المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌من هو المؤلف

جزء من هذا الدور، وموضوع الشيخ أبو يعلى، هو جزئية في هذا النشاط، خشيت أن تشغلني الجزئية عن المشروع فركنت الكتاب جانبا مع تلك الكتب التي عثرت عليها من مؤلفات الجزائريين في الشام والتي تبلغ عددا يمكنني من الزعم بأني أملك مكتبة من هذه الكتب، والتي آمل أن أنشرها بين الناس.

وحين قدمت الجزائر في ماي 1991، أردت أن أثير موضوع هذا الكتاب علي أجد من يساعدني في أن أعود إليه، فإذا بأستاذنا المؤرخ الكبير أبو القاسم سعد الله يبلغني أنه يبحث عن هذا الكتاب حيث سبق له وأن نشر مقالة حول رسالة عثر عليها من رسائل المؤالف، تتحدث عن مشروع الكتاب، فسلمت النسخة للدكتور أبو القاسم سمد الله وواصلت بحثي حول الزواوي مسترشدا بمكاتبة الدكتور أبو القاسم سعد الله.

‌من هو المؤلف

؟

يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتابه أبحاث وأراء في تاريخ الجزائر الجزء الثاني الصادر في الجزائر عام 1986 في بحث بعنوان (مشروع كتاب تاريخ زواوة) لأبي يعلى الزواوي معرفا بهذا الشيخ الجليل (فهو السعيد بن محمد الشريف بن العربي ابن يحيى بن الحاج بن آيت سيدي محمد الحاج بزواوة ومن ثم نسبته الزواوي ولد بقرية تعاروست زواوة حوالي سنة 1862) ص 145 غير أن المؤلف نفسه شككني بتاريخ مولده الذي ذكره أستاذنا الفاضل سعد الله إذ قال في ص 62 من مؤلفه (وقد رأيت والدي رحمه الله

ص: 11

في قرية صوامع في بني بوشعايب في وسط معمعة في سنة 1869 م وأنا ابن أربع سنين) فحسب هذا النص يكون مؤلفا من مواليد 1865 ومع أن ابن أربع سنوات لا يتذكر على الأرجح تلك التفاصيل التي يذكرها أبو يعلى مما يجعلنا نميل إلى ما ذكره الأستاذ سعد الله حيث يكون عمر مؤلفنا وقت وقوع الحادثة التي أوردها بحدود 7 أو 8 سنوات وهو عمر يمكن أن يتذكر به الطفل الذكي حوادث كتلك. إنني كتبت في عدد جريدة الشعب المشار إليه سابقا أطلب من القراء إسعافي وقلت (أود أن أعلم القارئ الجزائري أني أقوم بتحقيق وتدقيق هذا الكتاب وكتب أخرى للمؤلف لذا سأكون شاكرا لو تفضل أحد من عائلته أو قرابته بإفادتي عن تفاصيل حياته) وكانت الاستجابة الوحيدة من طرف محمد حسن عليلي اليجري الزواوي في جريدة الخبر المشار إليه ويبدوا أن الشيخ أبو يعلى الزواوي قام برحلات عديدة "نحن نعرف أن له ثلاث رحلات إلى دمشق التي حرر فيها كتابه هذا وإلى القاهرة حيث سكن مع الشيخ طاهر الجزائري إذ يقول (ولما اجتمعت به بمصر وسكنا معا مدة خمسة أعوام تقريبا كلفني بتحرير مقالات كثيرة وبتأليف في النحو وأخر في إلزام الشبان الأصحاب بالتدين وألح على إثبات مذكراتي ونظراتي في السياسة وكان معجبا بها شهادة الإخوان الشاميين والمصريين الذين هم بقيد الحياة) ص 103 ولا يحدد أبو يعلى متى التقى بالشيخ طاهر ومتى سكنا معا إلا أنه يفهم من النص في نفس الصفحة أن ذلك كان خلال الحرب العالمية الأولى ومعروف أن هذه الحرب استغرقت لفترة 1914 - 1918 وكان الشيخ طاهر الجزائري قد هرب من دشق إلى مصر فارا من اضطهاد الأتراك

ص: 12

له 1905 وظل فيها حتى سنة 1920. ولا يبدوا أن الشيخ أبو يعلى قد انتقل من مصر إلى دمشق حيث نجد أنه في عام 1917 قام برحلة إلى باريس إذ يذكر ي رسالة بعث بها إليه ابن زكري فيقول (فمن ذلك ما كاتبني به الأستاذ المرحوم العلامة الحافظ الزواوي الشيخ محمد السعيد بن زكري مفتي الجماعة بمدينة الجزائر في ماي 1917

أيام إقامتي بباريس) ثم يوضح أنه وصلته من ابن زكري رسالة أخرى بتاريخ يونيو في السنة المذكورة.

ويبدو أن أبو يعلى الزواوي قد قام برحلة إلى تونس وهناك تعرف على الشيخ الطاهر الجزائري إذ يقول الأستاذ سعد الله (فقد زار الشيخ الطاهر موطن آبائه الجزائر حوالي 1893 فوجد الشيخ أبا يعلى في تونس) ص 146.

وقد حاولت أن أجد سندا لرحلتين محتملتين أولاهما أن يكون أبو يعلى قد زار الحجاز لأداء فريضة الحج وثانيها أن يكون قد زار فلسطين لأن الذاهب من دمشق إلى القاهرة عبر القطار في تلك الأيام كان لابد له أن يأخذ قطار دمشق - حيفا ومنها إما أن يأخذ السفينة أو أن يواصل بالقطار حتى غزة ولكنني لم أعثر على سند صحيح

وفي اعتقادي أن للرجل رحلات سيكون من المفيد إذ ما عرفنا ذات يوم أنه دونها فحتى الآن لا نعرف إذا ما ترك مذكرات.

ص: 13