المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌وحدة اللغة يتحدث أبو يعلى الزواوي في كتابه عن التشابه بين - تاريخ الزواوة

[أبو يعلى الزواوي]

الفصل: ‌ ‌وحدة اللغة يتحدث أبو يعلى الزواوي في كتابه عن التشابه بين

‌وحدة اللغة

يتحدث أبو يعلى الزواوي في كتابه عن التشابه بين اللغة أو اللهجة الزواوية وبين اللهجة أو اللغة في بعض البلدان العربية .. وهو في اعتقادنا أمر جد منطقي وغير مدهش على الإطلاق .. فاللغة العربية الفصحى لم تولد من الفراغ .. إنها يعرف كل الباحثين تجمع بين ثناياها كل اللغات أو اللهجات السامية، فالساميون تطورت لهجاتهم وأصبحت لغات كالسريانية والأرامية والعبرية والأمازيغية وما إلى ذلك .. وكلها موجودة في القاموس العربي الذي احتوى هذه اللغات، حيث احتواها اللسان العربي المبين، ثم وحدها القرآن الكريم الذي ذكر العديد من اللغويين العرب أنه احتوى ألفاظا بربرية وقد بحثت ذلك بالتفصيل في كتاب آخر هو "تاريخ الحرف العربي الجريح" -مطارحات في فلسفة ومستقبل اللغة- أرجوا أن يصدر قريبا، لذلك لم ينشأ صراع لغوي داخل العرب أو المسلمين .. وهو أمر حاوله ماوتسي تونغ عند توحيد الصين في عام 1948 عندما قرر الحزب الشيوعي اعتماد لهجة بكين كلغة رسمية للصين، وهكذا فإن اللهجة الأمازيغية موجودة في اللغة العربية وفي قلب الجزيرة العربية نفسها .. فإن الجزائريين الزواوة والشاوية لا يتخلفون في كثير عن القبائل اليمنية في جبال ردفان وفي صنعاء عندما يتحدث كل منهم لهجته المحلية. وعلى المرء أن يقف طويلا عند ظاهرتيين أولاهما أنه لا يوجد تاريخ أمازيغي مكتوب بالأمازيغية فكله مكتوب بالعربية، باستثناء ما كتب بالفرنسية خلال الاحتلال الفرنسي، وثانيهما هذا العدد الهائل من البربر

ص: 41

العلماء الذين أسهموا في تطور العربية وتعضيدها كابن أجروم وابن معطي وغيرهما. وكان يجب -ولا يزال- أن تتطور الأمازيغية إلى لغة متكاملة عبر اللغة العربية الأكثر قربا منها.

وقد بدأت ذلك فعلا، حين صارت تكتب بحروف عربية وأنتج العديد من المؤلفين الجزائريين الكثير من الكتب باللغة الأمازيغية المكتوبة بالحروف العربية، وهو أمر جد صحيح ومنطقي فما دامت اللهجة الأمازيغية إحدى اللهجات السامية، فلماذا لا تتطور حروفا ونحوا وصرف عن طريق أقرب اللهجات واللغات السامية إليها، فما هو العيب في ذلك؟ فاللغة الفرنسية لم تتطور عن طريق اللغات السلافية أو اليابانية، بل تطورت عن طريق اللاتينية، الأقرب إليها بل هي أمها فلماذا لا تسلك اللهجة الأمازيغية الطريقة نفسها وتتطور عبر اللغة الأقرب إليها، فكيف إذا كانت هذه اللغة هي أكثر اللغات السامية تطورا وهي الأكثر قربا من الأمازيغية .. أعني اللغة العربية وهنا نأتي بمثالين:

1 -

اختارت بعض الشعوب الإسلامية مثل الأكراد، الفرس، الأورد. كتابة لغتهم عبر الحرف العربي رغم أن هذه اللغات لا تمت بصلة إلى اللغات السامية فضلا عن العربية، والروابط بين هذه القوميات والعرب هي روابط دينية وليست قومية .. وهذه اللغات تتطور الآن بسبب أن الحرف العربي هو حرف القرآن الكريم وبالتالي فلم يشعر المواطن بفصل كبير على الأقل في الشكل بين لغة يومه ولغة ربه .. وحين اختارت تركيا منذ عهد كمال أتاتورك الحرف اللاتيني بعد أن صدق الرجل أن الحرف العربي سبب

ص: 42

التخلف، واجهت تركيا وتواجه العديد من المشكلات "التطرف الديني" ومشكلات الهوية والثفافة وهي مهددة بالتمزيق.

2 -

اليهود أنفسهم، والذين تجمدت لغتهم العبرية منذ ألفي سنة تقريبا، وتحولت إلى لغة "الحيدر" و"الكنيس" وحين صمموا على تحويل الديانة اليهودية إلى قومية عبرية ورفع آحاد هاعام شعاره المعروف آخر يهودي وأول عبري. رجعوا إلى لغتهم العبرية "المتجمدة" وأخذوا يطورونها وكان منطقهم معقولا، فهذه اللغة هي إحدى اللغات السامية وبعثها وتطويرها لابد أن يتم عن طريق هذه اللغات الأقرب إليها، وأكثر اللغات السامية تطورا هي اللغة العربية، لذلك فهم يطورون عبرانيتهم هذه عن طريق اللغة العربية، ولم يقولوا أنها غير علمية ولغة غير تكنولوجية وما إلى ذلك، وهم الذين يعرفون لغات الأرض كلها باعتبارها لغاتهم القومية!!

وهكذا نستنتج أن الذي أوقف تطور اللغة الأمازيغية هو الاستعمار الفرنسي نفسه، لأنه يعادي الأمازيغية ويحاربها كما يعادي العربية ويحاربها، لأنه أصلا ضد الجزائريين كلهم حتى ولو كانوا في قلب أثينا .. إنه فقط يريد أرض الجزائريين. أما الجزائريين أنفسهم سواء كانوا عربا أم أمازيغا أم هبطوا من السماء .. فإلى المحرقة .. أليس هو الذي قتل ما لا يقل عن عشرة ملايين جزائري في حرب استمرت 130 سنة.

ويجيء الآن عبر الأكاديمية البربرية ليضحك على عقولنا ويدعي أنه يسعى لتطوير لغتنا البربرية، بل يريد أن يصطنع لنا قومية معادية للقومية العربية حتى تظل النيران مشتعلة في جبال الأطلس إلى الأبد، وهو يأكل خيراتنا وثرواتنا ..

ص: 43