الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الثامن والعشرون ومئتان: ما ورد في فضائل ورقة بن نوفل بن أسد الأسدي رضي الله عنه
-
1769 -
[1] عن أسماء بنت أبى بكر - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل، فقال:(يُبْعَثُ يَوْمَ القيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَه).
رواه: الطبراني في الكبير
(1)
عن محمد بن عبدوس بن كامل السراج عن عبد الله بن عمر بن أبان عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عنها به
…
وهذا من غرائب حديث أبى أسامة عن هشام بن عروة
(2)
، وإسناده حسن؛ فيه: عبد الله بن عمر، وهو: ابن محمد بن أبان الجعفي، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(3)
، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -:(ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وفي قوله نظر من ناحيتين، أولاهما: أن عبد الله بن عمر انفرد مسلم بإخراج حديثه في الصحيح، دون البخاري
(4)
. والأخرى: محمد بن عبدوس - شيخ الطبراني - لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة.
1770 -
[2] عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن خديجة، فقال: (أَبْصَرْتُهَا عَلَى نهْرٍ مِنْ أَنهَارِ الجَنَّةِ، فِي بَيْتٍ
(1)
(24/ 82) ورقمه/ 217.
(2)
انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 679، 680).
(3)
(9/ 416).
(4)
انظر: ما رقم له به الحافظ في الموضع المتقدم - آنفًا - من التقريب.
مِن قَصَبٍ
(1)
لا صَخَبَ
(2)
فِيْهِ، وَلْا نَصَب
(3)
. وسئل عن ورقة بن نوفل، قال:(أَبْصَرتُهُ في بُطْنانِ الجَنَّةِ، عَلَيْهِ سُنْدُس).
رواه: أبو بكر البزار
(4)
عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموى عن أبيه، ورواه - أيضًا -: أبو يعلى
(5)
- واللفظ له - عن سريج بن يونس عن إسماعيل، كلاهما عن مجالد عن الشعبي عنه به
…
قال البزار: (لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلّا يحيى، وإسماعيل) اهـ.
ورجال إسنادي البزار، وأبى يعلى رجال البخارى، ومسلم عدا: مجالد، وهو: ابن سعيد الهمداني، وليس هو بالقوى، كان يتلقن إذا لقن، وتغير بأخرة
(6)
…
قال ابن مهدي
(7)
: (حديث مجالد عند الأحداث: يحيى بن سعيد، وأبى أسامة ليس بشئ) اهـ، ويحيى هو أحد الراويين هنا عنه، والآخر: إسماعيل، وهو: ابن أبى
(1)
- بفتح القاف، والمهملة، بعدها موحدة - أي: قصرا من لؤلؤ مجوَّف واسع. والقصب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف. انظر: شرح السنة (14/ 156)، والنهاية (باب: القاف مع الصاد) 4/ 67، والفتح (7/ 171).
(2)
- بفتح المهملة، والمعجمة بعدها موحدة - أي: لا صياح فيه، ولا منازعة، برفع الأصوات، واختلاطها. انظر: شرح السنة (14/ 156)، والفتح (7/ 171 - 172).
(3)
- بفتح النون، والمهملة بعدها موحدة، ويقال: ولا نصْب - بسكون الصاد - أي: لا تعب في إصلاحه، وبنائه، والقيام عليه. انظر: جامع الأصول (9/ 121)، والفتح (7/ 172)، وانظر: شرح السنة (14/ 156).
(4)
(3/ 281 - 282) ورقمه/ 2752، بنحوه، بتقديم، وتأخير في لفظه.
(5)
(4/ 41) ورقمه / 2047.
(6)
وانظر: مجمع الزوائد (9/ 416).
(7)
كما في: الجرح والتعديل (8/ 361) ت / 1653.
خالد، من أقران مجالد بن سعيد
(1)
. وللطرف الأول من الحديث في فضل خديجة - رضى الله عنها - عدة شواهد صحيحة، منها ما هو متفق عليه، وستأتى
(2)
، فهو بها: حسن لغيره.
وورد
(3)
من وجه ضعيف من حديث جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - يرفعه: (لا تسبوا ورقة، فإني رأيت له جنة، أو جنتين)، فهو شاهد بالمعني للطرف الآخر من الحديث هنا، يرتقى به إلى درحة: الحسن لغيره أيضًا - والله الموفق -.
