المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌هدية الكتاب إلى صاحب الشرف الممجد، ذي السيادة القعساء الصحيحة السند، - تاريخ الزواوة

[أبو يعلى الزواوي]

الفصل: ‌ ‌هدية الكتاب إلى صاحب الشرف الممجد، ذي السيادة القعساء الصحيحة السند،

‌هدية الكتاب

إلى صاحب الشرف الممجد، ذي السيادة القعساء الصحيحة السند، ابن علي الشريف السيد أحمد، الهاشمي العلوي الفاطمي الزواوي.

مولاي كان لتاريخ الزواوة شأن عظيم، وأنتم من الأعاظم، وكان لهم نسب كريم، وأنتم من الأكارم، أما وقد كان أو كاد ينسى، فاقبل مني أن أجدده لعلنا نتأسى، كما قال الأول:

(فتأسوا بمن مضى إذا ظلمتم

فالتأسي للنفس فيه عزاء)

فأهديه إلى سيادتكم العظمى، ولكم فيه الكلمة العليا.

السعيد بن محمد شريف

أبو يعلى الزواوي

ص: 81

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله

تاريخ الزواوة

نحمدك اللهم أنت المبدئ المعيد، بيدك القديم والجديد، تحيي من تشاء وتميت من تريد، سبحانك أنت الإله القدير وأنت الولي الحميد، ونصلي ونسلم على النبي العربي، وعلى آله وصحبه العاملين بالقدر المادي والأدبي. وبعد فقد جرى ذكر التاريخ وما فائدته، فظنه قوم أنه خبر يروى تخشى آفته، وقال آخرون أنه أسطورة الأباطيل تحظر عقيدته، وقال رجل أنه خير العبر، إذ هو ديوان المبتدأ والخبر فظهر لي أن أعزز هذا القول الثالث آخذا من الآية:{إذ أرسلنا إليهم اثنتي فعززنا بثالث} أجل لما فيه من العبرة، وأخذا الحديث «قاضيان في النار وقاض في الجنة» والله نزل أحسن الحديث هذا ولما جعلني الله شريف النسب، من بني هاشم وبني عبد المطلب، وكان مولدي بالزواوة، ومنشأي ومرباي في تلك القرى ذوات الزوايا، وكادت شهرة تلك القبائل الصنهاجية تكون طامسة لأعلام مجهولة، الأسباب كثيرة، وقضايا منها ما هي مقبولة، ومنها ما هي مزورة ومردودة تحرك لي الساكن، واستنجدني (1) الظاعن والقاطن (2) فأردت أن أضع كتابا صغير الحجم، كثبر العلم، كنموذج من تاريخ الزواوة مقتصرا على تبيين نسبهم، وذكر شيء من فضائلهم، وما قيل

(1) إشارة إلى الجهال المهذارين بأن الزواوة وبرابرة رومان الخ.

(2)

فانتدبني كثير من الزواوة لتحرير شيء بما يتعلق بهم وينسبهم.

ص: 82

فيهم، ومحا كان لأوائلهم، ليكون النشء الجديد على بصيرة من سلفهم ليعلموا ما كان من أمرهم، وليقتدوا بكل فعل مجيد، وينبذوا كل ما هو غير سديد، لعلهم يأخذون ببعض القديم وبعض الجديد، وألتزم الأحماض فيه لتنشيط قارئيه، لأنفخ فيهم روحا قوية، وأبعث منهم ذوي همم عليه، وأهدي إليهم هذا الكتاب المستطاب فإن فعلوا فذاك الصواب، وإلا فما علي من حساب وإنما أنا كما قيل:

تذكرت قومي خاليا فبجهم

بشجو مثلي بالبكاء جدير

فعزيت نفسي وهي نفس إذا جرى

لها ذكر قومي لها أنة وزفير

لعل زمانا جرى يوما عليهم

لهم بالذي تهوى النفوس يدور

فيفرح محزون وينعم بائس

ويطلق من ضيق الوثاق أسير

رويدك إن اليوم يتبعه الغد

وإن حروف الدائرات تدور (1)

وجعلته على فصول سبعة عدد قل في الرفود ذوي الشأن العظيم، أصحاب الكهف والرقيم، الفصل الأول في فضل التاريخ. الفصل الثاني في نسب الزواوة، الفصل الثالث في محامدهم وخصائصهم. الفصل الرابع في زواياهم وعلماتمهم وخدمتهم العربية. الفصل الخامس في بعض عاداتهم. الفصل السادس في الإصلاح المطلوب. الفصل السابع في لائحة نظام التعليم المقترح وبيان طرائق التعليم.

(1) وردت بدون هامش في النسخة التي بين أيدينا

ص: 83