المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إثنتين وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌ستة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌من الحوادث بعد سفر الغزاة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثماني وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

وفيها وقعت بين خجا سودون ومن معه من جيش حلب وبين قرمش ومن معه من اتباع جانبك الصوفي بعينتاب وقعة كبيرة أمسك فيها قرمش وجماعة ممن فر إلى جانبك، وسر السلطان بذلك لما وصل إليه الخبر -.

وفيها على ما قرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي أنه بلغه في مجاورته بمكة هذه السنة أن أندراس الحطي صاحب مملكة الحبشة الكفرة مات في الطاعون العظيم الذي وقع في بلاد الحبشة حتى مات بسببه من لا يحصى من المسلمين والنصارى، وأقيم بعده ولد له صغير، فغزاهم شهاب الدين أحمد الملقب بدلاي ملك المسلمين بالحبشة، فغنم وسبى وفتح عدة قرى، واستنقذ الباني وهي بلدة من بلاد المسلمين كان العدو غلب عليها، فأنزل بها ألف بيت من المسلمين، وأقام أخاه خير الدين في بلد ركله، ونشر العدل وأمنت الطريق في زمانه - ولله الحمد.

وفي هذه السنة فشا الوباء في بلاد اليمن سهلها وجبلها إلى صعدة وصنعاء، وفي مقابلها من بلاد بربر والحبشة والزنج.

‌ذكر من مات

في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

إبراهيم أمير زاه بن شاه رخ صاحب شيراز، وكان قد ملك البصرة، وكان فاضلاً حسن الحظ جداً، مات في رمضان.

أحمد بن شاه رخ ملك الشرق، مات في شعبان بعد أن رجع من بلاد الجزيرة

ص: 24

وأرزن الروم فحزن عليه أبوه، واتفق أنه مات له في هذه السنة ثلاثة أولاد كانوا ملوك الشرق بشيراز وكرمان، وهذا كان أعهدهم، ويقال له أحمد جوكي.

أحمد بن عبد العزيز، الشبكي ثم الشيرازي الشيخ همام الدين، قرأ على الشريف الجرجاني، قرأ عليه المصباح في شرح المفتاح، وقدم بمكة فنزل في رباط اشت، فاتفق أنه كان يقرئ في بيته فسقط بهم البيت إلى طبقة سفلى فلم يصب أحد منهم بشيء وخرجوا يمشون، فلما برزوا سقط السقف الذي كان فوقهم وكان حسن التقرير قليل التكلف مع لطف العبارة وكثرة الورع عارفاً بالسلوك على طريق كبار الصوفية، وكان يحذر من مقالة ابن العربي وينفر عنها، مات في خامس عشري شهر رمضان.

أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن محمد بن محمد، الزاهدي الخباز المعمر العابد شهاب الدين، خادم ضريح الشيخ رسلان لدمشق، ذكر أنه ولد سنة 739، واسمع من زينب بنت الكمال وغيرها فقرؤا عليه بإجازتها ولم يظهر له سماع؛ ومات في تاسع جمادى الأولى وله مائة سنة وسنتان.

إسماعيل بن عبد الخالق، الأسيوطي مجد الدين ابن الشيخ، كان وقوراً، ملازماً حانوت الشهود، قليل الشر، وله سماع وحضور وإجازة من عبد الرحمن بن القارئ؛ مات في ثاني المحرم.

ص: 25

بابي سنقر بن شاه رخ صاحب كرمان، مات في ذي الحجة، وكان ولي عهد أبيه، وفيه شجاعة موصوفة.

تاج بن سينا بن عبد الله، الشويكي - بالشين المعجمة والكاف مصغر نسبة إلى الشويكة مكان ظاهر دمشق - المعروف بالتاج الوالي، وقديماً كان يعاني خدمة الأكابر في الحاجة، وذكر لي أنه كان يخدم الشيخ شهاب الدين ابن الجابي بدمشق، ذكر لي مراراً ما يدل على أن مولده كان بعد الخمسين، واتصل بالملك المؤيد قبل سلطنته بعد أن اتصل بالأمير الطنبغا القرمشي فخدمه وراح عليه، فلما استقر في الملك بالقاهرة ولاه الشرطة فباشرها، وفوض إليه في أثناء ولايته أمر - الحسبة، فكان في مباشرته ذلك الغلاء المفرط، ثم في أواخر الدولة صرف عنها واستقر استادار الصحبة، وفي مرض موت المؤيد أعيد، وحصل له في أوائل دولة الأشرف

