الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فأنزل الله الآيات المذكورة «1» .
[3]
أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سنتين من الجهر بالدعوة، ألا قدرة له على حماية أتباعه من البلاء الذي ينزل بهم ليل نهار، وأن الزعامة الوثنية ماضية في عنفها واضطهادها وتعذيبها لهم، مصممة على استخدام أي أسلوب لوقف الدعوة عند حدها وخنقها وهي بعد في المهد.. ورأى أن يمنح المعذبين المضطهدين فترة من الوقت يستردون فيها أنفاسهم ويستعيدون قواهم النفسية والجسدية، ويعودون ثانية إلى ساحة الصراع وهم أقدر وأصلب.. وعسى الله أن يحدث- خلال ذلك- أمرا كان مفعولا. فأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة «فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد» حتى يجعل الله لهم فرجا مما هم فيه. فاستجاب له المسلمون وتسلل عدد منهم من مكة صوب الساحل، كي تقلّهم سفينتان كانتا متجهتين صوب الجنوب.
وخرج نفر من قريش في آثارهم، وعندما بلغوا الساحل كانت السفن قد بعدت عنه «2» . وكان أول من هاجر منهم، عثمان بن عفان وامرأته رقية ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل، الزبير بن العوام، مصعب بن عمير، عبد الرحمن بن عوف، أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية، عثمان بن مظعون، عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حيثمة، أبو سيرة بن أبي رهم وسهيل بن بيضاء. وقد أمّر عليهم جميعا عثمان بن مظعون. ثم خرج جعفر ابن أبي طالب، وتتابع المهاجرون منفردين أو مع أهليهم، حتى اجتمعوا بأرض الحبشة بضعة وثمانين مهاجرا عدا أبنائهم الصغار الذين خرجوا معهم أو ولدوا هناك «3» .
(1) دروزة: سيرة الرسول، هامش 1، 1/ 312 وعن تفسير الآيات التي تعرضت لمقاومة المشركين للدعوة، انظر: تفسير الطبري 2/ 219، 7/ 27، 184، 207، 8/ 17، 9/ 151، 14/ 48- 51، 15/ 75، 107- 110، 16/ 11، 17/ 6، 92، 18/ 126، 139، 23/ 20- 25، 40، 80، 29/ 14- 15، 96، 124، 138.
(2)
الطبري: تاريخ 2/ 329.
(3)
ابن هشام ص 72- 73، الطبري 2/ 329- 331، ابن سعد 1/ 1/ 136- 137، اليعقوبي: تاريخ 2/ 22. ابن الأثير: الكامل 2/ 76- 77. ابن كثير: البداية 2/ 66- 69. المقدسي: 4/ 149- 151. وانظر عن المهاجرين بالتفصيل: البلاذري: أنساب 1/ 198- 229، حيث يقدم معلومات مفصلة عن مسألة الهجرة إلى الحبشة لا نجد غالبها في المصادر الآخرى. وهو يذكر- فيما يستعرض من تفاصيل- أن أبا بكر الصديق (رضي الله
كان اختيار الحبشة دارا لهجرة المسلمين خطوة موفقة من خطوات الرسول المدروسة. فهناك، إضافة إلى الصفة التي وصف ملكها بها في الحديث المروي عن النبي، تيسّر السفر إليها بالسفن، ومساعدة الرياح الموسمية لهذا السفر البحري في ظروفه، فضلا عن العلاقات المذهبية الطيبة بين الإسلام والنصرانية..
