الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكَلَام على هَذَا الْبَاب فِي فُصُول
الْفَصْل الأول
فِيمَن روى أَحَادِيث الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنهُ
رَوَاهَا أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ البدري وَكَعب بن عجْرَة وَأَبُو حميد السَّاعِدِيّ وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَطَلْحَة بن عبيد الله وَزيد بن حَارِثَة وَيُقَال ابْن خَارِجَة وَعلي بن أبي طَالب وَأَبُو هُرَيْرَة وَبُرَيْدَة بن الْحصيب وَسَهل بن سعد السَّاعِدِيّ وَابْن مَسْعُود وفضالة بن عبيد وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ وَأنس بن مَالك وَعمر بن الْخطاب وعامر بن ربيعَة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأبي بن كَعْب وَأَوْس بن أَوْس وَالْحسن وَالْحُسَيْن ابْنا عَليّ بن أبي طَالب وَفَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والبراء بن عَازِب ورويفع بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَجَابِر بن عبد الله وَأَبُو رَافع مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعبد الله بن أبي أوفى وَأَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن بشير بن مَسْعُود وَأَبُو بردة بن نيار وعمار بن يَاسر وَجَابِر بن سَمُرَة وَأَبُو أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَمَالك بن الْحُوَيْرِث وَعبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ وَعبد الله بن عَبَّاس وَأَبُو ذَر وواثلة بن الْأَسْقَع وَأَبُو بكر الصّديق وَعبد الله ابْن عَمْرو وَسَعِيد بن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه عُمَيْر وَهُوَ من الْبَدْرِيِّينَ وحبان بن منقذ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
فَأَما حَدِيث أبي مَسْعُود فَحَدِيث صَحِيح رَوَاهُ مُسلم فِي
صَحِيحه عَن يحيى بن يحيى وَأَبُو دَاوُد عَن القعْنبِي كِلَاهُمَا عَن مَالك وَالتِّرْمِذِيّ عَن إِسْحَاق بن مُوسَى عَن معن عَن مَالك وَالنَّسَائِيّ عَن أبي سَلمَة والْحَارث بن مِسْكين كِلَاهُمَا عَن ابْن الْقَاسِم عَن مَالك عَن نعيم بن عبد الله المجمر عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد
وَأما زِيَادَة أَحْمد فِيهِ إِذا نَحن صلينَا فِي صَلَاتنَا فَرَوَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَة عَن يَعْقُوب ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الْأنْصَارِيّ عَن أبي مَسْعُود قَالَ أقبل رجل حَتَّى جلس بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن عِنْده فَقَالَ يَا رَسُول الله أما السَّلَام عَلَيْك فقد عَرفْنَاهُ فَكيف نصلي عَلَيْك إِذا نَحن صلينَا فِي صَلَاتنَا صلى الله عَلَيْك قَالَ فَصمت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى أحببنا أَن الرجل لم يسْأَله فَقَالَ إِذا أَنْتُم صليتم عَليّ فَقولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم وَذكر الحَدِيث
وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم فِي صَحِيحَيْهِمَا بِذكر هَذِه الزِّيَادَة وَقَالَ الْحَاكِم فِيهِ على شَرط مُسلم وَفِي هَذَا نوع مساهلة مِنْهُ فَإِن مُسلما لم يحْتَج بِابْن إِسْحَاق فِي الْأُصُول وَإِنَّمَا أخرج لَهُ فِي المتابعات والشواهد
وَقد أعلت هَذِه الزِّيَادَة بتفرد ابْن إِسْحَاق بهَا وَمُخَالفَة سَائِر
الروَاة فِي تَركهم ذكرهَا وَأجِيب عَن ذَلِك بجوابين
أَحدهمَا أَن ابْن إِسْحَاق ثِقَة لم يجرح بِمَا يُوجب ترك الِاحْتِجَاج بِهِ وَقد وَثَّقَهُ كبار الْأَئِمَّة وأثنوا عَلَيْهِ بِالْحِفْظِ وَالْعَدَالَة اللَّذين هما ركنا الرِّوَايَة
وَالْجَوَاب الثَّانِي أَن ابْن إِسْحَاق إِنَّمَا يخَاف من تدليسه وَهنا قد صرح بِسَمَاعِهِ للْحَدِيث من مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ فَزَالَتْ تُهْمَة تدليسه وَقد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي هَذَا الحَدِيث وَقد أخرجه من هَذَا الْوَجْه كلهم ثِقَات هَذَا قَوْله فِي كتاب السّنَن
وَأما فِي الْعِلَل فقد سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ يرويهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد عَن أبي مَسْعُود حدث بِهِ عَنهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَرَوَاهُ نعيم المجمر عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد أَيْضا وَاخْتلف عَن نعيم فَرَوَاهُ مَالك بن أنس عَن نعيم عَن مُحَمَّد عَن أبي مَسْعُود حدث بِهِ عَنهُ كَذَلِك القعْنبِي ومعن وَأَصْحَاب الْمُوَطَّأ
وَرَوَاهُ حَمَّاد بن مسْعدَة عَن مَالك عَن نعيم فَقَالَ عَن مُحَمَّد بن زيد عَن أَبِيه وَوهم فِيهِ وَرَوَاهُ دَاوُد بن قيس الْفراء عَن نعيم عَن أبي هُرَيْرَة خَالف فِيهِ مَالِكًا وَحَدِيث مَالك أولى بِالصَّوَابِ
قلت وَقد اخْتلف على ابْن إِسْحَاق فِي هَذِه الزِّيَادَة فَذكرهَا عَنهُ إِبْرَاهِيم بن سعد كَمَا تقدم وَرَوَاهُ زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن ابْن إِسْحَاق بِدُونِ ذكر الزِّيَادَة كَذَلِك قَالَ عبد بن حميد فِي مُسْنده
عَن أَحْمد بن يُونُس وَالطَّبَرَانِيّ فِي المعجم عَن عَبَّاس بن الْفضل عَن أَحْمد بن يُونُس عَن زُهَيْر وَالله أعلم
قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي فِي نسب الْأَنْصَار أَبُو مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة البدري نزل بِمَاء بدر أَو سكنه فَسُمي البدري لذَلِك وَلم يشْهد بَدْرًا عِنْد جُمْهُور أهل الْعلم بالسير وَقد قيل إِنَّه شَهِدَهَا وَاتَّفَقُوا على أَنه شهد الْعقبَة وولاه عَليّ رضي الله عنه عَليّ الْكُوفَة لما خرج إِلَى صفّين وَكَانَ يستخلفه على ضعفة النَّاس فَيصَلي بهم الْعِيد فِي الْمَسْجِد
قيل مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَقيل بعد السِّتين
قلت ذكر أَرْبَعَة من الْأَئِمَّة أَنه شهد بَدْرًا البُخَارِيّ وَابْن إِسْحَاق وَالزهْرِيّ
واما حَدِيث كَعْب بن عجْرَة فقد رَوَاهُ أهل الصَّحِيح وَأَصْحَاب السّنَن وَالْمَسَانِيد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَنهُ وَهُوَ حَدِيث لَا مغمز فِيهِ بِحَمْد الله تَعَالَى
وَلَفظ الصَّحِيحَيْنِ فِيهِ عَن ابْن أبي ليلى قَالَ لَقِيَنِي كَعْب بن عجْرَة فَقَالَ أَلا أهدي لَك هَدِيَّة خرج علينا رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا قد عرفنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك فَكيف نصلي عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وَله حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي = الْمُسْتَدْرك = من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق هُوَ الصغاني حَدثنَا ابْن أبي مَرْيَم حَدثنَا مُحَمَّد بن هِلَال حَدثنِي سعد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة عَن أَبِيه عَن كَعْب بن عجْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم احضروا فحضرنا فَلَمَّا ارْتقى الدرجَة قَالَ آمين ثمَّ ارْتقى الدرجَة الثَّانِيَة فَقَالَ آمين ثمَّ ارْتقى الدرجَة الثَّالِثَة فَقَالَ آمين فَلَمَّا نزل عَن الْمِنْبَر قُلْنَا يَا رَسُول الله لقد سمعنَا مِنْك الْيَوْم شَيْئا مَا كُنَّا نَسْمَعهُ فَقَالَ إِن جِبْرِيل عرض لي فَقَالَ بعد من أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّانِيَة قَالَ بعد من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّالِثَة قَالَ بعد من أدْرك أبوية الْكبر أَو أَحدهمَا فَلم يدْخل الْجنَّة فَقلت آمين
قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد
وَكَعب بن عجْرَة أَنْصَارِي سلمى كنيته فِيمَا قيل أَبُو إِسْحَاق عداده فِي بني سَالم أخي عَمْرو بن عَوْف وَهُوَ قوقل وَيعرف بنوه بالقواقلة لِأَن عوفاً هَذَا كَانَ لَهُ عز وَمنعه وَكَانَ إِذا جَاءَ خَائِف إِلَيْهِ يَقُول لَهُ قوقل حَيْثُ شِئْت أَي أنزل فَإنَّك آمن
وَقَالَ ابْن عبد الْبر كَعْب بن عجْرَة بن أُميَّة بن عدي بن عبيد بن الْحَارِث البلوي ثمَّ السوادي من بني سَواد حَلِيف للْأَنْصَار قيل حَلِيف لبنى حَارِثَة بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج وَقيل حَلِيف لبنى عَوْف بن الْخَزْرَج وَقيل حَلِيف لبنى سَالم من الْأَنْصَار
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ لَيْسَ بحليف للْأَنْصَار وَلكنه من أنفسهم
وَقَالَ ابْن سعد طلبت اسْمه فِي نسب الْأَنْصَار فَلم أَجِدهُ يكنى أَبَا مُحَمَّد وَفِيه نزلت {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} الْبَقَرَة 18
نزل الْكُوفَة وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث أَو إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة روى عَنهُ أهل الْمَدِينَة وَأهل الْكُوفَة
وَأما حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد عَن القعْنبِي عَن مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن سليم الزرقي أَخْبرنِي أَبُو حميد السَّاعِدِيّ أَنهم قَالُوا يَا رَسُول الله كَيفَ نصلي عَلَيْك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وأزواجه وَذريته كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم وَبَارك على مُحَمَّد وأزواجه وَذريته كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وَرَوَاهُ مُسلم عَن ابْن نمير عَن روح بن عبَادَة وَعبد الله بن نَافِع الصَّائِغ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن ابْن السَّرْح أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو عَن ابْن وهب وَالنَّسَائِيّ عَن الْحَارِث بن
مِسْكين عَن مُحَمَّد بن مسلمة كِلَاهُمَا عَن ابْن الْقَاسِم
وَابْن ماجة عَن عمار بن طالوت عَن عبد الْملك بن الْمَاجشون خمستهم عَن مَالك كَمَا تقدم
وَأَبُو حميد السَّاعِدِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر اخْتلف فِي اسْمه فَقيل الْمُنْذر ابْن سعد بن الْمُنْذر وَقيل عبد الرَّحْمَن بن سعد بن الْمُنْذر وَقيل عبد الرَّحْمَن ابْن عَمْرو بن سعد بن الْمُنْذر وَقيل عبد الرَّحْمَن بن سعد بن مَالك وَقيل عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد بن مَالك بن خَالِد بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن الْخَزْرَج بن سَاعِدَة يعد فِي أهل الْمَدِينَة توفّي فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة روى عَنهُ من الصَّحَابَة جَابر وَمن التَّابِعين عُرْوَة بن الزبير وَالْعَبَّاس بن سهل بن سعد وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء وخارجة بن زيد بن ثَابت وَجَمَاعَة من تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة
وَأما حَدِيث أبي أسيد وَأبي حميد فَرَوَاهُ مُسلم عَن يحيى بن يحيى عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عبد الْملك بن سعيد بن سُوَيْد الْأنْصَارِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا حميد وَأَبا أسيد يَقُولَانِ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلْيقل اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوَاب رحمتك وَإِذا خرج فَلْيقل اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من فضلك
وَأما حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله هَذَا السَّلَام عَلَيْك قد عَرفْنَاهُ فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن يُوسُف عَن اللَّيْث بن سعد وَعَن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة عَن عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي ثَلَاثَتهمْ عَن ابْن الْهَاد عَن عبد الله بن خِّباب عَن أبي سعيد وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة عَن بكر بن مُضر عَن ابْن الْهَاد وَرَوَاهُ ابْن ماجة عَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن خَالِد بن مخلد عَن عبد الله بن جَعْفَر عَن ابْن الْهَاد
وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ اسْمه سعد بن مَالك بن سِنَان وَهُوَ مَشْهُور بكنيته قَالَ ابْن عبد الْبر أول مشاهده الخَنْدَق وغزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْ عشرَة غَزْوَة وَكَانَ مِمَّن حفظ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سنناً كَثِيرَة وروى عَنهُ علما جما وَكَانَ من نجباء الْأَنْصَار وعلمائهم وفضلائهم توفّي سنة أَربع وَسبعين روى عَنهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة وَجَمَاعَة من التَّابِعين
وَأما حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله فَقَالَ الإِمَام أَحْمد فِي الْمسند حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر حَدثنَا مجمع بن يحيى الْأنْصَارِيّ حَدثنِي عُثْمَان بن موهب عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ قل اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد // إِسْنَاده صَحِيح //
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن عبيد الله بن سعد عَن عَمه يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن شريك عَن عُثْمَان بن موهب عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ كَيفَ نصلي عَلَيْك يَا نَبِي الله قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
أَخْبرنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا مُحَمَّد بن بشر حَدثنَا مجمع بن يحيى عَن عُثْمَان بن موهب عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وَاحْتج الشَّيْخَانِ بعثمان بن عبد الله بن موهب عَن مُوسَى بن طَلْحَة
وَأما حَدِيث زيد بن خَارِجَة فَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن عَليّ بن بَحر حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم حَدثنَا خَالِد بن سَلمَة أَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن دَعَا مُوسَى بن طَلْحَة حِين عرس على ابْنه فَقَالَ يَا أَبَا عِيسَى كَيفَ بلغك فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مُوسَى سَأَلت زيد بن خَارِجَة فَقَالَ أَنا سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَيفَ الصَّلَاة عَلَيْك فَقَالَ صلوا واجتهدوا ثمَّ قُولُوا اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد // إِسْنَاده صَحِيح //
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن سعيد بن يحيى الْأمَوِي عَن أَبِيه عَن عُثْمَان بِهِ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق فِي فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن عَليّ بن عبيد الله
حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم عَن خَالِد بن سَلمَة عَن مُوسَى بن طَلْحَة أَخْبرنِي زيد بن حَارِثَة أَخُو بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج قَالَ قلت يَا رَسُول الله قد علمنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك فَذكر نَحوه فَقَالَ زيد بن حَارِثَة
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن مندة فِي كتاب الصَّحَابَة روى عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن عُثْمَان بن حَكِيم عَن خَالِد بن سَلمَة قَالَ سَمِعت مُوسَى بن طَلْحَة وَسَأَلَهُ عبد الحميد كَيفَ الصَّلَاة
على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَأَلت زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ فَذكره
وَأما زيد بن حَارِثَة هَذَا فَهُوَ زيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك بن حَارِثَة بن زيد بن ثَعْلَبَة من بني سَلمَة وَيُقَال ابْن خَارِجَة الخزرجي الْأنْصَارِيّ ذكره ابْن مندة فِي الصَّحَابَة
وَالصَّوَاب زيد بن خَارِجَة وَهُوَ ابْن أبي زُهَيْر الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا توفّي فِي خلَافَة عُثْمَان رضي الله عنه وَهُوَ الَّذِي تكلم بعد الْمَوْت قَالَه أَبُو نعيم وَابْن مندة وَابْن عبد الْبر
