المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وخلاصة ذلك: أن الكفار في كل عصر متشابهون، وأن حالهم - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ٣١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌سورة النبأ

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌ 7

- ‌ 8

- ‌ 9

- ‌ 10

- ‌ 11

- ‌ 12

- ‌ 13

- ‌ 14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌(27)}

- ‌ 28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌سورة النازعات

- ‌(1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8)}

- ‌9

- ‌10

- ‌ 11

- ‌ 12

- ‌13

- ‌14

- ‌(15)}

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌(21)}

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌سورة عبس

- ‌1

- ‌2

- ‌(3)

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌ 8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌ 29

- ‌ 30

- ‌ 31

- ‌32

- ‌33

- ‌(37)}

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌سورة التكوير

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌ 20

- ‌ 21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌سورة الانفطار

- ‌1

- ‌(2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌سورة المطففين

- ‌(1)}

- ‌(2)

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌سورة الانشقاق

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌ 10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌ 14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌سورة البروج

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌(5)}

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌ 15

- ‌ 16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌سورة الطارق

- ‌1

- ‌2

- ‌(3)}

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌سورة الأعلى

- ‌1

- ‌2

- ‌ 3

- ‌ 4

- ‌5

- ‌6

- ‌7)}

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌سورة الغاشية

- ‌(1)

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌ 11

- ‌ 12

- ‌ 13

- ‌ 14

- ‌ 15

- ‌ 16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌سورة الفجر

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌ 22

- ‌ 23

- ‌24

- ‌25

- ‌(26)}

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

الفصل: وخلاصة ذلك: أن الكفار في كل عصر متشابهون، وأن حالهم

وخلاصة ذلك: أن الكفار في كل عصر متشابهون، وأن حالهم مع أنبيائهم لا تتغير ولا تتبدل، فهم في عنادهم واستكبارهم سواسية كأسنان المشط، فقومك أيها الرسول ليسوا ببدع في الأمم، فقد سبقتهم أمم قبلهم، وحل بهم من النكال ما سيحل بقومك إن لم يؤمنوا، فاصبر إن العاقبة للمتقين، وقد أشار إلى أن هذه شنشنتهم في كل عصر ومصر فقال:{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)} ؛ أي: إن الكفار في كل عصر غارقون في شهوة التكذيب حتى لم يدع ذلك لعقلهم مجالًا للنظر، ولا متسعًا للتدبر،

‌20

- ولا يزالون في غمرة حتى يؤخذوا على غرة فقال: {وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى {مِنْ وَرَائِهِمْ} ؛ أي: من خلفهم {مُحِيطٌ} بهم بالقدرة، وهو تمثيل لعدم نجاتهم من بأس الله بعدم فوت المحاط به المحيط إذا سد عليه مسلكه بحيث لا يجد هربًا منه؛ أي: إنه تعالى مقتدر عليهم، وهم في قبضة لا يجدون مهربًا، ولا يستطيعون الفرار إذا أرادوا، فلا تجزع من تكذيبهم، واستمرارهم على العناد، فلن يفوتوني إذا أردت الانتقام منهم.

‌21

- ثم رد على تماديهم في تكذيب القرآن، وادعائهم أنه أساطير الأولين فقال:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)} ؛ أي: ليس الأمر كما قالوا، بل هذا الذي كذبوا به قرآن شريف عال الطبقة فيما بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى، متضمن للمكارم الدنيوية والأخروية،

‌22

- مكتوب {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} من التحريف ووصول الشياطين إليه، واللوح: كل صحيفة عريضة خشبًا، أو عظمًا. كما في "القاموس".

قال الراغب: اللوح واحد ألواح السفينة، وما يكتب فيه من الخشب ونحوه، والمراد به هنا ما قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، ينظر الله فيه كل يوم ثلاث مئة وستين مرة، يحيي ويميت، يعز ويذل ويفعل ما يشاء، وفي صدر اللوح: لا إله إلا الله وحده، ودينه الإِسلام، ومحمد عبده ورسوله، فمن آمن به وصدق وعده واتبع رسله .. أدخله الجنة. وقال بعض المفسرين: اللوح: شيء يلوح للملائكة، فيقرؤونه.

قلت: والمذهب الأسلم: أن يقال: اللوح المحفوظ شيء أخبرنا الله به، وأنه أودعه كتابه، ولكن لم يعرفنا حقيقته، فعلينا أن نؤمن به، وليس علينا أن نبحث فيما وراء ذلك مما لم يأتِ به خبر من المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.