ص: 26

انحطاط منزلة وهو مستمر على الولاية ثم خدم الأشراف فراج عليه أيضاً واستقر معه مضافاً إلى الولاية المهمدارية وأستادار الصحبة وشاد الدواوين والحجوبية ونظر الأوقاف العامة وغير ذلك، فأما الشرطة فكان الذي يباشرها عنه غالباً أخوه عمر، ثم في الآخر صار كالمستبد ثم صرف واستقر غيره ثم صرف مرة أخرة وأعيد ابن الطبلاوي، ثم صرف ومات وهو على هذه الوظائف كلها، مات بعلة - بعسر البول في آخر يوم العشرين من المحرم، وبلغني أنه كان لقي منه شدائد، وكان يعتريه قبل هذا بحيث أنه شق مرة فخرجت حصاة كبيرة وأفاق دهراً، ثم عاوده ثم كانت هذه القاضية، وكان حسن الفكاهة، ذرب اللسان لا يبالي بما - يقول، وتنقل عنه كلمات كفر مخلوطة بمجون لا ينطق بها من قبله دون - ذرة من إيمان، فإن كان

مرضاً نفعه فإنه كان كثير الصدقة والبر المستمر، ولم يتعرض السلطان لماله وترافع أخوه عمر وزوجته وقرر عليها خمسة آلاف دينار، ثم أعفيت من ذلك باعتناء أهل الدولة.

جلبان خوند الجركسية زوج السلطان ووالدة ولده يوسف الذي قرر أميراً كبيراً وهو مراهق، وكانت من جواريه فأعتقها وتزوجها وحظيت عنده، وحجت سنة أربع وثلاثين، فكانت في عظمة زائدة مفرطة، وماتت بعلة الصرع في يوم الخميس ثاني شوال، وقد أقدم السلطان من أهلها عدداً كثيراً أحضرهم من بلاد الجركس وأقطعهم وخولهم، وخلفت من الأمتعة والملابس والنقد شيئاً كثيراً جداً يقال يقرب من سبعين ألف دينار.

الحسين الإمام العلامة المفتي الأمير ابن أمير المسلمين أبي فارس، الحفصي، وكان أخوه لما مات في العام الماضي استقر ولده في المملكة، ثم أراد الحسين الثورة فظفر به فقتله وقتل أخوين له، وعظمت المصيبة بقتل الحسين، وكان فاضلاً مناظراً ذكياً - ذكر لي ذلك صاحبنا الشيخ عبد الرحمن البرشكي رحمه الله تعالى.

خشقدم الخصي الظاهري كان خازندار السلطان ثم صرف عنها، واستقر زماماً إلى أن مات، وخلف مالاً جزيلاً يقارب مائة ألف دينار، منه غلال مخزونة قومت

ص: 27

بستة عشر ألف دينار، وصار للسلطان من تركته مال كثير، وكذا من تركة خوند زوجة يلبغا الناصري، وقيل: وصل ثمنها قدر عشرين ألف دينار، وكان مرضه بالقولنج في أوائل السنة فتعافى، ثم انتكس مراراً إلى أن مات، وكان شهماً يحب الصيد، وفيه عصبية وخلقه سيء إلى الغاية، واتفق أنه كان أنشأ مكاناً بالقرب من الأخفاقيين يجعله مدرسة، وعجل ببناء صهريج، وابتدأ في عمل سبيل لسقي الماء تكمل في مدة ضعفه، وجرت لشمس الدين الرازي بسبب إثبات وقفية داره في مرض موته إهانة من جهة السلطان واستقر جوهر اللالا زماماً بعد موت خشقدم مضافاً لوظيفته.

سعد بن محمد بن جابر العجلوني ثم - الأزهري الشيخ مات في شوال، وكان خيراً ديناً سليم الباطن، ولكثير من الناس فيه اعتقاد، وذكر عنه كرامات، وكانت بيده إمامة المدرسة الطيبرسية المجاورة للجامع الأزهر.

