الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الرابع والأربعون ومئتان: ما ورد في فضائل أبي هند الحجام، مولى بني بياضة
(1)
رضي الله عنه
-
1790 -
[1] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (حجم النبيَّ صلى الله عليه وسلم عبدٌ لبني بياضة، فأعطاه أجره. وَكَلَّمَ سَيِّدَهُ فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ ضَرِيْبَتِهِ).
هذا الحديث رواه عن ابن عباس: عامر بن شراحيل الشعبي، وطاووس بن كيسان اليماني.
فأما حديث الشعبي عنه فرواه: مسلم
(2)
عن إسحاق بن إبراهيم
(3)
، والإمام أحمد
(4)
، كلاهما عن عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان الأحول، ورواه: الإمام أحمد
(5)
- مرة أخرى - عن هاشم عن إسرائيل، وعن
(6)
(1)
من الأنصار. ومولاه منهم: فروة بن عمرو البياضي. ويقال اسم أبي هند: عبد الله، ويقال: يسار، ويقال: سالم. تخلف عن بدر، وشهد ما بعدها من المشاهد.
انظر: أسد الغابة (5/ 322) ت/ 6322، والإصابة (4/ 211) ت/ 1193، والفتح (4/ 538).
(2)
في (كتاب: المساقاة، باب: حل أجرة الحجامة) 3/ 1205 ورقمه/ 1202. ومن طريقه: ابن حزم في المحلى (9/ 52).
(3)
ورواه من طريق إسحاق - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى (9/ 338).
(4)
(5/ 417 - 418) ورقمه/ 3457.
(5)
(5/ 126 - 127) ورقمه/ 2979.
(6)
(5/ 199) ورقمه/ 3078 م.
عبد الرزاق عن سفيان، وعن
(1)
محمد بن جعفر، والطبراني في الكبير
(2)
عن أبي مسلم الكشي عن عمرو بن مرزوق، كلاهما (ابن جعفر، وعمرو) عن شعبة، ورواه: الطبراني في الكبير
(3)
- مرة أخرى - عن أبي حصين محمد بن الحسين القاضي عن أحمد بن يونس عن زهير، كلهم (إسرائيل، وشعبة، وزهير) عن جابر، كلاهما (عاصم، وجابر) عن الشعبي به، واللفظ حديث مسلم، ولسائرهم نحوه.
وللإمام أحمد من طريق سفيان: (حجمه عبد لبني بياضة. وكان أجره مُدًّا ونصفًا. فكلم أهله حتى وضعوا عنه نصف مُدّ). وله من طريق إسرائيل نحوه. وللطبراني عن أبي مسلم: (ووضع عنه من خراجه نصف صاع - أو أكثر -)، والراجح في المشكوك فيه ما في الرواية الأولى.
وعبد الرزاق هو: ابن همام. ومعمر هو: ابن راشد. وهاشم هو: ابن القاسم. وإسرائيل هو: ابن يونس. وأبو مسلم الكشي اسمه: إبراهيم بن عبد الله. وزهير هو: ابن معاوية الجعفي. وجابر هو: الجعفي.
وأما حديث طاووس عنه فرواه: مسلم
(4)
عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان بن مسلم، وعن إسحاق بن إبراهيم عن المخزومي كلاهما عن وهيب عن ابن طاووس عن أبيه به، بنحوه
…
والمخزومي هو: المغيرة بن سلمة.
(1)
(4/ 53) ورقمه/ 2155.
(2)
(12/ 75) ورقمه/ 12585.
(3)
ورقمه/ 12586.
(4)
الموضع المتقدم من صحيحه.
ووهيب هو: ابن خالد.
وروى ابن سعد
(1)
عن نصر بن باب عن داود عن عامر قال: حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد لبني بياضة. قال: فقال: (كم خراجك)؟ قال: كذا، وكذا. قال: فوضع عنه من خراجه. قال: ولم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم أجره. ونصر بن باب متروك متهم
(2)
. وداود هو: ابن أبي هند. وعامر هو: الشعبي.