ص: 304

وقرأ الجمهور: {قُرْآنٌ مَجِيدٌ} برفعهما على أنهما موصوف وصفة، وقرأ ابن سميفع {قرآن مجيد} بالإضافة، قال ابن خالويه: سمعت الأنباري يقول: معناه: بل هو قرآن رب مجيدٍ، ويجوز أن يكون من باب إضافة الموصوف لصفته، فيكون مدلوله ومدلول التنوين ورفع مجيد واحدًا، وهذا أولى؛ لتوافق القراءتين.

وقرأ الجمهور: {فِي لَوْحٍ} بفتح اللام {مَحْفُوظٍ} بالخفض صفة للوح، واللوح المحفوظ: هو الذي فيه جميع الأشياء، معلَّق بالعرش. كما في القرطبي. وقرأ ابن يعمر وابن السميفع بضم اللام؛ أي: إنه يلوح، وهو ذو نور وعلو وشرف. قال ابن خالويه: اللوح: الهواء، وقال الزمخشري: يعني: اللوح فوق السماء السابعة الذي هو في اللوح المحفوظ من وصول الشياطين إليه، وقرأ الأعرج وزيد بن علي وابن محيصن ونافع بخلاف عنه:{محفوظٌ} بالرفع صفة للقرآن، كما قال تعالى:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ؛ أي: هو محفوظ في القلوب لا يلحقه خطأ ولا تبديل.

الإعراب

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)} .

{وَالسَّمَاءِ} : {الواو} : حرف جر وقسم {السَّمَاءِ} : مجرور بواو القسم، الجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف وجوبًا تقديره: أقسم، وجملة القسم مستأنفة استئنافًا نحويًا {ذَاتِ الْبُرُوجِ}: صفة لـ {السَّمَاءِ} مجرور بالكسر، {وَالْيَوْمِ}:{الواو} : عاطفة {اليومِ} : معطوف على {السَّمَاءِ} ، أو:{الواو} : حرف قسم {اليومِ} : مقسم به مجرور بواو القسم، فيكون قسمًا مستقلًا {الْمَوْعُودِ}: صفة لـ {ليوم} ، {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} معطوفان أيضًا على {السَّمَاءِ} ، {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)}: فعل ماضٍ ونائب فاعل، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، ولكنه محذوف الصدر، تقديره: أقسم بهذه الأشياء لقد قتل أصحاب الأخدود، وإنما احتيج لهذا الحذف؛ لأن المشهور عند النحاة: أن الماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم معموله إذا وقع جوابًا للقسم .. تلزمه اللام وقد، لا يجوز

ص: 305

الاقتصار على أحدهما إلا عند طول الكلام كما مر، أو هذه الجملة دالة على الجواب المحذوف، لا جواب تقديره: أقسم بهذه الأشياء: إن هؤلاء المشركين ملعونون، كما لعن أصحاب الأخدود. {النَّارِ}: بدل اشتمال من الأخدود، مجرور بالكسرة؛ لأن الأخدود مشتمل عليها، ولا بد فيه من رابط تقديره: عند البصريين: النار فيه، وعند الكوفيين: ناره؛ لأن أل في البدل ثابت عن الضمير عندهم، فكأنه مذكور {ذَاتِ الْوَقُودِ} مضاف ومضاف إليه {إِذْ}: ظرف لما مضى من الزمان متعلق بـ {قُتِلَ} ؛ أي: لعنوا حين أحرقوا المؤمنين بالنار، قاعدين عليها، {هُمْ}: مبتدأ، {عَلَيْهَا}: متعلق بـ {قُعُودٌ} ، و {قُعُودٌ}: خبر المبتدأ، وهو جمع: قاعد، والجملة الاسمية في محل الجر بإضافة {إذ} إليها {وَهُمْ}:{الواو} : عاطفة، {هُمْ}: مبتدأ {عَلَى مَا} : جار ومجرور متعلق بـ {شُهُودٌ} ، وجملة {يَفْعَلُونَ} صلة {ما} الموصولة. {بِالْمُؤْمِنِينَ} متعلق بـ {يَفْعَلُونَ} ، {شُهُودٌ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل الجر معطوفة على الجملة التي قبلها، أو في محل النصب حال من الضمير المستكن في {قُعُودٌ} ، وعلى بمعنى: مع، و {شُهُودٌ} بمعنى: حضور، والمعنى: وهم حضور مع ما يفعلون بالمؤمنين، لا يرقون لهم، ولا يرحمون لقسوة قلوبهم، {وَمَا}:{الواو} : عاطفة، أو حالية {مَا}: نافية، {نَقَمُوا} ؛ فعل وفاعل، {مِنْهُمْ}: متعلق بـ {نَقَمُوا} ، والجملة معطوفة على ما قبلها، أو حال من فاعل {يَفْعَلُونَ} ، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، وجملة {أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} مع {أَن} المصدرية في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ {نَقَمُوا}؛ أي: ما عابوا منهم، وما أنكروا منهم إلا الإيمان بالله سبحانه، و {بِاللَّهِ} متعلق بـ {يُؤْمِنُوا} {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}: صفتان للجلالة {الَّذِي} : صفة ثالثة له، و {لَهُ}: خبر مقدم، {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ}: مبتدأ مؤخر، {وَالْأَرْضِ}: معطوف على {السَّمَاوَاتِ} ، والجملة الاسمية صلة الموصول، و {وَاللَّهُ} مبتدأ، {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ}: متعلق بـ {شَهِيدٌ} ، و {شَهِيدٌ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة مقررة لما قبلها.