صالح بن محمد بن موسى المغربي الزواوي الشيخ صالح كان خيراً ذاكراً لكثير من الفقه ملازماً لحضور مجالس العلم، وجاور بالمدينة الشريفة مدة وحصلت له جذبة، وقدم القاهرة وسكن بتربة الظاهر بالصحراء، وحسن ظن كثير من الناس فيه، ثم سكن القاهرة وتنزل يدرس الحديث بالمؤيدية ورتب له في الجوالي، ودخل في وصايا

ص: 28

كثيرة لكن لم نسمع عنه سوءاً في تصرفه وكان يصل إليه من سلطان المغرب كل سنة مبلغ، وكان شهماً يقوم في الحق عند الظلمة ولا يبالي بهم، وذكر انه سمع من

وأجاز لأولادي، ومولده تقريباً سنة ستين، رأيت بخطه: ولدت أوان الستين وسبعمائة، ومات في ليلة الأربعاء ثامن عشري رجب.

عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر، المصري ثم الدمشقي زين الدين، واسم الفخر محمد بن علي، تفقه قليلاً، واسمعه أبوه الكثير من مشايخ عصره. فسمع على الكمال ابن حبيب سنن ابن ماجة، وعلى ابن المحب جزء العالي أنا الحجاز وعشرة الحداد أنا إبراهيم بن صالح، وعلي الصلاح بن أبي عمر مسند عائشة من مسند أحمد، ومات في جمادى الآخرة.

عبد الرحمن بن علي بن محمد، الحلبي الحنفي الشريف ركن الدين المعروف بالدخان، اشتغل بدمشق وناب في الحكم مدة ثم ولي القضاء استقلالاً بعد موت ابن الكشك، وكان ماهراً في فروع مذهبه، مات في ليلة الأحد 7 المحرم.

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد، العدناني الشهير بالبرشكي صاحبنا المحدث الرحال الفاضل زين الدين، أخذ ببلاده عن

وعن جماعة، ورحل إلى المشرق قديماً سنة ست عشرة فحج، وحمل عن المشايخ وأجاز له الشيخ برهان الدين الشامي قديماً، وكان حسن الأخلاق لطيف المجالسة كريم الطباع رحمه الله

ص: 29

تعالى.

عبد العزيز بن بدر الدين محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله ابن عمر بن حياة بن قيس، الحراني الأصل الدمشقي نزيل.... عز الدين أبو العز ويدعى محمداً، كان كثير العبادة ملازماً للصلاة في الليل، وله اشتغال بالعلم وتصانيف ونظم ونثر، ويذكر عنه كرامات وكلام في الرقائق. مات في 13 جمادى الأولى.

عبد الملك بن علي بن أبي -، المنى البابي نزيل حلب ويعرف بالشيخ عبيد، ولد في حدود سنة سبعين، واشتغل بالفقه والعربية والقراآت وكان حفظ المنهاج، واشتغل على الشيخ بيرو والقاضي شرف الدين الأنصاري وشمس الدين النابلسي، وكان يشغل في الجامع الكبير بحلب، وأخذ عنه جمع جم، وناب في الخطابة بالجامع، ولم يكن صيناً، مات في جمادى الآخرة، وكانت جنازته حافلة جداً، وعاش ستين سنة وقد تقدم في العربية والقراآت وشغل الناس كثيراً، وناب في الخطابة والإمامة بالجامع مدة إلى أن مات.

عبد الولي بن محمد بن الحسن، الخولاني الإمام ولي الدين، ولد بغرب من التغلن، ولازم بتعز الإمام رضي الدين ابن الخياط والإمام جمال الدين محمد بن عمر العوادي والفقيه أحمد بن عبد الله الحرازي والفقيه وحيد الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الزوفري وقرأ عليهم الفقه،

ص: 30

ولازم الشيخ مجد الدين الشيرازي وأخذ عنه النحو واللغة، وجاور معه بمكة وبالطائف ومهر إلى أن صار مفتي تعز مع ابن الخياط، ومات بالطاعون أيضاً.

