الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِذّاب، وعلى تفعلة، مثل؛ توصية، وعلى مُفَعَّل، مثل:{وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} .
والمعنى (1): أي وكذبوا بجميع البراهين الدالة على التوحيد والنبوة والمعاد، وبجميع ما جاء في القرآن.
والخلاصة: أنهم أقدموا على جميع المنكرات، ولم يرعووا عن فعل السيئات، وأنكروا بقلوبهم الحق، واتبعوا الباطل.
وقرأ الجمهور (2): {كِذَابًا} بتشديد الذال مصمدر كذب المضعف، وهي لغة لبعض العرب يمانية يقولون، في مصدر فَعَّل: فِعَّالًا، وغيرهم يجعل مصدره على تفعيل، نحو: تكذيب، ومن تلك اللغة فول الشاعر:
لَقَدْ طَالَ ما ثَبَّطْتَنِيْ عَنْ صَحَابَتِيْ
…
وَعَنْ حَاجَةٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا
ومن كلام أحدهم وهو يستفتي في الحج: الحلق أحب إليك أم القصار؟ يريد التقصير. وقرأ علي بن أبي طالب وعوف الأعرابي وأبو رجاء والأعمش وعيسى البصرة بخلاف عنه: كذابًا بتخفيف الذال، وذلك لغة اليمن؛ بأن يجعلوا مصدر كذب المخفف كذابًا بالتخفيف مثل؛ كتب كتابًا، فصار المصدر هنا من معنى الفعل دون لفظه، مثل أعطيته عطاء، وقال الأعشى:
فَصَدَّقْتُهَا وَكَذَّبْتُهَا
…
وَالْمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ
وقال الزمخشري: وهو مثل قوله: {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} ؛ يعني: وكذبوا بآياتنا، فكذبوا كذابًا، وقرأ عمر بن عبد العزيز:{كُذَّابا} بضم الكاف وتشديد الذال، فخرج على أنه جمع كاذب، وانتصب على الحال المؤكدة، أو على أنه مفرد صفة لمصدر محذوف؛ أي: تكذيبًا كذابًا؛ أي: مفرطًا في التكذيب.
29
- وبعد أن بين فساد أحوالهم العملية والاعتقادية .. أرشد إلى أنها في مقدارها وكيفيتها معلومة له تعالى، لا يغيب عنه شيء منها، فقال:{وَكُلَّ شَيْءٍ} ؛ أي: وأحصينا كل شيء من الأشياء التي من جملتها أعمالهم، فانتصابه على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا يفسره قوله:{أَحْصَيْنَاهُ} أي: حفظناه وضبطناه. قرأ الجمهور (3): {وَكُلَّ شَيْءٍ} ،
(1) المراغي.
(2)
البحر المحيط.
(3)
البحر المحيط.