميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه، وليستدعى (به) إصغاء الأسماع (إليه) لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب: لما (قد) جعل الله فى تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب، وضاربا فيه بسهم، حلال أو حرام. فإذا (علم أنه قد) استوثق من الإصغاء إليه، والاستماع له، عقّب بإيجاب الحقوق، فرحل فى شعره وشكا النصب والسهر، وسرى الليل وحر الهجير وإنضاء الراحلة والبعير. فإذا علم أنه (قد) أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمامة التأميل، وقرر عنده ما ناله من المكاره فى المسير، بدأ فى المديح، فبعثه على المكافأة، وهزه للسماح، وفضله على الأشباه، وصغر فى قدره الجزيل».
النص فى الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 14 (طبعة ليدن) وص 74 - 75 (طبعة دار المعارف بالقاهرة) والترجمة الألمانية عند رناته يعقوبى ص 3.
(53)
انظر. R.Jacobi ،a.a.O.s.3 - 4:
(54)
انظر:
W. Henrichs، a. a. O. s. 121، R. Jacobi، a. a. O. S. 4 ..
(*) انظر: ما كتبه بلوخ عن القصيدة:
A. Bloch، Qasidain: Asiatische Studien 2/ 1948/ 106 - 132
وما كتبته ياكوبى. R.Jacobi ،a.a.O.S.6.
(55)
انظر: جولد تسيهر Abhandlungen I ،86 وما كتبه بلاشير من دراسة ثانية لتاريخ العروض:
R. blachere، Deuxiemecontribu tional'histoired elametriquearabe: Arabica 6/ 1959/ 141
وقد افترض جولد تسيهر أن كلمة قافية كانت أول الأمر مصطلحا للهجاء، وأنها طبّقت فى مرحلة تطور متأخرة «واستخدمت فى النظم بصفة عامة بغض النظر عن المنحى أو الغرض أو المحتوى. أما المعنى الضيق لكلمة قافية فهو بالتالى ثمرة تطور متأخر» (56).
ويرى جولد تسيهر أيضا أن مصطلح (بيت) قد استخدم فى وقت مبكر جدا تسمية لبيت الشعر، وارتبط هذا بتصور أن نظم الشعر ضرب من ضروب البناء (57). وهناك شاهد مهم على الاستخدام المبكر لهذا المفهوم، استخرجه فايل (58) Weil من كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ (59) ويتضح من هذا الشاهد أنه قبل الخليل بن أحمد الفراهيدى (ت 175 هـ/ 791 م)«لم يكن لدى العرب إلى جانب بعض المصطلحات الخاصة بالقافية، من بين المصطلحات العروضية، سوى مصطلح (بيت) ومصطلح (مصراع)» ./ لقد أشار باحثون كثيرون إلى الطابع اللغوى والفنى والجمالى للشعر العربى القديم (60) ويكاد ينعقد الرأى اليوم بين الباحثين على أن شعر الجاهلية، أى شعر المائة عام السابقة على ظهور الإسلام، قد وصل إلى مرحلة رفيعة من التطور. ويميل جرونباوم
(56) انظر: ما كتبه جولد تسيهر Goldziher ،a.a.O.I ،98 وما كتبه ابن شنب فى دائرة المعارف الإسلامية، طبعة أوربية أولى، 2/ 665.
(57)
انظر: جولد تسيهر. Goldziher ،a.a.O.I ،98
(58)
كتب فايل عن أساس العروض العربى القديم ونظامه:
G. Weil، Grundrissund Systemderaltarab ischen Metren. Wiesbaden 1958، S. 3 - 4.
وله أيضا مقالة بعنوان النظام العروضى للخليل ونظام الارتكاز فى الشعر العربى القديم:
Das Metrische Systemdesal- Xalilundder Iktusindenaltara bischen Versenin: Oriens 7/ 1954/ 305 - 306 ..
