الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن نوادر ما يحكى أن الحاج لما قدموا في العشر الأخير من المحرم أخبر جماعة منهم أنه شاع وهم بالينبع يوم الخميس ثامن عشر ذي الحجة أن السلطان فبض على ناظر الجيش وهو اليوم المذكور بعينه - وممن أخبرني بذلك القاضي ظهير الدين الطرابلسي.....
ذكر من مات
في سنة إثنتين وأربعين وثمانمائة من الأعيان
.
أحمد بن محمد بن أحمد الدميري المالكي شهاب الدين ابن تقى الدين المعروف بابن تقى، وكانت أمه أخت القاضي تاج الدين بهرام فكان ينسب إليها ولا ينسب لأبيه، ويكتب بخطه في الفتاوى وغيرها: أحمد ابن أخت بهرام، وكذلك يسجل عليه ولا يذكر أبوه، وسألت مرارا عن سبب ذلك فقيل لي إنه كان لا يحمد في شهادته الشهاب المذكور، وكان فاضلاً مستخضراً للفقه والأصول والعربية والمعاني والبيان وغيرها، مشاركاً في جميع ذلك، فصيحاً عارفاً بالشروط والأحكام، جيد الخط، قوي الفهم، ولكنه كان زرى الهيئة مع ما ينسب إليه من كثرة المال،
وخلف ولدين ذكرين وأنثى، وقد عين للقضاء مراراً فلم يتفق، مات في الثاني عشر من ربيع الأول، وما أظنه بلغ الستين، ثم قيل لي إنه ولد سنة 784، وأول ما ناب في الحكم في سنة أربع وثمانمائة، وكان في صباه آية في سرعة الحفظ بحيث أنه كان يحفظ الورقة الواحدة من مختصر ابن الحاجب من مرتين أو ثلاثة بغير درس واشتهر عنه ذلك.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد القاضي علم الدين بن القاضي تاج الدين ابن القاضي علم الدين بن القاضي كمال الدين بن القاضي برهان الدين الأخناتي - المالكي -، مات في ليلة الأربعاء خامس عشرى رمضان مطعوناً وكان من أعيان نواب القاضي المالكي ورام ولاية القضاء فلم يتفق له، وكان ضعفه عقب وفاة البساطي، واستقر ابن التنسي وقد ثقل هو في الضعف، ومولده قبيل التسعين فجاز الخمسين، وكان يتعانى الأدب ويتولع بالنظم، وصحب تقى الدين ابن حجة مدة.
تغرى برمش نائب حلب - تقدم ذكره في الحوادث -.
إينال الجكمي نائب الشام - تقدم ذكره في الحوادث -.
جوهر اللالا عتيق أحمد بن جلبان وكان قبله لعمر بن بهادر، ثم اتصل بخدمة الملك الأشرف وهو أمير فتنقل معه، وقرره لالا ولده محمد الأكبر ثم ولده يوسف، - ثم تقرر زماما بعد موت حسن قدم مضافاً للوظيفة الأخرى - فلما تسلطن العزيز فخم أمره وشمخت نفسه وظن أن الأمور تدور عليه، فانعكس عليه الأمر وقبض عليه في
أول الدولة الظاهرية وسجن بالبرج، ثم أفرج عنه وهو ضعيف بمرض القولنج ثم حصل له الصرع إلى أن مات في الحادى والعشرين من جمادى الأولى، وعمر مدرسة حسنة بالمصنع ودفن بها.
حسن بن محمد بن أحمد بن علي بن حجر، مات في صبيحة الأحد ثالث عشرى شعبان وله دون السنة.
حسن بن.. الكشكلي الكركي بدر الدين، مات في الرابع والعشرين من ذي الحجة بالقاهرة، وكان قد باشر نظر القدس والخليل مدة في أيام المؤيد وغيره، وكان عارفاً بالمباشرة مشكوراً.
داود بن علي بن بهاء الدين الكيلاني التاجر بالإسكندرية شرف الدين، مات في الرابع من ذي القعدة وأوصى على أولاده ولده الكبير علياً فمات بعده بأيام قلائل، وكان على هذا قد ولى قضاء جدة ولم يكن بالمتصون، وما أظنه أكمل الثلاثين، وأما أبوه قمن أبناء السبعين، وكان وجيهاً في التجار، وقد رأس في بعض السنين في سلطنة الأشرف بجدة.
