المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل   وَأما أَصْحَاب القَوْل الرَّابِع أَن آله الأتقياء من أمته فاحتجوا - جلاء الأفهام - ت الأرنؤوط

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌وَأما حَدِيث فضَالة بن عبيد رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أنس بن مَالك رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عمر بن الْخطاب رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي بن كَعْب رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أَوْس بن أَوْس رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث فَاطِمَة رضي الله عنها

- ‌وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي رَافع مولى النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌وَأما حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث رويفع بن ثَابت رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن بشير بن مَسْعُود رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي بردة بن نيار رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عمار بن يَاسر رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث جَابر بن سَمُرَة رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عبد الله بن جُزْء الزبيدِيّ رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما

- ‌واما حَدِيث مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي ذَر رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما

- ‌وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه

- ‌وَأما حَدِيث سعيد بن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه عُمَيْر البدري

- ‌فِي الْمَرَاسِيل والموقوفات

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌فِي افْتِتَاح صَلَاة الْمُصَلِّي بقول اللَّهُمَّ وَمعنى ذَلِك

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌فِي بَيَان معنى الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل

- ‌الْفَصْل الثَّالِث

- ‌فِي معنى اسْم النَّبِي صلى الله عليه وسلم واشتقاقه

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الْفَصْل الرَّابِع

- ‌فِي معنى الْآل واشتقاقه وَأَحْكَامه

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الْفَصْل الْخَامِس

- ‌فِي ذكر إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل السَّادِس

- ‌فِي ذكر الْمَسْأَلَة الْمَشْهُورَة بَين النَّاس وَبَيَان مَا فِيهَا

- ‌الْفَصْل السَّابِع

- ‌فِي ذكر نُكْتَة حَسَنَة فِي هَذَا الحَدِيث الْمَطْلُوب فِيهِ الصَّلَاة عَلَيْهِ وعَلى آله كَمَا صلى على إِبْرَاهِيم وعَلى آله

- ‌الْفَصْل الثَّامِن

- ‌فِي قَوْله اللَّهم بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل محمّد

- ‌الْفَصْل التَّاسِع

- ‌فِي اختتام هَذِه الصَّلَاة بِهَذَيْنِ الاسمين من أَسمَاء الرب سبحانه وتعالى وهما الحميد والمجيد

- ‌الْفَصْل الْعَاشِر

- ‌فِي ذكر قَاعِدَة فِي هَذِه الدَّعْوَات والأذكار الَّتِي رويت بأنواع مُخْتَلفَة كأنواع الاستفتاحات وانواع التشهدات فِي الصَّلَاة وانواع الادعية الَّتِي اخْتلفت الفاظها وانواع الاذكار بعد الاعتدالين من الرُّكُوع وَالسُّجُود

- ‌فِي مَوَاطِن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم الَّتِي يتَأَكَّد طلبَهَا إِمَّا وجوبا واما اسْتِحْبَابا مؤكداً

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّانِي من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي التَّشَهُّد الأول

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّالِث من مَوَاطِن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم الصَّلَاة عَلَيْهِ آخر الْقُنُوت

- ‌فصل

- ‌الموطن الرَّابِع من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاة الْجِنَازَة بعد التَّكْبِيرَة الثَّانِيَة

- ‌فصل

- ‌الموطن الْخَامِس من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخطْبَة

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّادِس من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاة عَلَيْهِ بعد إِجَابَة الْمُؤَذّن وَعند الْإِقَامَة

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّابِع من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الدُّعَاء

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّامِن من مَوَاطِن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم عِنْد دُخُول الْمَسْجِد وَعند الْخُرُوج مِنْهُ

- ‌فصل

- ‌الموطن التَّاسِع من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم على الصَّفَا والمروة

- ‌فصل

- ‌المواطن الْعَاشِر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد اجْتِمَاع الْقَوْم قبل تفوقهم

- ‌فصل

- ‌الموطن الْحَادِي عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد ذكره

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّانِي عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْفَرَاغ من التَّلْبِيَة

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّالِث عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم عِنْد استلام الْحجر

- ‌فصل

- ‌الموطن الرَّابِع عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْوُقُوف على قَبره

- ‌فصل

- ‌الموطن الْخَامِس عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم إِذا خرج إِلَى السُّوق أَو إِلَى دَعْوَة أَو نَحْوهَا

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّادِس عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ الرجل من نوم اللَّيْل

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّابِع عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عقب ختم الْقُرْآن

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّامِن عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم يَوْم الْجُمُعَة

- ‌فصل

- ‌الموطن التَّاسِع عشر من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْقيام من الْمجْلس

- ‌فصل

- ‌الموطن الْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْمُرُور على الْمَسَاجِد ورؤيتها

