المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث: مصادر ابن القيم في مؤلفاته - ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها - جـ ١

[جمال بن محمد السيد]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: حياة ابن القيم، وسيرته العلمية وآثاره

- ‌الفصل الأول: عصر ابن القيم وبيئته

- ‌المبحث الأول: الحالة السياسية

- ‌المبحث الثاني: الحالة الدينية

- ‌المبحث الثالث: الحالة الاجتماعية

- ‌المبحث الرابع: الحالة العلمية والثقافية

- ‌الفصل الثاني: حياة ابن القيم

- ‌المبحث الأول: اسمه، ونسبه، ومولده

- ‌المبحث الثاني: أسرته ونشأته الأولى

- ‌المبحث الثالث: أخلاقه وصفاته الشخصية

- ‌المبحث الرابع: زهده زعبادته

- ‌المبحث الخامس: نُبْل أهدافه ونقاء آرائه

- ‌المبحث السادس: مِحَنُه وَوَفَاتُه

- ‌الفصل الثالث: سيرته العلمية

- ‌المبحث الأول: نبوغه وتقدمه في العلم، وشهادة الأئمة له، وثناؤهم عليه

- ‌المبحث الثاني: شيوخه

- ‌المبحث الثالث: اهتمامه باقتتناء الكتب، وذكر مكتبته

- ‌المبحث الرابع: أَسْفَارُهُ وَرِحْلاتُهُ

- ‌المبحث الخامس: أَعْمَالُهُ العلمية ومَنَاصِبُهُ

- ‌المبحث السادس: تلاميذه

- ‌الفصل الرابع: مؤلفات ابن القيم

- ‌المبحث الأول: منهج ابن القيم في التأليف وخصائص مؤلفاته

- ‌المبحث الثاني: ذكر مؤلفات ابن القَيِّم

- ‌المبحث الثالث: مَصَادِرُ ابن القَيِّم في مؤلفاته

- ‌المبحث الرابع: دراسةُ بعض مؤلفات ابن القَيِّم

- ‌الباب الثاني: آراء ابن القيم ومنهجه في الحديث وعلومه

- ‌الفصل الأول: آراء ابن القيم وإفاداته في مسائل مصطلح الحديث

- ‌المبحث الأول: أقسام الخبر

- ‌المبحث الثاني: الحديث الصحيح

- ‌المبحث الثالث: الحديث الحسن

- ‌المبحث الرابع: المرفوع والموقوف

- ‌المبحث الخامس: الْمُرْسَل

- ‌المبحث السادس: تَعَارُض الوصل والإرسال، أو الرفع والوقف

- ‌المبحث السابع: الْمُنْقَطِعُ

- ‌المبحث الثامن: التدليس وحكم المدلس

- ‌المبحث التاسع: الشَّاذ

- ‌المبحث العاشر: معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد

- ‌المبحث الحادي عشر: الموضوع

- ‌المبجث الثاني عشر: معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد

- ‌المبحث الثالث عشر: رواية المجهول

- ‌المبحث الرابع عشر: كيفية سماع الحديث وتحمله

- ‌المبحث الخامس عشر: ناسخ الحديث ومنسوخه

- ‌المبحث السادس عشر: مُخْتَلِفُ الحديث

- ‌المبحث السابع عشر: معرفة من اختلط من الرواة الثقات

- ‌الفصل الثاني: آراء ابن القيم وإفاداته ومنهجه في الجرح والتعديل

- ‌المبحث الأول: آراء ابن القيم في الجرح والتعديل

- ‌المطلب الأول: في جواز الجرح، وأنه ليس من الغيبة المحرمة

- ‌المطلب الثاني: هل يثبتُ الجَرْحُ والتَّعْدِيْلُ بقولِ الواحد

- ‌المطلب الثالث: بماذا تثبت العدالة

- ‌المطلب الرابع: إذا خالف رأي أو الراوي أو فتواه روايته، هل يوجب ذلك القدح في روايته

