المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة) - الأحاديث القدسية - جـ ١

[جمال محمد علي الشقيري]

فهرس الكتاب

- ‌1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد)

- ‌2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسبّ ابن آدم الدهر)

- ‌3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (مَنْ هَمَّ بحسنة أو بسيئة)

- ‌4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى)

- ‌5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين)

- ‌6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه)

- ‌7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق)

- ‌8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى)

- ‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب)

- ‌10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام

- ‌11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه)

- ‌12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم)

- ‌13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)

- ‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

- ‌15 - (ما جاء في الانفاق وفضله)

- ‌16 - (ما جاء في الصيام وفضله)

- ‌17 - (ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم عرفة)

- ‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

- ‌19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - (صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة)

- ‌21 - (جزاء الصبر على المصيبة)

- ‌22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني)

- ‌23 - (شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودعاؤه لهم)

- ‌24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين)

- ‌25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى)

- ‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

- ‌27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر عليهما السلام

- ‌28 - (جزاء الانتحار النار)

- ‌29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى)

- ‌30 - (أسلم سالمها الله تعالى)

- ‌31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن)

- ‌32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر)

الفصل: ‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

حديث (فضل إنظار المعسر)

أخرجه مسلم في صحيحه - في كتاب (المساقاة والمزارعة) ج - 6 ص 435 هامش القسطلاني.

239 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَلَقَّتِ الْمَلَائكَةُ رُوحَ رَجُل مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، فَقالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئا؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتياني أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِر، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عز وجل: تَجَوَّزُوا عَنْهُ» .

240 -

وفي رواية ثانية لمسلم، بسنده إلى رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ، وَأَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «رَجُلٌ لَقيَ رَبَّهُ عز وجل فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ مِنَ الْخَيْرِ، إلَاّ أَنِّي كُنْتُ رَجُلاً ذَا مَال، فَكُنْتُ أُطَالِبُ به النَّاسَ، فَكُنْتُ أَقْبَلُ الْمَيْسُورَ،

ص: 246

وَأَتَجَاوَزُ عَن الْمَعْسُورِ، فَقَالَ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدي». قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ.

241 -

وفي رواية ثالثة له، بسنده إلى ربعي بن حراش، عَن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:«أَتَى اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبادِهِ، آتاهُ اللَّهُ مالاً، فَقالَ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ في الدُّنيَا؟ قَالَ: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} - قَالَ: يَا رَبِّ، آتَيْتَني مَالَكَ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكانَ مِنْ خُلُقي الْجَوَازُ، فَكُنتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرُ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي» .

فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ الْجُهَنيُّ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ: هَكَذَا سَمِعْنَاهُ مِنْ - في - رَسُولِ اللَّهِ.

242 -

وفي رواية رابعة له، بسنده إلى أبِي مَسْعودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إلَاّ أَنَّهُ كانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرا، فَكانَ يَأْمُرُ غِلْمانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ» .

243 -

وأخرجه مسلم أيضا بسنده إلى أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ،

ص: 247

فَكانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إذَا أَتَيْتَ مُعْسِرا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى، فَتَجاوَزَ عَنْهُ».

وأخرج مسلم من طريق أُخرى إلى أبي هريرة أيضا، بمثل ذلك.

وأخرج هذا الحديث النسائي في سننه - في باب - (حُسْن المعاملة والرفق في المطالبة).

244 -

فقال بسنده إلى أبي هريرةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ، وَكانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فيَقُولُ لِرَسولِهِ: خُذْ مَا تيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتجَاوَزْ، لَعلَّ اللَّهَ تعَالَى أَنْ يَتجاوَزَ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عز وجل: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرا قَطُّ؟ قَالَ: لَا، إلَاّ أَنَّهُ كانَ لِي غُلَامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ، خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، - قَالَ اللَّهُ تَعالَى: قدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ» .

ص: 248

قلت: وأخرج مسلم في هذا الباب.

(باب فضل إنظار المعسر، والتجاوز في الاقتضاءِ) أخرج حديثا سأذكره، وإن لم يظهر فيه ما يدل على أنه حديث قدسي، وهو قوله:

245 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ أَنَّ رَجُلاً مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟ - فَقَالَ: إنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسَرَ، وَأَتَجَوَّزُ في السِّكَّةِ - أَوْ في النَّقْد، فَغُفر لَهُ.

(فقال أبو مسعود: وَأَنا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ).

