الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع: التدوين في القرنين الرابع والخامس
تمهيد في بيان جهود علماء السنة إجمالا
…
الباب الرابع: التدوين في القرنين الرابع والخامس
سبق القول بأن القرن الثالث الهجرى يُعَدُّ العصر الذهبي لتدوين العلوم الإسلامية عامة، وعلوم السُّنَّة النبوية خاصة وقد فُصِّل الكلام في ذلك في الباب الثالث.
وتابع علماء السُّنَّة في القرن الرابع من سبقهم في خدمة السُّنَّة المطهرة وعلومها، فكان منهم من نسج على منوال الصحيحين في تخريج الأحاديث الصحيحة من ذلك مثلاً:
1-
صحيح ابن خزيمة (ت 311 هـ) .
2-
صحيح ابن حبان (ت 354 هـ) .
3-
صحيح ابن السكن (ت 353 هـ) .
4-
مستدرك الحاكم (ت 405 هـ) وغيرها.
ومنهم من نهج منهج أصحاب السنن في الاقتصار على أحاديث السنن والأحكام، مع اشتمالها على الصحيح وغيره، وذلك مثل:
1-
منتقى ابن الجارود (ت 307 هـ) .
2-
سنن الدارقطني (ت 385 هـ) .
3-
سنن البيهقي (ت 458 هـ) وهو متأخر وفاةً لكن يمكن عده في القرن الرابع تجوزاً لتقارب كتب السنن، كذلك نجد من اعتنى في هذا القرن بالتأليف في مختلف الحديث ومشكله، كما في كتابي الطحاوي (ت 321 هـ) :
1-
شرح معاني الآثار.
2-
ومشكل الآثار، وغيرهما.
وذلك تتميماً – وتكميلاً - لما بدأه الإمام الشافعي (ت 204 هـ) في كتابه "اختلاف الحديث"، والحافظ ابن قتيبة (ت 276 هـ) في كتابه "تأويل مختلف الحديث" وغيرهما مما ألف في ذلك النوع في القرن الثالث.
كما ظهر - ولأول مرة - نوعان من المصنفات في هذا القرن، وهذا يُعَدُّ من التجديد في مجال خدمة السُّنَّة، وهذه ميزة أخرى لأهل السُّنَّة، أنهم في كل عصرٍ يُعمِلون تفكيرهم ويبذلون جهدهم في ابتكار طرق ووسائل جديدة لخدمة سُّنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلم يجمدوا كما جمد غيرهم من أهل العلوم الإسلامية الأخرى.
وهذان النوعان من المصنفات هما:
أولاً: كتب المصطلح - علوم الحديث - التي جمعت تلك القواعد التي كانت متفرقة في كتب من سبقهم من علماء القرنين الثاني والثالث مثل: "الرسالة" للشافعي، ومقدمة "صحيح مسلم" وكتابه "التمييز"، وكتب الرجال والعلل، فقيض الله عز وجل من
جمعها وسهلها على طلبة العلم.
ويعد المحدث الفاصل لأبى محمد الرامهرمزي (ت 360 هـ) أول مؤلَّف في ذلك، ثم تبعه أبو عبد الله الحاكم (ت 405 هـ) بتأليف كتابه "معرفة علوم الحديث"، ثم استخرج عليه تلميذه أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ) ثم تتابع التأليف في المصطلح بعد ذلك.
ثانياً: كتب المستخرجات، وسيأتي الكلام عنها قريباً بإذن الله.
وهناك أنواع أخرى من المصنفات في مجال تدوين السُّنَّة في هذا القرن مثل معاجم الطبراني (ت 360 هـ) و "العلل" للدارقطني الذي رتبه على مسانيد الصحابة، وغيرها.
أما في القرن الخامس الهجري، فقد سلك علماء السُّنَّة طرقاً أخرى ومجالات جديدة لتدوين السُّنَّة وحفظها وجمعها، حيث ظهرت في هذا القرن النواة الأولى للموسوعات الحديثة ومن ذلك:
1-
كتب الجمع بين الصحيحين.
2-
وكتب الجمع بين الستة وغير ذلك، وسيأتي لذلك مزيد تفصيل بإذن الله.