ويعتضد هذا الحكم بما رواه: الآجرى في الشريعة
(4)
بسنده عن أحمد بن عبد الجبار العطاردى عن يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن أبى ميسرة عمرو بن شرحبيل رفعه: (لقد رأيت القسّ في الجنة عليه ثياب الحرير؛ لأنه آمن بي، وصدقنى) - يعنى: ورقه -
…
وهذا الإسناد ضعيف، فيه علل؛ أحمد بن عبد الجبار، وشيخه ضعيفان. وَيونس بن عمرو هو: يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبوه مدلس لم يصرح بالتحديث، وقد اختلط بأخرة - أيضًا -، وسمع يونس منه بعد الاختلاط - وتقدموا -. وأبو ميسرة لا صحبة له
(5)
؛ فحديثه مرسل.
(1)
انظر: تهذيب الكمال (27/ 220).
(2)
في ما ورد في فضائل خديجة برقم/ 1886 وما بعده.
(3)
انظر: الحديث ذى الرقم/ 1709.
(4)
(ص/ 442 - 443).
(5)
انظر: الطبقات لابن سعد (6/ 106)، والمراسيل لابن أبى حاتم (ص/ 143) ت/ 260.
1771 -
[1] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تسُبُّوا وَرَقةَ، فَإنِّي رَأيتُ لهُ جنَّةً، أوْ جَنَّتَين).
هذا الحديث يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه
…
فرواه: أبو معاوية عنه عن أبيه عن عائشة به، مرفوعًا - كما سبق -، روى حديثه البزار
(1)
عن عبد الله بن سعيد عنه به، وقال:(لا نعلم أحدًا رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة إلّا أبو معاوية، ولا رواه عن أبي معاوية مسندًا إلَّا أبو سعيد) اهـ.
وخالفه: أبو أسامة، فرواه عن هشام عن أبيه مرسلًا
…
روى حديثه: البزار
(2)
- أيضًا - عن عبيد الله عنه به، وهذا أشبه؛ أبو أسامة - وهو: حماد بن أسامة - كان أكثر أصحاب هشام بن عروة رواية عنه، وأحسنهم حديثًا، قاله الإمام أحمد
(3)
. وأما أبو معاوية - وهو: محمد بن خازم الضرير -، فقال الأثرم
(4)
: قلت لأبى عبد الله
(5)
: أبو معاوية صحيح الحديث عن هشام؟ فقال: (لا، ما هو بصحيح الحديث عنه) اهـ، فالأشبه المرسل
(6)
- كما تقدم -، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف.
(1)
كما في: كشف الأستار (3/ 281) ورقمه/ 2750.
(2)
كما في: المصدر المتقدم (3/ 281) ورقمه/ 2751.
(3)
كما في: شرح العلل لابن رجب (2/ 679 - 680).
(4)
كما في: المصدر المتقدم (2/ 680).
(5)
يعني: الإمام أحمد.
(6)
وانظر: مجمع الزوائد (9/ 416).
وتقدم
(1)
من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ينميه: (أبصرته في بطنان الجنة، عليه سندس)، يعني: ورقة، وفي سنده: مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، والحديث من طريقيه صالح أن يكون حسنًا لغيره - والله الموفق -.
1772 -
[4] عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - في حديث -: (أرِيتُهُ في المنَامِ وَعَليهِ ثِيَابٌ بيَاضٌ، ولَو كانَ منْ أهْل النَّارِ لكانَ عَليهِ لِبَاسٌ غيرَ ذَلِك) - يعنى: ورقة -.
هذا الحديث رواه: الترمذى
(2)
عن أبي موسى الأنصارى عن يونس بن بكير عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهرى عن عروة عن عائشة به
…
وقال: (هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي) اهـ، وعثمان بن عبد الرحمن هو: ابن عمر بن سعد الوقاصي الزهرى، تقدم أنه متروك الحديث. حدث بهذا عنه: يونس بن بكير، وهو: الشيباني، ضعفه النسائي، وقال ابن حجر:(صدوق يخطئ) - وتقدم -.
والحديث لا أعلم أنه ورد بهذا اللفظ إلّا بهذا الإسناد، وهو حديث واه، شبه موضوع - فيما ظهر لي -؛ لما علمته من حال الوقاصي، وقول ابن حبان فيه
(3)
، وتقدم ما يغني عنه. وشيخ الترمذى اسمه: إسحاق بن موسى.
(1)
ورقمه/ 1770.
(2)
في (باب: ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو، من كتاب: الرؤيا) 4/ 468 ورقمه/ 2288.
(3)
وانظر: ضعيف سنن الترمذى (ص/ 256 - 257) ورقمه/ 397.
* خلاصة: اشتمل هذا القسم على أربعة أحاديث، كلها موصولة، منها حديث حسن، وحديثان حسنان لغيرهما، وحديث شبه موضوع. وذكرت فيه حديثًا في الشواهد - والله أعلم -.