- ‌المطلب الخامس: هل يشترطُ ذكر سببِ الْجَرْح والتعديل

- ‌المطلب السادس: في تعارض الجرح والتعديل

- ‌المطلب السابع: في حكم رواية الْمُبْتَدِعِ

- ‌المطلب الثامن: في ذكر فوائدَ متفرقة في الجرح والتعديل

- ‌المبحث الثاني: في بيان منهج ابن القيم في الجرح والتعديل

- ‌المطلب الأول: في مكانة ابن القيم رحمه الله في نقد الرجال

- ‌المطلب الثاني: منهج ابن القَيِّم في نقد الرجال

- ‌المطلب الثالث: بعض الأساليب التي استعملها ابن القَيِّم في الجرح والتعديل

- ‌المطلب الرابع: في ذكر بعض الفوائد الْمُتَفَرِّقَةِ في الكلام على الرواة

الفصل: ‌المبحث الثالث: مصادر ابن القيم في مؤلفاته

‌المبحث الثالث: مَصَادِرُ ابن القَيِّم في مؤلفاته

من المهم - عند تناول مؤلفات ابن القَيِّم - أن نتعرف على المصادر التي اعتمدها في كتبه، ونقل عنها في بحوثه؛ فإن نظرةً فاحصةً في قائمة مصادره تبرز لنا أهم الخصائص التي تميز حياة ابن القَيِّم العلمية وكتاباته.

ويمكننا أن نتناول في هذا المبحث المتعلق بالمصادر المسائل الآتية:

المسألة الأولى: منهجه في النقل عن المصادر، وأهم الخصائص المميزة لمصادره.

يمكن تحديد المعالم الأساسية لمنهج ابن القَيِّم في تعامله مع المصادر، وأهم السمات التي تميزت بها مصادره فيما يلي:

أولاً: وفرة مصادره وكثرتها، إذ بلغت مصادره في كتاب واحد- وهو (زاد المعاد) -: ثمانين ومائة مصدر تقريباً1، أما عدد المصادر التي وردت في مجلد واحد من (الصواعق المرسلة) فقد بلغت حوالي مائة كتاب2.

ثانياً: تنوع مصادره رحمه الله، وشمولها فنون عديدة، وما ذلك إلا لتنوع معارفه، وتصنيفه في أكثر من فنٍّ كما مضى.

1 استفدت ذلك من خلال حصر الكتب الواردة في فهرس المصادر الذي صنعه الأستاذ/ محمد أديب الجادر لزاد المعاد. (انظر ص 455 - 471) .

2 انظر مقدمة محقق (الصواعق المرسلة) : (1/84) .

ص: 267

ثالثاً: اعتماده في كل فن على أشهر وأهم وأجود ما كُتِبَ وصُنِّفَ فيه، يلحظ ذلك كل من تعامل مع كتبه، أو طالع قائمة مصادره.

رابعاً: لم يكتف ابن القَيِّم رحمه الله في نقل مادته العلمية بالمصادر المكتوبة فقط، بل رُبَّمَا دَوَّنَ بعض المعلومات بطريق المشافهة والسماع.

فيقول مرة: "سألت شيخنا عن سماع يزيد بن عبد الله عن أبي هريرة؟ "1. ويقول مرة أخرى: "قُرئَ على شيخنا أبي الحجاج الحافظ في (التهذيب) وأنا أسمع"2.

خامساً: من المصادر التي اعتمد عليها ابن القَيِّم في تسجيل معلوماته أيضاً: المشاهدة والملاحظة والتجارب الشخصية، كما مضت الإشارة إلى شيء من ذلك عند الكلام على منهجِهِ في التأليف3.

سادساً: حِرْصُهُ رحمه الله على توثيق ما يَنْقُلُه من معلومات من هذه المصادر، حتى إنه ليراجع للكتاب الواحد عدة نسخ عندما يقتضي الأمر ذلك.

قال مرة في حديث: "وهذا في جميع نسخ كتاب النسائي هكذا"4. ويقول في حديث آخر: "هذا الذي في رواية اللؤلؤي عن أبي داود، وفي رواية ابن داسة عنه

"5.

1 جلاء الأفهام: (ص 18) .

2 زاد المعاد: (5/709) .

3 انظر ص: (218) .

4 زاد المعاد: (5/511) .

5 الصلاة: (ص161) .

ص: 268

سابعاً: قد يُسَمِّى بعض المصادر بغير ما اشتهرت وعُرِفَت به، فيقول في (سنن أبي داود) :"وقال أبو داود في مسنده"1. ومرة يقول: "رواه أبو داود في صحيحه"2. وكذا قال للدارمي مرة: "قال الدارمي في صحيحه"3. وقال مرة: "رواه ابن الجارود في مسنده"4. وقال عن كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة: "اختلاف الحديث"5.

وهذا وإن كان قليلاً في كلام ابن القَيِّم رحمه الله، إلا أن فيه نظراً؛ وذلك من الناحية الفَنِّيَّة الصناعية، وكذا من ناحية احتمال وقوع بعض اللبس للناظر في ذلك، وإن كان قد دَرَجَ عليه كثير من أهل العلم في مؤلفاتهم.

