المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب الملاحم وأشراط الساعة - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٤

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب أهل البيت وأصهَاره صلى الله عليه وسلم

- ‌مناقب المهاجرين والأنصَار رضي الله عنهم

- ‌فضائل هذه الأمّة

- ‌فضائل قريش وغيرهم من قبَائل العرب وفضائل العجم والروم

- ‌فضائل جماعة من غير الصحابة

- ‌فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد زمه

- ‌كتاب القصص

- ‌كتاب بدء الخلق وعجائبه

- ‌كتاب الأذكار والأدعية

- ‌فضل الذكر والدعاء

- ‌وقت الدعاء وحال الداعي وكيفية الدعاء وغير ذلك

- ‌اسم الله الأعظم وأسماؤه الحسنى

- ‌أدعية الصلاة

- ‌أدعية الصباح والمساء والنَّوم والانتباه

- ‌أدعية البيت والمسجد دخولاً وخروجًا وأدعية المجلس والسفر

- ‌أدعية الكرب والاستخارة والحفظ والطعام والشراب واللباس وغير ذلك

- ‌أدعية رؤية الهلال وعند الرعد والسحاب والريح والعطاس ودعاء عرفة وليلة القدر

- ‌أدعية غير مؤقتة وفيها الاستعاذة

- ‌الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الزهد والفقر والأمل والأجل والحرص

- ‌كتاب الخوف والرقائق والمواعظ

- ‌كتاب التوبة والعفو والمغفرة

- ‌كتاب الفتن أعاذنا الله منها

- ‌ما ورد من فتن مسماة

- ‌كتاب الملاحم وأشراط الساعةِ

- ‌كتاب القيامة وأحوالها من الحشر والحساب والحوض والصراط والميزان والشفاعة

- ‌كتاب الجنة والنّار وما فيهما

- ‌رؤية الله تعالى في دار الخلد

الفصل: ‌كتاب الملاحم وأشراط الساعة

9860 -

خلفُ بنُ حوشبٍ: قال: كانُوا يستحبونَ أن يتمثلُوا بهذه الأبياتِ عند الفتنِ. الحربُ أوَّلُ ما تكونُ فتنة. تسعى بزينتها لكل خليلِ. حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامُها. ولت عجوزًا غير ذات حليلِ. شمطاء تنكر لونها وتغيرت. مكروهةً للشمِ والتقبيلِ (1). للبخاري.

(1) ذكره البخاري معلقًا تحت باب الفتن التي تهوج كموج البحر - كتاب الفتن (13/ 52).

ص: 175

9861 -

عمرُ: ولد لأخي أمِّ سلمة زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ، فسموهُ الوليدَ، فقال صلى الله عليه وسلم:«سميتموهُ بأسماءِ فراعنتكُم، ليكُوننَّ في هذه الأمةِ رجلٌ يقالُ لهُ الوليدُ، لهو أشدُ على هذه الأمة من فرعونَ لقومه» (1). لأحمد.

(1) أحمد (1/ 18). وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 125: هذا خبر باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولا عمر ولا سعيد حدث به ولا الزهري رواه.

ص: 175

9862 -

أبو أسحاقَ: قلتُ لابن عمرَ: إنَّ المختارَ يزعُم أنهُ يوحى إليهِ، قالَ: صدق {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: الآية121](1). للأوسطِ.

(1) الطبراني في "الأوسط"(924) وقال الهيثمي (7/ 333): رجاله رجال الصحيح.

ص: 175

‌كتاب الملاحم وأشراط الساعةِ

ص: 175

9863 -

أبو هريرة: رفعهُ: «بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ، يعني إصبعيه» (1). للبخاري.

(1) البخاري (6505) ومن حديث سهل بن سعد (6503) ولمسلم من حديث سهل (2950) ومن حديث أنس للبخاري (6504) ، ومسلم (2951).

ص: 175

(1) الترمذي (2213)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(2339)، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال: غريب من حديث المستورد بن شداد، وقال الألباني: ضعيف (388).

ص: 175

(1) البخاري (7118) ومسلم (2902).

ص: 176

9866 -

ابنُ عمر: رفعهُ: «ستخرجُ نارٌ من حضرموتَ قبل القيامةِ تحشرُ الناسَ» ، قالوا: يا رسولَ الله! فما تأمرنا؟ قال: «عليكُم بالشامِ» (1). للترمذي.

(1) الترمذي (2217) وقال: حسن غريب صحيح، وقال الألباني: صحيح (1805).

ص: 176

(1) البخاري (3329) مطولاً في قصة إسلام عبد الله بن سلام.

ص: 176

9869 -

وفي روايةٍ: «وهم أهلُ هذا البارزِ» . يعني أهل فارسٍ (1).

(1) البخاري (3591).

ص: 176

(1) مسلم (2912)، وأبو داود (4303)، والنسائي (6/ 44 - 45).

ص: 176

9871 -

ولأبي داود عن بريدة نحوه وفيه: «تسوقونهم ثلاث مرارٍ حتى تُلحقُوهُم بجزيرة العربِ، فأمَّا في

⦗ص: 177⦘

السياقةِ الأولى فينجُو من هربَ منهُم، وأمَّا في الثانيةِ فينجُو بعضٌ ويهلكُ بعضٌ، وأمَّا في الثالثة فيصطلمون» (1). (2).

(1) الاصطلام: افتعال. من الصلم: القطع.

(2)

أبو داود (4305) وقال الألباني: ضعيف (927).

