المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب) - الأحاديث القدسية - جـ ١

[جمال محمد علي الشقيري]

فهرس الكتاب

- ‌1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد)

- ‌2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسبّ ابن آدم الدهر)

- ‌3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (مَنْ هَمَّ بحسنة أو بسيئة)

- ‌4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى)

- ‌5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين)

- ‌6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه)

- ‌7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق)

- ‌8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى)

- ‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب)

- ‌10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام

- ‌11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه)

- ‌12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم)

- ‌13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)

- ‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

- ‌15 - (ما جاء في الانفاق وفضله)

- ‌16 - (ما جاء في الصيام وفضله)

- ‌17 - (ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم عرفة)

- ‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

- ‌19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - (صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة)

- ‌21 - (جزاء الصبر على المصيبة)

- ‌22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني)

- ‌23 - (شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودعاؤه لهم)

- ‌24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين)

- ‌25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى)

- ‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

- ‌27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر عليهما السلام

- ‌28 - (جزاء الانتحار النار)

- ‌29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى)

- ‌30 - (أسلم سالمها الله تعالى)

- ‌31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن)

- ‌32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر)

الفصل: ‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب)

‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسباب

مغفرة الذنوب)

(حديث الرجل الذي أمر أهله بإحراقه بعد موته

أخرجه البخاري في صحيحه، من كتاب بدءِ الخلق - باب (ما ذكر عن بني إسرائيل) ج - 4 ص 169.

82 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: إنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ، فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ في الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ» ، قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيَا، وَأُجَازِيهِمْ فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ، أَوْصَى أَهْلَهُ إذَا أَنَا مُتُّ، فَاجْمَعُوا لي حَطَبا كَثِيرا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارا، حَتَّى إذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إلَى عَظْمِي، فَامْتُحِشَتْ، فَخُذُوهَا، فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْما رَاحا: فَاذْرُوهُ في الْيَمِّ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ:

ص: 85

مِنْ خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ» - قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرو، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ وَكَانَ نَبَّاشا.

ص: 86

وأخرجه البخاري في كتاب (بدء الخلق) أيضا بروايات متعددة، ج - 4 ص 176.

83 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْن عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - هُوَ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ «أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالاً، فَقَالَ لِبَنِيهِ لَما حُضِرَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُ أَبٍ، قَالَ: فَإنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ، فَإذَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّوني في يَوْمٍ عَاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عز وجل فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ» .

ومن البخاري أيضا:.

84 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا: أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِي، لِحُذَيْفَةَ: أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبيِّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ، إذَا مِتُّ فَاجْمَعُوا لي حَطَبا كَثِيرا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارا، حَتَّى إذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي في الْيَمِّ في يَوْمٍ حَارٍّ - أَوْ رَاحٍ - فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ لَهُ» .

ص: 87

ومن البخاري أيضا:.

85 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ:«كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اطْحَنُوني، ثُمَّ ذَرُّوني في الرِّيح، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، خَشْيَتُكَ حَمَلَتْني، فَغَفَرَ لَهُ» .

وقال غيره - أي غير أبي هريرة: (مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ).

ومن البخاري أيضا ج - 9 ص 145 - باب {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَامَ اللَّهِ} .

86 -

حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:«قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ: إذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، واذْرُوا نِصْفَهُ في الْبَرِّ، وَنِصْفَهُ في الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ، لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ» .

ص: 88

وأخرجه البخاري أيضا من رواية أبي سعيد الخدري، فقال:

87 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبي سُلَيْمَانُ التيمي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبي سَعيدٍ، رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ ذَكَر رَجُلاً فِيمَنْ سَلَفَ - أَوْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالَ: كَلِمَة - يَعْنِي أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالاً وَوَلَدا، «فَلَمَّا حَضَرَتِ الْوَفَاةُ، قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُ أَبٍ، قَالَ: فَإنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ - أَوْ لَمْ يَبْتَئِزْ - عِنْدَ اللَّهِ خَيْرا، وَإنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا إذَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني، حَتَّى إذَا صِرْتُ فَحْما فَاسْحَقُوني، أَوْ قَالَ: فَاسْحَكُوني، فَإذَا كَانَ يَوْمَ رِيحٍ عَاصِفٍ، فَأَذْرُوني فِيهَا - فَقَالَ نَبيُّ اللَّهِ: فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَذْرَوْهُ في يَوْمٍ عَاصِف، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: كُنْ، فَإذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي، مَا حَمَلَكَ عَلى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، قَالَ: مَخَافَتُكَ، أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ، قَالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ عِنْدَهَا، وَقَالَ مَرَّةً: فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرَهَا» .

قال: أَي سليمان التيمي فحدثت به أَبا عثمان عبد الرحمن النهدي فقال: سمعتُ هذا من سلمان، غير أنه زاد فيه:(في البحر - أَو كما حدث).

وحدثنا موسى، حدثنا معتمر، وقال:(لم يَبْتَئِرْ).

وقال خليفة، حدثنا معتمر، وقال:(لم يَبْتَئِزْ) - فسره قتادة - لم يدّخر. اه -.

ص: 89

وأَخرج الحديث الإمام مسلم في صحيحه ج - 10 ص 184 هامش القسطلاني قال بسنده:

88 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إذَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُوني، ثُمَّ أَذْرُوني في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا، مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِه، فَقَالَ لِلأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، أَوْ مَخَافَتُكَ - فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ» .

وأخرجه النسائي في سننه بروايتين عن أبي هريرة، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ج - 4 ص 112 - 113. فقال في رواية أبي هريرة:

89 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «أَسْرَفَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ، حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ أَذْروني في الرِّيحِ في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا، لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنْ خَلْقِهِ، قَالَ: فَفَعَلَ أَهْلُهُ ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عز وجل لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ عز وجل مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ» .

ص: 91

وأما رواية النسائي في سننه، عن حذيفة بن اليمان - فهي هذه.

90 -

عَنْ حُذَيْفَةَ - أَي ابْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ «كَانَ رَجُلٌ، مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اطْحَنُوني، ثُمَّ أَذْرُوني في الْبَحْر، فَإنَّ اللَّهَ إنْ يَقْدِرْ عَلَيَّ لَمْ يَغْفِرْ لي، قَالَ: فَأَمَرَ اللَّهُ عز وجل الْمَلَائِكَةَ فَتَلَقَّتْ رُوحَهُ، قَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، مَا فَعَلْتُ إلَاّ مِنْ مَخَافَتِكَ، فَغَفَرَ لَهُ» .

وأخرجه ابن ماجه في سننه، ج - 2 ص 292 - 293.

91 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُوني، ثُمَّ ذَرُّوني في الرِّيحِ في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيْعَذِّبَنِّي عَذَابا، مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ - أَوْ مَخَافَتُكَ - يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ لِذَلِكَ» .

ص: 92