ثامناً: يختصر ابن القَيِّم رحمه الله في كثير من الأحيان اسم المصدر، أو يشير إليه بموضوعه، الأمر الذي يحتاج من الناظر في كتبه إلى دراية بالكتب ومؤلفيها وموضوعاتها؛ وذلك ليمكنه معرفة الكتاب المقصود.

ومن الأمثلة لما جاء عنه في ذلك: قوله: "روى الدارمي في النقض"6 ويقصد به كتاب (النقض على بشر المريسي) . وقال مرة:

1 حادي الأرواح: (ص 125) .

2 حادي الأرواح: (ص361) .

3 إعلام الموقعين: (1/379) .

4 تهذيب السنن: (4/374) .

5 زاد المعاد: (4/150) .

6 اجتماع الجيوش الإسلامية: (ص133) .

ص: 269

"قول الإمام أبي القاسم الطبري اللالكائي

في كتابه في السنة"1. واسم كتابه كاملاً: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) . وقال مرة: "وقال أبو حاتم البُسْتِي في كتاب الضعفاء"2 واسم الكتاب كاملاً: (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) ، وهذا الصنيع اشتهر - أيضاً - عند كثير من الأئمة، يفعلونه اختصاراً.

تاسعاً: لم يلتزم ابن القَيِّم بذكر اسم المصدر الذي ينقل عنه دائماً، بل إنه كثيراً ما يُسَمِّي الشخص الذي ينقل عنه دون تعيين اسم كتابه، وسيأتي ذكر طرف من ذلك عند الكلام على منهجه في التخريج.

ومن أمثلة ذلك أيضاً: قوله: "قال محمد بن عثمان الحافظ"3. وقوله مرة: "قال الحازمي"4. وقوله: "قال الرازي"5. وهذا كثير منه، ومعلوم أن هذا قد يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى المصدر المقصود، وبخاصة إذا كان الْمُؤَلِّفُ المشار إليه له أكثر من كتاب في الفن، كالذهبي مثلاً؛ فإن له عدة كتب في الرجال.

كما أنه رحمه الله رُبَّمَا نقل بعض الفوائد دون تعيين اسم المصدر أو المؤلف.

على أن ابن القَيِّم قد يكون معذوراً في ذلك؛ إذا قد عُرِفَ بالدقة

1 اجتماع الجيوش الإسلامية: (ص 121) .

2 الفروسية: (ص44) .

3 جلاء الأفهام: (ص18) .

4 تهذيب السنن: (1/134) .

5 زاد المعاد: (2/145) .

ص: 270

في النقل، مع بسط مسائله وشدة تحريرها، بحيث إنه رحمه الله لم يُبْقِ للقارئ والمطالع حاجةً للرجوع إلى أصوله التي نقل عنها، على أن هذا الصنيع - أيضاً - عُرِف عن كثير من الأئمة الأعلام في مصنفاتهم وتواليفهم.

عاشراً: عِنَايَتُه رحمه الله بالمصادر التي تَتَّصِلَ بموضوعه اتصالاً مباشراً، وإِكْثَارُهُ من النقل عنها، بحيث تكون هي المصادر الأساسية لذلك الموضوع.

فتجده في (جلاء الأفهام) - الذي يتناول فيه موضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ من النقل عن كتاب: (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 1 لإسماعيل بن إسحاق، حتى إنه قد ينقل عنه باباً بكامله2. وينقل فيه أيضاً عن كتاب: (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ3، ولابن أبي عاصم أيضاً4، وغيرهم.

وكذا الحال في سائر كتبه، فإنه يُعنى في المقام الأول بالمصادر المصنفة في موضوع كتابه، أو التي لها به صلة مباشرة.

حادي عشر: ربما يلجأُ ابن القَيِّم رحمه الله إلى تقويم بعض المصادر التي ينقل منها، وإبداء رأيه فيها، وسيأتي الكلام على ذلك بأوسع من هذا.

1 انظر مثلاً: جلاء الأفهام: (ص205، 213، 232، 243، 245، 258، 260) .

2 جلاء الأفهام: (ص 57 - 63) .

3 جلاء الأفهام: (ص 229، 237، 244) .

4 جلاء الأفهام: (ص234) .

ص: 271

تلك أبرز الملاحظات حولَ منهج ابن القَيِّم في الاستفادة من المصادر والنقل عنها، وبيان بعض الخصائص المميزة لبعض هذه المصادر.

المسألة الثانية: تقويم ابن القَيِّم لبعض مصادره، وإبداء رأيه فيها.