عثمان بن قطلبك بن طرغلي، التركماني المعروف بقرايلوك، كان أبوه من أمراء التركمان بديار بكر وتأمر هو بعده، وكان شجاعاً أهوج، وله مع الترك والعرب وقائع، ولما طرق اللنك البلاد انتمى إليه، ودخل في طاعته فاستنابه في بلاده، وحضر معه فتح البلاد الشامية، ووقعت له وقعة مع جكم لما ولي السلطنة بحلب فقتل جكم في الوقعة وقوي قرا يلك واستولى على ماردين وقتل صاحبها وهو آخر أهل بيته، وكان بينه وبين حديثه بن سيف بن فضل أمير العرب، وكانت بينه وبين حميد بن نعير عداوة، فنصر قرا يلك هذا فكبس حديثة بالقرب من شيزر، فكاتب الملك المؤيد قرا يوسف في الغارة على قرا يلك وسار المؤيد من مصر، فلما بلغ ذلك قرا يلك ترامى على المؤيد وانتمى إليه فأرس إلى قرا يوسف فشفع فيه فرجع عنه، ثم صار قرا يلك يغير على بلاد قرا يوسف فخنق منه وكبسه، ففر منه إلى حلب فتبعه، فجفل أهل حلب من قرا يوسف وفروا على وجوههم إلى الشام ثم إلى مصر، ثم كبس قرا يلك على بيرم النائب بأرننكان فقتله، واتفقت وفاة قرا يوسف ثم المؤيد، وغلب قرا يوسف على أرزنكان، وكانت له وقعة مع برسباتي قبل أن يلي السلطنة وبرسباتي يومئذ نائب طرابلس انكسر فيها برسبائي، وبسبب هذه الوقعة غزا برسبائي في سلطنته آمد، وكانت له وقعة أخرى مع برهان الدين قاضي سيواس قتل فيها البرهان، واستمر قرا يلك أميراً مدة وملك الديار ديار بكر، وشرع في إيواء من هرب من السلطان الأشرف فجهز له عسكراً في سنة 32 فتوجهوا لجهة آمد، فكبس هابيل بن قرا يلك وهي في طاعة السلطان فأخذها عنوة واستباحها، فوصل العسكر فأسروه، ثم جهز للقاهرة فاتفق موته بالطاعون سنة 33 ثم غزا الملك الأشرف آمد ففر قرا يلك واستمر الأشرف يحاصر آمد، ثم رجع إلى الديار المصرية واستمر قرا يلك على حاله في نهب القوافل وقطع الطريق، ثم إن قرا يلك جهز من نهب

ص: 31

التركمان الذين حول حلب فتجهز له الأشرف نفسه فلم يتم له أمر وأذعن للصلح، ثم اتفق أن إسكندر بن قرا يوسف فر من مروان شاه ولد اللنك فبلغ خبره قرا يلك فتبعه، فلما تلاقوا كسره إسكندر كسرة شنيعة وانهزم قرا يلوك فوقع في خندق البلد وهي ارزن الروم، فنزل إليه جماعة من جهته فاحتملوه ودلي من بالقلعة لهم الجبال فربطوه ورفعوه، فمات في العشر الأخير من صفر في هذه السنة وقد بلغ التسعين او زاد عليها وذكر لي الشيخ بدر الدين بن سلامة أنه لما استولى على ماردين استصحبه، قال: فوجدته في عيشة شظة إلى الغاية وفي غالب زمانه مشتغل بالشر، وتفرق أولاده بعدة بلاد وانكسرت شوكتهم جداً، فجهز ولده علي بك ينتمي إلى سلطان مصر ويلتزم أن يكون من جهته.

علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الحسني إمام الزيدية مات وأقيم ولده بعده فمات عن قرب بعد شهر، فقام بقصر صنعاء عبد بن عبيد الإمام يقال له سنقر وأراد إن يجعلها مملكة بالشوكة، فأنف الزيدية من ذلك وثاروا عليه وأقاموا مهدي بن يحيى ابن حمزة قريب الإمام، وجده مزة هو أخو محمد - جد صلاح، ويقال إن أم الإمام راسلت صاحب زبيد الملك الظاهر تسأله أن يرسل أميراً على صنعاء، ولم يتحقق ذلك إلى الآن.

فيروز قطب الدين فيروز شاه بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق ابن طبق شاه صاحب هرمز والبحرين والحسا والقطيف.

قصروه نائب الشام كان من بقايا مماليك الظاهر برقوق، تقدم في دولة الأشرف وولي أمير آخور في أول دولته، ثم ولاه نيابة طرابلس، ثم نقل إلى حلب في سنة ثلاثين فاستمر إلى سنة 37، ثم نقل لنيابة دمشق بعد موت جارقطلي في شعبان منها، وكان عاقلاً فاستمر إلى أن مات ليلة الأربعاء - في ثالث ربيع الآخر.

ص: 32

كبيش بن جماز الحسيني كان قصد القاهرة ليتولى إمرة المدينة، فظفر به قوم لهم عليه ثأر فقتلوه قبل أن يدخلها.

مانع بن علي بن عطية بن منصور - أمير المدينة النبوية مات فتنازع العجل بن عجلان وعلي بن مانع في الإمرة ثم استقرت الإمرة لوميان بن مانع عوض أبيه، وكان قتله في جمادى الآخرة.