وَقيل بل هُوَ خَارِجَة بن زيد وَالْأول أصح وَالله أعلم
وَأما حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن يحيى بن مُوسَى وَزِيَاد بن أَيُّوب حَدثنَا أَبُو عَامر الْعَقدي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله بن حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن حُسَيْن بن عَليّ عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الْبَخِيل الَّذِي من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ
قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث صَحِيح غَرِيب وَفِي بعض النّسخ حَدِيث غَرِيب
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي = الْمُسْتَدْرك =
وروى الْحسن بن عَرَفَة عَن الْوَلِيد بن بكير عَن سَالم الخزاز عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْحسن بن عَليّ عَن عَليّ رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من دُعَاء إِلَّا بَينه وَبَين السَّمَاء وَالْأَرْض حجاب حَتَّى يصلى على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فَإِذا صلي على النَّبِي صلى الله عليه وسلم انخرق الْحجاب واستجيب الدُّعَاء وَإِذا لم يصل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم لم يستجب الدُّعَاء
وَلَكِن للْحَدِيث ثَلَاث علل
إِحْدَاهَا أَنه من رِوَايَة الْحَارِث الْأَعْوَر عَن عَليّ
الْعلَّة الثَّانِيَة أَن شُعْبَة قَالَ لم يسمع أَبُو إِسْحَاق السبيعِي من الْحَارِث إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث فَعَدهَا وَلم يذكر هَذَا مِنْهَا وَقَالَهُ الْعجلِيّ أَيْضا
الْعلَّة الثَّالِثَة أَن الثَّابِت عَن أبي إِسْحَاق وَقفه على عَليّ رضي الله عنه
وروى النَّسَائِيّ فِي مُسْنده عَن أبي الْأَزْهَر حَدثنَا عَمْرو بن عَاصِم حَدثنَا حبَان بن يسَار الْكلابِي عَن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الْخُزَاعِيّ عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة عَن عَليّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى إِذا صلى علينا أهل الْبَيْت فَلْيقل اللَّهُمَّ اجْعَل صلواتك وبركاتك على مُحَمَّد النَّبِي وأزواجه أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَذريته وَأهل بَيته كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وحبان بن يسَار وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ البُخَارِيّ إِنَّه اخْتَلَط فِي آخر عمره وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلَا بالمتروك وَقَالَ ابْن عدي حَدِيثه فِيهِ مَا فِيهِ لأجل الِاخْتِلَاط الَّذِي ذكر عَنهُ
قلت لهَذَا الحَدِيث عِلّة وَهِي أَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي خَالف عَمْرو بن عَاصِم فِيهِ فَرَوَاهُ عَن حبَان بن يسَار حَدثنِي أَبُو الْمطرف الْخُزَاعِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن عَطاء الْهَاشِمِي عَن نعيم المجمر عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى فَذكره وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بِهِ
وَله عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن عَمْرو بن عَاصِم قَالَ أخبرنَا حبَان بن يسَار عَن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الْخُزَاعِيّ وَقَالَ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عبيد الله بن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز وَهَكَذَا هُوَ فِي تَارِيخ البُخَارِيّ وَكتاب ابْن أبي حَاتِم والثقات لِابْنِ حبَان وتهذيب الْكَمَال لشَيْخِنَا أبي الْحجَّاج الْمزي فإمَّا أَن يكون عَمْرو بن عَاصِم وهم فِي اسْمه وَإِمَّا أَن يَكُونَا اثْنَيْنِ وَلَكِن عبد الرَّحْمَن هَذَا مَجْهُول لَا يعرف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلم يذكرهُ أحد من الْمُتَقَدِّمين وَعَمْرو بن عَاصِم وَإِن كَانَ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم واحتجا بِهِ فموسى بن إِسْمَاعِيل أحفظ مِنْهُ
والْحَدِيث لَهُ أصل من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة بِغَيْر هَذَا السَّنَد والمتن وَنحن نذكرهُ
قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق السراج أَخْبرنِي أَبُو يحيى وَأحمد بن مُحَمَّد البرتي قَالَا أَنبأَنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب أَنبأَنَا دَاوُد بن قيس عَن نعيم بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَنهم سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَيفَ نصلي عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت وباركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم
وَهَذَا الْإِسْنَاد إِسْنَاد صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ رَوَاهُ عبد الْوَهَّاب بن مندة عَن الْخفاف عَنهُ
وَقَالَ الشَّافِعِي أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أخبرنَا صَفْوَان بن سليم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ يَا رَسُول كَيفَ نصلي عَلَيْك يَعْنِي فِي الصَّلَاة قَالَ تَقولُونَ اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وَبَارك على مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم ثمَّ تسلمون عَليّ
إِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ ابْن مُحَمَّد بن أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ كَانَ الشَّافِعِي يرى الِاحْتِجَاج بِهِ على عُجَره وبجره وَكَانَ يَقُول لِأَن يخر إِبْرَاهِيم من السَّمَاء أحب إِلَيْهِ من أَن يكذب وَقد تكلم فِيهِ مَالك وَالنَّاس ورموه بالضعف وَالتّرْك وَصرح بتكذيبه مَالك وَأحمد وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ ابْن عقدَة الْحَافِظ نظرت فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى كثيرا وَلَيْسَ بمنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي هُوَ كَمَا قَالَ ابْن عقدَة وَقد نظرت أَنا فِي حَدِيثه الْكثير فَلم أجد فِيهِ مُنْكرا إِلَّا عَن شُيُوخ يحْتَملُونَ يَعْنِي أَن يكون الضعْف مِنْهُم وَمن جهتهم ثمَّ قَالَ ابْن عدي وَقد نظرت فِي أَحَادِيثه وتبحرتها وفتشت الْكل فَلَيْسَ فِيهَا حَدِيث مُنكر وَقد وَثَّقَهُ مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ مَعَ الشَّافِعِي
وَلأبي هُرَيْرَة أَيْضا أَحَادِيث فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم
مِنْهَا مَا رَوَاهُ العشاري من حَدِيث مُحَمَّد بن مُوسَى عَن الْأَصْمَعِي حَدثنِي مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
من صلى على عِنْد قَبْرِي وكلَّ الله بِهِ ملكا يبلغنِي وكفي أَمر دُنْيَاهُ وآخرته وَكنت لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شَهِيدا أَو شَفِيعًا
لَكِن مُحَمَّد بن مُوسَى هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن يُونُس بن مُوسَى الْكُدَيْمِي مَتْرُوك الحَدِيث
وَمِنْهَا حَدِيث صَالح مولى التَّوْأَمَة عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا جلس قوم مَجْلِسا فَلم يذكرُوا الله تَعَالَى وَلم يصلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم إِلَّا كَانَ مجلسهم عَلَيْهِم ترة يَوْم الْقِيَامَة إِن شَاءَ عَفا عَنْهُم وَإِن شَاءَ أَخذهم
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن صَالح بن أبي صَالح وَقَالَ فِيهِ حَدِيث حسن
وَرَوَاهُ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب حَدثنَا حَفْص بن عمر حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق قَالَ سَمِعت الْأَغَر أَبَا مُسلم قَالَ أشهد على أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة رضي الله عنهما أَنَّهُمَا شَهدا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكر مثله
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق فِي كتاب فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان عَن صَالح
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من رِوَايَة سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ على شَرط مُسلم
وَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا من حَدِيث شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه وَلَفظه مَا قعد قوم مقْعدا لَا يذكرُونَ الله فِيهِ وَيصلونَ على النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَّا كَانَ عَلَيْهِم حسرة يَوْم الْقِيَامَة وَإِن دخلُوا الْجنَّة للثَّواب
وَهَذَا الْإِسْنَاد على شَرط الشَّيْخَيْنِ
وَأخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من رِوَايَة ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ
وَفِيمَا قَالَه نظر فَإِن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن يزِيد رِوَايَة عَن
آدم بن أبي إِيَاس ضَعِيف مُتَكَلم فِيهِ وعلته أَن أَبَا إِسْحَاق الْفَزارِيّ رَوَاهُ عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة // مَوْقُوفا
وَصَالح مولى التَّوْأَمَة كَانَ شُعْبَة لَا يروي عَنهُ وَيُنْهِي عَنهُ وَقَالَ مَالك لَيْسَ بِثِقَة فَلَا تأخذن عَنهُ شَيْئا وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث وَقَالَ مرّة لم يكن ثِقَة وَقَالَ السَّعْدِيّ تغير وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف
قلت للحفاظ فِي صَالح هَذَا ثَلَاثَة أَقْوَال ثَالِثهَا أحْسنهَا وَهُوَ أَنه ثِقَة فِي نَفسه وَلَكِن تغير بِأخرَة فَمن سمع مِنْهُ قَدِيما فسماعه صَحِيح وَمن سمع مِنْهُ أخيراً فَفِي سَمَاعه شَيْء فَمِمَّنْ سمع مِنْهُ قَدِيما ابْن أبي ذِئْب وَابْن جريج وَزِيَاد بن سعد وأدركه مَالك وَالثَّوْري بعد اخْتِلَاطه وَهَذَا مَنْصُوص الإِمَام أَحْمد رحمه الله فَإِنَّهُ قَالَ مَا أعلم بَأْسا بِمن سمع مِنْهُ قَدِيما
ثمَّ إِن هَذَا الحَدِيث قد رَوَاهُ سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَلَكِن لم يذكر فِيهِ الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَتَابعه ابْن أبي أويس عَن عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن سُهَيْل
وَقَالَ إِسْمَاعِيل فِي كتاب الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا سعيد بن زيد عَن لَيْث عَن كَعْب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عَليّ فَإِن صَلَاتكُمْ عَليّ زَكَاة لكم قَالَ واسألوا الله لي الْوَسِيلَة
قَالَ فإمَّا حَدثنَا وَإِمَّا سَأَلنَا قَالَ الْوَسِيلَة أَعلَى دَرَجَة فِي الْجنَّة لَا ينالها إِلَّا رجل وَأَرْجُو أَن أكون أَنا ذَلِك الرجل // ضَعِيف //
حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي بكر حَدثنَا مُعْتَمر عَن لَيْث فَذكره بِإِسْنَادِهِ وَلَفظه
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده
وَقَالَ إِسْمَاعِيل أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي حَدثنَا عمر بن هَارُون عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن مُحَمَّد بن ثَابت عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ صلوا على أَنْبيَاء الله وَرُسُله فَإِن الله بَعثهمْ كَمَا بَعَثَنِي صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم
قلت سعيد بن زيد هَذَا هُوَ أَخُو حَمَّاد بن زيد ضعفه يحيى بن سعيد جدا وَقَالَ السَّعْدِيّ يضعفون حَدِيثه وَلَيْسَ بِحجَّة وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأما الإِمَام أَحْمد فَكَانَ حسن القَوْل فِيهِ قَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ يحيى بن معِين ثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ ثِقَة وَعمر بن هَارُون ومُوسَى بن عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن ثَابت وَإِن لم يَكُونُوا بِحجَّة فَالْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد وَمثله يصلح للاستشهاد
وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَيْضا فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن الدَّوْرَقِي حَدثنَا ربعي بن
إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن ابْن إِسْحَاق عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ وَرَغمَ أنف رجل دخل عَلَيْهِ رَمَضَان ثمَّ انْسَلَخَ قبل أَن يغْفر لَهُ وَرَغمَ أنف رجل أدْرك عِنْده أَبَوَاهُ الْكبر فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة // صَحِيح //
قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفِي الْبَاب عَن جَابر وَأنس وَهَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه ورِبْعِي بن إِبْرَاهِيم هُوَ أَخُو إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ ثِقَة وَهُوَ ابْن علية
ويروى عَن بعض أهل الْعلم قَالَ إِذا صلى الرجل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم مرّة فِي الْمجْلس أَجْزَأَ عَنهُ مَا كَانَ فِي ذَلِك الْمجْلس
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَعبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق احْتج بِهِ مُسلم وَقَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل صَالح الحَدِيث وَتكلم فِيهِ بَعضهم وَقَالَ فِيهِ أَبُو دَاوُد ثِقَة إِلَّا أَنه قدري
وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي حَدثنَا أَبُو ثَابت حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن أبي حَازِم عَن كثير بن زيد عَن الْوَلِيد بن رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رقى الْمِنْبَر فَقَالَ آمين آمين آمين فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله مَا كنت تصنع هَذَا فَقَالَ قَالَ لي جِبْرِيل رغم أنف رجل دخل عَلَيْهِ رَمَضَان وَلم يغْفر لَهُ فَقلت آمين ثمَّ قَالَ رغم أنف عبد أدْرك أَبَوَيْهِ أَو أَحدهمَا الْكبر لم يدْخل الْجنَّة فَقلت آمين ثمَّ رغم أنف عبد ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَقلت آمين // إِسْنَاده حسن //
كثير بن زيد وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق وَقد تكلم فِيهِ
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره وَقَالَ فِيهِ من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَمَاتَ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين
وَمُحَمّد بن عَمْرو هَذَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي المتابعات وَوَثَّقَهُ ابْن معِين ويصحح لَهُ التِّرْمِذِيّ
وَرَغمَ بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة أَي لصق بِالتُّرَابِ وَهُوَ الرغام وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ بِفَتْح الْغَيْن وَمَعْنَاهُ ذل
وَمن حَدِيثه أَيْضا مَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من صلى على وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث // حسن صَحِيح //
وَفِي بعض أَلْفَاظه من صلى على مرّة وَاحِدَة كتب لَهُ بهَا عشر حَسَنَات ذكرهَا ابْن حبَان
وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا روى ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار حَدثنَا أَبُو بكر الْحَنَفِيّ حَدثنَا الضَّحَّاك بن عُثْمَان حَدثنَا سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فليسلم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَليقل اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوَاب رحمتك فَإِذا خرج فليسلم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَليقل اللَّهُمَّ أجرني من الشَّيْطَان
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن أبي بكر الْحَنَفِيّ بِهِ
وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ الْحسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فيل صَاحب الْجُزْء الْمَعْرُوف عَن مُسلم بن عَمْرو حَدثنَا عبد الله بن نَافِع عَن ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قبوراً وَلَا تجْعَلُوا قَبْرِي عيداً وصلوا عَليّ فَإِن صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُمَا كُنْتُم // سَنَده حسن //