ص: 176

9873 -

ابنُ مسعودٍ: قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُقسمَ ميراثٌ، ولا يُفرحَ بغنيمةٍ» ، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشَّام فقال عدوٌّ يجمعونَ لأهلِ الإسلامِ، ويجمعُ لهم أهلُ الإسلام، قيلَ لهُ تعني الرومَ؟ قال: نعم، ويكونُ عند ذاكُم القتالِ ردةٌ شديدةٌ، فيشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاءِ، وكلٌّ غير غالبٍ، وتفنى الشُّرطةُ، ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يمسُوا، فيفئ هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالبٍ وتفنى الشُّرطةُ، فإذا كان في اليومِ الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلامِ، فيجعلُ الله الدائرةَ عليهم، فيقتتلونَ مقتلةً لا يُرى

⦗ص: 178⦘

مثلها، حتى إنَّ الطائر ليمرُّ بجنباتهم، فما يُخلِّفهُم حتى يخرَّ ميتًا، فيتعادُّ بنو الأبِ، كانُوا مائةً فلا يجدونهُ بقي منهم إلا الرجلُ الواحدُ فبأي غنيمةٍ يفرحُ أو أيُّ ميراثٍ يقسَّمُ؟ فبينما همُ كذلكَ، إذ سمعُوا بناسٍ هُم أكثرُ من ذلكَ، فجاءهُم الصريخُ؛ إنَّ الدجالَ قد خلفهُم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارسَ طليعةً، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إني لأعرفُ أسماءهُم، وأسماءَ آبائهم، وألوان خيولهم، هُم خيرُ فوارس على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ، أو قال من خير فوارسَ» (1).

(1) مسلم (2899).

ص: 177

(1) الترمذي (2170) وقال: حديث حسن. وقال الألباني: ضعيف (383).

ص: 178

(1) الترمذي (2209) وقال حسن غريب. وقال الألباني: صحيح (1799).

ص: 179

9879 -

أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تضطربَ ألياتُ نساءِ دوسٍ على ذي الخلصةِ» ، وذو الخلصةِ طاغيةُ دوسٍ التي كانُوا يعبدونَ في الجاهليةِ (1).

(1) البخاري (7116) ومسلم (2906).

ص: 179

وفي روايةٍ: أنهُ في تبالةَ (1).

(1) لمسلم (2906).

ص: 179

(1) البخاري (3517) ، ومسلم (2910).

ص: 179

9882 -

أنسُ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ على أحدٍ يقولُ الله الله» (1). لمسلم والترمذي.

(1) مسلم (148) ، والترمذي (2207).

ص: 179

9884 -

ابن مسعودٍ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ إلَاّ على شرار الناسِ» (1). لمسلم.

(1) مسلم (2949).

ص: 179

(1) البخاري (7119) ومسلم (2894)، وأبو داود (4313). والترمذي (2569).

ص: 179

(1) أبو داود (581) وقال الألباني: ضعيف (114).

ص: 180

9891 -

أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتانِ عظيمتان، يكونُ بينهما مقتلهُ عظيمةٌ دعواهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجالونَ كذابونَ قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعمُ أنهُ رسولُ الله، وحتى يُقبضَ العلمُ، وتكثر الزلازلُ، ويتقاربَ الزمانُ، وتظهرَ الفتنُ، ويكثرَ الهرجُ، وهو القتلُ، وحتى يكثر فيكمُ المالُ فيفيض، حتى يهمَّ رب المالِ من يقبلُ صدقته، وحتى يعرضهُ فيقولَ

⦗ص: 181⦘

الذي عُرض هو عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاولَ الناسُ في البنيان، وحتى يمرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ فيقول: يا ليتني مكانهُ، وحتى تطلعَ الشمسُ من مغربها فإذا طلعت ورآها الناسُ آمنوا أجمعون، فذلك حينَ لا ينفعُ نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت في إيمانها خيرًا، فلتقومنَّ الساعةُ وقد نشر الرجلانِ ثوبهما بينهما فلا يتبايعانهِ ولا يطويانه، ولتقومنَّ الساعةُ وقد انصرفَ الرجلُ بلبنٍ لقحته فلا يطعمُهُ، ولتقومنَّ الساعةُ وهو يليطُ حوضهُ فلا يُسقى فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلتهُ إلى فيه فلا يطعمها» (1).

(1) البخاري (7121) واللفظ له، ومسلم (157) باختصار.

ص: 180

(1) مسلم (157).

ص: 181

(1) مسلم (2901/ 40)، والترمذي (2183).

ص: 181

(1) مسلم (2901/ 40)، والترمذي (2183).

ص: 181

9896 -

أبو هريرة رفعه: «إذا اتُّخذ الفيء دولاً، والأمانةُ مغنمًا، والزكاةُ مغرمًا، وتعلِّم العلمُ لغير الدينِ، وأطاع الرجلُ امرأتهُ، وعقَّ أمَّهُ، وأدنى صديقهُ وأقصى أباهُ، وظهرتِ الأصواتُ في المسجدِ، وسادَ القبيلة فاسقهمُ، وكانَ زعيمُ القوم أرذلهم،

⦗ص: 182⦘

وأكرم الرجلُ مخافةَ شرِه، وظهرتِ القيناتُ والمعازفُ، وشُربت الخمور، ولعن آخرُ هذه الأمةِ أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراءَ، وزلزلةً وخسفًا ومسخًا، وقذفًا، وآياتٍ تتابعُ كنظام بال انقطع سلكُه فتتابعُ». (1) للترمذي.

(1) الترمذي (2211)، وقال: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (387):ضعيف.

ص: 181

9898 -

ابنُ عمرو بن العاصِ رفعهُ: أولُ الآية خروجًا، طلوعُ الشمسِ من مغربها، وخروجُ الدابةِ على الناسِ ضحىً، وأيتُهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا. (1) لمسلمٍ وأبي داودَ.

(1) مسلم (2941)، وأبو داود (4310).

ص: 182

(1) الطبراني في "الأوسط"(4/ 319)، وقال الهيثمي (8/ 7): وفيه رباح بن عبيد الله بن عمر وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2352).

ص: 182

9901 -

حذيفةُ بنُ أسيدٍ أراهُ رفعهُ: «تخرجُ الدابةُ من أعظم المساجدِ، فبينما هم كذلك إذا رنتِ الأرضُ، فبينما هُم كذلك إذ تصدَّعت، قال ابنُ عيينةَ: تخرجُ حتى

⦗ص: 183⦘

يسيرَ الإِمامُ من جمعٍ، وإنما جُعل سابق الحاجِ ليخبرَ الناسَ أنَّ الدابةَ لم تخرج». (1) للأوسط.

