الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)
(حديث فرض الصَّلوات - والإسراء)
أخرجه البخاري - في باب - كيف فرضت الصلاة في الإسراءِ، ج - 1 ص 78 - 79.
115 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتي، وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِىءٍ حِكْمَةً وَإيمانا، فَأَفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ،
ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بي إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ فَقَالَ: أُرْسِلُ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ، عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلِ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرَ قِبَلِ شِمالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، وَالإبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ عليه السلام، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ الَّتي عَنْ يَمِينِه وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى،
حَتَّى عَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ، فَفَتَحَ»، قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ في السَّموَاتِ آدَمَ وَإدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإبْرَاهِيمَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلِهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإبْرَاهِيمَ في السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبيِّ بِإدْرِيسَ، «قَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِح، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا إدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى عليه السلام فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِح، وَالأَخِ الصَّالِح، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى عليه السلام، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالأَخِ الصَّالِحِ. وَالنَّبيِّ الصَّالحِ، قُلْتُ:
مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، والإبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إبْرَاهِيمُ». قَالَ ابْنُ شِهَاب: فَأَخْبَرَني ابْنُ حَزْم أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ النَّبيُّ: «ثُمَّ عُرجَ بي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلَامِ» ، قَالَ ابْنُ حَزْم، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ النَّبيُّ: «فَفَرَضَ اللَّهُ عز وجل عَلَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ بِمُوسَى عليه السلام، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ
إلَى مُوسَى، قُلْتُ: وَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ، قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بي، حَتَّى
انْتَهَى بي إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإذَا فِيهَا حَبَائِلُ اللُّوْلُوِ، وَإذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».
حديث فرض الصلاة من صحيح مسلم
في باب الإسراء برَسُول اللَّهِ وفرض الصلوات ج - 2 ص 53 هامش القسطلاني.
116 -
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابتٌ الْبُنَانيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرْجْتُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام بِإنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: اخْتَرْتُ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَبُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: لَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِابْنَيْ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، فَرَحَّبَا بي، وَدَعُوا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ فَفَتَحَ لَنَا فَإذَا أَنَا بِيُوسُفَ، إذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، قَالَ: فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لي بِخَيْرٍ،
ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ اللَّهُ عز وجل
{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} - ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِهَارُونَ عليه السلام فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ؛ وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِمُوسَى، فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ، وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِإبْرَاهِيمَ مُسْنِدا ظَهْرَهِ إلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْم، سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ، تَغَيَّرَتْ،
فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى إلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: ارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسا، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تبارك وتعالى وَبَيْنَ مُوسَى عليه السلام حَتَّى قَالَ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ، كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلٍ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عشْرا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ شَيْئا، فَإن عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، قَالَ: فَنَزَلَتْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إلَى مُوسَى - عَلَيْهِ
السَّلَامُ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: قَد رَجَعْتُ إلَى رَبِّي، حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ».
حديث فرض الصلوات
من سنن النسائي - من كتاب الصلاة ج - 1 ص 217
ذَكَرَ اختلاف النَّاقلين في إسناد أنس رضي الله عنه ثم قال:
117 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقَظَانِ، إذْ أَقْبَلَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَلآن حِكْمَةً وَإيمَانا، فَشَقَّ مِنَ النَّحْرِ إلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، فَغَسَلَ الْقَلْبَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِىءَ حِكْمَةً وَإيمَانا، ثُمَّ أُتِيتُ بدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ عليه السلام فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ مَرْحَبا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ عليه السلام، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنَ ابْنٍ وَنَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتَ عَلَى يَحْيَى وَعِيَسَى، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَا: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، وَنَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ،
قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ عليه السلام، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، وَنَبِيٍّ ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إدْرِيسَ عليه السلام، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَمِثْلُ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ عليه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، ومِنْ نَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عليه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، قِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ وَأَفْضَلُ مِنْ أُمَّتي، ثُمَّ أَتَيْتُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إبْرَاهِيمَ عليه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنَ أَبنٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَإذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِيَ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَإذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةَ وَإذَا في أْصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنهار: نَهْرَان بَاطِنَانِ، وَنَهْرَان ظَاهِرَانِ، أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ،
ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، قَالَ: إنِّي أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، إنِّي عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإنَّ أُمَّتكَ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، وَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إلَى مُوسَى عليه السلام فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي عز وجل فَجَعَلَهَا ثَلَاثِينَ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عليه السلام فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَجَعَلَهَا عِشْرِينَ، ثُمَّ عَشَرَةً، ثُمَّ خَمْسَةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عليه السلام، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى: فَقُلْتُ: «إنَّي
أَسْتَحْيي مِنْ رَبِّي عز وجل أَنْ أَرْجَعَ إلَيْهِ، فَنُودِيَ أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزي بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا».
