الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبعد:
فمن أهم ما خرجت به من النتائج في هذا البحث:
أولاً: التفريق بين التدوين الذي يعني: تقييد المتفرق وجمع المشتت في ديوان، وبين التصنيف الذى هو تصنيف الكتب مرتبة على الفصول والأبواب، وبذلك يزول الإشكال حول بداية تدوين الحديث، وما ورد في ذلك من النصوص ظاهرها التعارض، حيث حُمل قولهم: إن تدوين الحديث قد بدأ في حياته صلى الله عليه وسلم وفي عصر الصحابة على معنى جمع الأحاديث في الصحف والأجزاء بدون ترتيب ولا تصنيف، وقولهم: إن أول من بدأ التدوين الإمام الزهري بأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز حُمل على معنى الجمع العام، والتصنيف والترتيب.
ثانياً: إثبات أن كتابة الحديث كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة وكبار التابعين، وإن ما ورد من كراهة ذلك أو النهي عنه إما أنه لا يصح، وإما أنه محمول على أسباب ثم زالت، وهاتان النتيجتان قد جلَاّهما بوضوح الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في
كتابه الموسوم بـ "تقييد العلم".
ثالثاً: أن القرآن والسُّنَّة في مرتبة واحدة من حيث الحجية والاعتبار في إثبات الأحكام الشرعية، ولا نزاع أن القرآن يمتاز عنها ويفضلها بأن لفظه منزل من عند الله تعالى، متعبد بتلاوته، معجز للبشر عن أن يأتوا بمثله.
رابعاً: إن كلما تعلق به أصحاب الأهواء والفرق المخالفون لأهل السُّنَّة والجماعة من شكوك أو شبهات لا يخرج عن:
1-
معارضة السُّنَّة بعقولهم القاصرة الناقصة المتناقضة.
2-
أو الطعن في رواة السُّنَّة بالهوى والبهتان.
3-
الكذب والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم والقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم.
خامساً: إن جهود العلماء في خدمة السُّنَّة طوال القرون التسعة الأولى كانت تتسم بما يلى:
أ- الجد في حفظ السُّنَّة ونشرها في الأمة في كل عصر بحسب إمكانياته.?
ب- الجدة والابتكار في مجالات خدمة السُّنَّة في كل عصر.
ج- التكامل فبعضها يكمل بعضاً.
سادساً: إن علماء أهل السُّنَّة والجماعة في كل عصر كانوا
هم المنقذ للأمة – بعد الله – مما تردَّت فيه من البدع والخرافات والانحراف عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك نعلم أن سبب ما حل بالأمة الإسلامية اليوم من المحن والانحرافات هو الجهل بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم والبعد عن منهجه صلى الله عليه وسلم الذي كان عليه هو وأصحابه، وسار عليه سلف الأمة فيما مضى، وأنها لا تنهض اليوم من كبوتها وتستيقظ من غفلتها إلا على يد علماء السُّنَّة العارفين بمنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه السائرين عليه والفاهمين له.
سابعاً: إن نواة تأسيس موسوعة حديثية شاملة قد بدأت على يد علماء السُّنَّة النبوية منذ ألفت كتب الجمع بين الصحيحين، ثم الجمع بين الكتب الستة، ثم كتب الأطراف، وكتب الزوائد، ثم أخيراً كتب الجوامع، كـ "الجامع الصغير" و "الجامع الكبير" كلاهما للسيوطي (ت 911 هـ) .
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.