المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه) - الأحاديث القدسية - جـ ١

[جمال محمد علي الشقيري]

فهرس الكتاب

- ‌1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد)

- ‌2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسبّ ابن آدم الدهر)

- ‌3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (مَنْ هَمَّ بحسنة أو بسيئة)

- ‌4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى)

- ‌5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين)

- ‌6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه)

- ‌7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق)

- ‌8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى)

- ‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب)

- ‌10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام

- ‌11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه)

- ‌12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم)

- ‌13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)

- ‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

- ‌15 - (ما جاء في الانفاق وفضله)

- ‌16 - (ما جاء في الصيام وفضله)

- ‌17 - (ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم عرفة)

- ‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

- ‌19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - (صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة)

- ‌21 - (جزاء الصبر على المصيبة)

- ‌22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني)

- ‌23 - (شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودعاؤه لهم)

- ‌24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين)

- ‌25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى)

- ‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

- ‌27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر عليهما السلام

- ‌28 - (جزاء الانتحار النار)

- ‌29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى)

- ‌30 - (أسلم سالمها الله تعالى)

- ‌31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن)

- ‌32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر)

الفصل: ‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

حديث فضل الجهاد في سبيل الله تعالى من صحيح البخاري أخرجه البخاري في: باب الجهاد من الإيمان ج - 1 ص 16.

174 -

حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النَّبيِّ قَالَ: «انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِه، لَا يُخْرِجُهُ إلَاّ إيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلي، أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ» .

وأخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب الجهاد والسير.

من باب (أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله تعالى».

ج - 5 ص 35 - 36 شرح القسطلاني فقال:

175 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِي، قَالَ أَخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ في سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ،

ص: 185

وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ في سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِما مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة».

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الجهاد والسِّيَر - من باب - قول النبي: (أُحلَّت لكم الغنائم) ج - 4 ص 85 - 86.

176 -

حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:«تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِه، لَا يُخْرِجُهُ إلَاّ الْجِهَادُ في سَبِيلِه، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أٌّو يَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ أَجّرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ» .

ص: 186

وأخرج النسائي حديث فضل الجهاد ج - 1 ص 16.

177 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «انْتَدَب اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُج في سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَاّ الإيمَانُ بي، وَالْجِهَادُ في سَبِيلي، أَنَّهُ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، بِأَيِّهِمَا كَانَ: إمَّا بِقَتْلٍ أَوْ وَفَاة، أَوْ أَرُدَّهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذي خَرَجَ مِنْهُ، نَالَ مَا نَالَ: مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة» .

178 -

وفي رواية عَنْهُ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ عز وجل لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَاّ الْجِهَادُ في سَبِيلهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة» .

(وفي رواية أُخرى له - في ثواب السَّرِيَّة التي تخفق).

179 -

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبيِّ فِيمَا يَحْكيهِ عَنْ رَبِّه: «ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَرْجِعَهُ إنْ أَرْجَعْتُهُ، بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَإنْ قَبَضْتُهُ غَفَرْتُ لَهُ، وَرَحْمَتُهُ» .

ص: 188

(فضل الجهاد في سبيل الله من صحيح الإمام مسلم)

180 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْته إلَاّ جِهَادٌ في سَبيلهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمةَ» .

ومن صحيح مسلم أيضا:

181 -

وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَاّ جِهَادا في سَبِيلي، وَإيمانا بِي، وَتَصْدِيقا بِرُسُلي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، إلَاّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى

ص: 191

الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّة تَغْزُو أَبَدا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، فَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ».

(حديث قول النبي في أهل بدر):

اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

أخرجه البخاري من - باب - (غزوة الفتح) ج - 5 ص 145.

وهو من حديث غزوة الفتح، وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي لهم لفتح مكة. وفيه:

182 -

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقا، في قُرَيْش - يَقُولُ: كُنْتُ حَلِيفا، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا - وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ، مَنْ لَهُمْ قَرَابَاتٌ، يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إذْ فَاتَني ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدا، يَحْمُونَ قَرَابَتي،

ص: 192

وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدادا عَنْ دِيني، وَلَا رِضا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ» ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَنْ شَهِدَ بَدْرا، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» إلى آخر الحديث.

