المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة ست وأربعين وثمانمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إثنتين وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌ستة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌من الحوادث بعد سفر الغزاة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثماني وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وأربعين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة ست وأربعين وثمانمائة من الأعيان

ومعه أخوه إبراهيم، فوصلا مقيدين فسجنا ببرج القلعة، وكان أخوهما أبو القاسم قد استقر في الإمرة وتوجه صحبة الحاج، وكان شرط عليه أن يبطل النزلة وهي أن عادة أكابرهم أن يستجير بهم الغريب ويسمونه نزيلاً، فغلب ذلك عليهم حتى صار من عليه حق يستنزل ببعضهم فيمنع من يطالبه حتى بالحق، وكثر البلاء بذلك وافرطوا فيه فرفع ذلك للسلطان، فشرط على هذا الأمير إن يبطل ذلك جملة ويعاقب من فعله، وكتب عليه بذلك التزام وحكم عليه به.

‌ذكر من مات

في سنة ست وأربعين وثمانمائة من الأعيان

أحمد بن محمد شهاب الدين بن محمد - الشيخ شمس الدين بن فهيد المصري المشهور بابن المغيربي - بالتصغير، ولد من أمة سوداء بعد الستين، ونشأ في حجر أبيه، وزوجه بنت الأمير أبي بكر بن بهادر، وكان بزي الترك، ولم يشتغل بعلم ولا تميز في شيء إلا أنه كان كثير المعاشرة للجند، وينفق عليهم بمعرفة لسانهم والانتساب إلى الفقراء، وولي في سلطنة الملك الظاهر جقمق مشيخة الدسوقية، وكثرت فيه الشكوى، وكان ممن يأكل الدنيا بالدين، ولا يتوقى من يمين يحلفها فيما لا قيمة له مع إظهار تحري الصدق والديانة البالغة، وكان يتوسع في المآكل والملابس من غير مادة، فلا يزال عليه الدين ويشكو الضيق؛ مات بعلة الدرب في ليلة الثامن من شهر ذي الحجة بعد ضعف ستة أشهر.

حسن بن نصر الله بن حسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم البصروي الأصل ثم الفوي، كاتب سر مصر وناظر جيشها وخاصها ووزيرها وأستادارها ومشيرها، ولد في ليلة الثلاثاء ثالث ربيع الأول سنة سبعمائة وست وستين بفوة ونشأ بها، ثم تحول إلى الإسكندرية فباشر بها عدة جهات، ثم عاد إلى فوة فولي نظرها، ثم عاد إلى الإسكندرية فولي نظرها، ثم تحول إلى القاهرة فترقى بعناية يشبك الكبير في دولة الناصر، فولي الخاص ثم الوزارة ثم نظر الجيش إلى أن جاءت الدولة المؤيدية، فخرجت عنه الجيش وتولى الخاص ثم الوزارة، وصودر مراراً من غير إهانة، ثم ولي الخاص بعد انقضاء الدولة المؤيدية في زمن الظاهر ططر، واستمر في دولة الصالح محمد بن ططر ثم في دولة الأشرف إلى أن استقر أستادارا، وصرف عن الخاص بالقاضي كريم الدين بن عبد الكريم ابن كاتب جكم في أوائل جمادى الأولى سنة 828، وعزل عن الاستادارية، وصودر هو وولده صلاح، وأخذ الأشرف منهما ستين ألف دينار، واستمر بطالاً في منزله، ثم ولي الأستادارية بعد سنين مرة ثانية فلم تطل مدته فيها وعزل، ثم ولي الأستادارية بعد سنين مرة ثانية فلم تطل مدته فيها وعزل، وولي آقبغا الجمالي الأستادارية عوضاً عنه، ولزم داره سنين إلى أن ولي كتابة السربعد موت ولده صلاح الدين فباشرها يسيراً، وعزله جقمق بصهره الكمال البارزي، ولزم البدر بيته إلى أن مات، وكان شيخاً طوالاً ضخماً جهوري الصوت حسن الشكالة مدور اللحية كريماً واسع النفس على الطعام فاضلاً، وطالت ايامه في السعادة هو وولده فصارا رؤساء مصر، وكان لا يسلم كل قليل من مصادره مع إنعامه وفضله على أعيان الدولة، وكان عنده بادرة خلق سيء مع حدة مزاج وصياح في كلامه، مات في هذه السنة بعد أن أقام ضعيفاً نحو السنتين بمرض يقال له الحمق والنسيان اختلط منه ذهنه، وحجب في منزله إلى أن مات في ليلة الأربعاء سابع ربيع الآخر -.

