الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من مات
في سنة تسع وأربعين وثمانمائة من الأعيان
أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل الذهبي ابن ناظر الصاحبية الصالحي الحنبلي العدل شهاب الدين ابن المسند زين الدين، ولد سنة 766 وسمع علي محمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسي جزء أبي الجهم أبا الحجار، وسمع على والده شيخنا من السفينة البغدادية للسلفي أنا ابن أبي الثابت أنا مكي بن علان أنا السلفي، وسمع علي أحمد بن محمد بن إبراهيم بن غنائم ابن المهندس الحنفي جميع رسالة الحسن البصري إلى عبد الرحمن الزيادي يرغبه في المقام بمكة وعلى العماد أبي بكر بن يوسف الحنبلي قالا: أنا الحجار أنبأنا جعفر أنا السلفي، وسمع علي الشهاب أحمد بن المعز السادس من حديث أنس من المختارة للضياء بحضوره في الثالثة على التقي سليمان والجزء الثاني من المختارة وهو الأول من مسند عمر بإجازته من التقى - وغير ذلك، وذكر لي شيخنا الإمام المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر عبد الله بن ناصر الدين رحمه الله غير مرة أنه قال: ذكر لي والده - يعني زين الدين ابن ناظر الصاحبية - أنه قال: ما فرحت بشيء أعظم من أني أحضرت ولدي هذا - يعني أحمد المذكور - جميع مسند الإمام - أحمد علي البدر أحمد بن محمد بن محمود بن الرقاق ابن الجوخي أنا زينب بنت مكي أنا حنبل؛ قال شيخنا ابن ناصر الدين: وكان شيخنا زين الدين ابن ناظر الصاحبية من الثقات، قدم القاهرة فحدث بها بالمسند وغيره، ثم رجع إلى بلده فمات في هذه السنة.
أحمد بن محمد نب احمد المحلي الأصل ثم القاهري شهاب الدين المعروف بابن النسخة، شاهد القيمة، مات في يوم الأحد ثاني عشري صفر وهو من أبناء الستين أو يزيد عليها وكان غاية في إبطال الأوقاف وتصييرها ملكاً بضروب من الحيل، وله في ذلك مهارة وشهر بها، ومهر في ذلك بحيث فاق أهل عصره في ذلك مع انه كان يتمذهب لمالك، وكانت له مروءة وعصبية ومداراة لكنه كان تقدم في صناعته على أمر عظيم، وحصل له رواج عظيم في دولة الملك الأشرف، وشهد في القيمة أزيد من ثلاثين سنة، وهي وظيفة والده من قبله، مات بذات الجنب، وأمره مشهور - وأمره إلى الله سبحانه وتعالى! وقد ولي وكالة بيت المال في أول دولة الملك العزيز، ثم أخرجت عنه في أول دولة الملك الظاهر.
عبد الرحمن بن عثمان الترجمان التاجر الإسكندراني جمال الدين، مات في رمضان، وكان قدم من الإسكندرية وهو مدعوك فمرض مدة، ثم نصل ودخل الحمام ثم انتكس ومات، وكان من العارفين بأمور المتجر، ومات له ابن اسمه محمد، وصاهر في بيت ابن الأشقر.
فاطمة بنت القاضي كريم الدين عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز إحدى الاخوات الخمس، مات أبوهن في ربيع الأول سسنة سبع وثمانمائة، وخلف خديجة وشقيقتها آمنة وشقيقتهما فاطمة، وفرج من غير امهن، وانس أصغرهن وهي والدة أولاد مسطرها، فاول من مات منهن فاطمة وهي اصغر أولاد منها، ماتت في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة وقد أكملت سبعين سنة.
كزل العجمي الأمير، مات يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول، وكان أحد الأمراء في الدولة الناصرية فرج، وولي وظيفة الحجوبية الكبرى مدة، وول إمرة الحاج مراراً، وأصابه فالج في سنة 32 بطل شقه ثم بطل فمه وأدلع لسانه حتى نزل حنكه إلى قرب صدره، ثم أفاق أخرس لا يستطيع النطق أصلاً، ولا المشي، وتمادى به ذلك نحو سبع عشرة سنة حتى مات وقد بلغ السبعين، وكان من الفرسان والعارفين بالرمح، وساق المحمل مراراً، وكان فيه مروءة وعصبية.
قانباي الجكمي صاحب الحجاب، احترق بيته فمات وهو على هيئة غير مرضية في أواخر السنة، ولم يكن فيه أهلية، وعيب على الظاهر تقدمة في الحجوبية.
