‌ القسم السادس والأربعون ومئتان: ما ورد فضل ابن عم لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ١٠

*‌

‌ القسم السادس والأربعون ومئتان: ما ورد فضل ابن عم لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما

-

1794 -

[2] عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كئيب. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(مَا لي أرَاكَ كَئِيْبَا)؟ قال: يا رسول الله، كنت عند ابن عم لي البارحة - فلان -، وهو يكيد بنفسه. قال:(فهَلَّا لقَّنْتَهُ لا إلهَ إلَّا الله)؟ قال: قد فعلت، يا رسول الله. قال:(فقَالهَا)؟ قال: نعم. قال: (وجَبتْ لهُ الجنَّة).

هذا الحديث رواه: البزار

(1)

- وهذا لفظه - عن أحمد بن مالك القشيري، ورواه: أبو يعلى

(2)

عن عبيد الله بن عمر، كلاهما عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عنه به

…

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليهما، ثم قال:(وفيه: زائدة بن أبي الرقاد، وثقه القواريري، وضعفه البخاري، وغيره) اهـ.

والقواريري هو: عبيد الله بن عمر - شيخ أبي يعلى فيه -، ولم يصرح بتوثيق زائدة، لكنه قال

(4)

: (لم يكن بزائدة بن أبي الرقاد بأس، وكتبت كل شيء عنده) اهـ، ولا أعرف له اصطلاحًا خاصًا في قوله:(لم يكن به بأس)،

وهى في مرتبة صدوق عند: ابن أبي حاتم

(1)

، والذهبي

(2)

، والسخاوي

(3)

. وذكره ابن شاهين في الثقات

(4)

، وقال البزار

(5)

- مرة -: (ليس به بأس

…

وإنما كتبنا من حديثه ما لم نجده عند غيره) - وهما متساهلان -، وجاء عن البزار غير هذا - كما سيأتي -. ولا أعلم أحدًا مشاه غر هؤلاء. وهو منكر الحديث - على الصحيح -. قاله: البخاري

(6)

، والنسائي

(7)

، وابن عدي

(8)

، وغيرهم. وقال أبو حاتم

(9)

: (يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة، منكرة، ولا ندرى منه، أو من زياد)، وذكره ابن حبان في المجروحين

(10)

، وقال:(يروي المناكير عن المشاهير، لا يحتج بحديثه، ولا يكتب إلّا للاعتبار)، وقال البزار

(11)

: (ضعيف)، وقال - مرة

(12)

-: (إنما ينكر من حديثه ما يتفرد به) اهـ. حدث به عن زياد بن النميري، وهو: ابن عبد الله، ضعفه: ابن معين،

وأبو حاتم، وأبو داود، والذهبي، وابن حجر، في آخرين

…

وقال ابن حبان: (منكر الحديث، يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين) اهـ. والقشيرى شيخ البزار لم أقف على ترجمته، لكنه متابع.

والخلاصة: أن الحديث منكر، ولا أعلم لإسناده متابعات، ولا لمتنه ما يشهد له - والله سبحانه أعلم -.