لم يكن ابن القَيِّم رحمه الله وهو يستفيد من هذا العدد الهائل من المصادر المتنوعة، مُجَرَّدَ ناقلٍ فحسب، وإنما بَرَزَتْ في بعض الأحيان شخصيته المتميزة وهو يُبْدي رأيه في بعض هذه المصادر: بمدحها والثناء عليها تارةً، وتارةً أخرى ببيانِ عيوبها وبعض المآخذ عليها، وتارةً ثالثة بالتعريف بها أو ذكر بعض المعلومات التوضيحية عنها، أو الفوائد المتعلقة بها.

فمن الكتب التي مَدَحها وأَثْنَى عليها:

1-

(سنن أبي داود) :

قال ابن القَيِّم رحمه الله: "لما كان سنن أبي داود

من الإسلام بالموضع الذي خصه الله به، بحيث صار حَكَمَاً بين أهل الإسلام

فإنه جَمَعَ شَمْلَ أحاديث الأحكام، وَرَتَّبَهَا أحسن ترتيب ونظمها أحسن نظام، مع انتقائها أحسن انتقاء، واطِّرَاحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء"1.

ولعل قوله رحمه الله باطراح أبي داود أحاديث المجروحين والضعفاء، يُحْمل على الغالب؛ فقد وُجِدَ بَعْضُهُم في كتابه.

1 تهذيب السنن: (1/8) .

ص: 272

2-

(الأحاديث الجِيَادُ الْمُخْتَارَة) : للضياء المقدسي (ت643هـ) .

قال ابن القَيِّم: "

التي هي أصح من صحيح الحاكم"1.

3-

(المعرفة والتاريخ) ليعقوب بن سفيان الفسوي (ت277هـ) .

قال ابن القَيِّم: "وهو كتاب جليل، غزير العلم، جمُّ الفوائد"2.

4-

(تفسير البغوي) للحسن بن مسعود البغوي (ت516هـ) .

قال ابن القَيِّم: "

الذي هو شَجَىً3 في حُلُوق الْجَهْمِيَّة والْمُعَطِّلَة"4. وقال أيضاً: "

الذي اجتمعت الأمة على تلقِّي تفسيره بالقبول، وقراءته على رؤوس الأشهاد من غير نكير"5.

5-

(غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلَاّم (ت224هـ) .

قال ابن القَيِّم: "الذي هو لمن بعده من كتب الغريب إمام"6.

6-

(السنة) : وهو (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) . لأبي القاسم اللالكائي.

1 الصواعق المرسلة: (2/626)، وإغاثة اللهفان:(1/287) .

2 إعلام الموقعين: (3/83) .

3 الشَّجَا: ما اعترض في حَلْق الإنسان والدابة من عظم أو عود أو غيرهما، وقد شَجِيَ، يَشْجَى، شجاً. (لسان العرب ص: 2203) .

4 إجتماع الجيوش الإسلامية: (ص122) .

5 المصدر السابق: (ص165) .

6 أحكام أهل الذمة: (2/524) .

ص: 273

قال ابن القَيِّم: "وهو من أجلِّ الكتب"1.

7-

(الرد على الجهمية) :

8-

(النقض على بشر المريسي) : كلاهما لعثمان بن سعيد الدارمي.

قال ابن القَيِّم رحمه الله: "وكتاباه من أَجَلِّ الكتب الْمَصَنَّفَةِ في السنة وَأَنْفَعِهَا، وينبغي لكل طالب سُنَّةٍ مراده الوقوفُ على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كِتَابَيْهِ، وكان شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة رحمه الله يُوصي بهذين الكتابين أشد الوصية، ويعظمهما جداً"2.

9-

(فرع الصفات في تقريع نفاة الصفات) : لأبي العباس المظفري.

قال ابن القَيِّم: "وهو - على صِغَرِ حجمه - كتابٌ جليلٌ، غزير العلم"3.

10-

(أقسام اللَّذَّات) : لفخر الدين الرازي.

قال ابن القَيِّم: "وهو كتاب مفيد"4.

1 اجتماع الجيوش الإسلامية: (ص121) .

2 المصدر السابق: (ص143) .

3 المصدر السابق: (ص196) .

4 المصدر السابق: (ص194) .

ص: 274

ومن الكتب التي انتقدها وبيَّنَ بعض المآخذ عليها:

1-

(سنن ابن ماجه) :

قال ابن القَيِّم في حديث: «من مات مريضاً مات شهيداً": "من أفراد ابن ماجه، وفي أفرادِهِ غَرَائبُ ومُنْكَراتٌ"1. ونقل كلاماً في هذا المعنى عن شيخيه: ابن تَيْمِيَّة، والمزي2.