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر، الفوي الأصل المكي جمال الدين بن عبد الوهاب بن أحمد، أبو المحامد المرشدي، ولد في ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة، واسمع على النشاوري وأبي الفضل النويري والأميوطي وغيرهم، ورحل إلى القاهرة فسمع بها الكثير، وطلب بنفسه فسمع على التقي ابن حاتم، وقرأ الألفية على الحافظ زين الدين العراقي وأذن له، وله إجازة من مسندي الشام كالصلاح ابن أبي عمر وابن أميلة وغيرهما، وخرج له الشيخ خليل الأقفهسي أربعين والجمال بن موسى فهرستاً، وصحب المجد الشيرازي وحفظ عنه من اللغة شيئاً كثيراً وصار يتعانى ذلك في كلامه وفي مراسلاته، ومات في حادي عشري شهر رمضان وقد قارب السبعين، ولم يتأخر في مكة من له المعرفة بالفقه والنحو مع الديانة والصيانة نظيره.

محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن الأمانة، الأبياري ثم القاهري القاضي بدر الدين، ولد في حدود الستين وقدم القاهرة مع أبيه واشتغل، فذكر لي أنه قرأ على الشيخ عبد الخالق الأسيوطي وأن الأسيوطي أخبره أن الشيخ سراج الدين البلقيني قرأ على الأسيوطي في مبتدأ أمره وكان الأسيوطي قد عمر، وهو والد إسماعيل وأحمد المقدم ذكرهما قريباً،

ص: 33

وسمع الشيخ بدر الدين المذكور من عبد الله الباجي ومن السراج الكومي وبطبقتيهما وأكثر عن شيوخنا، ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني وابن الملقن والعراقي، واشتغل في الفقه والحديث والعربية ومهر، وسكن المدرسة الصالحية ووقع فيها لي الحكام مدة ثم ناب عن القضاة، واستمر إلى أن كان كثير النواب في آخر عمره، وحج قبل موته بقليل، ودرس للمحدثين في المنصورية، وولي عدة وظائف، ودرس بالكهارية، وتصدى للفتيا وللاشتغال بالفقه وغيره، وأضيف إليه قضاء الجيزة مدة وغيرها، وكان قليل الشر حسن المحاضرة والمذاكرة، يستحضر كثيراً من أخبار القضاة الذين أدركهم وما جرياتهم، وله نوادر ظريفة، حضر معنا سماع الحديث بالقلعة يوم الأحد إلى العصر ورجع إلى بيته فأقام يوم الاثنين وهو طيب إلى أن دخل الليل فصلى العشاء ودخل الفراش فقال: أجد غما، فلم يلبث أن مات فجأة وقد قارب الثمانين - رحمه الله تعالى! واتفق أن بعض الناس شكك أهله وأولاده في موته، وقال لهم: هذا به سكتة ويب أن تختبروا أمره لئلا تدفنوه حياً، فأحضروا طبيباً فجسه وأمر بفصده، فامتنع الفاصد حتى اجتمع ثلاثة من الأطباء وقالوا إن ذلك لا يضر ففصد فخرج منه دم كثير، ثم فصد في الذراع الآخر فخرج منه دم كثير أيضا، فترك إلى أن أمسى ثم إلى أن اصبح فأروح، فاتفقوا على موته، ودفن ثامن عشر شعبان ضحى يوم الأربعاء، وخلف أربعة أولاد ذكور.

محمد بن أبي بكر بن محمد بن الخياط، الحافظ الجليل المفتي حافظ البلاد اليمنية جمال الدين ابن الإمام رضي الدين، ولد سنة

وتفقه بأبيه وغيره حتى مهر، ولازم الشيخ نفيس الدين العلوي في الحديث، فما مضى إلا اليسير حتى فاق عليه حتى كان لا يجاريه في شيء، وتخرج بالشيخ تقي الدين الفاسي، وأخذ عن

ص: 34

القاضي مجد الدين الشيرازي واغتبط به حتى كان يكاتبه فيقول: إلى الليث ابن الليث والماء ابن الغيث، ودرس جمال الدين بتعز وأفتى، وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، وأخذ عن الشيخ شمس الدين الجزري لما دخل اليمن بأخرة، ومات بالطاعون في هذه السنة.