(1) الطبراني في "الأوسط"(2/ 176)، وقال الهيثمي (8/ 7): رجاله ثقات.

ص: 182

(1) أبو داود (4295) والترمذي (2238) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(925).

ص: 183

(1) أبو داود (4296) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(926)

ص: 183

9906 -

ابنُ عمرو بن العاصِ: بينما نحنُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم نكتبُ، إذ سُئل: أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولاً، قسطنطينةَ أو روميةَ؟ فقال:«لا بل مدينةَ هرقلٍ أولاً» (1) للدارمي.

(1) الدارمي (486)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(4).

ص: 183

9907 -

عائشة رفعتهُ: «يكونُ في آخرِ هذه الأمةِ خسفٌ، ومسخٌ، وقذفٌ» قلتُ: يا رسولَ الله! أنهلكُ وفينا الصالحونَ؟ قال: «نعم، إذا كثُر الخبثُ» (1). للترمذي.

(1) الترمذي (2185) وقال: هذا حديث غريب. وصححه الترمذي في "صحيح سنن الترمذي"(1776).

ص: 184

9909 -

جابرُ سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم «يقولُ قبلَ أن يموتَ بشهرٍ: تسألوني عن الساعةِ وإنَّما علمُها عند الله، وأقُسمُ بالله ما على الأرضِ من نفسٍ منفوسةٍ اليومَ يأتي عليها مائةُ سنةٍ وهي حيةٌ يومئذٍ» ، فسَّرها عبد الرحمن صاحبُ السقايةِ نقصَ العمرِ، وقال ابنُ أبي الجعدِ: إنما هي نفسٌ مخلوقةٌ يومئذٍ. (1) لمسلم والترمذي.

(1) مسلم (2538)، والترمذي (2250).

ص: 184

9910 -

لهما وللبخاري ولأبي داود عن ابن عمر بنحوه وفيه: يريدُ بذلك أن ينخرمَ ذلك القرنُ. (1)

(1) البخاري (601)، ومسلم (2537)، وأبو داود (4348)، والترمذي (2251).

ص: 184

9911 -

عائشةُ كانَ الأعرابُ إذا قدمُوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سألُوهُ عن الساعةِ متى الساعةُ؟ فينظرُ إلى أحدثِ الناسِ منهم، فيقولُ:«إنَّ يعشْ هذا لم يدركهُ الهرمُ حتى قامت عليكمُ الساعةُ» (1). قال هشامُ: يعني موتهُ. للشيخينِ.

(1) البخاري (6511)، ومسلم (2952).

ص: 184

(1) مسلم (2539).

ص: 185

(1) أبو داود (4282)، والترمذي (2231) وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(3601): حسن صحيح.

ص: 185

9914 -

أم سلمةَ رفعتهُ: «المهدي من عترتي من ولد فاطمةَ» لأبي داود. (1)

(1) أبو داود (4284) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(3603)، وابن ماجه (4086).

ص: 185

(1) أبو داود (4285) والترمذي (2232) وقال: حسن. وابن ماجه (4083)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(3604)

ص: 185

9916 -

علي: ونظرَ إلى ابنهِ الحسنِ فقال: إنَّ ابني هذا سيدكُما، سمَّاهُ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وسيخرجُ من صلبهِ رجلٌ يُسمى باسم نبيِّكُم، يشبُههُ في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْق. لأبي داود. (1)

(1) أبو داود (4290) ضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود"(924).

ص: 185

(1) ابن ماجه (4085) وقال البوصيري في "زوائده"(528): هذا إسناد فيه مقال. وحسنه الألباني. "صحيح سنن ابن ماجه"(3300).

ص: 185

9918 -

فاطمةُ بنتُ قيسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ، فنُودي الصلاةُ جامعةٌ، فلمَّا قضى الصلاة جلس على المنبر وهو يضحكُ، فقال:«ليلزم كلُّ إنسان مصلاهُ» ، ثم قال:«هل تدرون لم جمعتُكم» ؟ قالوا: الله ورسولهُ أعلمُ، قال: «إني ما

⦗ص: 186⦘

جمعتُكُم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ، ولكن جمعتُكُم لأن تميمًا الداري كان رجلاً نصرانيًا، فجاء فبايعَ وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنتُ أحدثكُم عن المسيحِ الدجالِ، حدثني أنهُ ركبَ في سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجلاً من لخمٍ وجذامَ، فلعب بهمُ الموجُ شهرًا في البحرِ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحرِ حيثُ مغربُ الشمس، فجلسُوا في أقرب السفينة، فلقيتهم دابةٌ أهلبُ كثير الشَّعر، لا يدرون ما قبله من دُبره، فقالوا: ويلك ما أنتِ؟ قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: وما الجساسةُ؟ قالت: أيُّها القومُ انطلقُوا إلى هذا الرجل الذي في الدير فإنهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، قال: لمَّا سمَّت لنا رجلاً فزعنا منها أن تكونَ شيطانةٌ، فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناهُ قطُّ خلقًا، وأشدُّهُ وثاقًا، مجموعةٌ يداهُ إلى عنقهِ ما بين ركبتيهِ إلى كعبيه بالحديدِ، قلنا: ويلك ما أنت؟