2-

(المستدرك) : للحاكم.

قال يرد على الحاكم في حكمه على حديث بأنه على شرط سلم وليس هو كذلك: "وهذا وأمثاله هو الذي شَانَ كِتَابَهُ وَوَضَعَهُ، وجعل تَصْحِيحَهُ دون تحسين غيره"3.

3-

(حقائق التفسير) : لأبي عبد الرحمن السُّلمي (ت 412هـ) .

قال ابن القَيِّم: "

التفاسير المستنكرة المستكرهة، التي قُصِدَ بها الإغراب والإتيان بخلاف ما يَتَعَارَفُهُ النَّاس؛ كَحَقَائِق السُّلَمي وغيره، مما لو تُتُبِّعَ وبُيِّنَ بُطلانه، لجاءَ عِدَّة أسفار كِبَار"4.

ومن المصادر التي ذكر معلومات تعريفية إيضاحية عنها:

1-

(مسند الإمام أحمد) :

قال رحمه الله: "الإمام أحمد لم يشترط في مسنده الصحيح ولا

1 الروح: (ص110) .

2 زاد المعاد: (1/435) .

3 المنار المنيف: (ص21) .

4 الصواعق المرسلة: (2/696) .

ص: 275

التزمه، وفي مسنده عِدَّة أحاديث سُئِل هو عنها، فَضَعَّفَهَا بعينها وأَنْكَرَهَا"1.

2-

(الكامل في ضعفاء الرجال) : لأبي أحمد بن عَدِيّ (ت365هـ) .

قال ابن القَيِّم رحمه الله: "وهو إنما يذكر فيه غالباً الأحاديث التي أُنْكِرَت على من يذكر ترجمته"2.

3-

(خصائص المسند) : لأبي موسى المديني.

قال: "وقد صَنَّفَ الحافظ أبو موسى المديني كتاباً ذكر فيه فضائل المسند وخَصَائِصَهُ"3.

4-

(جامع الأصول) : لابن الأثير الجزري (ت606هـ) .

قال ابن القَيِّم: "رزين بن معاوية صاحب (تجريد الصحاح)

وعلى كتابه التجريد اعتمد صاحب (جامع الأصول")4.

وبعد، فهذه أمثلة لِمَا جاء عن ابن القَيِّم رحمه الله من كلام في تقويم مصادره والتعريف بها، وفي هذه الأمثلة تظهر شخصيته المتميزة، وأثرها في نقد مصادره - سلباً أو إيجاباً - نقداً مفيداً بنَّاءً، مما يجعل لهذه الأقوال وزنها في التعريف بهذه المصادر، والوقوف على مكانتها وقيمتها.

1 الفروسية: (ص46) .

2 الفروسية: (ص51) .

3 الفروسية: (ص49) .

4 مختصر الصواعق: (2/368) .

ص: 276

ويؤكد هذا النقد - في الوقت ذاته - حقيقة أخرى، وهي: يقظة ابن القَيِّم وهو يستفيد من هذه المصادر، ومعرفته بأحوالها، وتمييزه بين غَثِّهَا وسمينها.

المسألة الثالثة: في ذكر مصادر ابن القَيِّم الحديثية.

وبعد أن استعرضنا منهج ابن القَيِّم في الاستفادة من مصادره، والنقل عنها، رأيت أن أسوق جملة من هذه المصادر، مع الإشارة إلى أبرز استفادته منها في مؤلفاته ما أمكن، وذلك لتكون أمثلة واقعيةً وتطبيقاً عملياً لما تقدم من الكلام على مصادره وسماتها.

وقد كنت جمعت كل ما رأيته من ذلك في كتب ابن القَيِّم المختلفة، إلا أنني لَمَّا وقفت على كتاب الشيخ بكر أبي زيد -حفظه الله-:(موارد ابن القَيِّم في كتبه) التي بلغت عنده (569) كتاباً، رأيت أن اقتصر من ذلك على ذكر أهم مصادره وأبرزها في الحديث وعلومه فقط؛ إذ إن ذلك ألصق بموضوع هذا البحث، ومن أراد الزيادة على ذلك فعليه بكتاب الشيخ بكر آنف الذكر.

وقد شجَّعني على المضي في ذكر ذلك أنني وجدت بعض المصادر التي وقفت عليها غير موجودة في قائمة الشيخ بكر أبي زيد.

وسأُعْرِضُ في هذه القائمة عن ذكر الكتب التي يكثر ورودها عند ابن القَيِّم؛ كالكتب الستة وغيرها من الدواوين المشهورة؛ وذلك تجنباً للإطالة؛ إذ ليس القصد من ذلك الاستقصاء والحصر، وإنما القصد عرض نماذج تكون أمثلة لما وراءها، ومنبئة عن مثيلاتها، وأسوق ذلك كله مرتباً على حروف الهجاء.