(59)
البيان والتبيين، للجاحظ 1/ 139.
(60)
انظر حول هذا الموضوع الدراسات التالية:
كتب فون جرونيباوم عن الصلة بالواقع فى الشعر العربى المبكر:
IB. G. E. von Grunebaum، die Wirklichkeitweit eder Fruharabischen Dichtung، Wien 1937) WZKM، Beiheft 3 (.
إلى أن يرى فى قسم كبير من الشعراء الذين ولدوا فى الفترة من 440 إلى 530 م ممثلين لست مدارس، وهو مقتنع «بإمكان بيان الترابط المستمر لهؤلاء الشعراء، والتطور الداخلى لأعمالهم الفنية، على نحو سهل نسبيّا» (61).
أما قضية كون الشعر العربى القديم تطورا داخليا مستقلا، أى دون تأثير من حضارة مجاورة، أو أن ثمة تأثيرا ما فى هذه المرحلة المبكرة، فهى قضية لا يمكن القول فيها حاليّا برأى قاطع، وليس من الخطأ التفكير فى تأثير الشعر البابلى المتأخر فى الشعر
وانظر أيضا ما كتبه عنه كاسكل W.Caskel ،in: OLZ 45 /1942 /col.410 - 411.: وكتبت ليشتنشتاتر عنه فى تحليل حديث للشعر العربى:
I. Lichtenstaedter، AModern Analysisof Arabic Poetry، in: Isl. Cult. 15/ 1941/ 429 - 434.
وكتب أيضا عن تأريخ الشعر العربى المبكر:
Zur Chronologieder Fruharabischen Dichtungin: Orientalia NS 8/ 1939/ 328 - 345
وكتب أيضا عن طبيعة الشعر العربى وتطوره (500 - 1000 م):
Wesenund Werdenderarabisc hen Poesievon 500 bis 1000 n. Chr ..
(61)
هذا البحث بالإنجليزية بعنوان نمو الشعر العربى وبنيته (500 - 1000 م)
Growthand Structureof Arabic Peotry A. D 500 - 1000، in: The Arab Heritage، ed. N. A. Faris، Princeton 1944، S. 121 - 136، in: Kritikund Dichtkunst. Studienzurarabis chen Literatur Geschichte. Wiesbaden 1955، S. 17 - 27
وكتب جرونيباوم عن مفهوم الطبيعة فى الشعر العربى:
G. E. von Gunebaum، Die Naturauffassungd erarabischen Dichtung) transl. the Responseto Naturein Arabic Poetryin: JNES 4/ 1945/ 137 - 151 (eb. S. 28 - 51.
انظر: أيضا المرجع السابق ص 28 - 51، وكتب بلوخ عن الشعر العربى القديم بوصفه شاهدا على الحياة العقلية للعرب فى الجاهلية:
A. Bloch، Diealtarabische Dichtungals Zeugnis Furdas Geisteslebenderv orislamischen Araberin: Anthropos 37 - 40/ 1942 - 45، 186 - 204.
وكتب بلوخ عن القيمة الفنية لفن الشعر العربى القديم:
A. Bolch، der Kunstlerische Wertderaltarabis chen Verskunst. in: Acta Orientalia، Kopenhagen 21/ 1951/ 207 - 238.
انظر بحث جرونباوم فى:
Grunebaum ،in Orientalia 8 /1939 /342 ونشر فى كتاب. in: Kritikund Dichtkunst 20:
العربى، وذلك فى إطار التطور الحضارى فى أواخر العصور القديمة، وما حدث فى المجالات الأخرى للعلوم الفكرية والطبيعية، وقد رجح فون جرونباوم من جانبه «إمكان وجود تأثير فارسى فى الصقل الفنى للشعر المبكر فى بلاد ما بين النهرين» (62)، وقد نظر فى هذا إلى أن أوزان «الرّمل» و «المتقارب» ، ربما أيضا «الخفيف» كانت مفضلة فى شعر بلاد النهرين.
