المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة - الأساليب والإطلاقات العربية

[أبو المنذر المنياوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المجاز

- ‌المطلب الأول: أهمية الموضوع وأسباب اختياره

- ‌المطلب الثاني: تعريف المجاز في الاصطلاح

- ‌المطلب الثالث: أقسام المجاز، وأمثلته

- ‌المطلب الرابع: تاريخ نشوء القول بالمجاز

- ‌المبحث الأول: أقوال العلماء في المجاز

- ‌المبحث الثاني: الأدلة، والمناقشات، والراجح، ووجه ترجيحه

- ‌المبحث الثالث: هل للخلاف في المجاز ثمرة

- ‌المبحث الرابع: أثر القول بالمجاز على النصوص الشرعية وتعقيب على أشهر الأمثلة التي ذكرها بعض الأصوليين للمجاز

- ‌الأساليب العربية

- ‌1 - يسمي التقدير خلقاً

- ‌2 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مراداً به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة

- ‌3 - عطف الشيء على نفسه، مع اختلاف اللفظ؛ لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي

- ‌4 - كل ما علا الماء يسمى طافيًا

- ‌5 - الخيط الأبيض يطلق على الصبح، والأسود على الليل

- ‌6 - ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل

- ‌7 - إطلاق الخوف بمعنى العلم

- ‌8 - إسلام الوجه يطلق ويراد به الإذعان والانقياد التامّ

- ‌9 - عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل

- ‌10 - يسمى النفخ روحاً

- ‌11 - الخفض بالمجاورة

- ‌12 - يطلق المسح على الغسل

- ‌13 - ربّما اسْتُعمِل التحرير في الإخراج مِن الأسر والمشقّات، وتعب الدنيا ونحو ذلك

- ‌14 - إطلاق شيطان على المتمرد

- ‌15 - يطلق المجموع مراداً بعضه

- ‌16 - يطلق لا شيء على ما لا نفع فيه

- ‌17 - القرابة إذا كانت قرابة نسب تعين التأنيث فيها، وإن كانت قرابة مسافة جاز التذكير والتأنيث

- ‌18 - يطلق اسم الفيء على الغنيمة

- ‌19 - يطلق الحرف الواحد من الكلمة، ويراد به جميع الكلمة

- ‌20 - عادة العرب قولهم: لا أستطيع أن أسمع كذا، إذا كان شديد الكراهية، والبغض له

- ‌21 - الضلال يطلق بمعنى: الذهاب عن طريق الحق إلى طريق الباطل، وبمعنى: الضلال بمعنى الهلاك والغيبة والاضمحلال، وبمعنى: الذهاب عن علم حقيقة الأمر المطابقة للواقع

- ‌22 - يطلق الهم ويراد به المحبة والشهوة

- ‌23 - إذا كان المحكوم عليه غير موجود فيعلم منه انتفاء الحكم عليه بذلك الأمر الموجودي

- ‌24 - " وراء " تطلق بمعنى: أمام

- ‌26 - صدعت الشيء: أظهرته

- ‌27 - يطلق اسم الشجر على كل ما تنبته الأرض من المرعى

- ‌28 - يقال: سامت المواشي، إذا رعت في المرعى الذي ينبته الله بالمطر. وأسامها صاحبها: أي رعاها فيه

- ‌29 - يذكر وصف الأنثى باعتبار الشخص، وكذلك لا مانع من تأنيث صفة الذكر باعتبار النسمة أو النفس

- ‌31 - يطلق الوصوب على الدوام

- ‌32 - البشارة تطلق على الخبر مما يسر، وبما يسوء

- ‌33 - لفظة «جعل» تأتي لأربعة معان: اعتقد، صير، خلق، شرع

- ‌34 - رجوع الضمير إلى غير مذكور يدل عليه المقام

- ‌35 - تطلق المفاعلة بمعنى الفعل المجرد

- ‌36 - يطلق المصدر ويراد الاسم

- ‌37 - يطلق الإيحاء على الإعلام بالشيء في خفية. ولذا تطلقه العرب على الإشارة، وعلى الكتابة، وعلى الإلهام

- ‌38 - حذف الإرادة لدلالة المقام عليه

- ‌39 - يطلق اللسان ويراد به الكلام، فيؤنث، ويذكر

- ‌40 - يطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة

- ‌41 - يطلق اللباس على المعروف، ويطلق على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال

- ‌42 - الإتيان بحرف التعليل للدلالة على العلة الغائية، والإتيان باللاّم للدلالة على ترتب أمر على أمر، كترتب المعلول على علته الغائية

- ‌43 - الفلاح يطلق على: الفوز بالمطلوب، وعلى: البقاء والدوام في النعيم

- ‌44 - المشاكلة بين الألفاظ

- ‌45 - لفظ الرؤيا يطلق على رؤية العين يقظة - أي مع إطلاقها على رؤيا المنام

- ‌46 - حذف المضاف، إن دلت عليه قرينة

- ‌47 - أمرته فعصاني. أي أمرته بالطاعة فعصى

- ‌48 - خطاب إنسان والمراد بالخطاب غيره

- ‌49 - إفراد الخطاب مع قصد التعميم

- ‌50 - إطلاق كل من اسما الفاعل واسم المفعول وإرادة الآخر

- ‌51 - حذف النعت إن دلَّ عليه الدليل

- ‌52 - يطلق لفظة الصالحة على الفعلة الطيبة

- ‌53 - تطلق لعل مضمنة معنى النهي

- ‌54 - يطلق فعيل بمعنى مفعول

- ‌55 - يطلق الأمد على الغاية

- ‌56 - تطلق الآية في اللغة العربية بمعنى العلامة، وبمعنى الجماعة، وتطلق في القرآن على الآية الشرعية، والآية الكونية

- ‌57 - يطلق الغد على المستقبل من الزمان

- ‌58 - التهديد بالصيغة التي ظاهرها التخيير

- ‌59 - الظلم وضع الشيء في غير محله

- ‌61 - أصل الارتفاق هو الاتكاء على المرفق

- ‌62 - يطلق الجن على الملائكة

- ‌63 - يطلق باض وفرخ على سبيل المثل

- ‌64 - الظن يطلق على اليقين، وعلى الشك

- ‌65 - تطلق الإرادة على المقاربة والميل إلى الشيء

- ‌66 - الرجاء يستعمل في رجاء الخير، ويستعمل في الخوف أيضاً

- ‌67 - يعبر عن انتشار بياض الشيب في الرأس، باشتعال الرأس شيبا

- ‌68 - المولى: يطلق على كل من انعقد بينك وبينه سبب يواليك وتواليه به

- ‌69 - العاقر يطلق على الذكر والأنثى

- ‌70 - السمي يطلق بمعنى: مسمى باسمه. وبمعنى: المسامي، أي المماثل في السمو، والرفعة، والشرف، وهو فعيل بمعنى مفاعل

- ‌71 - يطلق الكلام على الإشارة

- ‌72 - يطلق اسم الأخ على النظير المشابه، وعلى الصديق، والصاحب

- ‌73 - يطلق الغي على كل شر، والرشاد على كل خير

- ‌74 - يعبر عن الدوام بالبكرة والعشي، والمساء والصباح

- ‌75 - يعبر بتحلة القسم عن القلة الشديدة وإن لم يكن هناك قسم أصلاً

- ‌76 - إطلاقات الأثاث

- ‌77 - حيث كلمة تدل على المكان، كما تدل حين على الزمان، ربما ضمنت معنى الشرط

- ‌78 - السحر يطلق على كل شيء خفي سببه، ولطف، ودق

- ‌79 - يعدى التصليب بـ «في»

- ‌80 - إشباع الحركة بحرف مد يناسبها

- ‌81 - السلوى يطلق على العسل

- ‌82 - زيادة لفظة «لا» لتوكيد الكلام وتقويته في الكلام الذي فيه معنى الجحد أغلب مع أن ذلك مسموع في غيره

- ‌83 - الهمس يطلق على الخفاء، فيشمل خفض الصوت وصوت الأقدام

- ‌84 - العرب تقول: خلق من كذا. يعنون بذلك المبالغة في الاتصاف

- ‌85 - يطلق اللبوس على كل ما يلبس

- ‌86 - ما ورد من وضع الحامل حملها، وشيب الولد، ونحو ذلك يوم القيامة، كناية عن شدة الهول

- ‌87 - الهدى يستعمل في الإرشاد والدلالة على الخير، ويستعمل أيضاً في الدلالة على الشر