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)} .

ص: 306

{إِنَّ الَّذِينَ} : ناصب واسمه، وجملة {فَتَنُوا} صلة الموصولة، {الْمُؤْمِنِينَ}: مفعول به، {وَالْمُؤْمِنَاتِ}: معطوف على {الْمُؤْمِنِينَ} ، {ثُمَّ}: حرف عطف وترتيب مع تراخ، {لَمْ}: حرف نفي وجزم، {يَتُوبُوا} فعل وفاعل مجزوم بـ {لَمْ} والجملة معطوف على جملة {فَتَنُوا} ، {فَلَهُمْ} الفاء رابطة الخبر بالمبتدأ جوازًا، وإن كان منسوخًا لشبه المبتدأ بالشرط في العموم {لهم}: خبر مقدم {عَذَابُ جَهَنَّمَ} : مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل الرفع خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لذكر وعيد المجرمين أولًا، ثم يردفه بذكر ما أعد للمؤمنين، {وَلَهُمْ}: خبر مقدم {عَذَابُ الْحَرِيقِ} : مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على ما قبلها على كونها خبرًا، لـ {إِنَّ}. {إِنَّ الَّذِينَ}: ناصب واسمه، {آمَنُوا}: صلة الموصول {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} : فعل وفاعل ومفعول به معطوف على {آمَنُوا} ، {لَهُمْ}: خبر مقدم {جَنَّاتٌ} : مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل الرفع خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} مستأنفة مسوقة لبيان ما أعد للمؤمنين، ولم تعطف على ما قبلها إيذانًا باستقلالها بالمقصودية، وترك الفاء الرابطة هنا إشعارًا بجواز الأمرين، كما مر {تَجْرِي}: فعل مضارع، {مِنْ تَحْتِهَا} متعلق بـ {تَجْرِي} ، {الْأَنْهَارُ}: فاعل {تَجْرِي} ، والجملة في محل الرفع صفة لـ {جَنَّاتٌ} ، ولكنها سببية {ذَلِكَ}: مبتدأ، {الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} صفة لـ {الْفَوْزُ} ، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان علو درجة ما نالوا، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ}: ناصب واسمه ومضاف إليه {لَشَدِيدٌ} : خبره، و {اللام}: حرف ابتداء، والجملة مستأنفة مسوقة لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم على ما يكابده من كفار مكة {إِنَّهُ}: ناصب واسمه {هُوَ} : مبتدأ، لا الضمير فصل؛ لفقد الشرط، وجملة {يُبْدِئُ} خبر لـ {هُوَ} ، والجملة الابتدائية في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن} مستأنفة، وجملة {وَيُعِيدُ} معطوفة على جملة {يُبْدِئُ} ، {وَهُوَ} {الواو}: عاطفة {هُوَ} مبتدأ، {الْغَفُورُ}: خبر أول له {الْوَدُودُ} : خبر ثانٍ {ذُو الْعَرْشِ} : خبر ثالث {الْمَجِيدُ} - بالرفع -: خبر رابع، وبالجر: صفة لـ {الْعَرْشِ} ، {فَعَّالٌ}: خبر خامس، والجملة الابتدائية معطوفة على جملة {إِنَّ} ، واستدل النحاة بهذه الآيات على جواز تعدد الخبر لمبتدأ واحد، {لِمَا}: جار ومجرور، متعلق بـ {فَعَّالٌ} ، وجملة {يُرِيدُ} صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: لما يريده.