حديث (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرا)

أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب البيوع - باب (من أنظر معسرا) ج - 4 ص 21، وليس فيه تصريح بأنه حديث قدسيّ ولكن فيه احتمال بأنه قدسيّ. قَالَ:

246 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ أَنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاش حَدَّثَهُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ:

ص: 250

قَالَ النَّبيُّ: «تَلَقَّتِ الْمَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّن كانَ قَبْلَكُمْ قَالُوا - أَوْ فَقالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شَيئا؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُ فِتْياني أَنْ يُنْظِرُوا، ويَتَجاوَزُوا عَن الْمُوسِرِ، قَالَ: فَتَجَاوَزُوا عَنْهُ» - أي بأمر الله تعالى لهم بذلك. والله أعلم.

247 -

وقال أبو مالك عن رِبْعِيٍّ: (كُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأَنْظُرِ الْمُعْسِرَ).

وقال أبو عوانة، عن عبد الملك، عن رِبْعِيِّ:(أُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ).

وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي: (فَأَقْبَلُ مِنَ المُوسِرِ، وَأَتَجَاَوَزُ عَنِ المُعْسِرِ).

ثم قال البخاري - رحمه الله تعالى - في باب (فضل من أنظر معسرا).

248 -

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزةَ، حَدَّثَنَا الزَّبِيدِيُّ عن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يُحَدِّثُ عَنِ النَّبيِّ قَالَ:«كانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإذَا رَأَى مُعْسِرا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ» .

ص: 251

حديث في النهي عن الفحشاءِ

أخرجه مسلم - باب - (النهي عن الفحشاءِ) ج - 9 ص 458 هامش القسطلاني.

250 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِىءَ عَلَيْهِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:«تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيس، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئا، إلَاّ رَجُلاً كانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» .

وأخرجه مُسْلِمٌ من طريق أُخرى، غير أنه قال فيه:.

251 -

(إلَاّ الْمُتَهَاجِرَيْنِ) من رواية عبيدة.

وقال قُتَيْبَةُ: (إلَاّ الْمُهْتَجِرَيْنِ).

252 -

وفي رواية أخرى عن أبي هريرة - رَفَعَهُ - قَالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ في كُلِّ يَوْم خَمِيسٍ، أَوِ اثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عز وجل في ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِىءٍ، لَا يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، إلَاّ آمْرأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» .

ص: 253

253 -

وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أيضا، عن رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:«تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ، في كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ، إلَاّ عَبْدا بَيْنَهُ وبَيْنَ أَخِيهِ شَحْناءُ فَيُقالُ: اتْرُكوا - أَوِ ارْكُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَفِيئَا» .

254 -

وأخرجه الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في الموطأ عن أبي هريرة بروايتين: إحداهما مثل رواية مسلم الأخيرة، إلاأنه لم يشك بل قال:(فَيُقالُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَفِيئَا).

255 -

والرواية الثانية مثل رواية مسلم المذكورة هنا أولاً، غير أنه ليس فيها تكرير لقوله:(انْظُرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) - بل ذكرها مرة واحدة فقط.

وأخرج هذا الحديث أبو داود في سننه - في باب من يهجر أخاه المسلم ج - 4 ص 218.

256 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فيُغْفَرُ في ذَيْنِكَ الْيَوْمَيْنِ لِكُلِّ عَبْدٍ، لَا يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، إلَاّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ - (أَي من قِبَلِ الله تعالى): أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» .

ص: 254

قال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا. اه -.

وأخرج البخاري أحاديث الهجرة - في باب ذم الهجرة من كتاب الأدب ج - 9 ص 52 قسطلاني.

257 -

ومنها عن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» .

وأخرج بسنده إلى عوف بن مالك بن الطفيل (هو ابن الحارث) وهو ابن أخي عائشة زوج النبي لأُمها (أُم رومان بنت عامر الكنانية).