محمد بن عمر بن أبي بكر تاج الدين ابن الشرابيشي، مات في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة ودفن يوم الاثنين العشرين منه وقد أسن وتغير عقله، سمع الكثير من الشيخ بهاء الدين ابن خليل، ورأيت قراءته عليه في صحيح البخاري سنة سبعين وبلغ بضعاً وثمانين سنة، وطلب الفقع وكتب الكثير بخطه الحسن المتقن، ولازم شيخنا ابن الملقن، وأكثر عن شيخنا العراقي، وسمع الكثير من أصحاب أصحاب السبط والطبقة ومن أصحاب أصحاب المحب ثم أصحاب الفخر - ودار على الشيوخ وسمع معي كثيراً ولم يمهر ولكن كان يستحضر شيئاً كثيراً من الفوائد الفقهية والحديثية، وكان يعلق الفوائد التي يسمعها في مجالس المشايخ والأئمة حتى حصل من ذلك جملة كثيرة، ثم تسلط عليه بعض أهله فمزقوا كتبه بالبيع تمزيقاً بالغاً، لأنهم كانوا يسرقون المجلدات مفرقات من عدة كتب قد أتقنها وحررها فيبيعونها تفاريق وكذلك الكتب التي لم تجلد يبيعونها كراريس بالرطل، وضاعت كراريسه وفوائده، وقد تصدى للأسماع، وأكثر عنه الطلبة من بعد سنة ثلاث وثمانمائة إلى أن مات رحمه الله تعالى، وأجاز لي في استدعاء أولادي غير مرة.

محمد بن محمد بن أبي فارس، المنتصر أبو عبد الله، مات في 21 صفر بتونس، ولم يهن في أيام ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن، واستقر بعده شقيقه عثمان فقبض على الهلالي القائد وفتك ف أقاربه بالقتل، فخرج عليه عمه أبو الحسن صاحب بجاية.

ص: 35

يحيى بن يحيى بن أحمد بن حسن، القبابي شمس الدين أبو زكريا المصري، ولد في أواخر سنة ستين أو في أول التي قبلها، وقدم القاهرة فاشتغل بها وحفظ التنبيه والألفية ومختصر ابن الحاجب، وحضر دروس البلقيني وابن الملقن والأبناسي وغيرهم، واشتغل في علم الحديث على العراقي، ولازم عز الدين بن جماعة في قراءة المختصر ومحب الدين بن هشام في العربية، وطاف على الشيوخ في الدروس، ثم ارتحل إلى دمشق وهو فاضل، فأثنى شهاب الدين الزهري، قرأ عليه نصف المختصر وأذن له، وتكلم على الناس بالجامع، وسكن بعد الفتنة العظمى بيت روحاء فأقام بها، ودخل مصر حين دخل إليها مع الشاميين، ثم عاد فلازم عمل الميعاد، وكان فصيحاً مفوها فاجتمع عليه العامة وانتفوا به، وقرأ صحيح البخاري عند نوروز، ثم ناب في الحكم عن ابن حجي سنة إحدى عشرة وثمانمائة واستمر في ذلك، ولم يكن في أحكامه محموداً، وكان في بصره ضعف فتزايد إلى أن أضر وهو مستمر على الحكم، وكان يؤخذ بيده فيعلم بالقلم ويكتب عنه الفتوى ثم يكتب هو اسمه، وكان فصيحاً ذكياً مشاركاً في عدة فنون، جيد الذهن، لين العريكة، سهل الانقياد، قليل الحسد مع المروءة والعصبية، وقد أقبل في أواخر عمره على إقراء الفقه فدرس في المنهاج والتنبيه والحاوي بالجامع حلاً لكل منها في أشهر قليلة من غير مطالعة، وكان قد درس بالرواحية، وناب في تدريس الشامية البرانية، اجتمع في

ص: 36

ذي الحجة سنة ست وثلاثين بالعادلية الصغرى، وذكر أنه قرأ على شيوخنا العراقي والبلقيني وغيرهما، وسمع من ابن المحب، وسمعت عليه جزء الخلفاء، من حديثه وسمع على شيئاً ومات في صفر، نقلت غالب ترجمته من كتاب القاضي تقي الدين الأسدي إلي - أبقاه الله تعالى.

طاهر بن عبد الله، المراكشي الشيخ المغربي نزيل مكة، مات بها في شوال، وكان قرا على عبد العزيز الحلفاوي قاضي مراكش وغيره، وكان خيراً ديناً صالحاً.

ص: 37