إن قضية العوامل التى يمكن أن تكون قد أثرت فى نشوء أوزان الشعر العربى كانت موضع تفسيرات مختلفة، وقد بحثها إيقالد فى كتابين له باللاتينية، أحدهما (1825) عن العروض العربى (63)، والثانى (1833) عن النحو العربى (64)، وقد طبق إيقالد/ مصطلحات العروض اليونانى على العروض العربى، وحاول أن يحدد إيقاع الشعر العربى اعتمادا على تعاليم النظرية الموسيقية فى تراث القدماء، وعلى العروض اليونانى.
وفسر جويار (65) الأشكال العروضية العربية بالإفادة من الموسيقى. ويظن يعقوب وهارتمان أن أوزان العرض العربى مأخوذة من ضروب مشية البعير، أو بالأحرى من إيقاع خطو قائد البعير (66). أما تكاتش فقد افترض بعد ذلك أن العروض العربى التقليدى قد نهل من نبع الثقافة اليونانية السريانية (67)، وقد رد فايل عليه ردا
(62) انظر ما كتبه جرونباوم فى كتابه: .
G.E.von Grunebaum.Kritikund Dichtkunst 18.
(63)
انظر ما كتبه إيفالد عن العروض العربى:
H. Ewald. Demetriscarminum arabicorumlibrid uo) Braunschewing 1825 (.
(64)
انظر كتاب إيقالد أيضا من نحو دقيق للغة العربية:
H. Ewald، Grammaticacritic alinguaearabicae) Leipzig 1833، II، 323 - 343 ( ..
(65)
انظر ما كتبه جويار عن نظرية جديدة فى العروض العربى:
S. Guyard. Nouvelletheoried elametriquearabe in: JA، ser. 7، 7/ 1876/ 413 ff.
انظر أيضا ما كتبه قائل G.Weil ،a.a.O.S.47.: وما كتبه فى دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأوربية الثانية) 1/ 673.
(66)
انظر ما كتبه يعقوب من دراسات عن الشعراء العرب، وقارن بذلك بروكلمان 1/ 14:
G. Jacob، Studieninarabisc hen Dichtern، Heft II، Berlin 1894، S. 106.
وانظر ما كتبه هارتمان عن العروض والإيقاع، نشأة العروض العربى:
M. Hartmann. Metrumund Rhythmus. Der Ursprungderarabi schen Metra، Giessen 1896 ..
(67)
درس تكاتش الترجمة العربية لكتاب الشعر لأرسطو، مع أساس نقد النص اليونانى:
حادّا (68). ويرى قائل أن العروض الكمى عند العرب لا يقارن بأى نظام عروضى آخر.
فقد تطور «عن نواة لا تنقسم، هى الإيقاع الصاعد ()» وهو «نبت نما فى الأرض العربية» (69). يرى قائل أن العروض العربى من وضع الخليل بن أحمد على غير مثال سابق ودون تأثير أجنبى، وأن منطلق هذا النظام «ليس هو البيت المفرد فحسب، بل هو صادر أيضا عن طبيعة الكتابة العربية» ، وأنه لا ينطبق إلا على البحور العربية، ولا يتفق فى شئ مع نظريات العروضيين اليونان ومع صياغاتهم (70).
أشار قائل إلى رأى فولرس (71) فى ربط البيرونى نظام العروض الخليلى بالعروض الهندى (72) / وعقب عليه بأنه «لا شك فى أصالة نظرية الخليل فى الدوائر العروضية والنظام العروضى المرتبط بها، وأنه وضع خطوطها بعيدا عن أى تأثير يونانى أو هندى» .
إن البيرونى قد افترض إمكان سماع الخليل عن وجود العروض الهندى، وعن استخدام الهنود لذلك فى شعرهم، ولكنه قال فى وضوح:«إن الخليل موفق كل التوفيق فى البناء العروضى الذى ابتكره» (73).