258 -

أَنَّ عائِشةَ رضي الله عنها حُدِّثَتْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ - قالَ في بَيْع - أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عائشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقالَتْ: أَهُوَ قالَ هذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قالَتْ: هُوَ لله عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إلَيْهَا حينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ، فقَالَتْ: لَا، واللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فيهِ أَبدا، وَلَا أَتَحَنَّثُ إلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذلكَ عَلى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْد يَغْوثَ - وهما من بني زهرة - وَقالَ: أَنْشُدُكُمَا باللَّهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمانِي عَلَى عَائِشَةَ، فإنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطيعَتي، فَأَقْبَلَ بِه الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمنِ مُشْتَمِلَيْنِ بأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى

ص: 255

اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقالَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَنَدْخُلُ قَالَتْ عائِشَةُ: ادْخُلُوا قالُوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، ادْخُلُوا كُلُّكمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُما ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا، دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، وَطَفِقَ يُناشِدُهَا ويَبْكِي، وطَفِقَ الْمِسْوَرُ وعَبْدُ الرَّحْمنِ يُناشِدَانِهَا إلَاّ ما كَلَّمَتْهُ وَقَبَلتْ مِنْه، وَيَقُولان: إنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا عَمِلْتِ، مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمْسِلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثلَاث لَيالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عائشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجَ، طَفَقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكي، وَتَقُولُ: إنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَديدٌ، فَلَمْ يَزَالا بِهَا، حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ في نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً وكانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُها خِمَارَهَا.

ص: 256

(حديث المتحابين في الله تعالى)

أخرجه مسلم في صحيحه من كتاب الفضائل - باب - (فضل الحب في الله تعالى) ج - 9 ص 460 من هامش القسطلاني.

259 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعيدٍ، عَن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فيمَا قُرِىءَ عَلَيْه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبي الْحُبَابِ، سَعِيدِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَاّ ظِلِّي» .

260 -

وأخرج الإمام مسلم أيضا - من باب فضل الحب في الله. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَماد بنُ سَلَمَةَ، عَن ثَابِتٍ، عَنْ أَبي رَافِع، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخا لَهُ في قَرْيَة أُخْرَى، فأَرْصَد اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكا، قَالَ: أَيْنَ تُريدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخا لي في هذِهِ الْقَرْيَة، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ في اللَّهِ عز وجل قَالَ: فَإنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» .

ص: 258

261 -

وأخرج الإمام مالك في الموطأ حديث المتحابين في الله المذكور أولاً عن مسلم، غير أنه قال:(أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلَالِي)؟ وبقيته مثل لفظ مسلم.

262 -

وأخرج حديثا آخر: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجالِسينَ فيَّ، وَالْمُتَزاوِرينَ فِيَّ، وَالْمُتَباذِلينَ فِيَّ» .

وللحديث قصة طريفة في متن الموطأ وهي ما يأتي:

263 -

حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ أَبي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبي إدْرِيسَ - الْخَوْلانِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِد دِمَشْقَ، فَإذَا فَتىً شَابٌ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، وَإذَا النَّاسُ مَعَهُ - (وفي رواية: ومَعَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ عِشْرُونَ - وفي روايَةٍ: ثَلَاثُونَ) إذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: هذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَني بِالتَّهْجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، قَالَ: فانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ، مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَليْه، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إنِّي لأُحِبُّك للَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آلله، فقالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، فأَخَذَ بِحَبْوِ رِدائِي - (وفي رواية: بِحَبْوَتيْ رِدائِي) فَجَبَذَني إلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُول: قَالَ اللَّهُ

ص: 259

- تبارك وتعالى: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحَابِّينَ فيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، والْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. اه - من متن الموطأ.

زاد الطبرانيُّ: (وَالْمُتَصَادِقِينَ فِيَّ).

وفي الزرقاني: وهذا الحديث صحيح، قال الحاكم: على شرط الشيخين.

وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح.

ومعنى المتباذلين فيَّ: أنهم يبذلون أنفسهم وأموالهم لله تعالى.

وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في باب - (الحب في الله).

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ولفظه:

264 -

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: الْمُتَحَابُّونَ في جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ، مِنْ نُور، يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ والشُّهَدَاءُ» .

قال الترمذي: حديث حسن صحيح ج - 2 ص 63.

ص: 260

[

] عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:.

«إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي! اليوم أظلهم في ظلّي يوم لا ظل إلا ظلّي» . رواه البخاري.

[

] عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لو أن عبدين تحابا في الله عز وجل، واحدٌ في المشرق وآخر في المغرب، يجمع الله بينهما يوم القيامة. يقول: هذا الذي كنت تحبُّه فيَّ» رواه البيهقي.

حديث قول الله تعالى: (مرضت فلم تعدني)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (فضل عيادة المريض) من كتاب البر والصلة والأدب ج - 9 ص 463 هامش القسطلاني.