عبد الله الملك الظاهر بن الملك الأشرف إسماعيل، صاحب اليمن، مات في سلخ شهر رجب، واستقر ولده إسماعيل بن الظاهر وبه حينئذ نحو العشرين.
علي بن عبد الرحمن - بن محمد - الشيخ نور الدين الشلقامي، وهو أسن من بقى من الفقهاء الشافعية، وذكر لي أنه حضر درس الشيخ جمال الدين الأسنائي وكان من أعيان الشهود، وله فضيلة ونظم، مات راجعاً من الحج بالقرب من السويس، وكان خرج من الحجاج فقوى عليه الضعف فعجز عن ركوب المحارة، فركب البحر من السويس إلى الينبع وعجز عن التوجه صحبة الحاج، فأقام حتى رجعوا فعاد معهم في
البر، فمات قبل دخول القاهرة وقد بلغ إثنتين وتسعين سنة، فإنه ذكر لي أن مولده في الطاعون الكبير سنة 749 أو في حدودها.
علي بن عبد الكريم نور الدين الكتنى، مات وقد قارب السبعين أو جاوزها وكان عارفاً بالكتب وأثمانها وكان أبوه آخر من بقي بسوق الكتب وما رأيت مثله في الإحسان إلى الطلبة وأما ولده هذا فما سلك طريق أبيه بل تشاغل غالباً بغير الكتب، وقد ناب في الحكم مرة، وترك وتعلل عدة سنين.
علي بن محمد بن قحر - بضم القاف وسكون المهملة بعدها راء - الزبيدي الفقيه العالم الفاضل موفق الدين، ولد سنة 758 واشتغل بالفقه فمهر فيه، وتقدم إلى أن صار مفتي زبيد وفقيهها والمرجوع إليه في ذلك، - مات في الثاني من شوال -.
قرقماس الشعباني - تقدم في الحوادث -.
محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم بن محمد بن علي البساطي المالكي القاضي شمس الدين، وكان يكتب بخطه الطائي، وظهر
أنها نسبة لبعض قرى بساط، مات بعد العصر يوم الخميس الثاني عشر من شهر رمضان، أصابه صرع فغشى عليه فصرخوا عليه ثم تحرك، فأمرهم الطبيب أن لا يشرعوا في جهازه، ثم أصبح ميتاً فأخرجت جنازته، وكانت له مدة طويلة يتمرض بالقولنج يثور به فينقطع أياماً ثم يسكن عنه فيفيق، وكان في أوائل رجب قد نصل وركب وتصرف وحكم وحضر مجلس السلطان ثم انقطع قليلاً، ثم عوفى وركب أول يوم من رمضان إلى القلعة وحضر سماع الحديث وسلم على السلطان مع الجماعة عقب الفراغ بعد العصر، وفرح السلطان بعافيته، وحضر معنا مجلساً بالصالحية بأمر السلطان يوم الثلاثاء ثالث شهر رمضان وهو في عافية تامة وقد صام، واستمر متماسكاً يكتب على الفتاوى ويسمع الدعاوى ويعلم على القصص وغيرها للنواب إلى صبيحة يوم الخميس وإلى أن ثار عليه الوجع في آخر النهار فقضى، وكان مولده في جمادى.... سنة ستين وسبعمائة فأكمل إثنتين وثمانين سنة و.. أشهر وأياماً، وكان في شبيبته نابغة في الطلبة واشتهر أمره وبعد صيته واشتغل في فنون، وذكر لي أنه سمع الحديث على عبد الرحمن ابن البغدادي وغيره ولم يكثر بل لم يطلب أصلاً ولا اشتغل له، وكان عارفاً بفنون المعقول والعربية والمعاني والبيان والأصلين وصنف فيهما تصانيف وفي الفقه أيضاً، وولى تدريس الفقه بالشيخونية ودام فيه أكثر من ثلاثين سنة، ثم قايض بها التدريس بالظاهرية البرقوقية وناب في الحكم عن ابن عمه جمال الدين يوسف البساطي وغيره مدة وكان بحالة هينة من قلة الشئ، ثم نوه به الأمير ططر فذكره عند الملك المؤيد فولاه مشيخة التربة الظاهرية عقب موت حاجى فقيه سنة تسع عشرة ثم ولاه القضاء عقب وفاة جمال الدين الأقفهسى في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين، فأقام فيه نحو عشرين