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ

ص: 307

وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}.

{هَلْ} : حرف استفهام للاستفهام التقريري {أَتَاكَ} : فعل ماضٍ ومفعول به {حَدِيثُ الْجُنُودِ} : فاعل ومضاف إليه، والجملة جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتقرير شدة بطشه تعالى، {فِرْعَوْنَ}: بدل من {الْجُنُودِ} بدل كل من كل مجرور بالفتحة؛ لأنه غير منصرف للعلمية والعجمية، ولكنه على تقدير مضاف؛ أي: قوم فرعون، {وَثَمُودَ}: معطوف على {فِرْعَوْنَ} مجرور بالفتحة للعلمية والتأنيث المعنوي، كزينب. {بَلِ}: حرف عطف وإضراب عن محذوف إضرابًا انتقاليًا تقديره: ليس هؤلاء مثل من تقدم قبلهم من الأمم، بل هم أشد تكذيبًا {الَّذِينَ}: مبتدأ، وجملة {كَفَرُوا} صلة الموصول، {فِي تَكْذِيبٍ}: خبر عن الموصول والجملة الاسمية معطوفة على تلك المحذوفة، {وَاللَّهُ} {الواو}: عاطفة {الله} : مبتدأ، {مِنْ وَرَائِهِمْ}: متعلق بـ {مُحِيطٌ} ، و {مُحِيطٌ}: خبر عن لفظ الجلالة، والجملة معطوفة على ما قبلها {بَلِ}: حرف إضراب للإضراب الانتقالي عن بيان شدة كفرهم إلى وصف القرآن بما ذكر، والمعنى: ليس ما كذب هؤلاء مثل ما كذب من قبلهم، بل ما كذبوه {قُرْآنٌ} موصوف بهذه الصفات العالية، {هُوَ}: مبتدأ {قُرْآنٌ} : خبر {مَجِيدٌ} : صفة {قُرْآنٌ} ، والجملة معطوفة على تلك الجملة المحذوفة، {فِي لَوْحٍ}: صفة ثانية لـ {قُرْآنٌ} ، {مَحْفُوظٍ}: صفة لـ {لَوْحٍ} .

التصريف ومفردات اللغة

{السَّمَاءِ} والسماء في اللغة: كل جرم علوي، فدخل فيه السحاب والعرش، واصطلاحًا: الأفلاك السبعة التي هي مركز الكواكب، والنجوم من السبعة السيارة والثوابت.

{ذَاتِ الْبُرُوجِ} جمع: برج، وهو في الأصل: الركن والحصن والقصر، وكل بناء مرتفع على شكل مستدير، أو مربع يكون منفردًا، أو قسمًا من بناية عظيمة، والبرج أيضًا: أحد بروج السماء، وهي بحسب تعبير اللغويين اثنا عشر: الحمل والثور إلى آخر ما مر، وأصل هذه المادة للظهور يعني: أن أصل معنى البرج الأمر الظاهر من التبرج، ثم صار حقيقة في العرف للقصر العالي لظهوره، ويقال لما ارتفع من سور المدينة: برج أيضًا.

ص: 308

{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)} هو يوم القيامة؛ لأن الله قد وعد به.

{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} والشاهد والمشهود: جميع ما خلق الله تعالى في هذا العالم، فإن كل ما خلقه شاهد على جليل قدرته، وعظيم حكمته:

وَفِيْ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ

تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ

ومشهود أيضًا لكل ذي عينين.

{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} الأخدود مفرد، وجمعه: أخاديد، والخد بفتح الخاء: بمعنى الأخدود، وجمعه: خدود، وهو الشق في الأرض، يحفر مستطيلًا، والأخاديد أيضًا: آثار الضرب بالسوط، ومنه: أخاديد الأرشية في البئر، وهي تأثير جرها فيه، ويقال للشيخ: قد تخدد، ويراد: قد تشنج جلده، وأصحاب الأخدود: قوم كافرون ذو بأس وقوةٍ، رأوا قومًا من المؤمنين، فغاظهم إيمانهم، فحملوهم على الكفر، فأبوا، فشقوا لهم شقًا في الأرض، وحشوه نارًا، وألقوهم فيه، وكان هؤلاء الغلاظ الأكباد على جوانب الشق يشهدون الإحراق {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ}؛ أي: عابوا عليهم الإيمان. وفي "المختار": نقم الأمر: كرهه، وبابه: ضرب، ونقم من باب فهم لغة. اهـ.

