الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: أصحاب الأهواء والفرق وموقفهم من حجية السنة
تمهيد
…
الفصل الثالث: أصحاب الأهواء والفرق وموقفهم من حجية السُّنَّة:
إن أعداء الإسلام من الطوائف والأمم التي قضى عليها الإسلام ونسخ دياناتهم، لم يهدأ لهم بال ولم يقر لهم قرارٌ منذ رأوا ذلك الانتشار السريع للإسلام، وذلك الإقبال الشديد عليه من أبناء شعوبهم، لذلك شرعوا في الكيد والمكر لهذا الدين وأهله.
ولما كانت المجابهة المكشوفة لهذا الدين وكتابه الكريم غير ممكنة لجأ هؤلاء الأعداء إلى حيلة التظاهر بالإسلام وإبطان خلافه ثم أخذوا يثيرون الشبهات ويبثُّون الشُّكوك بين المسلمين، وقد وجَّهوا رماح شكوكهم وسهام شبهاتهم إلى السُّنَّة المطهرة ورواتها، والسُّنَّة هي الموضِّحة والمفسِّرة والشارحة للقرآن، فالطعن فيها طعنٌ في القرآن، والطعن فيهما تحريف لدين الإسلام وهذا ما رامه وقصده أولئك الأعداء مما ألقوه من الشكوك والشبهات، وهو الهدف من تظاهرهم بالإسلام.
وكان من بين أولئك الذين تظاهروا بالإسلام وكان لهم أثرٌ كبيرٌ في إثارة الشكوك والشبهات حول السُّنَّة المطهَّرة ورواتها:
1-
عبد الله بن سبأ اليهودي: وأمره معروف مشهور. 1
2-
سوسن النصراني: الذي تلقى عنه معبد الجهني بدعة القدر. 2
3-
إبراهيم النظَّام المعتزلي: ذكر الإمام الذهبي عن بعض علماء الإسلام أنه كان يخفي بَرْهَمِيَّتَه بالاعتزال ليفسد دين الإسلام. 3
4-
بشر المريسي: ذكر الخطيب البغدادي في ترجمته أنه ابن يهودي كان يصنع الكوافي في الكوفة، وكان يخفي زندقته بالاعتزال. 4
5-
الجهم بن صفوان: الذي أخذ أراءه عن السمنية والهنود، وقد أفسد هذا الرجل في دين الاسلام ما لم تفسده أمم غيره. 5
وغير هؤلاء كثير من أولئك الذين كانوا يخفون زندقتهم ففضح الله أمرهم على أيدي جهابذة علماء الحديث من أهل السُّنَّة والجماعة. 6
1 راجع كتاب: عبد الله بن سبأ وأثره في الفتنة في صدر الإسلام، للدكتور سليمان بن حمد العودة.
2 راجع ترجمة معبد الجهني في: تهذيب الكمال للمزي، وميزان الاعتدال للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر.
3 انظر: ترجمته في: سير أعلام النبلاء 10 / 542.
4 راجع ردَّ الدارمي عليه، وتاريخ بغداد 7 / 56 وما بعدها، وخلق أفعال العباد للبخاري.
5 انظر: الرد على الجهمية للإمام أحمد ص: 101 – 105، وفتح الباري لابن حجر 13 / 345.
6 أُتي الخليفة هارون الرشيد بأحد الزنادقة ليقتله، فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ فقال الرشيد: فأين أنت يا عدوَّ الله من أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً. تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 273