الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الخمسون ومئتان: ما ورد في فضل رجل من الأنصار رضي الله عنه
-
1797 -
[5] عن ثابت البناني - قال بعض رواته: وأحسبه عن أنس - قال: كان رجل من الأنصار مريضًا، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوافقه في السوق، فسلّم عليه، فقال له:(كَيْفَ أنْتَ، يَا فُلان)؟ قال: بخير، يا رسول الله. قال: أرجو الله، وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تَجْتَمعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي هَذا المَوْطِنِ إِلا أعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو، وَأَمَّنَهُ مِمّا يَخَافُ).
هذا الحديث رواه: جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني عن أنس، واختلف عنه في وصله، وإرساله.
فرواه: الترمذي
(1)
، وابن ماجه
(2)
، كلاهما من طريق سيار بن حاتم (هو:
(1)
في (كتاب: الجنائز، باب - كذا دون ترجمة -) 3/ 311 ورقمه/ 983 عن عبد الله بن أبي زياد الكوفي وهارون بن عبد الله البغدادي، كلاهما عن سيار به، وكذا رواه: النسائي في السنن الكبرى (6/ 262) ورقمه/ 10901، وفي عمل اليوم والليلة (ص/ 575 - 576) ورقمه/ 1062، والضياء في المختارة (4/ 413) ورقمه/ 1587 من طريق هارون بن عبد الله به. ورواه: الترمذي في العلل الكبير (الترتيب 1/ 401) عن عبد الله بن أبي زياد به.
وكذا رواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الزهد لأبيه (ص/ 33) بسنده عن ابن أبي زياد به.
(2)
في (باب: ذكر الموت والاستعداد له، من كتاب: الزهد) 2/ 1423 ورقمه/ 4261 عن عبد الله بن الحكم بن أبي زياد عن سيار به، بنحو لفظ الترمذي، مختصرًا.
العنزي)
(1)
، ورواه: البزار
(2)
- واللفظ له - عن محمد بن عبد الملك القرشي، رواه: أبو يعلى
(3)
عن الحسن بن عمر بن شقيق، ثلاثتهم عنه به، موصولًا
…
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا) اهـ. وهكذا رواه: أبو نعيم في الحلية
(4)
بسنده عن يحيى ومحمد بن أبي الشوارب (وهو: محمد بن عبد الملك)، والضياء في المختارة
(5)
بسنده عن سليمان بن أيوب - صاحب البصري -، ثلاثتهم عن جعفر به. والحديث عند البزار، وأبى يعلى من رواية ثابت عن أنس ظنًّا.
وخالفهم: عبد السلام بن مطهر الأزدي، فرواه عن جعفر عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم به، ولم يذكر فيه أنس بن مالك. روى حديثه: البغوي في شرح السنة
(6)
بسنده عن أحمد بن سيار عنه به. وسأل الترمذي
(7)
محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان به، فقال: (إنما يروى هذا الحديث عن ثابت أن النبي - صلى
(1)
وكذلك رواه: المخلص في فوائده - رواية: أبي الحسين البزار عنه -[4/ 2/ أ]، والبيهقي في الشعب (2/ 4) ورقمه/ 1001 بسنديهما عن سيار بن حاتم به.
(2)
[83/ أ] الأزهرية.
(3)
(6/ 142) ورقمه/ 3417.
(4)
(6/ 292).
(5)
(4/ 415) ورقمه/ 1589.
(6)
(5/ 274) ورقمه/ 1456.
(7)
العلل الكبير (الترتيب 1/ 401).
الله عليه وسلم - دخل على شاب) اهـ، فقدّم المرسل على الموصول.
ومن خلال النظر في الطرق المتقدمة يتضح أن الموصول جاء - فيما وقفت عليه - عن جعفر بن سليمان من خمسة طرق عنه، طريق سيار بن حاتم، وطريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وطريق يحيى (وهو: ابن عبد الحميد الحماني)، وطريق الحسن بن عمر بن شقيق، وطريق سليمان بن أيوب.
فأما طريقا محمد بن عبد الملك، والحسن بن عمر ففيهما أن الحديث عن ثابت عن أنس ظنا. وأما طريق سيار بن حاتم فقد قال يعقوب بن سفيان: وسئل على (هو: ابن المديني) عن سيار لذى يروي حديث جعفر بن سليمان في الزهد، فقال:(ليس كل أحد يؤخذ عنه، ما كنت أظن يحدث عن ذا)! وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:(كان جمّاعًا للرقائق)، وقال ابن حجر:(صدوق له أوهام). ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث. وأما طريق سليمان بن أيوب فحدث بها عنه: الحسين بن محمد بن فهم، وليس هو بالقوى - وتقدموا جميعًا -.
ويتضح - أيضًا - أن المرسل جاء - فيما وقفت عليه - من طريق واحدة عن جعفر بن سليمان، وهى طريق عبد السلام بن مطهر الأزدي، وهو صدوق
(1)
، والإسناد إليه لا بأس به.
والحديث الموصول صححه الضياء - كما تقدّم -. وحسنه جماعة منهم:
(1)
انظر: الجرح (6/ 48) ت/ 255، والتقريب (ص/ 609) ت/ 4103.
الترمذي - كما تقدّم -، والمنذري
(1)
، والألباني
(2)
. وقال عمر بن علي
(3)
، والنووي
(4)
، والصنعاني
(5)
: (إسناده جيد) اهـ. والموصول أشبه لكثرة من رواه كذلك عن جعفر بن سليمان. ولعل البخاري رجّح على طريق سيار بن حاتم غيرَها لما علمت من حال سيار في الحديث - والله أعلم -.
(1)
الترغيب والترهيب (4/ 268) رقم/ 2.
(2)
صحيح سنن الترمذي (2/ 420) رقم/ 3436، وصحيح سنن ابن ماجه (1/ 289) رقم/ 785، وانظر: السلسلة الصحيحة (3/ 41) رقم/ 1051.
(3)
تحفة المحتاج (1/ 583).
(4)
كما في: إتحاف السادة (9/ 169).
(5)
سبل السلام (2/ 185).