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ؛ أي: ابتلوهم، وامتحنوهم، وعذبوهم بالنار، يقال: فتنت الشيء: إذا حرقته بالنار، والعرب تقول: فتن فلان الدينار: إذا أدخله الكور لينظر جودته، وفي "المختار": الفتنة: الاختبار، والامتحان، تقول: فتن الذهب يفتنه بالكسر فتنةً ومفتونًا أيضًا: إذا أدخله النار لينظر جودته، ودينار مفتون، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ؛ أي: حرقوهم، ويسمى الصائغ: الفتان، وكذا الشيطان، وقال الخليل: الفتن: الإحراق، قال تعالى:{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)} . انتهى.

{عَذَابُ الْحَرِيقِ} ؛ أي: العذاب المحرق، فهو من إضافة الموصوف، إلى الصفة، وهو عذاب جهنم ذكر تفسيرًا وبيانًا له، وفي "المفردات": الحريق: النار، وكذا الحرق بالتحريك: النار أو لهبها. كما في "القاموس". وحرق الشيء: إيقاع الحرارة فيه من غير لهب كحرق الثوب بالدق، والإحراق: إيقاع نار ذات لهب في شيء، ومنه استعير أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيته بلوم.

ص: 309

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} تسيل الأنهار تحت أسرتها وغرفها، وجميع أماكنها، يتلذذون ببردها في نظير ذلك الحر الذي صبروا عليه في الدنيا، ويزول عنهم برؤية ذلك مع خضرة الجنان جميع المضار والأحزان. اهـ "خطيب".

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ} البطش: الأخذ بعنف وشدة. وفي "المختار": البطشة: السطوة، والأخذ بعنف، وقد بطش به - من باب ضرب ونصر - وباطشه مباطشةً. اهـ.

{وَيُعِيدُ} أصله: يعود بوزن يفعل، نقلت حركة الواو إلى العين، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مد، وحذفت منه همزة أفعل، فصار يعيد.

{وَهُوَ الْغَفُورُ} ؛ أي: الذي يعفو ويستر ذنوب عباده بمغفرته.

{الْوَدُودُ} ؛ أي: الذي يحب أولياءه، ويتودد إليهم بالعفو عن صغار ذنوبهم.

{ذُو الْعَرْشِ} ؛ أي: صاحب الملك، والسلطان، والقدرة النافذة.

{الْمَجِيدُ} ؛ أي: السامي القدر المتناهي في الكرم والجود، تقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار؛ أي: تناهيا في الاحتراق حتى يقتبس منهما.

{حَدِيثُ الْجُنُودِ} الجنود: تطلق تارة على العسكر، وتطلق أخرى على الأعوان، والمراد بهم هنا: الجماعات الذين تجندوا على أنبياء الله تعالى، واجتمعوا على أذاهم.

{فِرْعَوْنَ} هو طاغية مصر صاحب موسى عليه السلام.

{وَثَمُودَ} قبيلة بائدة من العرب، لا يعرف من أخبارها إلا ما قصه الله علينا.

{مُحِيطٌ} ؛ أي: هم في قبضته تعالى وحوزته، كمن أحيط به فانسدت عليه المسالك.

{مَجِيدٌ} ، أي: شريف عالي المرتبة من بين الكتب الإلهية في النظم والمعنى، متضمن للمكارم الدنيوية والأخروية.

{فِي لَوْحٍ} قال الراغب: اللوح - بفتح اللام -: واحد ألواح السفينة، وكل صحيفة عريضة خشبًا وعظمًا، وهو هنا مخلوق عظيم خلق للبقاء كالعرش، كتب الله فيه الكائنات.

ص: 310

{مَحْفُوظٍ} ؛ أي: من التحريف والتغيير والتبديل.

البلاغة

وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {ذَاتِ الْبُرُوجِ} ؛ لأن البروج حقيقة في القصور التي تنزل فيها الأكابر والأشراف، فاستعيرت لمنازل الكواكب السيارة، ومقر الثوابت منها بجامع العلو في كل منهما.

ومنها: الجناس المماثل في قوله: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} .

ومنها: تنكيرهما للإبهام في الوصف؛ أي: وشاهد ومشهود لا يكتنه وصفهما.