1791 -
[2] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ
(3)
، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(يَا بَني بيَاضَةَ، أنكِحُوا أبَا هندٍ، وَأنكحُوا إلَيْه).
رواه: أبو داود
(4)
عن عبد الواحد بن غياث، ورواه: البزار
(5)
عن عبد الأعلى (هو: ابن حماد)، ورواه: الطبراني في الكبير
(6)
عن أبي مسلم الكشي
(1)
(1/ 444).
(2)
انظر ترجمته في: الميزان (5/ 375) ت/ 9025.
(3)
ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره. وهو الموضع الذي يتحرك من وسط رأس الطفل. وقيل هو: ما بين الهامة، والجبهة. - انظر: لسان العرب (باب: الخاء المعجمة، فصل: الهمزة) 3/ 5، و (فصل: الياء) 3/ 67.
(4)
في (كتاب: النكاح) باب: في الأكفاء) 2/ 579 - 580 ورقمه/ 2102.
(5)
[72/ أ] كوبريللّي.
(6)
(22/ 321) ورقمه/ 808.
عن ابن عائشة، كلاهما عن حماد بن سلمة
(1)
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
…
وهذا الحديث ضعفه الإمام أحمد، وأنكره إنكارًا شديدًا
(2)
، وقال ابن حجر
(3)
: (إسناده حسن)، وأورده الألباني في صحيح سنن أبي داود
(4)
، وقال:(حسن). وفي الإسناد: محمد بن عمرو، وهو: ابن علقمة، سئل يحيى بن معين
(5)
عنه، فقال:(مازال الناس يتقون حديثه)، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: (كان محمد بن عمرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة) اهـ، وحديثه هذا رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة! وضعفه غير واحد، وقال ابن حجر:(صدوق له أوهام) - وتقدم -.
وهكذا رواه عنه حماد بن سلمة، وهكذا رواه عنه - كذلك -: محمد بن يعلى السلمي، ذكره عنه البخاري في تأريخه الكبير
(6)
، وقال:(يتكلمون فيه)
(1)
وكذا رواه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 9/ 375 ورقمه/ 4067)، والحاكم في المستدرك (2/ 164)، كلاهما من طريق حماد
…
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ، ورافقه الذهبي في التلخيص (2/ 164) - وسيأتي أنه معلول -.
(2)
كما في: المغني لابن قدامه (9/ 389).
(3)
التلخيص الحبير (3/ 188).
(4)
(2/ 395 - 396) ورقمه/ 1850.
(5)
كما في: الجرح والتعديل (8/ 31) ت/ 138.
(6)
(1/ 268) ت/ 861.
- يعني: محمدًا -، وهو ضعيف وهاه غير واحد، وذكر الذهبي
(1)
حديثه هذا في مناكيره.
ورواه: أبو نعيم في المعرفة
(2)
بسنده عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ، من وجع كان به، وقال:(إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة)، لم يذكر الشاهد.
وخالفه: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هند - مكان أبي هريرة -
…
ذكر روايته ابن حجر في الإصابة
(3)
، وقال:(أخرجه ابن جريج، والحاكم أبو أحمد عنه) اهـ، ومع التذكير بحال محمد بن عمرو، في الإسناد: الدراوردي، وهو صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ - وتقدم -. وفي رأيي أن ما ذكره الإمام أحمد هو الأشبه في درجة الحديث - والله سبحانه أعلم -.
1792 -
[3] عن عائشة رضي الله عنها أن أبا هند - مولى بني بياضة - كان حاجمًا يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(مَنْ سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلَى مَنْ صَوَّرَ اللهُ الإِيْمَانَ فِي قَلْبِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أبِي هِنْد)، وقال:(أَنْكِحُوْه، وَأنْكِحُوْا إِلَيْه).
