المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها) - الأحاديث القدسية - جـ ١

[جمال محمد علي الشقيري]

فهرس الكتاب

- ‌1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد)

- ‌2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسبّ ابن آدم الدهر)

- ‌3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (مَنْ هَمَّ بحسنة أو بسيئة)

- ‌4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى)

- ‌5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين)

- ‌6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه)

- ‌7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق)

- ‌8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى)

- ‌9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسبابمغفرة الذنوب)

- ‌10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام

- ‌11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه)

- ‌12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم)

- ‌13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)

- ‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

- ‌15 - (ما جاء في الانفاق وفضله)

- ‌16 - (ما جاء في الصيام وفضله)

- ‌17 - (ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم عرفة)

- ‌18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

- ‌19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - (صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة)

- ‌21 - (جزاء الصبر على المصيبة)

- ‌22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني)

- ‌23 - (شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ودعاؤه لهم)

- ‌24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين)

- ‌25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى)

- ‌26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

- ‌27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر عليهما السلام

- ‌28 - (جزاء الانتحار النار)

- ‌29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى)

- ‌30 - (أسلم سالمها الله تعالى)

- ‌31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن)

- ‌32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر)

الفصل: ‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

‌14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

من سنن ابن ماجه ج - 1 ص 220

120 -

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى آتِيَ مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا افْتَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ، قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجَعْ إلَى رَبِّكَ فَإنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي» .

121 -

وأَخرج ابن ماجه أيضا: عَنْ أَبي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَات، وَعهِدْتُ عَنِّي عَهْدا - أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظ عَلَيْهِنَّ، فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي» .

اه - من ج - 1 ص 221 من ابن ماجه.

ص: 139

ومن سنن أبي داود - باب - المحافظة على وقت الصلوات ج - 1، ص 123.

122 -

عَنْ أَبي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «إنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدا - أَنَّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنَّ، لِوَقْتِهِنَّ، أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي» .

حديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» .

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، - باب (وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة) ج - 3 ص 12 من هامش القسطلاني.

123 -

حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثَلَاثا، غَيْرَ تَمَام، فَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإمَام، فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ النَّبِيِّ

ص: 140

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عز وجل قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإذَا قَالَ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ عز وجل: حَمِدَني عَبْدِي، وَإذَا قَالَ:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ عز وجل أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإذَا قَالَ:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فَإذَا قَالَ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإذَا قَالَ:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

ص: 141

حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)

من موطأ الإمام مالك - رحمه الله تعالى - باب -

(القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة) ج - 1 ص 43 هامش مصابيح السنة.

(124)

حَدَّثَني يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام، - قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإِمَام، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ يَا فَارِسِيُّ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:«قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي بِنِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: حَمِدَني عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنى عَلَيَّ عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي، وَيَقُولُ

ص: 143

الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} فَهَوُلَاءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين).

من صحيح الترمذي - باب (سورة الفاتحة) من أبواب تفسير القرآن ج - 2 ص 157.

125 -

عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:«مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأَمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، وَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإمَامِ، قَالَ: يَا ابْنَ الْفَارِسِيِّ، اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَال اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقْرأُ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَني عَبْدِي، فَيَقُولُ:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَيَقُولُ:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. - وَهَذَا لِعَبْدِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَآخِرُ السُّورَةِ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ،

ص: 144

يَقُولُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} ».

(قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن).

حديث (قسمت الصلاة) من سنن أبي داود - من باب (من ترك القراءة في الصلاة) ج - 1 ص 228.

126 -

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَام بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَكُونُ أَحْيَانا وَرَاءَ الإمَام، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ: اقْرَأُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ:{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ عز وجل حَمِدَني عَبْدِي، يَقُولُ:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، - يَقُولُ الْعَبْدُ:{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: مَجَّدَني عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يَقُولُ اللَّهُ: وَهَذِه بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ،

ص: 145

يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} يَقُولُ اللَّهُ: فَهَوُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

حديث (قسمت الصلاة) من سنن ابن ماجه - باب - (ثواب القرآن) ج - 2 ص 217.