ومنها: تأكيد المدح بما يشبه الذم في قوله: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)} وهو أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، أو أن يثبت لشيء صفة مدح، ويؤتى بعدها بأداة الاستثناء تليها صفة مدح أخرى:

ومن الأول: بيت النابغة في مديح الغسانيين:

وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوْفَهُمْ

بِهِنَّ فُلُوْلٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ

وقول ابن الرقيات - وقد اقتبس لفظ القرآن، ورمق سماء بلاغته -:

وَمَا نَقَمُوْا مِنْ أُمَيَّةَ إِلَّا

أَنَّهُمْ يَحْلُمُوْنَ إِنْ غَضِبُوْا

ومنه قول ابن نباتة المصري:

وَلَا عَيْبَ فِيْهِ غَيْرَ أَنَّيْ قَصَدْتُهُ

فَأَنْسَتْنِيَ الأَيَّامُ أَهْلًا وَمَوْطِنَا

وقول المعري:

تُعَدُّ ذُنُوْبِيْ عِنْدَ قَوْمٍ كَثِيْرَةً

وَلَا ذَنْبَ لِيْ إلَّا الْعُلَا وَالْفَضَائِلُ

وأما الثاني: فقليل في الشعر، ومنه قول بعضهم:

مَا فِيْكِ مِنَ الْجَمَالِ سِوَى

أَنَّكِ مِنْ أَقْبَحِ الْقَبِيْحَاتِ

ص: 311

ومنها: التعبير بلفظ المضارع في قوله: {إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا} مع أن الإيمان قد وجد منهم في الماضي لإرادة الاستمرار والدوام عليه، فإنهم ما عذبوهم لإيمانهم في الماضي، بل لدوامهم عليه في الآتي، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على ما مضى، فكأنه قيل: إلا أن يستمروا على إيمانهم.

ومنها: وصفه تعالى بكونه عزيزًا حميدًا، له ملك السموات والأرض في قوله:{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)} للإشعار بمناط إيمانهم وموجبه.

ومنها: تأخير صفة الملك عن {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} ؛ لإفادة أن الملك التام لا يحصل إلا عند حصول الكمال في القدرة التي دل عليها {الْعَزِيزِ} ، وفي العلم الذي دل عليه {الْحَمِيدِ} ؛ لأن من لم يكن تام القدرة والعلم .. لا يمكنه أن يفعل الأفعال الحميدة.

ومنها: إيراد {ثُمَّ} في قوله: {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} إشعارًا بكمال حلمه وكرمه؛ حيث لم يعجل في القهر ويقبل التوبة، وإن طالت مدة الحوبة.

ومنها: الطباق بين {يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} .

ومنها: المقابلة بين مصير المجرمين ومصير المؤمنين في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية، وقوله:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي} .

ومنها: تأخير {ثَمُودَ} عن {فِرْعَوْنَ} مع تقدمهم على فرعون زمانًا في قوله: {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)} لرعاية الفواصل.

ومنها: تنكير التكذيب في قوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)} ؛ لإفادة التعظيم، كأنه قيل: ليسوا مثلهم في ذلك، بل هم أشد منهم في الكفر والطغيان والتكذيب.

ومنها: المجاز المرسل أيضًا في قوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)} علاقته الحالية؛ لأن التكذيب معنى من المعاني، ولا يحل الإنسان فيه، إنما يحل في مكانه، فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية.

ص: 312

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)} حيث مثل عدم نجاتهم من بأس الله بعدم فوت المحاط به عن المحيط الذي سد عليه مسلكه، بحيث لا يمكنه الهرب منه.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

ص: 313

مقاصد هذه السورة

اشتملت هذه السورة على المقاصد التالية:

1 -

إظهار عظمة الله تعالى وباهر قدرته.

2 -

بيان وعيد المجرمين الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، ووعد الصابرين على فتنتهم.

3 -

بيان شدة بطشه تعالى للظلمة والجبابرة.

4 -

بيان بعض صفاته التي تدل على شدة بطشه.

5 -

ذكر بعض الظلمة والجبابرة من الأمم المكذبة المهلكة؛ لتكون عبرة لمن حذا حذوها من هذه الأمة.

6 -

ذكر تكذيب المشركين لهذا القرآن أشد تكذيب.

7 -

ذكر بعض صفات القرآن الكريم (1).

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا

* * *

(1) تمت سورة البروج بعون الله الذي إليه الرجوع والعروج، منتصف ليلة الإثنين السادس عشر من شهر رمضان المبارك من شهور سنة 16/ 9/ 1416 هـ ألف وأربع مئة وست عشرة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. آمين.

ص: 314