بل إنه ليخطر بالبال أن من أسباب اختيار الحبشة أمل وجود مجال للدعوة فيها وأن يكون هدف انتداب جعفر متصلا بهذا الأمل. ولعل ما روي عن إسلام النجاشي وغيره من الأحباش ووفادة بعضهم على النبي مسلمين مستطلعين ما يستأنس به على صحة هذا الخاطر، إذ يرى أثر نجاح لهذه الدعوة في هاتيك الديار. ولعل حادثة انتصار الأحباش لنصارى اليمن التي كانت حاضرة في أذهان العرب كانت ذات تأثير أيضا في توجيه الهجرة إلى هذه البلاد، فالمسلمون بهذا يكسبون حليفا قويا تجمع بينهم وبينه الرابطة الدينية، والمشركون يقع في نفوسهم شيء من الخوف والتوجس والجنوح إلى الارعواء بسبب توثق الصلة بين المسلمين وهذا الحليف القوي «1» ، هذا إلى أن اختيار منطقة كاليمن أو يثرب سوف يعرض المهاجرين لبطش العناصر الوثنية واليهودية المنتشرة هناك.
ويضطرب (وات) في تحليل أسباب الهجرة إلى الحبشة وبقاء المسلمين هناك ردحا طويلا، بين خمسة أسباب أولها الهروب من الاضطهاد وثانيها البعد عن خطر الارتداد وثالثها ممارسة النشاط التجاري ورابعها السعي للحصول على مساعدة حربية من الأحباش. ثم يشكك في جدوى الاعتماد على هذه الأسباب ويقول:«من الصعب مقاومة الفكرة القائلة بوجوب الاطمئنان إلى السبب الخامس وهو أنه نشأ انقسام قوي في الرأي داخل أمة الإسلام الناشئة» «2» . وفي مكان سابق كان وات قد قال «ويبدو أن إقامة خالد بن سعيد الطويلة في الحبشة تشير إلى أنه
عنه) عزم هو الآخر على الهجرة إلى الحبشة بسبب أذى المشركين واضطهادهم له. ولقد غادر مكة فعلا إلا أن سيد قبائل القارة الحارث بن يزيد الملقب بابن الدغينة اعترضه في الطريق واقنعه بالرجوع وأعلن للمشركين عن جواره له. لكن أبا بكر استمر- وهو في مكة- يؤدي شعائر الإسلام ويدعو إليه، الأمر الذي دفع ابن الدغينة إلى إنهاء جواره له، فما كان من أبي بكر إلا أن قال: أرجع إليك جوارك وأرضى بجوار الله!!. (أنساب: 1/ 205- 206، وانظر الرواية في البخاري: تجريد 2/ 71- 72، درمنغم: حياة محمد ص 12- 124
…
(1)
دروزة: سيرة الرسول 1/ 272- 273. وانظر بوهل في.Ency.art:Muhammad
(2)
انظر بالتفصيل وات: محمد في مكة ص 182- 189.
كان على خلاف مع محمد في سياسته وأنه لم يكن يوافق على التوجيه السياسي المتزايد للإسلام، ولا على أهمية الدور السياسي لمحمد بسبب نبوته، ولو أن خالدا اهتم بالنواحي السياسية للرسالة لدفن خلافه مع محمد وعاد إلى مكة قبل السنة السابعة للهجرة» «1» .
يستنتج وات من هذه الأخبار القليلة التي ساقها- كما يقول صالح العلي- حدوث خلاف في الرأي بين المسلمين، وخاصة مع أبي بكر الذي كانت له مكانة قوية عند الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى أن الرسول أوعز لمخالفي أبي بكر بالهجرة إلى الحبشة تفاديا للأخطار التي قد تنجم عن هذا الخلاف. غير أن الأدلة التي يسوقها وات ليست قوية، فإن بعض من هاجر إلى الحبشة كعثمان وطلحة كانوا من أصحاب أبي بكر، وتروي بعض الروايات أن أبا بكر هو الذي جاء بهم إلى الرسول ليسلموا. كما أن اختفاء أسماء بعض المسلمين الأول المهاجرين وعدم لعبهم دورا رئيسيا في السياسة فيما بعد، وخاصة في عهد أبي بكر، لا يمكن أن يعزى إلى خلافهم معه فقط بل قد يرجع إلى انشغالهم بأمور أخرى في الحياة.