ص: 277

1-

(الأحاديث الجِيَادُ المختارةُ) للضياء المقدسي:

إغاثة اللهفان: (1/287)، تهذيب السنن:(7/337)، مختصر الصواعق:(2/404) . وذكرها باسم: (المختارة) .

2-

(اختلاف الحديث) للشافعي:

زاد المعاد: (1/379) ، (2/156) .

3-

(الأدب المفرد) للبخاري:

تحفة المودود: (132)، مدارج السالكين:(2/167) .

4-

(الأذكار) للنووي:

جلاء الأفهام: (260) .

5-

(الإرشاد) للخليلي:

المنار المنيف: (116) .

6-

(الاستيعاب) لابن عبد البر:

اجتماع الجيوش: (64)، جلاء الأفهام:(244) - وسماه فيه: الصحابة - تحفة المودود: (104) .

7-

(الأطراف) لأبي القاسم ابن عساكر: وهو أطراف السنن الأربعة.

زاد المعاد: (5/276، 627)، تهذيب السنن:(3/313) .

8-

(الأفراد) للدارقطني:

زاد المعاد: (1/383) ، (4/60) .

9-

(بيان الوهم والإيهام) لابن القطان:

زاد المعاد: (2/276)، تهذيب السنن:(1/356) .

ص: 278

10-

(تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة: ذكره باسم: (اختلاف الحديث) .

زاد المعاد: (4/150)، مفتاح دار السعادة:(2/264) .

11-

(التاريخ) لابن أبي خيثمة:

زاد المعاد: (5/15)، تهذيب السنن:(3/401) ، (7/114)، الفروسية:(41) .

12-

(تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي:

اجتماع الجيوش الإسلامية: (209)، شفاء العليل:(428)، الجواب الكافي:(335)، مفتاح دار السعادة:(1/165) .

13-

(التاريخ الكبير) للبخاري:

تهذيب السنن: (1/136، 363) ، (2/292، 376) ، (3/134)، زاد المعاد:(3/508) ، (5/626)، جلاء الأفهام:(12)، المنار المنيف:(85)، تحفة المودود:(120، 225)، الطرق الحكمية:(234) .

14-

(تجريد الصحاح) لرزين بن معاوية العبدري:

زاد المعاد: (1/491) .

15-

(الترغيب والترهيب) لأبي موسى المديني:

الروح: (110) .

16-

(التقاسيم والأنواع) : وهو (صحيح ابن حبان) :

ذكره بهذا الاسم في: عدة الصابرين: (166) . ونقل عنه في غيره كثيراً.

ص: 279

17-

(التمهيد) لابن عبد البر:

اجتماع الجيوش الإسلامية: (75، 76)، زاد المعاد:(5/360)، الروح:(112)، الفروسية:(11/42)، جلاء الأفهام:(180)، مختصر الصواعق:(2/310)، تهذيب السنن:(7/102، 116) .

18-

(التمييز) للإمام مسلم:

تهذيب السنن: (2/284) .

19-

(تهذيب الآثار) لابن جرير الطبري:

زاد المعاد: (4/368)، الفروسية:(70) .

20-

(تهذيب الكمال) : للمزي:

زاد المعاد: (5/709، 722)، جلاء الأفهام:(12، 34)، الفروسية:(3) .

21-

(الثقات) لابن حبان:

جلاء الأفهام: (12، 20)، زاد المعاد:(5/680، 681)، مختصر الصواعق:(2/404) .

22-

(الثَّقَفِيَّات) لأبي العباس الثقفي:

اجتماع الجيوش: (60)، جلاء الأفهام:(36)، هداية الحيارى:(127) .

23-

(الجامع) لابن وهب:

مفتاح دار السعادة: (2/236) .

24-

(الجامع) لسفيان الثوري:

زاد المعاد: (2/311)، تهذيب السنن:(6/324) .

ص: 280

25-

(الجامع) لمعمر:

زاد المعاد: (3/21) .

26-

(الجامعُ لذكرِ أَئِمَّةِ الأمصار الْمُزَكِّين لرواة الأخبار) للحاكم:

بدائع الفوائد: (3/195) .

27-

(جزء الحسن بن أحمد بن نفيل) :

جلاء الأفهام: (17) .

28-

(الجمع بين الصحيحين) لعبد الحق:

حادي الأرواح: (358) .