محمد بن أحمد بن عمر النحريري المعروف بالسعودي الشيخ شمس الدين، ولد سنة 762، وحفظ القرآن والتنبيه وغيره، وكان أبوه من أهل البلاد، ونشأ هوطالباً للعلم، وجلس مؤدباً للأولاد مدة، ثم قدم القاهرة في حدود التسعين فاجلس مع الشهود، ولازم شيخنا البلقيني الكبير وخدمه، وصار يجمع له أجرة أملاكه هو مع ذلك يؤدب الأولاد وخرج من تحت يده جماعة فضلاء، وكان كثير المذاكرة، وحج فأخذ عن جماعة هناك، ولم يمعن في ذلك لأنه لم يكن من أهل الفن ولا صحب من يدر به، ثم دخل بيت المقدس فاتفق أنه سمع من شيخنا بالإجازة شهاب الدين بن الحافظ صلاح الدين العلائي ومن ابن خاله شمس الدين القلقشندي وغيرهما، وممن تعلم عليه صاحبنا برهان الدين بن خضر وجلال الدين بن نور الدين بن شيخنا سراج الدين ابن الملقن نائب الحكم، وأدب قبله ولده أحمد وجمعاً كثيراً من أولاد الكبراء، ثم حصل له مرض أشفى منه، فلما عوفي عمي فصار يقرئ وهو مكفوف، وحصل له مرض
الدرب حتى مله أهله ونقلوه إلى المرستان، وقل ما دخل المرستان ذو ذرب إلا ويخرج ميتاً، فقدرت حياة هذا وعاد إلى منزله، فعاش بعدها أكثر من عشرين سنة، وتنوعت عليه في آخر عمره الأمراض حتى ثقل سمعه جداً وأقعد، ولسانه لا يفتر عن التلاوة إلى أن مات فجأة في العشر الاخير من رمضان وقد أكمل ستاً وثمانين سنة.
محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الونائي ثم القرافي القاضي شمس الدين، كان أبوه شاهداً فشغله بالعلم، وأخذ عن الشيخ شمس الدين البرماوي وظيفته، واشتهر بالفضيلة، ثم تزوج إلى الشيخ نور الدين التلواني، وصحب جماعة من الاعيان، ونزل في بعض المدارس طالباً ثم تدريساً، ثم فوض له شهاب الدين ابن المحمرة تدريس الشيخونية لما انتقل إلى تدريس الصلاحية ببيت المقدس، فمات ابن المحمرة فاستقل بها، ثم ولي قضاء دمشق مرتين، ثم رجع فسعى في تدريس الصلاحية بجوار الشافعي فتركتها له اختياراً فباشرها سنة ونيفاً، ثم ضعف فامتد ضعفه نحو الشهرين إلى أن مات في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر، ومولده في شعبان - سنة 788.
ثم انتقل إلى القاهرة وطلب الحكم وحفظ التنبيه وعدة مختصرات، وأقبل على الاشتغال ولازم علماء عصره من سنة سبع إلى أن برع في الفقه والعربية، وتكسب بالشهادة، وولي مشيخة السكرية بالقرافة، وكان معدوداً من أئمة العلماء الذين جمعوا المعقول والمنقول -.
محمد بن عبد الرحمن بن علي التفهني الحنفي القاضي شمس الدين ابن - قاضي القضاة زين الدين، مات في الثامن من شهر رمضان وكان مولده قبل القرن، واشتغل كثيراً ومهر، وكان صحيح الذهن، حسن المحفوظ، كثير الأدب والتواضع، عارفاً بأمور دنياه، مالكاً لزمام أمره،
ولي في حياة والده قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الحديث بالشيخونية، وولي بعد وفاة والده تدريس الفقه بها ومشيخة البهائية الرسلانية بمنشة المهراني وتدريس القانبيهية بالرميلة، وحصلت له محنة من جهة الدويدار تغري بردى المؤذى مع تقدم اعترافه بإحسان والده له، ومرض مرضاً طويلاً إلى أن قدرت وفاته في التاريخ المذكور.
محمد بن عمر الغمري الشيخ محمد، مات في يوم الثلاثاء آخر يوم من شعبان بالمحلة الكبرى بالغربية، وكان مذكورا بالصلاح والخير، وللناس فيه اعتقاد، وعمر في وسط سوق أمير جيوش جامعاً، فعاب عليه أهل العلم ذلك وأنا كنت ممن راسله بترك إقامة الجمعة، فلم يقبل واعتذر بان الفقراء طلبوا منه ذلك وعجل بالصلاة فيه بمجرد فراغ الجهة القبلية، واتفق أن شخصاً من أهل السوق المذكور يقال له بليبل تبرع من ماله بعمارة المئذنة، ومات الشيخ وغالب الجامع لم يكمل عمارته.
محمد بن محمد بن أحمد شمس الدين ابن أمين الدين بن شهاب الدين المنهاجي، وأبوه سبط الشيخ شمس الدين بن اللبان، ولد سنة سبعين وحفظ القرآن والتنبيه، ومات أبوه وكان متمولاً، وله أيضاً نسبة بالتاجر الكبير برهان الدين المحلي فسعى هذا في حسبة مصر فوليها مرتين أو ثلاثاً، ثم توصل إلى أن استنابه القاضي جلال الدين في الحكم بمصر، فصار يحكم بين الخصمين مع الجهل المفرط ويجلس في دكاكين الشهود ويتعانى التجارة والمعاملة، فكان يرتفع وينخفض إلى أن مات غير مقتر