وإذا نظرنا من الجانب الآخر فيما ابتكره الخليل فى العلوم العقلية- والعروض ليس إلا أحد هذه الابتكارات المتعددة- نظرة غير ضيقة، بل نظرة شاملة فى سياق التأثيرات المتنوعة لتراث متأخرى القدماء فى تطور الحضارة العربية، فلن نستبعد منذ البداية
J. Tkatsch، Diearabische Ubersetzungder Poetikdes Aristotelesunddi e Grundlageder Kritikdes Griechischen Textes، I، Wien- Leipzig 1928، S. 101 ..
(68)
انظر ما كتبه قائل. Weil ،a.a.O.S.85 ff:
(69)
المرجع السابق، ص 85، انظر أيضا ما علقه بلاشير على العروض العربى فى ضوء دراسات حديثة:
R. Blachere، Metriqueet Prosodiearabesal alumieredepublic ationsrecentesin: Arabica 7/ 1960/ 225 - 236 ..
(70)
انظر ما كتبه قائل. Weil ،a.a.O.S.87.:
(71)
ذكر فولوس ذلك فى مقالة له عن نظام الأصوات العربية،
Vollers، Thesystemof Arabicsounds، in Transactionofthe 9 thinternational Congr. of Orient.، II، London 1893. P. 135، SWeil، a. a. O. S. 87 ..
(72)
قارن البيرونى فى كتابه عن الهند (ط لندن 1887، ص 71، والترجمة الإنجليزية 1/ 147) بنية بيت الشعر الهندى وبيت الشعر العربى، وتحدث عن الرموز التى يستخدمها الهنود والعرب فى عروضهم، ولكنه فعل هذا بهدف بيان الفروق النوعية بينهما، انظر قائل. Weil S.87:
(73)
انظر: تاريخ التراث العربى المجلد الخامس، ص 7، وما بعدها.
احتمال وجود تأثيرات غير عربية، ومنها أيضا تأثير هندى غير مباشر، وسوف نعود إلى ذلك فى المجلد الخاص بعلوم اللغة، وقد يكون من المفيد هنا أن تبحث نظرية الدوائر العروضية وكيفية عرضها بالرسم، بحثا يربطها بقضايا نشوء الرياضيات عند العرب (المجلد الخامس ص 7 وما بعدها).
دراسات عن أشكال الشعر العربى، وموضوعاته، ولغته: درس جاير الشعر العربى القديم:
R. Geyer، Altarabische Diiamben- Lei Pzig- New York 1908
وكتب عن هذه الدراسة ريكندورف:
H. Reckendrof، in: OLZ 12/ 1909/ col. 532 - 534
كتب ليال عن الجوانب التصويرية من الشعر البدوى القديم:
Ch. J. Lyall، The Pictorial Aspectsofancient Arabian Poetryin: JRAS 1912، 133 - 152.
كتب ليال عن الشعر البدوى القديم بوصفه مصدرا للمعلومات التاريخية:
Ch. J. Lyall، Ancient Arabian Poetryasa Sourceof Historical Informationin: JRAS 1914، 61 - 73.
كتب كاسكل عن القدر فى الشعر العربى القديم:
W. Caskel، Das Schicksalinderal tarabischen Poesie، Leipzig 1926) Morgenlandischet exteund Forschungen 1 Bd.، Heft 5. (
كتب بروينلش عرضا تصويريّا للخوف عند الشعراء العرب القدامى:
E. Braunlich Einebildichedars tellungder Furchtbeialtrabi schen Dichternin: Islamica 3/ 1927/ 325 - 330.
كتب باريت عن العنصر المأساوى فى الأدب العربى القديم:
R. Paret، Das" Tragische" inderarabischen Literaturin: ZS 6/ 1928/ 247 - 252، 7/ 1929/ 17 - 28.
كتب بلاشير عن الموضوعات الأساسية فى شعر الغزل الصريح فى العصر الأموى:
R. Blachere، lesprincipauxthe mesdelapoesieero tiqueausiecledes Umayyadesde Damas، in: ALEO 5/ 1939 - 41/ 82 - 128.
- كتب جرونيباوم عن التطور المبكر للشعر الدينى الإسلامى:
G. E. von Grunebaum، Theearlydevelopm entof Islamic Religious Poetry، in: JAOS 60/ 1940/ 23 - 29.
كتب محمد محمد حسين، «الهجاء والهجاءون فى صدر الإسلام» . القاهرة 1948.
كتب بلوخ عن الشعر واللغة فى العربية القديمة، دراسات عروضية ونحوية:
A. Bloch، Versund Spracheim Altarabischen. Metrischeundsynt aktische Untersuchungen. Basel 1946) Acta Tropica، Suppl. 5 (
وانظر أيضا حول هذا الموضوع: ما كتبه شبيتالر A.Spitaler ،in: Oriens 2 /1949 /317 - 322. كتب أحمد محمد الحوفى. «الغزل فى العصر الجاهلى» . القاهرة، 1950.
كتب عبد الحليم خلدون الكنانى عن تطور الغزل فى الأدب العربى (فى الجاهلية وصدر الإسلام):
A. Kh. Kinany، The Developmentof Gazalin Arabicliterature (pre- Islamicand Early Islamic periods) . Damas Kus 1951.
وانظر أيضا ما كتبه ريتر عن هذه الدراسة:
H. Ritter، in: Oriens 5/ 1952/ 182 - 184.
كتب بربينيا عن البليخاد والشعر العربى:
E. Perpina، laspleyadesylapo esiaarabe، in: Andalus 18/ 1953/ 439 - 444.
كتب بلوخ عن الحكمة فى الشعر العربى:
A. Bloch، Zurarabischen Spruchdichtung، in: West- ostliche Abhandlungen، Festschrift R. Tschudi، Wiesbaden 1954.
كتب تيلو عن أسماء الأماكن فى الشعر العربى القديم:
U. Thilo، die Ortsnameninderal tarabischenpoesi e، Wiesbaden 1958
وكتب أولمان عن هذه الدراسة فى:
M. Ullmann، in: ZDMG 117/ 1967/ 182 - 189.
- وكتب عنها ماسنو أيضا:
P. Masnou، in: Arabica 6/ 1959/ 321 - 322.
كتب شكرى فيصل «تطور الغزل بين الجاهلية والإسلام من امرئ القيس إلى ابن أبى ربيعة» .
دمشق، 1959، ط 2 سنة 1964. وكتب عن هذا الكتاب عبد الكريم زهور، فى مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق 35/ 1960/ 497 - 498، كتب جابرييلى عن القبيلة والشعر العربى القديم:
F. Gabrieli، Tribuestatonell' anticapoesiaarab a، in: Acc. Naz. Lincei، Attidelconvegnoi ntern. sultema Dellatribuallost ato) Rom 1961) ، Rom 1962، S. 163 - 174.
وكتب جابرييلى- أيضا- عن القبيلة العربية والدولة الإسلامية فى الشعر فى العصر الأموى:
) Correspondanced' Orient No. 5 (.F. Gabrieli، Tribuarabeet Etatmusulmandans lapoesiedel'epoq ueomayyade، in: colloquesurla sociologiedel'Is lam، 1961، S. 283 - 295
وكتب قاجنر عن شعر النقائض والفخر عند العرب، ومكانه فى التاريخ الأدبى العام:
E. Wagner، Diearabische Rangstreitdichtu ngundihre Einordnungindiea llgemeine literaturgeschic hte. Wiesbaden 1963.) Akad. der Wiss. undlit.، Abh. dergeistes- undsozialwiss. Klasse 1962، No. 8 (.
