المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أهمية الكتاب يتألف الكتاب من 104 صفحة من المقطع الصغير قياس - تاريخ الزواوة

[أبو يعلى الزواوي]

الفصل: ‌ ‌أهمية الكتاب يتألف الكتاب من 104 صفحة من المقطع الصغير قياس

‌أهمية الكتاب

يتألف الكتاب من 104 صفحة من المقطع الصغير قياس (13/ 21) وطبع في مطبعة الفيحاء في دمشق الكائنة في شارع مدحت باشا "كان واليا على الشام وصدرا أعظم - وزير أول- في العهد التركي" وقد طبع على نفقة أحد رجال التصوف المعروفين من المهجرين الجزائريين في دمشق، وهو أمازيغي أيضا واسمه عمر بن طيب الزواوي وقد حفظت حقوق الطبع للمؤلف نفسه، ونشر الكتاب عام 1340 هـ.

وقد ورد اسم الكتاب والكاتب كالتالي (كتاب تاريخ الزواوة تأليف الفقير الضعيف الراجي عفو ربه اللطيف السعيد بن محمد شريف أبو يعلى الزواوي).

يهدي المؤلف كتابه إلى السيد أحمد الهاشمي بالصيغة التالية: (إلى صاحب الشرف الممجد، ذي السيادة القعساء الصحيحة السند، إبن علي الشريف السيد أحمد الهاشمي العلوي الفاطمي الزواوي).

ويضيف المؤلف في الإهداء: (مولاي كان لتاريخ الزواوة شأن عظيم، وأنتم من الأعاظم، وكان لهم نسب كريم، وأنت من الأكارم، أما وقد كان أو كاد ينسى، فاقبل مني أن أجدده لعلنا نتأسى كما قال الأول:

فتأسوا بمن مضى إذا ظلمتم

فالتأسي للنفس عزاء

فأهديه إلى سيادتكم العظمى، ولكم فيه الكلمات العليا.)

ص: 15

أما السيد أحمد الهاشمي فهو "على الأرجح" أحمد جودت الهاشمي الينيوي الذي هاجر والده من "بني يني" وأظهر نبوغا في الرياضيات وتخرج من جامعة استامبول وباريس وأسهم في الحركة الوطنية في الشام وكان أول رئيس لجمعية المقاصد الخيرية المغربية، وسأقدم له ترجمة مفصلة حين يرد ذكره في الكتاب. غير أن السيد حسن عليلي قال أن المعني بالإهداء ليس هو الشخص الذي رجحت

ولكنه لم يقدم أية معلومات عن أحمد الهاشمي المذكور.

وكتاب تاريخ الزواوة مكتوب بلغة عربية جميلة وبأسلوب هو أقرب إلى أسلوب المحدثين منه إلى أسلوب القدامى رغم ما فيه من السجع.

أما أسباب تأليف الكتاب فهي واضحة وقد أعلنها المؤلف من الإهداء والخطبة والتي هي إزالة الظلم الذي لحق بتاريخ الزواوة بالقول أنهم غير عرب فهو يقول في خطبة الكتاب:

(وكان مولدي بالزواوة، ومنشاي ومرباي في تلك الزوايا، وكادت شهرة القبائل الصنهاجية تكون طامسة الأعلام مجهولة لأسباب كثيرة، وقضايا منها ما هي مقبولة، ومنها ما هي مزورة مردودة تحرك لي الساكن واستنجدني الظاعن والقاطن فأردت أن أضع كتابا صغير الحجم، كبير العلم، كنموذج من تاريخ الزواوة مقتصرا على تبيين نسبهم، وذكر شيء من فضائلهم

فانتدبني كثير من الزواوة لتحرير شيء بما يتعلق بهم ونسبهم).

(ويضع عند كلمة "استنجدني" هامشا يقول فيه أسفل الصفحة الثالثة إشارة إلى الجهال المهذارين بأن الزواوة برابرة ورومان .. إلخ).

ص: 16

إذن فنحن أمام كتاب هام يشكل وثيقة تاريخية حررت بطلب وتكليف جماعي من الزواوة لتبيان تاريخهم والرد على من يقول أنهم غير عرب

ولعل هذا يفسر لماذا لم يصل الكتاب إلى القارئ الجزائري رغم مرور هذه المدة الطويلة على طبعة ونشره، ويوضح لنا أن الاستعمار الفرنسي وأكاديمياته ومثقفيه يعملون منذ وقت طويل على إشاعة الفتنة والحرب الأهلية في أي قطر عربي يبتلي بهم ويريدون من الزواوة، (أو القبائل أو الأمازيغ أو البربر) أن يكونوا وقودا لهذه الفتنة وأداة من أدوات الانفصال والتقسيم .. ولكن الزواوة تفطنوا لهذه الحيلة وأفسدوا على المستعمر الفرنسي سواء في الجزائر أو في الشام مسعاه، وقادوا حركة النهضة العربية - الإسلامية مشرقا ومغربا فكانوا على رأس القومية العربية في يوم الوقيعة خيولا عربية سريعة.

أما منهج الكتاب ومصادره ومراجعه ينطبق عليها ما قلناه على الأسلوب، فإذا كان الكاتب يعتمد على السجع كما هو حال مؤلفي مطلع القرن، فإن منهجه كمنهجهم يحاول التخلص من المنهج القديم ليدخل قدر الإمكان بالمنهج الحديث، ونجده يذكر مراجعه وكلها من أمهات كتب التراث مثل كتب ابن خلدون والمسعودي والطبري وابن إسحاق والكلبي وابن الأثير وابن الخطيب والمقري والواقدي وغيرهم ويحاول المؤلف أن يشير إلى بعض الصحف والخطب وكذا الوقائع والأحداث التي شهدها.

ويبدو أن البحث قد استغرق منه عدة سنوات وعرضه على كثير من مثقفي زمانه وقد فرغ منه كما ورد في صفحة 93 (عشية يوم الأربعاء 19 ذي القعدة الحرام عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة).

ص: 17