أيتمش الخضري كان من مماليك الظاهر برقوق - وتقرر خاصكيا، وولي إمرة غزة ثم ولي الأستادارية الكبرى في دولة الأشرف، وتنقلت به الأحوال وأصيب في جسده

ص: 201

ببياض فكان يستره بحمرة، وكان قارئاً للقرآن، محباً في حملته، كثير البر لهم، مع شر فيه وبذاءة لسان وارتكاب أمور فيما يتعلق بالمال، سقط عليه جدار فغطاه، فأخرج منه مغشياً عليه، فعاش بعده قليلاً ومات في آخر ليلة السبت العشرين من شهر رجب.

تغر بردى البكلمشي الملقب بالمؤذي، مات يوم الثلاثاء خامس عشر - في جمادى الآخرة وهو يومئذ الدويدار الكبير، وكان شهماً شجاعاً، عارفاً بالامور، فصيحاً بالعربية، كثير الجمع للدنيا، وعمر في ولايته الدويدارية مدرسة بالصليبة، عمل فيها خطبة، ووقف عليها أوقافاً غالبها مغتصبة، وسر أكثر الناس بموته لثقل وطاته عليهم، وأظنه قارب السبعين.

ص: 202

عبادة بن علي الزرزاي المالكي الشيخ العالم العلامة المفنن زين الدين، سمع الكثير من شيوخنا ورافقنا في السماع مدة ومهر في الفقه وغيره، وصار رئيس المالكية بأخرة، وعين للقضاء بعد موت القاضي شمس الدين البساطي فامتنع، فألح عليه فأصر ثم تغيب إلى أن ولي غيره، وولاه الملك الأشرف التدريس بمدرسته التي بجوار الوراقين أول ما فتحت - تدريس المالكية بها إلى أن مات، وولي قبل موته بقليل تدريس الشيخونية بعد ابن تقي، وكان قبل موته بمدة قد انقطع إلى الله تعالى، وأعرض عن الاجتماع بالناس وأقبل على شأنه، وامتنع من الإفتاء إلا باللفظ أحياناً، مات في رمضان وجاوز السبعين.

عبد الله السنباطي الواعظ جمال الدين، مات في

ص: 203

رمضان بعد مرض طويل وقد جاوز السبعين، وكان يتكلم على الناس بالجامع الأزهر من نحو سبعين سنة، ولازم مجلس - الشيخ سراج الدين البلقيني، يقرأ عليه من كلامه وكلام غيره، واشتهر ذكره وحظي حظوة عظيمة، وكان مع ذلك يشتغل بالعلم ويستحضر في الفقه، وقد ناب في الحكم عن القاضي جلال الدين وغيره.

عبد الرحمن بن محمد الزركشي الشيخ أبو ذر الحنبلي، سمع من أبي عبد الله البياني صحيح مسلم وحدث به عنه مراراً، وتفرد عنه بالرواية بالديار المصرية بل كان في هذا الوقت مسند مصر، مات في ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر فنزل الناس بموته درجة، ومولده في.. وخمسين وسبعمائة، وكان يدري الفقه على مذهبه، فقرر في تدريس المدرسة الاشرفية الجديدة، وباشر في تدريس الشيخونية بعد موت القاضي محب الدين الحنبلي البغدادي، وكان صحيح البدن ضعيف البصر وقد ناهز التسعين.