والواقع أن أبا بكر استعان بكثير ممن أسلم عند فتح مكة أو بعدها وبأولاد كثير ممن قاوم الإسلام، فلو أهمل أبو بكر رجلا لماضيه لكان الأجدر به أن يهمل هؤلاء ولا يسلمهم قيادة الجيوش الإسلامية التي أحسنوا قيادتها. والواقع أن الآيات القرآنية «2» توحي بأن دافع الهجرة هو الاضطهاد الشديد الذي وقع على المسلمين والمحاولات التي بذلها المشركون لفتنتهم، وأنها هي التي دفعت الرسول إلى الإيعاز إليهم بالهجرة «3» ، الأمر الذي كاد أن يدفع أبا بكر نفسه إلى الهجرة لولا أن أجاره أحد الزعماء «4» .
كان المهاجرون ينتمون إلى مختلف القبائل: فمن بني هاشم واحد ومن بني عبد بن قصيّ واحد ومن نوفل واحد (حليف) ومن عبد شمس اثنان (واحد حليف) ومن تيم اثنان ومن أسد بن عبد العزى أربعة، ومن عدي خمسة (منهم
(1) محمد في مكة ص 162.
(2)
انظر سورة العنكبوت: الآيات 1- 23، 10، سورة البروج: الآية 10، سورة القصص: الآية 57، سورة الزمر: الآية 10، سورة النحل: الآية 41، 110.
(3)
العلي: محاضرات 1/ 368.
(4)
البلاذري: أنساب 1/ 205- 206 وانظر هامش 58.
واحد حليف) ومن أمية سبعة (منهم أربعة حلفاء) ومن زهرة سبعة (منهم ثلاثة حلفاء) ومن عبد الدار سبعة ومن مخزوم ثمانية (منهم واحد حليف) ومن عامر سبعة (منهم واحد حليف) ومن الحارث بن فهر ثمانية ومن جمح اثنا عشر ومن سهم أربعة عشر (منهم واحد حليف)«1» .
وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على هذه القائمة تتبدى لنا سعة الدائرة البشرية التي امتدت إليها الدعوة الإسلامية لكي تجذب إليها عناصر من شتى القبائل المكية، وتجاوزت بذلك دائرة العصبية الضيقة في طريقها الطبيعي صوب الاتساع والشمول لكي تضم العرب جميعا
…
وهذا (التنوع) في أصول المهاجرين إلى الحبشة يقدم لنا دليلا آخر لما سنذكره فيما بعد بصدد رفض فكرة (الدافع المادي) للانتماء إلى الدعوة الجديدة أو مقاومتها. فلا يعقل أن يكون هذا الدافع هو الذي قاد هؤلاء الرجال، ذوي الأصول القبلية العديدة، والذين ينتمي أغلبهم إلى أسر مكية عريقة، إلى الإسلام، تماما كما لا يعقل أن يكون دافع (العصبية القبلية) وحده هو الرائد في هذا الميدان بما تطرحه علينا القائمة الآنفة من (تنوع) في الأصول.
ولا ننسى هنا (المرأة المسلمة) التي تحملت أعباء الاضطهاد والهجرة، جنبا إلى جنب مع الرجل في سبيل الهدف الذي آمنت به.. وستتكرر هذه المواقف مرة تلو مرة، في السلم والحرب، لكي يتبين لنا المدى الواسع الذي أفسحه الإسلام للمرأة، والمكانة العالية التي رفعها إليها، والمسؤوليات الجسيمة التي حمّلها إياها، بعد ما كانت تعانيه من ضيق واحتقار وإهمال في عهود الجاهلية.
ويذكر دروزة أنه باستثناء النفر من حلفاء قريش ونسائهم لا تذكر الروايات أسماء أرقاء ومساكين في جملة المهاجرين، وأن تعليل ذلك يعود إلى أن ضغط زعماء قريش كان أكثر شدة على أبناء أسرهم لأنهم تحسّبوا من عواقب إسلامهم بالنسبة لعامة الناس وسائر شباب الأسر، في حين أنه لم يكن ما يخشونه من مثل ذلك من المساكين والأرقاء والفقراء والغرباء، وأن هذه صورة مخالفة لما قد يكون في الأذهان «2» .