سنة متوالية بقية مدة المؤيد وولده والظاهر ططر وولده والأشرف برسباي وولده وهذه القطعة من سلطنة الظاهر، ورافقه الأشرف برسباي وولده وهذه القطيعة من سلطنة الظاهر، ورافقه من القضاة خمسة من الشافعية وهم البلقيني والعراقي وصالح وكاتبه والهروي، ومن الحنفية أربعة وهم ابن الديري والتفهيى وابن الديري، ومن الحنابلة ثلاثة وهم ابن المغلى والمحب البغدادي وعز الدين القدسي، وفي هؤلاء من صرف وعاد - غيره -، وجاور في مكة سنة كاملة في دولة الأشرف وهو على ولايته، وعين ابن تقى مرة للولاية في كائنة علاء الدين البخارى المذكورة - في الحوادث -، فلم يتم له أمر واستعفى في السنة الماضية، ثم ندم واستمر به الأشرف بعناية على باي الخازندار، وكانت وفاته في الليل وصلى عليه وقت ربع النهار بمصلى باب النصر، ودفن بتربة بني جماعة بالقرب من تربة سعيد السعداء، وأمطرت السماء بعد الفراغ من دفنه مطراً غزيراً، وعين السلطان للقضاء بعده الشيخ عبادة الزرزاري، وسعى ولد الميت في وظائفه التي كانت معه قبل أن يلي القضاء، فأجيب إلى بعضها كمشيخة التربة الظاهرية بالصحراء، ودعى عبادة إلى تولية الحكم فامتنع وتغيب، فلما كان يوم السبت الخامس والعشرين من الشهر المذكور خلع على القاضي بدر الدين بن القاضي ناصر الدين بن التنسي، وركب القضاة معه والمباشرون على العادة إلى الصالحية واستقر في الوظيفة.
محمد بن أبي بكر - المالكي - الكتامي بضم الكاف وتخفيف المثناة نسبة إلى حارة كتامة من القاهرة، شمس الدين، مات فجأة على ما قيل، مات في الثاني والعشرين من ذي القعدة، وكان نقيب الحسبة عند القاضي بدر الدين العيني، ثم صار نقيب الحكم عنده إلى
أن عزل، فاستمر يتردد إليه وهو معزول إلى أن أدركه الموت، وكان قد شارف الثمانين وهو جلد، ويكثر تلاوة القرآن، ويقال: خلف مالاً كثيراً - عفا الله تعالى عنه.
محمد بن زين بن عبد الله شمس الدين بن زين الدين، المرساوي الأصل الجرائحي المعروف بابن الديفي التباني، اشتغل في علم الجراحة وتحول إلى الديار المصرية قديماً فسكن التبانة، وتقدم في صناعته واستقر في الرياسة، وطعن في السن وفي شعر لحيته السواد الكثير وكان يدعى أنه جاوز المائة، وقرائن الحال تشعر أنها من الدعوى المحال.
محمد بن سعيد بن كبن - بفتح الكاف وتشديد الموحدة الثقيلة بعدها نون، جمال الدين، مات بعدن من بلاد اليمن وكان قاضيها في السابع من رمضان، وكان فاضلاً، ولي القضاء بعدن نحواً من أربعين سنة تخللها ولاية القاضي عيسى اليافعي مدداً مفرقة، وكان جمال الدين فاضلاً مشاركاً في علوم كثيرة، واسف الناس عليه لما
كان فيه من المداراة وخفض الجناح ولين الجانب والإصلاح بين الخصوم، ولعله قارب الثمانين.
محمد بن القاضي بهاء الدين البرجي بدر الدين، مات في ذي الحجة في الحمام، وكان أبوه قد ولي الحسبة مراراً ووكالة بيت المال والكسوة، وصاهر البلقيني ثم ولده بدر الدين، وصارت له وجاهة ثم خمل، ثم نبه قليلاً في دولة المؤيد بعناية ططر، فجعله ناظر العمارة بالمدرسة المؤيدية، وعظم لما تسلطن، ثم لما لم تطل مدته استمر خاملاً، ثم مات بعد بيسير، وكان بدر الدين هذا قد تزوج بنت بدر الدين البلقيني ثم فارقها، وكان كثير الصلف، وباشر في عدة جهات، وكان يلقب بعزيق - بمهملة وزاي وقاف - مصغر، لقبه بذلك ناصر الدين بن كليب وكان جارهم، وكان قد جاوز الخمسين.