عبد العزيز بن علي بن عبد المحمود البكري المقدسي البغدادي الحنبلي القاضي عز الدين، ولي قضاء القدس وحصل بينه وبين الخطيب بالقدس وهو حينئذ القاضي برهان الدين الباعوني فقام على الباعوني فقدر أن الباعوني ولي قضاء الشام، فتوجه عز الدين إلى بغداد فأقام بها وولي القضاء بها ثم عاد إلى القدس، فلما دخل الهروي القدس وقع بينهما فتحول عز الدين إلى القاهرة بأهله، فاتفق دخول الهروي القاهرة وولي قضاء الشافعية بها، فقام عليه عز الدين إلى أن عزل، ثم ولي تدريس الحنابلة بالمؤيدية أول ما فتحت، ثم ولي قضاء الشام فأقام مدة ثم عاد، ثم ولي القضاء بالديار المصرية مرة ثانية، ثم أعيد إلى قضاء دمشق،

ص: 204

وكان عجباً في بني آدم كثير الدهاء والمكر والحيل ونقل عنه أشياء مضحكة؛ مات بدمشق في شوال مفصولاً عن الحكم، وكان اختصر المغني وضم إليه مسائل من المنتقى لابن تيمية من مختصرات الحنابلة.

علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلي علاء الدين، مولده سنة 762 ببعلبك ونشا بها وقرأ القرآن، ورحل به والده إلى دمشق واسمعه جامع الترمذي وسنن أبي داود ومشيخة الفخر على أبي حفص عمر بن أميلة، وأسمعه على الصلاح ابن أبي عمر الشمائل للترمذي ومسند ابن عباس من مسند الإمام أحمد ومسند أهل البيت فيما أظن، وسمع مسند الإمام الشافعي على يوسف بن عبد الله ابن حاتم بن الحبال سنة 772 أنا أبو الحسن اليونيني والتاج عبد الخالق ابن علوان، قال اليونيني: أنا ابن الزبيدي وأخوه أبو علي الحسن وعبد السلام ابن عبد الرحمن بن سكينة ومحمد بن سعد بن الخازن وأبو هريرة محمد ابن الوسطاني وآخرون إجازة؛ ح وقال ابن علوان: أنا الموفق بن قدامة إجازة نا أبو زرعة أنا أبو الحسن الكرخي بسنده، وله مسموعات آخر ببعلبك على شيوخها وفيهم كثرة، وهو شيخ صالح خير مؤذن بجامع بعلبك، مات بعد أن رجع إلى بلاده في أول سنة

ص: 205

ست وأربعين، وكان قدم القاهرة كما تقدم وأقام بها مدة وأسمع الكثير، ثم رجع فمات وبقي من الثلاثة واحد وهو ناظر الصاحبية.

محمد بك بن دلغادر الأمير ناصر الدين صاحب الأبلستين وحمو الملك الظاهر جقمق، مات في أوائل جمادى الآخرة بالأبلستين، وقيل إنه قتل على فراشه، وكان كثير الشرور والعصيان على الملوك -.

ص: 206

محمد بن عمر بن علي الطنبدي القاضي جمال الدين المعروف بابن عرب، مات في ليلة الخميس الثامن من شهر رمضان وهو في عشر المائة، ولد بعد الخمسين بيسير، واشتغل وقرأ القرآن وحفظ التنبيه، ثم وقع على القضاة وهو في العشرين، رأيت خطه في الشهادة على أبي البقاء السبكي سنة 73 فأداها بعد سبعين سنة وزيادة، ثم ولي حسبة القاهرة ووكالة بيت المال غير مرة، وأذن له في الحكم نيابة عن القاضي الشافعي، ثم اقتصر على النيابة بعد الثمانمائة واستمر، وجرت له خطوب، وانقطع باخرة في منزله مع صحة عقله وقوة جسده، وكانت أكثر إقامته ببستان له بجزيرة الفيل، ثم توالت عليه الأمراض وتنصل - إلى أن كان في هذه السنة فإنه سقط من مكان فانكسرت ساقه، فحمل في محفة من جزيرة الفيل إلى القاهرة، فأقام نحو أربعة أشهر ومات، وهو أقدم من بقي من طلبة العلم ونواب القضاة الشافعية.

محمد بن محمد بن محمد بدر الدين ين زين بن شمس الدين الدميري المالكي، كان جده ناظر المارستان وولي الحسبة وكذا والده واستمر هو في مشارفته، وكان مشكور السيرة كثير الحياء والتودد للناس، مات في رمضان وكثر الثناء عليه ولم يبلغ الخمسين.

محمد بن محمد بن بدير زوج أخت الذي قبله بدر الدين العباسي المعروف بالعجمي، وكان رفيق الذي قبله بالمارستان مشكور السيرة أيضاً محبباً إلى الناس، وكثر التأسف عليهما، مات في شوال.

ص: 207