- ‌88 - يطلق على الأرض أنها اهتزت لاهتزاز ما بها من نبات

- ‌89 - إسناد جميع الأعمال إلى اليد

- ‌90 - الإشارة إلى القريب إشارة البعيد

- ‌91 - تزحلق اللام عن محلها الأصلي

- ‌92 - اليد تطلق على العضو إلى المرفق، وإلى المنكب

- ‌93 - تسمية الشيء باسم ما يحل فيه

- ‌94 - يطلق الإحرام على الدخول في أي حرمة لا تهتك زمانية، أو مكانية، أو غير ذلك

- ‌95 - الأيام تطلق على ما يشمل الليالي

- ‌96 - السعي يطلق على العمل في الأمر لإفساده، وإصلاحه

- ‌97 - معاني الفتنة في القرآن

- ‌98 - يسمي انطواء القلب على الأمور الخبيثة: مرضاً

- ‌99 - تطلق القلة، ويراد بها العدم

- ‌100 - يطلق النكاح على الوطء

- ‌101 - إطلاق المسبب وإرادة سببه، وإطلاق السبب وإرادة المسبب

- ‌102 - يطلق المحصنات على العفائف

- ‌103 - يطلق الرمي على رمي الشخص لآخر بلسانه بالكلام القبيح

- ‌104 - يطلق على سليمات الصدور، نقيّات القلوب، اسم البله مدحاً لا ذماً

- ‌105 - يطلق النشور على الإحياء بعد الموت، وعلى الحياة بعد الموت

- ‌106 - يأتي الفعال بمعنى المفعول

- ‌107 - تستعمل جاء وأتى بمعنى: فعل

- ‌108 - أفكه بمعنى قلبه

- ‌109 - إذا أرادوا تخصيص شيء بالفضيلة، دون غيره جاءوا بصيغة التفضيل، يريدون بها خصوص ذلك الشيء بالفضل

- ‌110 - بورا، اسم مصدر يقع على الجماعة، وعلى الواحد

- ‌111 - رجوع الإشارة، أو الضمير بالإفراد مع رجوعهما إلى متعدّد باعتبار المذكور

- ‌112 - يطلق الموت على النوم

- ‌113 - تطلق مرج بمعنى: أرسل وخلى، وبمعنى: خلط

- ‌114 - عود الضمير إلى اللفظ وحده، دون المعنى

- ‌115 - بات الرجل يبيت، إذا أدركه الليل، نام أو لم ينم

- ‌116 - كل صوت غير عربيّ تسميه العرب أعجم، ولو من غير عاقل

- ‌117 - الجناح يطلق لغة حقيقة على يدّ الإنسان وعضده وإبطه

- ‌118 - تطلق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع، ولين الجانب

- ‌119 - إسناد صفات الذات لبعض أجزائها

- ‌120 - يضاف الموصوف إلى صفته

- ‌121 - حذف المنادى مع ذكر أداة النداء

- ‌122 - يحذف الأول لدلالة الثاني عليه

- ‌123 - زوجة الرجل يطلق عليها اسم الأهل

- ‌124 - الإتيان بأداة الترتيب لمجرد الترتيب الذكرى فقط، دون إرادة ترتيب الصفات أو الموصوفات

- ‌125 - من للعالم

- ‌126 - يطلق اللازب واللاتب واللازم، بمعنى واحد

- ‌127 - الذي تأتي بمعنى الذين

- ‌128 - يقال حاق به المكروه يحيق به حيقاً وحيوقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة

- ‌129 - النعت بالمصدر

- ‌130 - يطلق الجزء مراداً به البنات

- ‌131 - إن كان بمعنى ما كان

- ‌132 - يطلق الفعيل وصفاً بمعنى المفعل

- ‌133 - يطلق المثل، على الذات نفسها

- ‌134 - يعرضون على النار: معناه يباشرون حرها كقول العرب: عرضهم على السيف إذا قتلهم به

- ‌135 - قلب الفاعل مفعولاً، والمفعول فاعلاً

- ‌136 - يسند الفعل إلى ما هو له أصالة لملابسته له

- ‌137 - الفعال يأتي كثيراً، بمعنى التفعيل

- ‌138 - لفظة "اليدين" التي أضيفت إليها لفظة "بين" يكون المراد: " أمامه

- ‌139 - تطلق الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة بعضها على بعض