قال: قد قدرتُم على خبري فأخبروني ما أنتمُ قالوا: نحنُ ناسٌ من العربِ، ركبنا في سفينةٍ بحريةٍ فصارفنا البحرُ حين اغتلمَ فلعب بنا الموجُ شهرًا، ثم أرفئنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلبُ كثيرُ الشعرِ لا ندري ما قبلهُ من دُبرهِ من كثرةِ الشعرِ، فقلنا: ويلك ما أنتِ؟ فقالت: الجساسةُ، قلنا: وما الجساسةُ؟ قالت: اعمُدوا إلى هذا الرجلِ الذي في الدير فإنَّهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، فأقبلنا إليكَ سراعًا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكونَ شيطانةٌ، فقالَ: أخبروني عن نخل بيسانَ، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: أسألكُم عن نخلها هل يثمُر؟ فقلنا له: نعم، قال: أما إنها توشكُ أن لا تُثمر، قال: أخبروني عن بحيرةِ طبرية، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قالَ: هل فيها ماءٌ؟ قالوا: هي كثيرةُ الماءِ، قال: أما ماؤها يوشكُ أن يذهبَ، قالَ: أخبروني عن عين زُغر، قالوا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: هل في العينِ ماءٌ، وهل يزرعُ أهلها بماءِ العينِ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماءِ، وأهلها يزرعونَ من مائها، قال: أخبروني عن نبيِّ الأميين ما فعل؟ قالُوا: قد خرج من مكَّة، ونزل يثرب، قال: أقاتلُه العربُ؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العربِ وأطاعوهُ، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال أما إنَّ ذلك خيرٌ لهم أن يطيعُوهُ، وإني مخبركُم عني، أنا المسيحُ، وإني يوشكُ أن يؤذنَ لي في الخروجِ، فأخرجَ وأسير في الأرضِ، فلا أدُع قريةً إلا هبطتُها في أربعين ليلةً غير مكةً وطيبةَ، فأنهما

⦗ص: 187⦘

محرمتان علىَّ كلتاهما، كلَّما أردتُ أن أدخل واحدةً منهما، استقبلني ملكٌ بيده السيفُ، صلتًا يصدُّني عنها، وإنَّ على كلِّ نقبٍ من أنقابها ملائكة يُحرسونها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنَ بمخصرته في المنبر، هذه طيبةُ هذه طيبةُ هذه طيبةُ، ألا هل كنتُ حدثتكُم ذاك؟ فقال الناسُ:

نعم، قال: فإنه قد أعجبني حديثُ تميمٍ، إنه وافق الذي كنتُ أحدثكُم عنهُ وعن المدينة ومكة، إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمنِ، لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق. من قبل المشرق ما هو» وأومأ بيده إلى المشرق، قالت: فحفظتُ هذا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. (1)

(1) مسلم (2942)، وأبو داود (4326).

ص: 185

9919 -

ومن رواياته: قالت: فسمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو على المنبرِ يخطبُ، فقال: «إن بني عمٍّ لتميم الداري ركبُوا في البحر

» وساقوا الحديث. (1)

(1) مسلم (2942).

ص: 187

9920 -

ومنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخرجَ تميمًا إلى الناسِ فحدثهُم. (2)

ص: 187

9921 -

ومنها: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «أيها الناسُ، حدثني تميمُ الداري أنَّ أناسًا من قومه كانُوا في البحر في سفينة فخرجُوا إلى جزيرة

» وساق الحديث. (1)

(1) مسلم (2942) والترمذي (2253) وقال: حديث حسن صحيح غريب.

ص: 187

9922 -

ومنها قالت: صلى الظهرَ ثمَّ صعدَ المنبرَ. (1)

(1) أبو داود (4327) وقال المنذري في "مختصره"(6/ 180): وفي إسناده مجالد بن سعيد.

ص: 187

9923 -

ومنها: أنهُ أخَّر العشاءَ الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرجَ. فقالَ:«إنه حبسني حديثٌ كان يحدثنيه تميمُ الداري عن رجلٍ كان في جزيرةٍ» . بنحوه.

وفيه: أنَّ الجساسةَ قالت له: اذهبْ إلى ذلك القصرِ، فأتيتُه، فإذا رجلٌ يجرُّ شعره مسلسلٌ في الأغلالِ ينزو فيما بين السماءِ والأرض. (1)

(1) أبو داود (4325) وقال المنذري في "مختصره"(6/ 178): في إسناده عثمان بن عبد الرحمن صححه الألباني في "المشكاة"(5484).

ص: 187

9924 -

ومنها: أنَّ أناسًا من أهلِ فلسطين ركبُوا سفينةً في البحر، فجالت بهم بنحوه، وفيه: قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبرُكم ولا أستخبرُكم، ولكن ائتوا أقصى القريةِ، فإنَّ ثمَّ من يخبركم ويستخبركُم، فأتينا أقصى القريةِ فإذا رجلٌ موثَّقٌ بنحوه، وفيه:

⦗ص: 188⦘

قال: أخبروني عن نخلِ بيسانَ الذي بين الأردنِ وفلسطين هل أطعمَ؟ قلنا: نعم. لمسلم والترمذي وأبي داود. (1)

(1) الترمذي (2253) وقال: حديث حسن صحيح وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي"(1837).

ص: 187

9925 -

وله عن جابر نحوه وفيه: شهدَ جابرُ أنه ابنُ صيادٍ، قلتُ: فإنهُ قد ماتَ، قال: وإن ماتَ، قلتُ: فإنَّهُ أسلمَ، قالَ: وإن أسلم، قلتُ: فإنه قد دخل المدينةَ، قالَ: وإن دخلَ المدينةَ. (1)

(1) أبو داود (4328) وقال الحافظ في "الفتح"(13/ 329): سنده حسن. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(930).

ص: 188

9926 -

النواسُ بنُ سمعانَ: ذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الدجالَ ذات غداةٍ فخفضَ فيهِ ورفعَ حتى ظنناهُ في طائفةِ النخلِ، فلمَّا رُحنا إليه عرفَ ذلك فينا فقال:«ما شأنُكُم؟» قلنا: يا رسولَ الله! ذكرتَ الدجالَ غداةً فخفضتَ فيهِ ورفعت حتى ظنناهُ في طائفة النخلِ، فقال:«غيرُ الدجالِ أخوفني عليكُم، إن يخرج وأنا فيكُم فأنا حجيجُه دونكُم، وإن يخرج ولستُ فيكُم فامرؤ حجيجُ نفسهِ، والله خليفتي على كلِّ مسلمٍ، إنهُ شابٌ قططُ عينه طافيةٌ، كأني أشبهُهُ بعبدِ العُزى بن قطنٍ، فمن أدركه منكُم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهف، فإنَّهُ خارجُ خلةٍ بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاثَ شمالاً، يا عبادَ الله فاثبتُوا» ، قلنا: يا رسولَ الله! فما لبثهُ في الأرضِ؟ قال: «أربعونَ يومًا، يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وسائرُ أيامِه كأيامكُم» ، قلنا: يا رسولَ الله! فذاك اليومُ الذي كسنةٍ أتكفينا في صلاةُ يومٍ؟ قالَ: «لا، اقدرُوا له قدرهُ» ، قلنا: يا رسولَ الله، وما إسراعُهُ في الأرضِ؟ قالَ: «كالغيثِ استدبرتهُ الريحُ، فيأتي على القوم فيدعُوهُم فيؤمنونَ به ويستجيبونَ له، فيأمرُ السماء فتُمطرُ، والأرضَ فتنبتُ، فتروحُ عليهم سارحتُهم أطول ما كانت درًّا، وأشبعهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومُ فيدعُوهم فيردونَ عليه قولهُ، فينصرفَ عنهم، فيصبحوا ممحلينَ ليسَ