وَمن حَدِيثه أَيْضا مَا رَوَاهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد السَّلَام ابْن عجلَان حَدثنَا أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله
عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لله سيارة من الْمَلَائِكَة إِذا مروا بحلق الذّكر قَالَ بَعضهم لبَعض اقعدوا فَإِذا دَعَا الْقَوْم أمنُوا على دُعَائِهِمْ فَإِذا صلوا على النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلوا مَعَهم حَتَّى يفرغوا ثمَّ يَقُول بَعضهم لبَعض طُوبَى لهَؤُلَاء يرجعُونَ مغفوراً لَهُم
رَوَاهُ أَبُو سعيد الْقَاص فِي فَوَائده
وَمن حَدِيثه أَيْضا مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد قَالَ احْمَد حَدثنَا عبد الله بن يزِيد حَدثنَا حَيْوَة حَدثنَا أَبُو صَخْر أَن يزِيد بن عبد الله ابْن قسيط أخبرهُ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من مُسلم يسلم عَليّ إِلَّا رد الله إِلَيّ روحي حَتَّى أرد إِلَيْهِ السَّلَام // إِسْنَاده حسن //
أَبُو صَخْر اسْمه حميد بن زِيَاد وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن عَوْف عَن عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ وَقد صَحَّ إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث
وَسَأَلت شَيخنَا عَن سَماع يزِيد بن عبد الله من أبي هُرَيْرَة فَقَالَ مَا كَأَنَّهُ أدْركهُ وَهُوَ ضَعِيف فَفِي سَمَاعه مِنْهُ نظر
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي = كتاب الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْأَعْرَج حَدثنَا الْحسن بن الصَّباح حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدثنَا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على عِنْد قَبْرِي سمعته وَمن صلى عَليّ من بعيد أعلمته وَهَذَا الحَدِيث غَرِيب جدا
وَمن حَدِيثه أَيْضا مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم عَن الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عبيد الله بن مُحَمَّد الْعمريّ حَدثنَا أَبُو مُصعب حَدثنَا مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من مُسلم يسلم عَليّ فِي شَرق وَلَا فِي غرب إِلَّا أَنا وملائكة رَبِّي نرد عليه السلام فَقَالَ لَهُ قَائِل يَا رَسُول الله مَا بَال أهل الْمَدِينَة قَالَ وَمَا يُقَال لكريم فِي جيرته وجيرانه إِنَّه مِمَّا أَمر بِهِ من حفظ الْجوَار وَحفظ الْجِيرَان // ضَعِيف //
قَالَ مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحَافِظ هَذَا وَضعه الْعمريّ وَهُوَ كَمَا قَالَ فَإِن هَذَا الْإِسْنَاد لَا يحْتَمل هَذَا الحَدِيث
وَأما حَدِيث بُرَيْدَة بن الْحصيب فَرَوَاهُ الْحسن بن شَاذان عَن عبد الله ابْن إِسْحَاق الْخُرَاسَانِي حَدثنَا الْحسن بن مكرم حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن أبي دَاوُد عَن بُرَيْدَة قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله قد علمنَا السَّلَام عَلَيْك فَكيف الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ أجعَل صلواتك ورحمتك على
مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا جَعلتهَا على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وَأَبُو دَاوُد هُوَ نفيع بن الْحَارِث الْأَعْمَى وَإِن كَانَ متروكاً مطرح الحَدِيث فالعمدة على مَا تقدم وَلَا يضر إِخْرَاج حَدِيثه فِي الشواهد دون الْأُصُول
وَأما حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم عَن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْعُتْبِي حَدثنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر حَدثنَا ابْن أبي فديك عَن أبي بن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه عَن جده سهل بن سعد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا صَلَاة لمن لَا وضوء لَهُ وَلَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ وَلَا صَلَاة لمن لم يصل على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَا صَلَاة لمن لَا يحب الْأَنْصَار
رَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث عبد الْمُهَيْمِن بن عَبَّاس أخي أبيّ بن عَبَّاس
فَأَما أبيّ بن عَبَّاس فقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَضَعفه أَحْمد وَيحيى بن معِين وَغَيرهمَا وَأما أَخُوهُ عبد الْمُهَيْمِن فمتفق على تَركه واطِّراح حَدِيثه فَإِن كَانَ عبد الْمُهَيْمِن قد سَرقه من أَخِيه فَلَا يضر الحَدِيث شَيْء وَلَا ينزل عَن دَرَجَة
الحَدِيث الْحسن وَإِن كَانَ ابْن أَبى فديك أَو من دونه غلط من عبد الْمُهَيْمِن إِلَى أَخِيه أبي وَهُوَ الْأَشْبَه وَالله أعلم لِأَن الحَدِيث مَعْرُوف بِعَبْد الْمُهَيْمِن فَتلك عِلّة قَوِيَّة فِيهِ
وَله حَدِيث آخر رَوَاهُ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن حبيب حَدثنَا ابْن أبي حَازِم عَن أَبِيه عَن سهل بن سعد قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِذا أَنا بِأبي طَلْحَة فَقَامَ إِلَيْهِ فَتَلقاهُ فَقَالَ بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله إِنِّي لأرى السرُور فِي وَجهك قَالَ أجل إِنَّه أَتَانِي جِبْرِيل آنِفا فَقَالَ يَا مُحَمَّد من صلى عَلَيْك مرّة أَو قَالَ وَاحِدَة كتب الله لَهُ بهَا عشر حَسَنَات ومحا عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ بهَا عشر دَرَجَات