(1)
الميزان (5/ 196) ت/ 8339.
(2)
(6/ 3047 - 3048) ورقمه/ 7056، وذكره ابن حجر في الإصابة (4/ 211).
(3)
(4/ 211) ت/ 1193.
رواه: الطبراني في الأوسط
(1)
عن محمد بن رزيق بن جامع عن عبد الواحد بن إسحاق الطبراني عن ضمرة بن ربيعة
(2)
عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عنها به
…
وقال: (لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلّا الزبيدي) اهـ. وهذا في ما علم. وسيأتي ذكر من تابع الزبيدي عليه.
ومحمد بن رزيق بن جامع، وشيخه عبد الواحد بن إسحاق الطبراني لم أقف على ترجمة لهما
(3)
، ولعله لهذا قال الحافظ
(4)
، وقد عزاه إلى: ابن السكن، والطبراني -:(وسنده إلى الزهري ضعيف) اهـ.
ولكنهما توبعا
…
فقد رواه: الدارقطني
(5)
عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث عن ضمرة بن ربيعة به بمثله. وقرن بالزبيدي: ابن سمعان. وابن الأشعث ثقة، ولكن الحديث تفرد به ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش عن الزبيدي، وابن سمعان. وضمرة بن ربيعة صدوق يهم، عنده مناكير، قال ابن عدي
(6)
- وقد ذكر حديثه -: (وهذا منكر من حديث الزبيدي عن الزهري، لا يرويه إلّا ضمرة عن إسماعيل عنه، وقد روى بعض الرواة عن
(1)
(7/ 279) ورقمه/ 6540.
(2)
وكذا رواه من طريق ضمرة: ابن جوصا في حديثه [7/ أ].
(3)
وانظر: مجمع الزوائد (9/ 377).
(4)
الإصابة (4/ 211).
(5)
السنن (3/ 300) ورقمه/ 203.
(6)
الكامل (4/ 318).
ضمرة عن إسماعيل بن عياش عن الزبيدي، وابن سمعان عن الزهري عن عروة عن عائشة. فحمل ابن عياش حديث ابن سمعان - وهو ضعيف - على حديث الزبيدي - وهو ثقة - فجاء بهما عن الزهري عن عروة عن عائشة)!
وإسماعيل بن عياش هو: الحمصي، صدوق إذا حدث عن أهل بلده، وهذا من حديثه عن بعضهم، ومع ذلك فقد وهم فيه على ما تقدم في قول ابن عدي. واسم ابن سمعان: عبد الله بن زياد، تقدم أنه متهم بالوضع، وكذبه: ابن إسحاق، ومالك، وابن معين، وغيرهم. ولعل الطبراني - في قوله المتقدم - لم يلتفت إلى هذه العلة - والله أعلم -.
ورواه: ابن عدي في الكامل
(1)
بسنده عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد أبي شبيل عن أبيه عن الزبيدي به
…
وعبيد الله بن عبد الرحمن لم أقف على ترجمة له. وأبوه يسرق الحديث
(2)
، قال ابن عدي
(3)
عقب حديثه: (وهذا الحديث برواية عبد الرحمن بن واقد هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش تبين ضعفه، وسرقته هذا الحديث، وهذا يعرف بضمرة عن إسماعيل بن عياش) اهـ ثم قال: (وأما الواقدي هذا فإن دعواه هذا الحديث عن ابن عياش نفسه أبطل في ذلك، وقال الباطل) اهـ
…
والحديث يشبه أن يكون موضوعًا.
(1)
(4/ 318).
(2)
انظر: الكامل (4/ 318)، والميزان (3/ 310) ت/ 4996.
(3)
(4/ 319).
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على ثلاثة أحاديث، موصولة. منها حديث رواه مسلم. وحديث ضعيف. والأخير شبه موضوع. وذكرت فيه حديثين، أحدهما في الشواهد، والآخر على إثر حديث نحوه - والله الموفق برحمته -.