29-

(حديث الحسن بن علي الجوهري) :

زاد المعاد: (4/258) .

30-

(حلية الأولياء) لأبي نعيم:

الجواب الكافي: (68) .

31-

(الخلافيات) للبيهقي:

المنار المنيف: (138) .

32-

(الدعوات الكبير) للبيهقي:

الوابل الصيب: (192، 202) .

33-

(الذكر) للفريابي:

الوابل الصيب: (202) .

34-

(السنن) لابن أبي حاتم1:

الصلاة: (25، 47) .

1 ذُكِرَ أنه صنف (مسنداً) في ألف جزء.

ص: 281

35-

(السنن) للأثرم:

زاد المعاد: (1/227) ، (2/170، 188، 194)، إعلام الموقعين:(3/55)، إغاثة اللهفان:(1/140، 141، 270) .

36-

(السنن الكبرى) للنسائي:

زاد المعاد: (1/303) ، (2/331، 389) ، (5/677)، الوابل الصيب:(143)، بدائع الفوائد:(4/101) .

37-

(سنن حرملة) :

زاد المعاد: (1/510) .

38-

(الشمائل) للترمذي:

زاد المعاد: (4/307) .

39-

(صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) :

عدة الصابرين: (64، 98) .

40-

(الضعفاء) للعقيلي:

عدة الصابرين: (204) .

41-

(الضعفاء) لابن الجوزي:

الجواب الكافي: (367) .

42-

(الضعفاء) للذهبي:

زاد المعاد: (2/131) .

43-

(الطبقات الكبرى) لابن سعد:

زاد المعاد: (3/28، 409)، جلاء الأفهام:(6، 264)، الفوائد:(150)، هداية الحيارى:(89) .

ص: 282

44-

(طبقات أصحاب الشافعي) للعباداني:

زاد المعاد: (5/182) .

45-

(علل حديث الزهري) : للذهلي، المعروف بالزهريات:

تهذيب السنن: (1/107، 392) .

46-

(العلل) لعبد الله بن الإمام أحمد:

تهذيب السنن: (1/124)، مفتاح دار السعادة:(1/169) .

47-

(العلل) للخلَاّل:

مفتاح دار السعادة: (1/164) .

48-

(العلل) للترمذي:

زاد المعاد: (2/385)، تهذيب السنن:(1/80، 137) ، (3/134) ، (5/232)، إعلام الموقعين:(2/352)، الصلاة:(108)، إغاثة اللهفان:(1/270) وغير ذلك.

49-

(علل الحديث) لابن أبي حاتم:

جلاء الأفهام: (34)، تهذيب السنن:(1/110، 368)، بدائع الفوائد:(3/197)، الفروسية:(41) .

50-

(العلل) للدارقطني:

جلاء الأفهام: (6، 187)، تهذيب السنن:(1/26، 184)، الفروسية:(50) .

51-

(العلل المتناهية) لابن الجوزي:

إغاثة اللهفان: (1/315) .

52-

(علوم الحديث) للحاكم. وهو: (معرفة علوم الحديث) :

زاد المعاد: (5/434)، تهذيب السنن:(7/107، 294)، اجتماع الجيوش الإسلامية:(117) .

ص: 283

53-

(علوم الحديث) لابن الصلاح:

رسالة الموضوعات: (ق 47/أ) .

54-

(غرائب مالك) للدارقطني:

روضة المحبين: (100) .

55-

(غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلَاّم:

تهذيب السنن: (3/426)، أحكام أهل الذمة:(2/524) .

56-

(غريب الحديث) للخطَّابي:

زاد المعاد: (4/173) .

57-

(الغَيْلانِيَّاتِ) وهو (الفوائد المنتخبة العوالي عن الشيوخ الثقات) لأبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي:

زاد المعاد: (4/339، 404)، اجتماع الجيوش الإسلامية:(210)، إعلام الموقعين:(2/334) .

58-

(الفصلُ للوَصْلِ الْمُدْرِجِ في النقل) للخطيب البغدادي:

تهذيب السنن: (5/399)، جلاء الأفهام:(188) .

59-

(فوائد أبي بكر بن عاصم) :

تهذيب السنن: (6/21) .

60-

(فوائد أبي سعيد القاص) :

جلاء الأفهام: (18) .

61-

(فوائد أبي الفرج الثقفي) لأبي الخير بن حمدان:

مختصر الصواعق: (2/380) .

62-

(الفوائد) لِتَمَّام:

مختصر الصواعق: (2/405) .

ص: 284

63-

(الكامل في ضعفاء الرجال) لابن عدي:

زاد المعاد: (2/415) ، (4/258، 277) ، (5/754)، الجواب الكافي:(366)، روضة المحبين:(121)، الفروسية:(51)، إعلام الموقعين:(4/167) .