127 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبي حَازِم، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عز وجل: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي شَطْرَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: حَمِدَني عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَيَقُولُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فيَقُولُ أَثْنَى عَليَّ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي، فَهَذَا لِي، - وَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يَعْني - فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، وَآخِرُ السُّورَةِ لِعَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} فَهَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» .

ص: 146

حديث (قسمت الصلاة) من سنن النسائي - من باب - من ترك قراءة «بسم الله الرحمن الرحيم» في فاتحة الكتاب ج - 2 ص 135 - 136.

128 -

عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى هِشَام بْنِ زُهْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام» ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ، فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:«يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأُوا: يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ الله عز وجل: حَمِدَني عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: مَجَّدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، - وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ} - فَهَوُلَاءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» .

ص: 147

وفي النسائي أيضا - باب - تأويل قول الله عز وجل.

(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) ج - 2 ص 139.

129 -

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل في التَّوْرَاةِ، وَلَا في الإنْجِيلِ، مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» .

انتهت روايات حديث: (قسمت الصلاة)

والله أعلم

ص: 148

حديث (الملائكة يتعاقبون فيكم)

أخرجه البخاري في كتاب الصلاة - باب (فضل صلاة العصر).

وأخرجه في كتاب بدءِ الخلق - باب - (ذكر الملائكة) ج - 4 ص 113 - ولفظه:

130 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبيُّ: «الْمَلَائِكَةُ يَتَعَاقَبُون: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُول - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ» .

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - ج - 10 ص 431.

- باب - (كلام الرب مع جبريل، ونداءِ الملائكة) ولفظه:

131 -

حَدَّثَنَا إسْمَاعِيل، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ،

ص: 149

وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ قَالَ: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: ملَائِكَةٌ بالليْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ، وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».

وأخرجه النسائي - من باب (فضل صلاة الجماعة) ج - 1 ص 240.

132 -

بلفظ مثل رواية البخاري الثانية - إلا أنه قال:

(وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ) وَقَدَّمَ صَلَاةَ الْفَجْر علَى صَلَاةِ الْعَصْرِ.

133 -

وكذا أخرجه الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في الموطأ من (باب جامع الصلاة) بلفظ: (وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ) وقال: (يَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ).

ص: 150

(فَضْلُ صَلَاةِ الضُّحَى)

أخرجه الإمام الترمذي - باب - (صلاة الضحى) ج - 1 ص 95.

134 -

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبي ذَرٍّ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَنِ اللَّهِ عز وجل قَالَ:«ابْنَ آدَمَ، ارْكَعْ لي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ - أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. أَكْفِكَ آخِرَهُ» .

قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح.

ص: 152

وأخرجه أبو داود في سننه - من باب صلاة الضحى - ج - 1 ص 357 فقال:

135 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نَعِيمِ بْنِ هَمَّازٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تُعْجِزْني مِنْ أَرْبَع رَكَعَات في أَوَّلِ نَهَارِكَ، أَكْفِكَ آخِرَهُ» .

ص: 153

حديث (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة هو صلاته).

أخرجه النسائي في سننه - (باب المحاسبة على الصلاة) ج - 1 ص 232 - فقال:

136 -

عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسا صَالِحا، فَجَلَسْتُ إلى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: فَقُلْتُ: إنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ عز وجل أَنْ يُيَسِّرَ لي جَلِيسا صَالِحا، فَحَدِّثْني بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ به الْعَبْدُ بِصَلَاتِه، فَإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، قَالَ هَمَّامٌ: لَا أَدْرِي هَذَا مِنْ كَلَامِ قَتَادَةَ، أَوْ مِنَ الرِّوَايَةِ؟ فَإنِ انْتَقَص مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَيُكَمِّلُ مَا نَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ» .

[

] عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَولَّ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ من عمِلِه صَلَاتُه. فإن صلُحَت فقد أفْلَحَ وأنجَحَ. وإن فَسُدَت فقَد خابَ وخَسِر. فإن انتقَصَ من فريضتِه شيءٌ، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمِّل بها ما انتقص من الفريضة. ثم يكون سائر عمله على ذلك» . رواه الترمذي.

137 -

وأخرجه عن أبي هريرة أيضا، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإنْ وُجِدَتْ تَامَّةً، كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا

ص: 154

هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ يُكَمِّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».