- ‌140 - شدة الخلق تسمى حبكاً

- ‌141 - تطلق السماء على كل ما علاك

- ‌142 - يطلق اسم الذنوب، التي هي الدلو، على النصيب

- ‌143 - التنازع يطلق على كل تعاط وتناول

- ‌144 - لا تكاد العرب تطلق الكأس إلا على الإناء المملوء

- ‌145 - يطلق السموم على الريح الشديدة البرد

- ‌146 - لن يحور، بمعنى لن يرجع

- ‌147 - يطلق المنون على الموت

- ‌148 - لا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجرداً إلا على الثريا

- ‌149 - أمنى الرجل ومني إذا أراق المني وصبه

- ‌150 - منى الماني إذا قدر

- ‌151 - تعاطى كذا إذا فعله أو تناوله، وعاطاه إذا تناوله

- ‌152 - يطلق العقر على القتل والنحر والجرح

- ‌153 - يطلق كان بمعنى صار

- ‌154 - كل نسج أحكم ودوخل بعضه في بعض، تسمية العرب وضنا، وتسمى المنسوج به موضونا ووضينا

- ‌155 - تسمي المرأة لباساً وإزاراً وفراشاً ونعلاً

- ‌156 - تأتي أو بمعنى الواو

- ‌157 - يطلق النزول على عذاب أهل النار على سبيل التهكم والاحتقار

- ‌158 - كل شيء خلا من الناس يقال له أقوى

- ‌159 - يقال: أُتِيَ فلان إذا أظل عليه العدو

- ‌160 - القول لا يتغير بل يحكي على ما قيل أولاً

- ‌161 - الغاشية تطلق على الخير كما تطلق على الشر، بمعنى الشمول والإحاطة التامة

- ‌162 - يطلق المحل، ويراد الحال

الفصل: ‌2 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة

فقوله: يخلق ثم لا يفري: أي يقدر الأمر، ثم لا ينفذه لعجزه عنه كما هو معلوم.] (1)

وقال أيضاً: [إطلاق اللازم، وإرادة الملزوم أسلوب عربي معروف، والقائلون بالمجاز يقولون: إن ذلك من المجاز المرسل، وعلى أن هذه الآية - أي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النور:27) أطلق فيها اللازم الذي هو الاستئناس وأريد ملزومه الذي هو الإذن، يصير المعنى: حتى تستأذنوا، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: {لَا تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِىّ إِلَاّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ}، وقوله تعالى بعده: {فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ}، وقال الزمخشري في هذا الوجه بعد أن ذكره: وهذا من قبيل الكناية، والإرداف؛ لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن فوضع موضع الإذن.](2).

‌2 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مراداً به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة

- (3).

[قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي من استقراء اللغة العربية التي نزل بها القرآن، هو أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في هذه الآية، وتعريفه بالألف واللام، وبالإضافة فمن أمثلته في القرآن مع التنكير قوله تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} أي وأنهار بدليل قوله تعالى {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ} وقوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي أئمة وقوله تعالى {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَىْءٍ مِّنْهُ نَفْساً} أي أنفساً وقوله تعالى {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} أي سامرين وقوله تعالى {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} أي بينهم وقوله تعالى {وَحَسُنَ أولئك رَفِيقاً} أي رفقاء

(1) - (5/ 781)(المؤمنون/12: 14).

(2)

- (6/ 167)(النور/27).

(3)

- ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز في المفرد، ويسمى اللغوي، من نوع إطلاق المفرد على الجمع، وقد أجاد العلامة الشنقيطي رحمه الله في بيان أن ذلك واقع في لغة العرب، وأنه من أساليبها، فيكون حقيقة لا مجاز، كما سبق بيان ذلك في المقدمة.

ص: 28

وقوله تعالى {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} أي جنبين أو أجناباً وقوله تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ} أي مظاهرون ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:

وكان بنو فزارة شرَّ عم

...

وكنتُ لهم كشر بني الأَخينا

يعني شر أَعمام. وقول قعنب ابن أم صاحب:

ما بال قوم صديق ثم ليس لهم

... دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا

يعني ما بال قوم أصدقاء. وقول جرير:

نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا

...

بأعين أعداء وهن صديق

يعني صديقات. وقول الآخر:

لعمري لئن كنتم على النأي والنوى

...

بكم مثل ما بي إنكم لصديق

وقول الآخر.

يا عاذلاتي لا تزدن ملامة

...

إن العواذل ليس لي بأمير

أي لسن لي بأمراء.

ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قوله تعالى {أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي أصدقائكم: وقوله {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي أوامره: وقوله {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} أَي نعم الله: وقوله {إِنَّ هؤلاء ضَيْفِى} : أي أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:

بها جيف الحسرى فأما عظامها

...

فبيض وأما جلدها فصليب

أي وأما جلودها فصليبة.

وقول الآخر:

كلوا في بعض بطنكم تعفوا

...

فإن زمانكم زمن خميص

أي بطونكم. وهذا البيت والذي قبله أنشدهما سيبويه في كتابه مستشهداً بهما لما ذكرنا.

ومن أمثلة ذلك قول العباس بن مرادس السلمي:

فقلنا أسلموا إنا أخوكم

...

وقد سلمت من الإحن الصدور

أي إنا إخوانكم. وقول جرير:

ص: 29

إذا آباؤنا وأبوك عدوا

...

أبان المقرفات من العراب

أي إذا آباؤنا وآباؤك عدواً، وهذا البيت، والذي قبله يحتمل أن يراد بهما جمع التصحيح للأب وللأخ، فيكون الأصل: أبون وأخون فحذفت النون للإضافة، فصار كلفظ المفرد.

ومن أمثلته جمع التصحيح في جمع الأخ بيت عقيل بن علفة المذكور آنفاً، حيث قال فيه:

كشر بني الأخينا.

ومن أمثلة تصحيح جمع الأب قول الآخر:

فلما تبين أصواتنا

...

بكين وفديننا بالأبينا

ومن أمثلة ذلك في القرآن: واللفظ معرف بالألف واللام قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أي بالكتب كلها، بدليل قوله {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} الآية، وقوله {وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} وقوله تعالى {أولئك يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ} أي الغرف بدليل قوله {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} وقوله {وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}: وقوله تعالى {وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً} : أي الملائكة بدليل قوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَاّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} : وقوله تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} : أي الأدبار بدليل قوله تعالى: {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ} : أي الأطفال: وقوله تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} أي الأعداء، ونحو هذا كثير في القرآن، وفي كلام العرب: وهو في النعت بالمصدر مطرد، كما تقدم مراراً.

ومن أمثلة ذلك قول زهير:

متى يَشْتَجِر قومٌ يقل سرواتهم

...

هم بيننا هم رضى وهم عدل

أي عدول مرضيون.] (1)

(1) - (5/ 29 - 32)(الحج/5)، وانظر أيضاً المواضع التالية:(1/ 48)(البقرة/30)، (5/ 782) (المؤمنون/12: 14)، (7/ 183)(الشورى/17)، (7/ 251) (الزخرف/33:35)، (7/ 661) (الذاريات / 1:6)، (7/ 699 - 700) (النجم / 1: 4)، (7/ 714)(النجم/53)، (7/ 730) (القمر/54). وقال الثعالبي في سر العربية (ص/352): [فصل في إقامة الواحد مُقام الجمع - هي من سنن العرب إذ تقول: قَرَرْنا به عيناً، أي أعيننا. وفي القرآن:"فإن طِبْنَ لكُم عن شيءٍ منهُ نَفْساً"، وقال جلّ ذِكره:"ثمَّ يُخْرِجُكُم طِفْلا" أي أطفالا، وقال تعالى:"وكم من مَلَكٍ في السَّمواتِ لا تُغني شَفاعَتُهم شيئاً"، وتقديره: وكم من ملائكة في السموات، وقال عزّ من قائل:"فَإنَّهُم عدوٌ لي إلا رَبَّ العالَمين". وقال: "هؤلاء ضَيفي"، ولم يقل: أعدائي ولا أضيافي. وقال جل جلاله: "لا نُفَرِّقُ بينَ أحَدٍ منهم"، والتفريق لا يكون إلا بين اثنين، والتقدير: لا نُفَرِّق بينهم، وقال:"يا أيُها النَّبيُّ إذا طَلَّقْتُمُ النِّساء". وقال: "وإنْ كُنْتُم جُنُباً فاطَّهَروا". وقال: "والمَلائكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِير".

ومن هذا الباب سنة العرب أن يقولوا للرجل العظيم والملك الكبير: انظروا من أمري، ولأنّ السادة والملوك يقولون: نحن فعلنا وإنّا أمَرنا، فعلى قضيَّة هذا الابتداء يخاطِبون في الجواب، كما قال تعالى عمّن حضَرَه الموت:"رَبِّ ارْجِعون".]

ص: 30