- ‌فصل

- ‌الموطن الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْهم والشدائد وَطلب الْمَغْفِرَة

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد كِتَابَة اسْمه صلى الله عليه وسلم

- ‌قَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدثنَا أسيد بن عَاصِم حَدثنَا بشر بن عبيد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نم صلى عَليّ فِي كتاب لم تزل الْمَلَائِكَة يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِك الْكتاب قَالَ

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد تَبْلِيغ الْعلم إِلَى النَّاس عِنْد التَّذْكِير والقصص والقاء الدَّرْس وَتَعْلِيم الْعلم فِي أول ذَلِك وَآخره

- ‌فصل

- ‌الموطن الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم أول النَّهَار وَآخره

- ‌فصل

- ‌الموطن الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عقب الذَّنب إِذا أَرَادَ أَن يكفر عَنهُ

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّادِس وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد إِلْمَام الْفقر أَو خوف وُقُوعه

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّابِع وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد خطْبَة الرجل الْمَرْأَة فِي النِّكَاح

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد العطاس

- ‌فصل

- ‌الموطن التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة صلى الله عليه وسلم بعد الْفَرَاغ من الْوضُوء

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد دُخُول الْمنزل ذكره الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ

- ‌فصل

- ‌الموطن الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي كل موطن يجْتَمع فِيهِ لذكر الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم إِذا نسي الشَّيْء أَو أَرَادَ ذكره

- ‌فصل

- ‌الموطن الثَّلَاث وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الْحَاجة تعرض للْعَبد

- ‌فصل

- ‌الموطن الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد طنين الْأذن

- ‌فصل

- ‌الموطن الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عقيب الصَّلَوَات

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد الذَّبِيحَة

- ‌فصل

- ‌الموطن السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاة فِي غير التَّشَهُّد

- ‌الموطن الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي بدل الصَّدَقَة

- ‌فصل

- ‌الموطن التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد النّوم

- ‌فصل

- ‌الموطن الْأَرْبَعُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد كل كَلَام ذِي بَال

- ‌فصل

- ‌الموطن الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ من مَوَاطِن الصَّلَاة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فِي أثْنَاء صَلَاة الْعِيد

- ‌فِي الْفَوَائِد والثمرات الْحَاصِلَة بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فِي الصَّلَاة على غير النَّبِي وَآله صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌ ‌فصل   وَأما أَصْحَاب القَوْل الرَّابِع أَن آله الأتقياء من أمته فاحتجوا

‌فصل

وَأما أَصْحَاب القَوْل الرَّابِع أَن آله الأتقياء من أمته فاحتجوا بِمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن جَعْفَر بن إلْيَاس بن صَدَقَة حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد حَدثنَا نوح بن أبي مَرْيَم عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من آل مُحَمَّد فَقَالَ كل تَقِيّ وتلا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا المتقون} الْأَنْفَال 38

قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن يحيى إِلَّا نوح تفرد بِهِ نعيم

وَقد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث عبد الله بن أَحْمد بن يُونُس حَدثنَا نَافِع أَبُو هُرْمُز عَن أنس فَذكره ونوح هَذَا وَنَافِع لَا يحْتَج بهما أحد من أهل الْعلم وَقد رميا بِالْكَذِبِ

وَاحْتج لهَذَا القَوْل أَيْضا بِأَن الله عز وجل قَالَ لنوح عَن ابْنه {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} هود 46 فَأخْرجهُ بشركه أَن يكون من أَهله فَعلم أَن آل الرَّسُول صلى الله عليه وسلم هم أَتْبَاعه

وَأجَاب عَنهُ الشَّافِعِي رحمه الله بِجَوَاب جيد وَهُوَ أَن

ص: 222

المُرَاد أَنه لَيْسَ من أهلك الَّذين أمرنَا بحملهم ووعدناك نجاتهم لِأَن الله سُبْحَانَهُ قَالَ لَهُ قبل ذَلِك {احْمِلْ فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْل} هود 40 فَلَيْسَ ابْنه من أَهله الَّذين ضمن نجاتهم

قلت وَيدل على صِحَة هَذَا أَن سِيَاق الْآيَة يدل على أَن الْمُؤمنِينَ بِهِ قسم غير أَهله الَّذين هم أَهله لِأَنَّهُ قَالَ سُبْحَانَهُ {احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمن آمن} فَمن آمن مَعْطُوف على الْمَفْعُول بِالْحملِ وهم الْأَهْل والاثنان من كل زَوْجَيْنِ

وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِحَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع الْمُتَقَدّم قَالُوا وَتَخْصِيص وَاثِلَة بذلك أقرب من تَعْمِيم الْأمة بِهِ وَكَأَنَّهُ جعل وَاثِلَة فِي حكم الْأَهْل تَشْبِيها بِمن يسْتَحق هَذَا الِاسْم