وأخرج النسائي أيضا حديث فرض الصلوات ج - 1 ص 221
118 -
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَابْنُ حَزْم رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَرَضَ اللَّهُ عز وجل عَلَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى عليه السلام فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ لي مُوسَى: فَرَاجعْ رَبَّكَ عز وجل فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجعْ رَبَّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، عز وجل فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي عز وجل» .
119 -
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبي مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِك رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُتِيتُ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، خَطْوُهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهَا، فَرَكِبْتُ وَمَعِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَسِرْتُ، فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ، وَإلَيْهَا الْمُهَاجَرُ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَصَلَّيْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِطُورِ سَيْنَاءَ، حَيْثُ كَلَّمَ اللَّهُ عز وجل مُوسَى عليه السلام ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ فَنَزَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْم، حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى عليه السلام ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَجُمِعَ لي الأَنْبِيَاءُ عليهم السلام فَقَدَّمَنِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَمَمْتُهُمْ ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإذَا فِيهَا آدَمُ عليه السلام ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَإذَا فِيهَا ابْنَا الْخَالَةِ: عِيسَى ويَحْيى عليهما السلام ثُمَّ صُعِدَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَإذَا فِيهَا يُوسُفُ عليه السلام ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا هَارُونَ
ثُمَّ صَعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَإذَا فِيهَا إدْريسُ عليه السلام ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّماءِ السَّادِسَةِ فَإذَا فِيهَا مُوسَى عليه السلام ثمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا إبْرَاهِيمُ عليه السلام ثُمَّ صُعِدَ بي فَوْقَ سَبْع سَموَاتٍ فَأَتَيْنَا سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَتْني ضَبَابَةٌ، فَخَرَرْتُ سَاجِدا، فَقِيلَ لِي: إنِّي يَوْمَ خَلَقْتُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَقُمْ بِهَا أَنْتَ وَأُمَّتَكَ، فَرَجَعْتُ إلَى إبْرَاهِيمَ، فَلَمْ يَسْأَلْني عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: كَمْ فَرَضَ رَبُّكَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَإنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ بِهَا أَنْتَ وَلَا أُمَّتَكَ، فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَخَفَّفْ عَنِّي عَشْرا، ثُمَّ أَتَيْتُ مُوسَى، فَأَمَرَني بِالرُّجُوعِ، فَرَجَعْتُ فَخَفَّفَ عَنِّي عَشْرا، ثُمَّ رُدَّتْ إلَى خَمْسِ صَلَوَاتِ، ثُمَّ أَتَيْتُ مُوسَى، قَالَ: فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإنَّهُ فَرَضَ عَلَى بَني إسْرَائِيلَ صَلَاتَيْنِ، فَمَا قَامُوا بِهِمَا،
فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَسَأَلْتُهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ: إنَّي يَوْمَ خَلَقْتُ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَخَمْسٌ بِخَمْسِينَ، فَقُمْ بِهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ تبارك وتعالى صِرَّى، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، عليه السلام فَقَالَ: ارْجَعْ، فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ صِرَّى فَلَمْ أَرْجَعْ.