138 -

وأخرجه أيضا عَن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ فَإنْ كَانَ أَكْمَلَهَا، وَإلَاّ قَالَ اللَّهُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع، فَإنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَةَ» .

وأخرجه ابن ماجه في سننه، من باب (ما جاءَ في أول ما يحاسب به العبد الصلاة).

139 -

عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَة، فَإنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَأَكْمُلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ تُوْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ» .

وأخرجه أبو داود في سننه بروايتين: الأُولى عن أبي هريرة، والثانية: عن تميم الداري، كلتاهما من باب (كل صلاة لم يتمها صاحبها تتم من تطوعه).

ص: 155

أما رواية أبي هريرة فقال فيها:

140 -

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبيِّ - خَافَ مِنْ زِيَاد - أَو ابْنِ زِيَادٍ - فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَنَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثا؟ قُلْتُ: بَلَى، رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ يُونُسُ: أَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلَاةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ - لِمَلَائِكَتِهِ - وَهُوَ أَعْلَمُ -: انْظُرُوا في صَلَاةِ عَبْدِي: أَتَمَّها أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإنْ كَانَتْ تَامَّةً، كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئا، قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَإنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُوْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ» .

وقال في رواية تميم الداري.

141 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبي أَوْفَى، عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ بِهَذَا الْمَعْنَى - وَزَادَ فِيهِ:«ثُمَّ الزَّكَاةَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ توْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ» .

ص: 156

حديث (أتاني ربي في أحسن صورة)

أخرجه الترمذي في جامعه - باب - (سورة ص) ج - 2 ص 214 - 215.

142 -

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي رَبِّي في أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ - في الْمَنَام، قَالَ: كَذَا في الْحَدِيثِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، أوْ قَالَ: في نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: في الْكَفَّارَاتِ، وَالْكَفَّارَاتُ: الْمُكْثُ في الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، والْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَماتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ، كَيْوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً، فَاقْبِضْني إلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَلِلدَرَجَاتِ إفْشَاءُ السَّلَام، وَإطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلاةُ باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» .

ص: 158

قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى:

وقد ذكروا بين أبي قلابة، وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلاً.

- وأبو قلابة من رجال السند، وهو الذي قبل ابن عباس رضي الله عنهما.

143 -

وفي رواية أخرى - عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَتَانِي رَبِّي في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّي لَا أَدْرِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: في الدَّرَجَاتِ، وَالْكَفَّارَاتِ، وفي نَقْلِ الأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإسْبَاغِ الْوُضُوءِ في الْمَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِه كَيْوَمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله: حديث حَسَنٌ غريب.

(ملحوظة): حديث ابن عباس الثاني في سنده أبو قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وخالد بن اللجلاج هو الذي قال عنه الترمذي في الحديث الأول: إنه لم يذكر، فقد عرف بذلك.

ص: 159

وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - من رواية أخرى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

144 -

فَقَالَ: احْتَبَسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَايَا عَيْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ سَرِيعا، فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَجَوَّزَ في صلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ، قَالَ لَنَا:«عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ» ، ثُمَّ انْفَتَلَ إلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَني عَنْكُمُ الْغَدَاةَ، إنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأُتُ، وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لي، فَنَعَسْتُ في صَلَاتي حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ، فَإذَا أَنَا بَرَبِّي تبارك وتعالى في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَهَا ثَلَاثا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: في الْكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَالْجُلُوسُ في الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ حِينَ الْكَرِيهَاتِ، قَالَ: فِيمَ؟ قُلْتُ: إطْعَام الطَّعَام،

ص: 160

وَلِينِ الْكَلَام، وَالصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، قَالَ: سَلْ، قُلْتُ: اللَّهُمَّ، أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي، وَتَرْحَمْني، وَإذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّني غَيْرَ مَفْتُون، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إلَى حُبِّكَ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّهَا حَقٌّ، فَادْرُسُوهَا، ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا» .

قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح.

ص: 161

حديث (قول الله تعالى: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى).

أخرجه ابن ماجة في سننه - باب (لزوم المساجد وانتظار الصلاة) ج - 1 ص 138.

145 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو أَي ابن العاص رضي الله عنهما قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الْمَغْربَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ:«أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ، قَدْ فَتَحَ بَابا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى» .

ص: 163