فَهَذَا مَا احْتج بِهِ أَصْحَاب كل قَول من هَذِه الْأَقْوَال

وَالصَّحِيح هُوَ القَوْل الأول ويليه القَوْل الثَّانِي وَأما الثَّالِث وَالرَّابِع فضعيفان لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد رفع الشُّبْهَة بقوله إِن الصَّدَقَة لَا تحل لآل مُحَمَّد

وَقَوله إِنَّمَا يَأْكُل آل مُحَمَّد من هَذَا المَال

وَقَوله اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل مُحَمَّد قوتاً وَهَذَا لَا يجوز أَن يُرَاد بِهِ عُمُوم الْأمة قطعا فَأولى مَا حمل عَلَيْهِ الْآل فِي الصَّلَاة الْآل المذكورون فِي سَائِر أَلْفَاظه وَلَا يجوز الْعُدُول عَن ذَلِك

وَأما تنصيصه على الْأزْوَاج والذرية فَلَا يدل على اخْتِصَاص الْآل بهم بل هُوَ حجَّة على عدم الِاخْتِصَاص بهم لما روى أَبُو دَاوُد من حَدِيث نعيم المجمر عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه فِي

ص: 223

الصَّلَاة عَليّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وأزواجه أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَذريته وَأهل بَيته كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم فَجمع بَين الْأزْوَاج والذرية والأهل وَإِنَّمَا نَص عَلَيْهِم بتعيينهم ليبين أَنهم حقيقيون بِالدُّخُولِ فِي الْآل وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِخَارِجِينَ مِنْهُ بل هم أَحَق من دخل فِيهِ وَهَذَا كنظائره من عطف الْخَاص على الْعَام وَعَكسه تَنْبِيها على شرفه وتخصيصاً لَهُ بِالذكر من بَين النَّوْع لِأَنَّهُ من أَحَق أَفْرَاد النَّوْع بِالدُّخُولِ فِيهِ وَهنا للنَّاس طَرِيقَانِ

أَحدهمَا أَن ذكر الْخَاص قبل الْعَام أَو بعده قرينَة تدل على أَن المُرَاد بِهِ بِالْعَام مَا عداهُ

وَالطَّرِيق الثَّانِي أَن الْخَاص ذكر مرَّتَيْنِ مرّة بِخُصُوصِهِ وَمرَّة بشمول الِاسْم الْعَام لَهُ تَنْبِيها على مزِيد شرفه وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} الْأَحْزَاب 7

وَقَوله تَعَالَى {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} الْبَقَرَة 98

وَأَيْضًا فَإِن الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم حق لَهُ ولآله دون سَائِر الْأمة وَلِهَذَا تجب عَلَيْهِ وعَلى آله عِنْد الشَّافِعِي رحمه الله وَغَيره كَمَا سَيَأْتِي وَإِن كَانَ عِنْدهم فِي الْآل اخْتِلَاف وَمن لم يُوجِبهَا فَلَا ريب أَنه يستحبها عَلَيْهِ وعَلى آله ويكرهها أَو لَا يستحبها لسَائِر الْمُؤمنِينَ أَو لَا يجوزها على غير النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَآله فَمن قَالَ إِن آله فِي الصَّلَاة كل الْأمة فقد أبعد غَايَة الإبعاد

ص: 224

وَأَيْضًا فَإِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم شرع فِي التَّشَهُّد السَّلَام وَالصَّلَاة فشرع فِي السَّلَام تَسْلِيم الْمُصَلِّي على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أَولا وعَلى نَفسه ثَانِيًا وعَلى سَائِر عباد الله الصَّالِحين ثَالِثا

وَقد ثَبت عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ فَإِذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبد لله صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وَأما الصَّلَاة فَلم يشرعها إِلَّا عَلَيْهِ وعَلى آله فَقَط فَدلَّ على أَن آله هم أَهله وأقاربه

وَأَيْضًا فَإِن الله سُبْحَانَهُ أمرنَا بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ بعد ذكر حُقُوقه وَمَا خصّه بِهِ دون أمته من حل نِكَاحه لمن تهب نَفسهَا لَهُ وَمن تَحْرِيم نِكَاح أَزوَاجه على الْأمة بعده وَمن سَائِر مَا ذكر مَعَ ذَلِك من حُقُوقه وتعظيمه وتوقيره وتبجيله