⦗ص: 189⦘

بأيديهم شيءٌ من أموالهم ويمرُّ بالخربةِ فيقولُ لها: أخرجي كنوزكِ، فتتبعُه: كنوزُها كيعاسيب النحلِ، ثم يدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيفِ فيقطعهُ جزلتين رمية الغرضِ، ثم يدعُوه فيقبلُ ويتهللُ وجهُهُ ويضحكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيحَ بن مريم، فينزلُ عند المنارةِ البيضاءِ شرقيِّ دمشق بينَ مهرودتين، واضعٌ كفيهِ على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسهُ قطرَ، وإذا رفعَ تحدَّرَ منهُ جمانُ اللؤلؤ، فلا يحل لكافرٍ يجدُ ريح نفسهِ إلا

ماتَ، ونفسهُ ينتهي حيثُ ينتهي طرفُهُ، فيطلبُهُ حتى يدركهُ ببابِ لدٍّ فيقتلهُ، ثم يأتي عيسىَ قومٌ قد عصمهُم الله منهُ، فيمسحَ عن وجوههم ويحدثُهم بدرجاتهم في الجنَّةِ، فبينما هو كذلك إذا أوحى الله تعالى إلى عيسي أني قد أخرجتُ عبادًا لي لا يدانِ لأحدٍ بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطورِ، ويبعثُ الله يأجوج ومأجوجَ، وهُم من كلِّ حدبٍ ينسلونَ، فيمرُّ أوائلهُم على بحيرةِ طبرية فيشربونَ ما فيها، ويمرُّ آخرهُم فيقولون: لقد كانَ بهذه مرةً ماءٌ، ويحصر نبيُّ الله عيسىَ وأصحابُه حتى يكونَ رأسُ الثورِ لأحدهم خيرًا من مائةِ دينارٍ، لأحدكم اليومَ، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ، فيرسلَ الله عليهمُ النغفَ في رقابهم، فيصبحونَ فرسىَ كموتِ نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبطُ عيسى وأصحابهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شبرٍ إلا ملأهُ زهمُهُم ونتنُهم، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ إلى الله تعالى، فيرسلَ الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهُم فتطرحهُم حيثُ شاءَ الله، ثم يرسلُ الله مطرًا لا يكُن منه بيتُ مدرٍ ولا وبرٍ فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزلقة، ثم يقالُ للأرضٍ: أنبتي ثمرتك، وردي بركتكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ من الرمانةِ يستظلونَ بقحفها، ويباركُ الله في الرسلِ حتى أن اللقحةَِ من الإِبلِ لتكفي الفئامَ من الناسِ، واللقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناسِ، واللقحةُ من الغنم لتكفي الفخذ من الناسِ، فبينما هم كذلك إذ بعثَ الله تعالى ريحًا طيبةً، فتأخذهُم تحت آباطهم، فتقبضَ روحُ كلِّ مؤمن وكلِّ مسلمٍ، ويبقىَ شرارُ الناسِ يتهارجونَ فيها تهارج الحُمر، فعليهم تقومُ الساعةُ».

وفي روايةٍ: بعد قوله: «لقد

⦗ص: 190⦘

كان بهذه مرةً ماءٌ: ثم يسيرونَ حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ، وهو جبلٌ بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرضِ، فلنقتلَ من في السماءِ، فيرمون بنشابهم إلى السماءِ، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبةً دماءً». لمسلم وأبي داود والترمذي. (1)

(1) مسلم (2937) وأبو داود (4321) والترمذي (2240).

ص: 188

9927 -

وللقزويني بضعفٍ نحوه عن أبي أمامةَ وفيه: «إنَّ من فتنتهِ أن يقول لأعرابيّ: أرأيت إن بعثتُ إليك أباكَ وأمك، أتشهدُ إني ربُّك؟ فيقول: نعم، فيتمثل لهُ شيطانانِ في صورة أبيهِ وأمهِ فيقولانِ: يا بنيَّ! اتبعهُ فإنهُ ربُّك، وفيه: لا يبقى شيء من الأرضِ إلا وطأهُ، إلا مكةَ والمدينة فإنَّه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيتهُ الملائكةُ بالسيوفِ صلتةً، حتى ينزل عند الظريبِ الأحمرِ عند منقطعِ السبخةِ، فترجفَ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقُ ولا منافقةٌ إلا خرجَ إليهِ، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكيرُ خبث الحديدِ، ويُدعى ذلك اليوم يومُ الخلاصِ، قالت أمُّ شريكٍ: يا رسولَ الله! فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجلُّهم ببيتِ المقدسِ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامُهم قد تقدَّم يصلي بهم الصبحَ، إذ نزلَ عليهم عيسىَ.

