الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الانشقاق
سورة الانشقاق مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة الانفطار، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الانشقاق بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وآياتها: ثلاث أو خمس وعشرون آية. وكلماتها: مئة وتسع كلمات. وحروفها: سبع مئه وثلاثون حرفًا. وسميت سورة الانشقاق لذكر انشقاق السماء فيها، وكلها محكمة لا ناسخ فيها ولا منسوخ.
ومناسبتها لما قبلها: أنه سبحانه وتعالى ختم سورة المطففين بذكر أحوال القيامة، وأهوال يوم الحشر، وافتتح هذه السورة بمثل ذلك من أحوال يوم البعث والنشور، فاتصلت السورتان اتصال النظير بالنظير، والشبيه بالشبيه.
وأوجز بعضهم القول في بيان وجه ترتيب هذه السور الثلاث، فقال: إن في {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} ذكر الحفظة الكرام الكاتبين، وفي سورة المطففين: بيان لمقر كتبهم، وفي سورة الانش قال: البداية بذكر بعض أحوال يوم القيامة من الانقلابات الكونية الهائلة.
ومما ورد في فضلها: ما أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي رافع قال: صليتُ مع أبي هريرة العتمة، فقرأ:{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فسجد، فقلتُ له، فقال: سجدتُ خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} .
وأخرج ابن خزيمة والروياني في مسنده والضياء المقدسي في "المختارة" عن بريدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ونحوها.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
المناسبة
مناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى ذكر في أواخر السابقة أحوال الفجار والأبرار في يوم القيامة، ثم ذكر في أوائل هذه السورة أهوال ذلك اليوم، فذكر أنه حين انشقاق السماء، واختلال نظام العالم، وانبساط الأرض بنسف ما فيها من جبال، وتخليها عما في جوفها، يلاقي المرء ربه فيوفيه حسابه، وينقسم الناس حينئذٍ فريقين:
1 -
فريق الصالحين البررة: وهؤلاء يحاسبون حسابًا يسيرًا، ويرجعون مسرورين إلى أهلهم.
2 -
فريق الكفرة والعصاة: وهؤلاء يؤتون كتبهم وراء ظهورهم، ثم يصلون حر النار؛ لأنهم كانوا فرحين بما يتمتعون به من اللذات، والجري وراء الشهوات، إذ كانوا يظنون أن لا بعث ولا حساب، ولا ثواب ولا عقاب.
قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
…
} إلى آخر السورة، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر أن الإنسان راجع إلى ربه فملاقيه ومحاسبه، إما حسابًا يسيرًا إن كان قد عمل الصالحات، أو حسابًا عسيرًا إن كان قد اجترح السيئات .. أقسم بآيات له في الكائنات ظاهرات باهرات على أن البعث كائن لا