64-

(الكفاية في علم الرواية) للخطيب البغدادي:

اجتماع الجيوش الإسلامية: (95) .

65-

(المترجم) لأبي إسحاق الجوزجاني:

الفروسية: (20، 39) .

66-

(المراسيل) لأبي داود:

زاد المعاد: (1/232) ، (2/332) ، (4/300، 333)، تهذيب السنن:(3/437)، الفروسية:(33)، الطرق الحكمية:(325)، مختصر الصواعق:(1/89) .

67-

(المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) لابن حبان:

الفروسية: (44) وسماه: الضعفاء.

68-

(المستخرج) للبرقاني:

أحكام أهل الذمة: (2/633)، حادي الأرواح:(427)، طريق الهجرتين:(681) .

69-

(مسند إسحاق بن راهويه) :

شفاء العليل: (18)، طريق الهجرتين:(690) .

70-

(مسند بقي بن مخلد) :

المنار المنيف: (122)، زاد المعاد:(1/446) ، (2/388) .

ص: 285

71-

(مسند الحارث بن أبي أسامة) :

زاد المعاد: (1/411) ، (4/260)، عدة الصابرين:(166)، روضة المحبين:(428)، المنار المنيف:(147) .

72-

(مسند الحسن بن سفيان) :

تهذيب السنن: (7/110)، زاد المعاد:(1/369) .

73-

(مسند الحمَّاني) يحيى بن عبد الحميد الحماني:

المنار المنيف: (147) .

74-

(مسند الروياني) :

جلاء الأفهام: (47) .

75-

(مسند السَرَّاج) محمد بن إسحاق:

روضة المحبين: (113) .

76-

(مسند ابن أبي شيبة) :

زاد المعاد: (4/180)، جلاء الأفهام:(15) .

77-

(مسند عبد بن حميد) :

الروح: (108)، جلاء الأفهام:(6) .

78-

(مسند علي) للنسائي:

جلاء الأفهام: (12) .

79-

(مسند عمر) للإسماعيلي:

جلاء الأفهام: (27، 28)، الطرق الحكمية:(17) .

80-

(مسند ابن منيع) :

جلاء الأفهام: (53) .

ص: 286

81-

(مسند يعقوب بن سفيان) :

روضة المحبين: (431)، الطرق الحكمية:(67، 68) .

82-

(مسند أبي مسلم الليثي) :

روضة المحبين: (374) .

83-

(مصنف وكيع) :

زاد المعاد: (4/257) ، (5/440، 602) .

84-

(المعجم) لأبي نعيم:

مفتاح دار السعادة: (1/120) .

85-

(معرفة السنن والآثار) للبيهقي:

الروح: (187)، زاد المعاد:(1/379) .

86-

(معرفة الصحابة) لأبي نعيم:

زاد المعاد (3/672) .

87-

(معرفة الصحابة) لابن منده:

جلاء الأفهام: (11)، تهذيب السنن:(1/361) .

88-

(المعرفة والتاريخ) ليعقوب بن سفيان الفَسَوِي:

إعلام الموقعين: (3/83)، الطرق الحكمية:(64) .

89-

(المغني في الضعفاء) للذهبي:

رسالة الموضوعات: (ق51/أ) .

90-

(الموضوعات) لابن الجوزي:

المنار المنيف: (63)، عدة الصابرين:(204)، زاد المعاد:(4/277) .

91-

(موطأ القعنبي) :

الفروسية: (29) .

ص: 287

92-

(موطأ يحيى بن بكير) :

جلاء الأفهام: (205) .

93-

(الناسخ والمنسوخ) لأبي جعفر النَّحَّاس:

زاد المعاد: (5/670)، إعلام الموقعين:(2/70) .

94-

(الناسخ والمنسوخ) : لابن العربي المعافري المالكي:

تهذيب السنن: (3/128) .

95-

(الناسخ والمنسوخ) : للأثرم:

إغاثة اللهفان: (1/189) .

96-

(الناسخ والمنسوخ) لأبي عبيد:

الطرق الحكمية: (192) .

97-

(الناسخ والمنسوخ) : لأبي داود:

بدائع الفوائد: (4/170) .

98-

(النهاية في غريب الحديث) لابن الأثير:

زاد المعاد: (1/161) .

وبعد، فهذه أهم المصادر الحديثية التي وقفت عليها، مما أودعه ابن القيم رحمه الله في كتبه، مستفيداً منها وناقلاً عنها.

ص: 288