ص: 193

(حديث تكليم الله عبد الله والدُ جابر بعد استشهاده).

أخرجه الترمذي - باب - سورة آل عمران، قال بعد السند:

183 -

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَقِيَني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُد، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنا، قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا كَلَّمَ اللهُ أَحدا قَطُّ، إلَاّ منْ وَرَاءِ حِجَاب، وَأَحْيا أَبَاكَ، فَكَلَّمَهُ كِفَاحا فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يا رَبِّ، تُحْيِيني، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً، قَالَ الرَّبُ عز وجل إنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً}

الآية.

قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجة في سننه - من باب - فيما أنكرت الجهميّة بلفظ قريب من رواية الترمذي هذه، - وفيها: (لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام، يوم أُحد لقيني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. الحديث.

ص: 196

(حديث قول الله تعالى للشهداء: هل تشتهون شيئا؟)

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من فضل الجهاد والسير - باب - في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة

الخ - من ثلاث طرق:

185 -

الأُولى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُرَّةً، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا - أَوْ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ (أَي ابن مسعود) عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} - قَالَ: أَمَا إنَا قَدْ سَأَلَنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:«أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْر، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئا؟ قالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا في أَجْسَادِنَا، حَتَّى نُقْتَلَ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ ترِكُوا» .

(وقد اقتصرت على هذه الرواية لأنها تكفي عن غيرها. والله أعلم).

وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في صحيحه - باب - من سورة آل عمران.

186 -

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ

ص: 198

رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} - فَقَالَ: أَمَا إنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ في طَيْرٍ خُضْرٍ، تَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ وَتَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلَاعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئا، فَأَزِيدَكُمْ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، وَمَا نَسْتَزِيدُ وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ ثُمَّ اطَّلَعَ إلَيْهِمْ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيئا فَأَزِيدَكُمْ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَمْ يُتْرَكُوا، قَالُوا: تَعيدُ أَرْوَاحَنَا، حَتَّى نَرْجِعَ إلَى الدُّنْيَا، فَنُقْتَلُ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى.

(قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح).

وأخرجه ابن ماجة في سننه عن ابن مسعود أيضا - في فضل الشهادة في سبيل الله تعالى - بألفاظ قريبة من ألفاظ الترمذي، إلا أنه قال فيه:

187 -

(سَلُونِي مَا شِئْتُمْ) مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقَالَ فيه:(وَمَاذَا نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَةِ، في أَيِّهَا شِئْنَا؟) وَزَادَ فِيهِ: (فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوا إلَاّ ذَلِكَ تُرِكُوا).

ص: 199

حديث (من خان غازيا في أهله)

أخرجه النسائي في سننه - (من خان غازيا في أهله).

190 -

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَإذَا خَلَفَهُ في أَهْلِهِ فَخَانَهُ، قِيلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَذَا خَانَكَ في أَهْلِكَ، فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟» .

حديث (يجيءُ الرجل آخذا بيد الرجل، فيقول: يا رب، هذا قتلني)

أخرجه النسائي في سننه - باب (تعظيم الدم)

191 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا قَتَلَني، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ، فَيَقُولُ: فَإنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: إنَّ هَذَا قَتَلَني، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ، فَيَقُولُ: إنَّهَا لَيْسَت لِفُلَانٍ، فَيَبُوءُ بِإثْمِهِ» .

ص: 202

حديث (عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله)

أخرجه أبو داود في سننه - باب (الرجل يشتري نفسه) ج - 2 ص 312.

192 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلٍ غَزَا في سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ - فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ» .

حديث (عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل)

أخرجه أبو داود في سننه - باب - (الأَسِيرُ يُوثَقُ) ج - 2 ص 349.

193 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إلَى الْجَنَّةِ في السَّلَاسِلِ» .

ص: 203