⦗ص: 191⦘

وفيه أنَّ أيامهُ أربعونَ سنةً، السنةُ كنصفِ سنةٍ، والسنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، وآخرُ أيامهِ كالشررةِ، يصبحُ أحدُكمُ على بابِ المدينةِ فلا يبلغَ بابها الآخرَ، حتى يُمسي، فقيلَ: يا رسولَ الله كيفَ نُصلي في تلك الأيام القصارِ؟ قال: «تُقَدِّرونَ فيها الصلاةَ كما تقدرونها في هذه الأيام الطوالِ، ثمَّ صلُّوا، فيكونَ عيسى في أمتي حكمًا وعدلاً وإمامًا مقسطًا، يدقُّ الصليب، ويذبحُ الخنزير، ويضعُ الجزيةَ، وتُتركُ الصدقةُ، فلا يسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفعُ الشحناءُ والتباغضُ، وتُنزعُ حمةُ كلِّ ذاتِ حمة، حتى يُدخل الوليدُ يدهُ في في الحيةِ فلا تضرهُ، وتفرُّ الوليدةُ الأسد فلا يضرَّها، ويُكونُ الذئبُ في الغنم كأنَّه كلبُها، وتملأُ الأرضُ من السِّلمِ كما يُملأُ الإناءُ من الماء، وتكونُ الكلمةُ واحدة، فلا يُعبد إلا الله، وتضعُ الحربُ أوزارها، وتسلبُ قريشٌ ملكها، وتكونُ الأرضُ كفاثور الفضةِ، تنبتُ نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانةِ فتشبعهُم، ويكونُ الثورُ بكذا وكذا من المالِ، وتكونُ الفرسُ بالدريهمات» ، قيلَ: يا رسولَ الله! وما يُرخصُ الفرسَ؟ قال: «لا يُركبَ لحربٍ أبدًا» ، قيل لهُ: فما يُغلي الثورَ؟ قال: «تُحرثُ الأرضُ كلُّها. وإنَّ قبل خروجِ الدجالِ ثلاثُ سنواتٍ شدادٌ، يصيبُ الناسُ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمرُ الله السماءَ السنة الأولى أن تحبسَ ثلثَ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثُ نباتها ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتحبسَ ثلثيّ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثىّ نباتها، ثم يأمرَ السماءَ في السنةِ

⦗ص: 192⦘

الثالثةِ، فتحبسَ مطرها كلَّهُ، فلا تقطرُ قطرةً، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ نباتها كله، فلا تُنبتَ خضرًا، فلا يبقى ذاتُ ظلفٍ إلا هلكتْ، إلا ما شاء الله» قيلَ: فما يُعيشُ الناسَ ذلكَ الزمانَ؟

قالَ: «التهليلُ والتكبيرُ والتسبيحُ والتحميدُ، ويجزئ ذلك عنهم مجزأةَ الطعامِ» ، قالَ المحاربي: ينبغي أن يدفعَ هذا الحديثُ إلى المؤدب حتى يعلمهُ الصبيانَ في الكتابِ (1).

(1) ابن ماجه (4077) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه"(884).

ص: 190

9928 -

ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ، ولو أرسلُوا لأفسدُوا على الناسِ معايشهم، ولن يموتَ منهم رجلٌ إلا تركَ من ذريتهِ ألفًا فصاعدًا، وإنَّ من ورائهم ثلاثُ أمم، تأولُ تارسُ ومنسكُ. للكبير والأوسط (1).

(1) الطبراني في "الأوسط"(8/ 267 / 8598) وقال الهيثمي (8/ 6): الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات وقال الألباني في "الضعيفة"(4142): منكر.

ص: 192

9930 -

أبو سعيدٍ حدثنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الدجالِ: فكان فيما حدَّثنا به أن قالَ: «يأتي الدجالُ وهو محرمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينةِ، فينتهي إلى بعض السباخِ التي بالمدينةِ، فيخرجَ إليه يومئذ رجلٌ هو خيرُ الناسِ، أو من خير الناسِ، فيقولُ: أشهدُ أنَّكَ الدجالٌ الذي حدثنا عنك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حديثهُ، فيقولُ الدجال: أرأيتم إن قتلتُ هذا ثم أحييتهُ هل

⦗ص: 193⦘

تشكُّون في الأمرِ؟ فيقولون: لا، فيقتلهُ ثم يحييهِ، فيقولُ: حين يحييهِ: والله ما كنتُ قطُّ أشدُّ بصيرةً مني اليومَ، فيقولُ الدجالُ أقتله، فلا يسلط عليه». (1)

(1) البخاري (7132)، ومسلم (2938)

ص: 192

9934 -

المغيرةُ ما سألَ أحدُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الدجالِ أكثر مما سألتُه، وإنه قال لي:«ما يضركَ منهُ» ، قلتُ: إنُهم يقولون: إنَّ معه جبلُ خبزٍ ونهرُ ماءٍ، قال:«هو أهونُ على الله من ذلكَ» . للشيخين. (1)

(1) البخاري (7122)، ومسلم (2152).

ص: 193

9935 -

أمُّ شريكٍ رفعتهُ: «ليفرنَّ الناسُ من الدجالِ في الجبالِ» ، قلتُ يا رسولَ الله! فأين العربُ يومئذٍ؟ قال:«هم قليلٌ» . لمسلم والترمذي. (1)

(1) مسلم (2945)، والترمذي (3930).

ص: 194

(1) أبو داود (4319) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(3629)

ص: 194

9938 -

وفي روايةٍ: «أمرٌ أكبرُ من الدجال» . لمسلم. (1)

(1) مسلم (2946/ 127).

ص: 194

(1) البخاري (5902)، ومسلم (169)، والترمذي (2241)

ص: 194

(1) مسلم (2931)، والترمذي (2235).

ص: 194

9943 -

له للترمذي عن أبي عبيدةَ بن الجراحِ نحوه وفيه: «لعلَّهُ سيدركُهُ بعض من رآني وسمع كلامي» ، قالوا: يا رسولَ الله! فكيف قلوبنا يومئذٍ؟ قال: «مثلُها يعني اليوم أو خيرُ» . (1)

(1) الترمذي (2234) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي"(1019).

ص: 195

(1) الترمذي (2237) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه (4072)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي"(1824).