ثمَّ قَالَ تَعَالَى {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُول الله وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً} الْأَحْزَاب 53 ثمَّ ذكر رفع الْجنَاح عَن أَزوَاجه فِي تكليمهن آباءهن وأبناءهن ودخولهم عَلَيْهِنَّ وخلوتهم بِهن ثمَّ عقب ذَلِك بِمَا هُوَ حق من حُقُوقه الأكيدة على أمته وَهُوَ أَمرهم بصلاتهم عَلَيْهِ وسلامهم مستفتحاً ذَلِك الْأَمر بإخباره بِأَنَّهُ هُوَ وَمَلَائِكَته يصلونَ عَلَيْهِ فَسَأَلَ الصَّحَابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على أَي صفة يؤدون هَذَا الْحق فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد فَالصَّلَاة على آله هِيَ من تَمام الصَّلَاة عَلَيْهِ وتوابعها لِأَن ذَلِك

ص: 225

مِمَّا تقر بِهِ عينه ويزيده الله بِهِ شرفاً وعلواً صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا

وَأما من قَالَ إِنَّهُم الأتقياء من أمته فَهَؤُلَاءِ هم أولياؤه فَمن كَانَ مِنْهُم من أقربائه فَهُوَ من أوليائه وَمن لم يكن مِنْهُم من أقربائه فهم من أوليائه لَا من آله فقد يكون الرجل من آله وأوليائه كَأَهل بَيته وَالْمُؤمنِينَ بِهِ من أَقَاربه وَلَا يكون من آله وَلَا من أوليائه وَقد يكون من أوليائه وَإِن لم يكن من آله كخلفائه فِي أمته الداعين إِلَى سنته الذابين عَنهُ الناصرين لدينِهِ وَإِن لم يكن من أَقَاربه

وَثَبت فِي الصَّحِيح عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ إِن آل أبي فلَان لَيْسُوا لي بأولياء إِن أوليائي المتقون أَيْن كَانُوا وَمن كَانُوا

وَغلط بعض الروَاة فِي هَذَا الحَدِيث وَقَالَ إِن آل أبي بَيَاض وَالَّذِي غر هَذَا أَن فِي الصَّحِيح إِن آل أبي لَيْسُوا لي بأولياء وأخلى بَيَاضًا بَين أبي وَبَين لَيْسُوا فجَاء بعض النساخ فَكتب على ذَلِك الْموضع بَيَاض يَعْنِي أَنه كَذَا وَقع فجَاء آخر فَظن أَن بَيَاض هُوَ الْمُضَاف إِلَيْهِ فَقَالَ أبي بَيَاض وَلَا يعرف فِي الْعَرَب أَبُو بَيَاض وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يذكر ذَلِك وَإِنَّمَا سمى قَبيلَة كَبِيرَة من قبائل قُرَيْش وَالصَّوَاب لمن قَرَأَهَا فِي ذَلِك النّسخ أَن يَقْرَأها إِن آل

ص: 226

أبي بَيَاض بِضَم الضَّاد من بَيَاض لَا بجرها وَالْمعْنَى وَثمّ بَيَاض أَو هُنَا بَيَاض

وَنَظِير هَذَا مَا وَقع فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل وَنحن يَوْم الْقِيَامَة أَي فَوق كَذَا انْظُر وَهَذِه الْأَلْفَاظ لَا معنى لَهَا هُنَا أصلا وَإِنَّمَا هِيَ من تَخْلِيط النساخ والْحَدِيث بِهَذَا السَّنَد والسياق فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد وَنحن يَوْم الْقِيَامَة على كوم أَو تل فَوق النَّاس فَاشْتَبَهَ على النَّاسِخ التل أَو الكوم وَلم يفهم مَا المُرَاد فَكتب على الْهَامِش انْظُر وَكتب هُوَ أَو غَيره كَذَا فجَاء آخر فَجمع بَين ذَلِك كُله وَأدْخلهُ فِي متن الحَدِيث سمعته من شَيخنَا أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن تَيْمِية رحمه الله

وَالْمَقْصُود أَن الْمُتَّقِينَ هم أَوْلِيَاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأولياؤه هم أحب إِلَيْهِ من آله

قَالَ الله تَعَالَى {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظهير} التَّحْرِيم 4

وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي النَّاس أحب إِلَيْك قَالَ عَائِشَة

ص: 227

رَضِي الله عَنْهَا قيل من الرِّجَال قَالَ أَبوهَا رضي الله عنه // مُتَّفق عَلَيْهِ //

وَذَلِكَ أَن الْمُتَّقِينَ هم أَوْلِيَاء الله كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذين آمنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يُونُس 62 63 وأولياء الله سبحانه وتعالى أَوْلِيَاء لرَسُوله صلى الله عليه وسلم

وَأما من زعم أَن الْآل هم الأتباع فَيُقَال لَا ريب أَن الأتباع يُطلق عَلَيْهِم لفظ الْآل فِي بعض الْمَوَاضِع بِقَرِينَة وَلَا يلْزم من ذَلِك أَنه حَيْثُ وَقع لفظ الْآل يُرَاد بِهِ الأتباع لما ذكرنَا من النُّصُوص وَالله أعلم

ص: 228