قَالَ ابْن حبيب وَلَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ وصلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة عشر مَرَّات
وَهَذَا الحَدِيث بِمُسْنَد سهل أولى مِنْهُ بِمُسْنَد أبي طَلْحَة
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن خَالِد بن يزِيد عَن سعيد بن أبي هِلَال عَن يحيى بن السباق عَن رجل من آل الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا تشهد أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل
مُحَمَّد كَمَا صليت وباركت وترحمت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن هَكَذَا
وَفِي تَصْحِيح الْحَاكِم لهَذَا الحَدِيث نظر ظَاهر فَإِن يحيى بن السباق وَشَيْخه غير معروفين بعدالة وَلَا جرح وَقد ذكر أَبُو حَاتِم بن حبَان يحيى بن السباق فِي كتاب الثِّقَات
وَقد روى الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد حَدثنِي مُجَاهِد حَدثنِي ابْن أبي ليلى أَو أَبُو معمر قَالَ عَلمنِي ابْن مَسْعُود التَّشَهُّد وَقَالَ علمنيه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل بَيت مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد اللَّهُمَّ صل علينا مَعَهم اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى أهل بَيته كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد اللَّهُمَّ بَارك علينا مَعَهم صلوَات الله وصلوات الْمُؤمنِينَ على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
قَالَ وَكَانَ مُجَاهِد يَقُول إِذا سلم فَبلغ وعَلى عباد الله الصَّالِحين لقد سلّم على أهل السَّمَاء وَالْأَرْض
وَعلة هَذَا الحَدِيث أَنه من رِوَايَة عبد الْوَهَّاب بن مُجَاهِد وَقد ضعفه يحيى بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ فِيهِ الْحَاكِم يروي عَن أَبِيه أَحَادِيث مَوْضُوعه
وَله عِلّة أُخْرَى وَهِي أَن ابْن مَسْعُود الْمَحْفُوظ عَنهُ فِي التَّشَهُّد إِلَى أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ثمَّ رُوِيَ عَنهُ مَوْقُوفا وَمَرْفُوعًا فَإذْ قلت هَذَا فقد تمت صَلَاتك فَإِن شِئْت أَن تقوم فَقُمْ وَإِن شِئْت أَن تقعد فَاقْعُدْ وَالْمَوْقُوف أشبه وَأَصَح
وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود أَيْضا مَا رَوَاهُ مُحَمَّد بن حمدَان الْمروزِي حَدثنَا عبد الله بن خبيق حَدثنَا يُوسُف بن أَسْبَاط عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن رجل عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من لم يصل عَليّ فَلَا دين لَهُ
وَرُوِيَ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه من حَدِيث مُوسَى بن يَعْقُوب الزمعِي عَن عبد الله بن كيسَان عَن عبد الله بن شَدَّاد عَن ابْن
مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن أولى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَليّ صَلَاة قَالَ التِّرْمِذِيّ // حَدِيث حسن غَرِيب //
وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِم بن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث خَالِد بن مخلد عَن مُوسَى بن يَعْقُوب وَقَالَ فِيهِ عَن عبد الله بن شَدَّاد عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود
وَهُوَ فِي مُسْند الْبَزَّار وَالتِّرْمِذِيّ عِنْده عَن ابْن شَدَّاد عَن ابْن مَسْعُود وَعند أبي حَاتِم عَن ابْن شَدَّاد عَن أَبِيه عَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا خَالِد بن مخلد حَدثنَا مُوسَى فَذكره وَقَالَ عَن ابْن شَدَّاد عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود
وَقد روى ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث المَسْعُودِيّ عَن عون بن عبد الله عَن أبي فَاخِتَة عَن الْأسود بن يزِيد عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ إِذا صليتم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأحْسنُوا الصَّلَاة عَلَيْهِ فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِك يعرض عَلَيْهِ قَالَ فَقَالُوا لَهُ فَعلمنَا قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد الْمُرْسلين وَإِمَام الْمُتَّقِينَ وَخَاتم النَّبِيين مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك إِمَام الْخَيْر وقائد الْخَيْر وَرَسُول الرَّحْمَة
اللَّهُمَّ ابعثه مقَاما مَحْمُودًا يغبطه بِهِ الْأَولونَ وَالْآخرُونَ
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد
وَمن حَدِيثه أَيْضا مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث سُفْيَان عَن عبد الله ابْن السَّائِب عَن زَاذَان عَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن لله مَلَائِكَة سياحين يبلغوني عَن أمتِي السَّلَام وَهَذَا // إِسْنَاد صَحِيح //
وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِم بن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعلي عَن أَبى خَيْثَمَة عَن وَكِيع عَن سُفْيَان بِهِ