ص: 195

9946 -

أبو بكرة رفعهُ: «يمكثُ أبو الدجالِ وأمُّهُ ثلاثين عامًا لا يولدُ لهُما ولد، ثم يولدُ لهما غلامٌ أعورُ، أضر شيءٍ وأقلُّه منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ» ، ثم نعت لنا صلى الله عليه وسلم أبويهِ فقال:«أبوهُ طوالٌ ضربُ اللحمِ كأنَّ أنفهُ منقارٌ، وأمُّهُ امرأةٌ فرضاخيةٌ طويلة الثديين» ، قال أبو بكرةَ: فسمعنا بمولودٍ قد ولد على هذه الضفة في يهودِ المدينةِ، فذهبتُ أنا والزبيرُ بنُ العوامِ، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، فقلنا: هل لكما ولدٌ؟ فقالا:

⦗ص: 196⦘

مكثنا ثلاثين عامًا لا يُولدُ لنا ولدُ، ثم ولد لنا غلامٌ أعورُ أضر شيءٍ وأقلُّهُ منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُه، فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدلٌ في الشمسِ في قطيفةٍ ولهُ همهمةٌ، فكشف عن رأسهِ فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قُلنا؟ قال: نعم، تنامُ عيناي ولا ينامُ قلبي. هما للترمذي. (1)

(1) الترمذي (2248) وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي"(392): ضعيف.

ص: 195

9948 -

محمد بن المنكدرٍ: رأيتُ جابر بن عبد الله يحلف بالله أنَّ ابن صيادٍ الدجالَ، قلتُ أتحلفُ بالله؟ قال: فإني سمعتُ عمر يحلفُ بالله على ذلك عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكرهُ. للشيخين وأبي داود. (1)

(1) البخاري (7355)، ومسلم (2929)، وأبو داود (4331).

ص: 196

9949 -

ابن عمر أنَّ عمر انطلق مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في رهطٍ من أصحابهِ قبل ابن صيادٍ، حتى وجدهُ يلعبُ مع الصبيانِ عند أُطم بني مغالةَ، وقد قاربَ ابنُ صيادِ يومئذٍ الحُلم، فلم يشعُر حتى ضربَ صلى الله عليه وسلم ظهرهُ، ثم قال لابن صيادٍ:«أتشهدُ أني رسولُ الله؟» فنظرَ إليه ابنُ صيادِ فقالَ: أشهدُ أنكَ رسولُ الأميينَ، فقالَ ابنُ صيادٍ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدُ أني رسولُ الله؟ فرفضهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقالَ: «آمنتُ بالله ورسلهِ» ثم قالَ لهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «ماذا ترى» ؟ قالَ: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، قال لهُ صلى الله عليه وسلم:«خلط عليك الأمرُ» ، ثم قالَ له صلى الله عليه وسلم:«إني خبأتُ لك خبيًا» ، فقال ابنُ صيادِ هو الدخُ، فقالَ له صلى الله عليه وسلم:«اخسأ فلن تعدوُ قدرك» ، فقالَ عمرُ: ذرني يا رسولَ الله أَضربُ عنقهُ، فقال له صلى الله عليه وسلم:«إن يكنهُ فلن تُسلط عليه، وإن لم يكنهُ فلا خير لك في قتله» ، وقال ابنُ عمر: انطلق بعدَ ذلكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبىُّ بن كعبٍ إلى النخلِ التي فيها ابنُ صيادٍ، حتى إذا دخلَ صلى الله عليه وسلم النخلَ طفقَ يتقي بجذوع النخلٍِ وهو يختلُ أن يسمعَ من ابن صيادٍ شيئًا قبل أن يراه ابنُ صيادٍ، فرآهُ صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على فراشٍ في قطيفةٍ، له فيها زمزمةٌ،

⦗ص: 197⦘

فرأت أمُّ ابن صيادٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوعِ النخلِ، فقالت لابن صيادٍ يا صاف، وهو اسمُ ابن صيادٍ، هذا محمدٌ، فثار ابنُ صيادٍ، فقال صلى الله عليه وسلم لو تركتُه بين، قال ابن عمرَ: فقام صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهلُهُ ثم ذكر الدجالَ، فقال: «إني لأُنذركُمُوهُ، ما من نبيِّ إلا قد أنذرَ قومهُ، لقد أنذرهُ نوحٌ قومه، ولكن أقولُ لكُم

فيه قولاً لم يقلهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمونَ أنهُ أعورُ وأنَّ الله ليس بأعور». (1)

(1) البخاري (1345)، ومسلم (2930/ 1355)، وأبو داود (4329)، والترمذي (2249).

ص: 196

9950 -

وفي روايةٍ: «إني قد خبأتُ خبيًا، وخبأ لهُ يوم تأتي السماءُ بدخانٍ مبينٍ» . للشيخين وأبي داود والترمذي. (1)

(1) الترمذي (2249).

ص: 197

9951 -

له ولمسلم عن أبي سعيدٍ: «ما ترى؟» قال: أرى عرشًا على الماءِ، فقال صلى الله عليه وسلم:«ترى عرش إبليس على البحر» . (1)

(1) مسلم (2925)، والترمذي (2247).

ص: 197

9952 -

أبو سعيدٍ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لابن صيادٍ: «ما تربةُ الجنَّةِ» قالَ: درمكة بيضاءُ مسكُ يا أبا القاسم. قالَ: «صدقتَ» . (1)

(1) مسلم (2928/ 92).

ص: 197

9953 -

وفي روايةٍ: أنَّ ابن صيادٍ سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما تربة الجنةِ؟ فقال: «درمكة بيضاءُ مسكٌ خالصٌ» . لمسلم. (1)

(1) مسلم (2928/ 93).