265 -

حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنُ مَيْمُون، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، عَنْ أَبي رَافِع، عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقيَامَة: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْني، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْت رَبُّ العَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدي فُلانا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْني، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبّ الْعَالَمينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدي فُلَانٌ، فلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدي؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِني، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِه، أَمَا إنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدي» .

ص: 263

حديث (يا عبادي إني حَرَّمْتُ الظلم على نفسي)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (تحريم الظلم) ج - 10 ص 8 وما بعدها هامش القسطلاني.

266 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ بَهْرَام الدَّارِمِيُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يعني ابن محمد الدمشقي - حَدَّثَنَا سَعيدُ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبي إدْرِيسَ الْخَوْلَانِي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ فيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تبارك وتعالى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عبَادي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّما، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عبادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَاّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبادي، كُلُّكُمْ جَائعٌ إلَاّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَاّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ - جَمِيعا، فَاسْتَغْفِرُوني أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إنَّكُمْ

ص: 264

لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فتَنْفَعُوني، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئا، يَا عِبَادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئا، يا عِبَادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوني، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي، إلَاّ كَمَا يَنْقُصُ الْمخْيَطُ، إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إلَاّ نَفْسَهُ».

267 -

قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل «إنِّي حَرَّمْتُ عَلَى نَفْسِي الظُّلْمَ، وعَلَى عِبَادِي، فَلَا تَظَالَمُوا

» وساق الحديث بنحوه.

ص: 265

وحديث أبي إدريس الذي ذكررناه أتمُّ منه. اه -.

وأخرجه أبو عيسى الترمذي في صحيحه، عن أبي ذر، بألفاظ مغايرة لما ذكره مسلم، وهي كالآتي:

268 -

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «يَا عبَادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ، إلَاّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقيرٌ، إلَاّ مَنْ أَغْنَيْتُهُ، فَسَلُوني أَرْزُقُكُمْ، وَكُلُّكُمْ مُذْنبٌ، إلَاّ مَنْ عَافَيْتُهُ، فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلى الْمَغْفِرَةِ، فَاسْتَغفرَني غَفَرْتُ لَهُ، وَلَا أُبَالِي، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْ عِبَادي، مَا زَادَ ذلِكَ في مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطَبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبادِي، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكمْ، اجْتَمَعُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فسَأَلَ كُلُّ إنْسَان مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ - مِنْكُمْ مَا سَأَلَ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي، إلَاّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهِ، إبْرَةً، ثُمَّ رَفَعَهَا إلَيْهِ، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ، أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ، عَطَائِي كَلَامٌ، وَعَذَابي كَلَامٌ، إنَّمَا أَمْرِي إذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ» .

قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن.

ص: 266

269 -

وأخرجه ابن ماجة في سننه، عن أبي ذر أيضا، بألفاظ قريبة من ألفاظ الترمذي، وفيه تقديم وتأخير، ولم يذكر فيه قوله: وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلى أَتْقَى قَلْبٍ وَاحِدٍ) - ولم يذكر فيه أيضا قوله:(وَعَذَابِي كَلَامٌ). وبقيته مثل لفظ الترمذي.

ص: 267

حديث (الكبرياءُ ردائي، والعظمة إزاري)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (تحريم الكبر) ج - 10 ص 53 هامش القسطلاني قال بسنده إلى أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.

270 -

قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِزَّةُ إزَارُهُ، والْكِبْرِيَاءُ رِدَاوُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُني عَذَّبْتُهُ» .

وأخرجه أبو داود في سننه - باب - (ما جاءَ في الكبر) ج - 4 ص 50 قال:

271 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، والْعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نَازعَني وَاحِدا مِنْهُمَا، قذَفْتُهُ في النَّارِ» .

وأخرجه ابن ماجة في سننه - في باب - (البراءَة من الكبر، والتواضع) ج - 2 ص 282 فقال بسنده:.

272 -

عن أبي هريرة - وهو مثل أَلفاظ أَبي داود، إلا أنه قَالَ:«مَنْ نَازَعَني وَاحِدا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ في جَهَنَّمَ» .

ص: 270

273 -

وأخرجه ابن ماجة أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما مثل ذلك، إلا أنه قال:«فَمَنْ نَازَعَني وَاحِدا مِنْهُما أَلْقَيْتُهُ في النَّارِ» .

ص: 271