عند ما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آمنوا واطمأنوا بأرض
(1) العلي: ص 364.
(2)
دروزة: سيرة الرسول 1/ 272.
الحبشة قرر زعماؤها أن يبعثوا في طلبهم رجلين قديرين إلى النجاشي لكي يردوا المهاجرين فيمارسوا معهم من جديد الفتنة والاضطهاد. واتجه الموفدان عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى الحبشة وهما يحملان الهدايا للنجاشي ولبطارقته. وبدا بالبطارقة فسلما كلا هدية وقالا له: إنه قد لجأ إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردوهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلم بما عابوا عليهم. فقال البطارقة: نعم. وعند ما اتجه عمرو ورفيقه إلى النجاشي وعرضا عليه طلبهما بتسليم المهاجرين، وقالت البطارقة من حوله: صدقا أيها الملك، قومهم أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما، غضب النجاشي وقال: لا والله، إذن لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي، حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولون أسلمهم إليهما، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني «1» .
وما لبث النجاشي أن دعا المهاجرين لحضور مجلسه، وعند ما سألهم عن طبيعة الدين الذي دفعهم إلى مفارقة قومهم، تقدم جعفر بن أبي طالب وقال:
«أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف. فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.. فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله. فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى. فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك واخترناك على
(1) ابن هشام: ص 73- 75.
من سواك.. ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك» . فطلب منه النجاشي أن يقرأ عليه شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله، فتلا عليه صدرا من سورة مريم. فبكى والله النجاشي حتى أخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، وقال النجاشي «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما» «1» .
لكن عمرو بن العاص لم ييأس، وعاد إلى النجاشي في اليوم التالي وقال له: إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما، فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه. فاستدعاهم وسألهم، فأجابه جعفر:«نقول فيه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول» . فتناول النجاشي عودا وقال: والله ما عدا عيسى ابن مريم مما قلت هذا العود فأبدى بطارقته استياءهم فردهم وأعلن عن حمايته للمهاجرين وقال لمن حوله: ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها، فغادر عمرو ورفيقه أرض الحبشة عائدين إلى مكة «2» .
بلغت طلائع المهاجرين، بعد شهرين من إقامتهم في الحبشة أنباء تشير إلى أن أهل مكة قد اعتنقوا الإسلام، فقفل بضعة وثلاثون رجلا منهم عائدين إلى بلادهم، وما أن اقتربوا منها حتى أيقنوا كذب تلك الأنباء، فتسلل بعضهم مستخفيا إلى مكة، ودخل آخرون بجوار بعض المشركين، ورجعت فئة ثالثة من حيث أتت «3» . وقد ظل معظم المهاجرين في أرض الحبشة حتى السنة السادسة للهجرة حيث عقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش صلح الحديبية وبعث إلى النجاشي عمرا ابن أمية الضمري يطلب إعادة المهاجرين إلى بلادهم فحملهم في سفينتين وقدم بهم على الرسول صلى الله عليه وسلم في أعقاب فتحه خيبر في مطلع السنة السابعة. ولقد سرّ الرسول صلى الله عليه وسلم سرورا عظيما لمقدمهم حتى إنه قبل زعيمهم جعفر بن أبي طالب واحتضنه قائلا: ما أدري بأيهما أنا أسرّ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ وكان عدد العائدين من الحبشة قريبا من العشرين رجلا وعددا من النساء والأطفال الذين
(1) ابن هشام ص 75- 76. اليعقوبي: تاريخ 2/ 23- 24.
(2)
ابن هشام ص 76- 77. الطبري: تاريخ 2/ 335. المقدسي: 4/ 151- 152. ابن الأثير: الكامل 2/ 79- 82. ابن كثير: البداية 3/ 70- 79.
(3)
ابن هشام ص 88- 89. ابن سعد 1/ 1/ 148. البلاذري: أنساب 1/ 227- 228 الطبري: تاريخ 2/ 340.