ص: 197

9954 -

وعنه قال: خرجنا حجاجًا وعمارًا ومعنا ابنُ صيادٍ، فنزلنا منزلاً فتفرقَّ الناسُ وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منهُ وحشةً شديدةً مما يقالُ عنه، وجاءَ بمتاعه فوضعهُ مع متاعي، فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ فلو وضعت تحتَ تلك الشجرةِ، قال: ففعل فرفعتْ لنا غنمٌ، فانطلق فجاء بعسٍ فقالَ: اشرب أبا سعيدٍ،

⦗ص: 198⦘

فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ، واللبنُ حارٌّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ على يدهِ، فقال أبا سعيدٍ لقد هممتُ أن آخذَ حبلاً فأعلقهُ بشجرةٍ ثم أختنقَ مما يقولُ لي الناسُ، يا أبا سعيدٍ: من خفى عليه حديثُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم يا معشر الأنصارِ، ألستُ من أعلم الناسِ بحديث رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ أليس قد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«هو كافرٌ؟» وأنا مسلمٌ أوليس قد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وهو عقيمٌ لا يولدُ لهُ؟» وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يدخلِ المدينة ولا مكة؟» وقد أقبلتُ من المدينةِ وأنا أريدُ مكةَ، قال أبو سعيدٍ: حتى كدتُ أن أعذرهُ، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرفَ مولدهُ وأين هو الآن؟ قلت: تبًا لك سائر اليومِ. (1)

(1) مسلم (2927/ 91)، والترمذي (2246).

ص: 197

9955 -

وفي روايةٍ: قيل لابن صيادٍ: أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ؟ فقال: لو عُرض علي ما كرهتُ. لمسلم والترمذي. (1)

(1) مسلم (2927/ 90).

ص: 198

9956 -

نافع لقي ابنُ عمر ابن صيادٍ في بعض طرق المدينةِ، فقالَ لهُ: قولاً أغضبهُ، فانتفخَ حتى ملأ السكةَ، فدخل ابنُ عمرَ على حفصةَ وقد بلغها، فقالت لهُ: رحمكَ الله ما أردتَ من ابن صيادٍ؟ أما علمتَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنما يخرجُ من غضبةٍ يغضبُها» . (1)

(1) مسلم (2932/ 98).

ص: 198

9957 -

وفي روايةٍ: قال ابنُ عمر: لقيتهُ مرتين؛ فلقيتُهُ مع قومِهِ فقلتُ لبعضهم: هل تحدثون أنهُ هو؟ قالوا: لا والله، قلتُ: كذبتموني، والله لقد أخبرني بعضكُم أنهُ لن يموتَ حتى يكونَ أكثركُم مالاً وولدًا، وكذلك هو زعمُوا اليومَ، قال فتحدثنا، ثم فارقتُه فلقيتهُ لقيةً أخرى، وقد نفرت عينهُ، فقلتُ: متى فعلت عينكَ ما أرىَ؟ قال: لا أدري، قلتُ: لا تدري وهي في رأسكَ؟ قال: إن شاءَ الله خلقها في عصاكَ هذه، فنخر كأشدِّ نخيرِ حمارٍ سمعتُ، فزعمُ بعضُ أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأمَّا أنا فوالله ما شعرتُ، قالوا: وجاءَ حتى دخل على أمِّ المؤمنين

⦗ص: 199⦘

حفصة فحدثها، فقالت: ما تريدُ إليهِ؟ ألم تعلم أنَّهُ قد قال: «أولَ ما يبعثُه على الناسِ غضبةٌ يغضبها» . لمسلم. (1)

(1) مسلم (2932/ 99).

ص: 198

9958 -

جابرُ قال: فقدنا ابن صيادٍ يوم الحرَّةِ. لأبي داود. (1)

(1) أبو داود (4332) وصحح الألباني إسناده في "صحيح سنن أبي داود"(3641).

ص: 199

(1) عبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند"(4/ 71 ـ 72) وقال الهيثمي (7/ 335): هو من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات.

ص: 199

9960 -

أبو هريرة ذكر الدجالُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: «تلدُهُ أمَّهُ في قبرها، فإذا ولدتهُ حملت النساءُ بالخطائين» . للأوسط بمجهول. (1)

(1)"الأوسط"(5/ 214 ـ 215/ 5122) وقال الهيثمي (8/ 2): وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي؛ قال البخاري: مجهول، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(2999).

ص: 199

(1) البخاري (3449)، ومسلم (155/ 244).

ص: 199

9964 -

وفي روايةٍ: «فأمَّكُم منكم» ، فسَّرهُ ابنُ أبي ذئبٍ: فأمَّكُم بكتابِ ربِّكُم وسنَّةِ نبيكُم. (1)

(1) مسلم (155/ 246).

ص: 200

9968 -

ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «خرجُ الدجالُ في أمتي فيمكثُ أربعين، لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو عامًا، فيبعثُ الله عيسى كأنهُ عروة بن مسعودٍ، فيطلبُهُ فيهلكُهُ، ثم يمكثُ الناسُ سبعَ سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يُرسلُ الله ريحًا باردةً من قبل الشامِ، فلا يبقى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضته، حتى لو

⦗ص: 201⦘

أنَّ أحدكُم دخل في كبدِ جبلٍ لدخلتهُ عليه حتى تقبضهُ، فيبقى شرارُ الناسِ في خفةِ الطير وأحلام السباعِ، لا يعرفون معروفًا ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثل لهمُ الشيطانُ فيقولُ: ألا تستجيبونَ؟ فيقولونَ: فما تأمرنا؟ فيأمرهُم بعبادةِ الأوثانِ، وهم في ذلك درأ رزقهم حسن عيشهم. ثم يُنفخُ في الصورِ فلا يسمعُ أحدٌ إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، فأولُ من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوض إبلهِ، فيصعقُ ويصعقُ الناسُ، ثم يرسلُ الله مطرًا كأنهُ الطلّ أو الظلُّ - نعمان الشاك- فتنبتُ منهُ أجسادُ الناس ثم ينفخُ فيه أخرى فإذا هُم قيامٌ ينظرون، ثم يُقالُ: يا أيها الناسُ: هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهُم إنهم مسئولُون، ثم يقالُ: أخرجُوا بعث النارِ، فيقالُ: من كم؟ فيقالُ: من كلِّ ألفِ تسعمائةٍ وتسع وتسعينَ، فذلك يومٌ يجعلُ الولدان شيبًا، وذلك يوم يُكشفُ عن ساقٍ». هما لمسلم. (1)

(1) مسلم (2940).

ص: 200