موسى بن علي بن جميع، الصنعاني الأصل العدني - شرف الدين ابن نور الدين، كان قد استقر في وظيفة أبيه بعدن وهي الرياسة على التجار في المتجر السلطاني، وكان حاذقاً عارفاً بالمباشرة والكتابة فصيحاً لسناً، وقد قدم القاهرة في وسط الدولة الناصرية من نحو ثلاثين سنة أو أكثر، ولم يكن صيناً، مات في شعبان.
يحيى الملك الظاهر بن الملك الناصر أحمد بن عبد الملك - الأشرف إسماعيل، صاحب تهامة اليمن، مات في يوم الخميس سلخ رجب، وأقيم بعده ولده الأشرف إسماعيل في يوم الجمعة مستهل شعبان منها ليلاً، فقتل أكابر أهل الدولة فمنهم برقوق وكان كبير المماليك الأتراك، وعدة من رؤساء الجند وعدة من الأجناد الذين يدعون السقاليب حتى أضعف المملكة، وأثر ذلك حتى خرجت الأعزاب العازبة - بالعين المهملة والزاي - عن الطاعة وضعف أمر تلك البلاد جداً.
يحيى المغربي المالكي، قاضي المالكية بدمشق، محيي الدين، مات وقرر بعده شرف الدين يعقوب بن
…
المغربي، وكتب توقيعه في ذي الحجة.
يخشباي الأشرفي، ضربت عنقه في الثامن من ذي الحجة، أخرج من السجن، وادعى عليه بأنه سب شريفاً من أهل منفلوط، وهو حسام الدين محمد بن حريز قاضيها، وثبت ذلك عليه بالقاهرة، واتصل بقاضي الإسكندرية فاعذر إليه فأنكر، ثم حلف أنه لم يفعل فقيل له إن الإنكار لا يفيد بعد قبول الشهادة، فاستسلم للقتل، فشهدوا عليه بعدم الدافع وضربت عنقه.
يوسف ولد كاتب السر، مات في الرابع والعشرين من ذي الحجة وقد راهق، ولم يكن له الآن ولد ذكر غيره، واشتد أسفه عليه، وكانت جنازته حافلة جداً.
يونس بن حسين بن علي الواحي نزيل القاهرة الشيخ شرف الدين، سمع من عبد الرحمن بن القارئ
وناصر الدين الطبردار وغيرهما وحدث، وكان يذكر أن مولده سنة 757، وعرض العمدة على الشيخ جمال الدين الأسنوي، ولازم الشيخ سراج الدين البلقيني، وكان يحب الأمر بالمعروف ويشدد في ذلك مع قصوره في العلم، ويتخيل الشيء أحياناً فيلح في كونه لا يجوز، أنكير قديماً كون ملك الموت يموت واستفتى القدماء، وكان سمع في ميعاد الشيخ سراج الدين شيئاً من ذلك - فصار الشيخ وآل بيته يمقتونه من ذلك الوقت، وسمع الخطيب يذكر في خطبة الجمعة في ذكر عمر أنه منذ أسلم فر الشيطان منه، فأنكر عليه وقال: لا تقل: منذ أسلم، يقع في ذهن العامي أن في ذلك نقصاً لعمر، واستفتى في ذلك فبالغ، وسمع مدرساً يذكر مسألة الصرف وقول أبي سعيد لابن عباس: إلى متى تؤكل الناس الربا؟ فاشتد إنكاره ونزه ابن عباس عن ذلك واستفتى، واجتمع عنده من الفتاوي من هذا الجنس مالو جلد لجاء في خمس مجلدات، وجمع لنفسه مجاميع مفيدة لكنه كان عرياً من العربية فيقع له اللحن الفاحش، وكان كثير الابتهال والتوجه. ولا يعدم في طول عمره عامياً يتسلط عليه وخصوصاً ممن يجاوره - والله يعفو عنه؟ وقد حدث في آخر عمره واستحلى ذلك وأعجب به وحرص عليه رحمه الله.
خوند بنت الملك المؤيد زوج قرقماس الشعباني، ماتت في التاسع عشر من جمادى الأولى، وكانت نفساء عن سقط أسقطته عند كائنة زوجها، فاستمرت في الضعف إلى أن ماتت، ولم تخلف سوى ولد ذكر له نحو سبع سنين، واسندت وصيتها لزوجها.