وكتب عنه شوتسينجر:
H. Schutzinger، in: ZDMG 114/ 1964/ 433 - 435
كتب راينرت عن الحقوق فى الشعر العربى القديم، رسالة جامعية:
W. Reinert، Das Rechtinderaltara bischenpoesie، diss. Koln 1963.
وكتب شبيس عن هذه الدراسة:
O. Spies، in: weltdes Islams، NS 10/ 1965/ 80 - 82
كتب فيشر عن تسميات الألوان والأشكال فى الشعر العربى القديم، دراسة فى دلالة الكلمة وبنيتها:
W. Fischer، Farb- und Formbizeichnunge ninder Sprachederaltara bischen Dichtung. Untersuchungenzu r Wortbedeutungund zur Wortbildung، Wiesbaden 1965.
وكتب فاجنر عن هذا الكتاب:
E. Wagner، in: Islam 43/ 1967/ 316 - 319.
كتب أولمان عن الرجز، دراسة فى علم اللغة العربية وعلم الأدب العربى:
M. Ullmann، Untersuchungenzu r Ragazpoesie. Ein Beitragzurarabis chen Sprach- und literaturwissens chaft. Wiesbaden 1966.
وكتب بيلا عن هذا الكتاب:
Ch. Pellat، in: Arabica 14/ 1967/ 92 - 93.
وكتب بتراشيك عنه:
K. Petracek، in: Oriens 21 - 22/ 1968 - 69/ 397 - 399.
كتب سعيد الديوجى «أشعار الترقيص عند العرب» بغداد 1967، كتب عزت حسن «شعر الوقوف على الأطلال من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث» دمشق 1968، وانظر ما كتبه فى مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق 43/ 1968/ 351 - 368، 635 - 642، 849 - 863، 44/ 1969/ 505 - 514، 813 - 823، 45/ 1970/ 151 - 159، 324 - 331، 580 - 594، 46/ 1971/ 89 - 98.
كتب جابرييلى عن العناصر الملحمية فى الشعر العربى القديم:
F. Gabrieli، Elementiepicinel l'anticapoesiaar aba، in: lapoesiaepicaela suaformazione، 1970. S. 751 - 758 (s- Index Islamicus، Supp. 1971 - 72، S. 73) .
كتب يوسف حسين بكار «اتجاهات الغزل فى القرن الثانى الهجرى» . القاهرة 1971، كتب إيليا حاوى «فن الشعر الخمرى وتطوره عند العرب» . بيروت (د. ت)، فن الهجاء وتطوره عند العرب. بيروت (د. ت)، كتب جونستون عن النسيب وأهازيج الحب:
T. M. Johnstone، Nasibandthemanso ngurin: Journof Arab. lit 3، 1972/ 90 - 95.
كتب تيلوخ بحثا قدم فى الندوة الدولية الثانية عن القضايا النظرية للآداب الشرقية:
W. Tyloch، IIMiedzynarodowe Sympozjumnatemat
enzcyteroeT
problemyliteratu r Wschodu (2. Intern. symposiumuber
Theoretischeprob lemeder Orientalischenli teraturen.
763 -
363، 2791،) 48 (4. rO dalgezrP: ni) كتب شولر عن تقسيم الشعر (القصائد) عند العرب:
G. Schoeler، Die Einteilungder Dichtungbeiden Arabern، in: ZDMG 123/ 1973/ 9 - 55.
كتب جابرييلى عن الشعر الدينى فى صدر الإسلام بحثا نشر فى كتاب عن الشعر العربى، نظريته وتطوره:
F. Gabrieli، Religious Poetryin Early Islam. in: Arabic Poetry. Theoryand Development، Wiesbaden 1973، S. 5 - 17.
كتب جيفينى عن شعر الغزل ونظرية الحب فى الشعر العربى فى العصور الوسطى:
L. A. Giffen، Love Poetryand Love Theoryin Medieval Arabicliterature، eb. S. 107 - 124.