الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول الراجز:
إذا العجوز غضبت فطلق
…
...
…
ولا ترضاها ولا ثملق
وقول الآخر:
وقلت وقد خرت على الكلكال
…
...
…
يا ناقتي ما جلت من مجال
وقول عنترة في معلقته:
ينباع من ذفرى غضوب جسرة
…
...
…
زيافة مثل الفنيق المكدم
فالأصل في البيت الأول: كأن لم تر، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الثاني ولا ترضها، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الثالث على الكلكال يعني الصدر، ولكن الفتحة أشبعت. والأصل في الرابع ينبع يعني أن العرق ينبع من عظم الذفرى من ناقته على التحقيق، ولكن الفتحة أشبعت، وإشباع الفتحة بألف في هذه الأبيات وأمثالها مما لم نذكره ليس لضرورة للشعر لتصريح علماء العربية بأنه أسلوب عربي معروف.
ويؤيد ذلك أنه مسموع في النثر، كقولهم في النثر: كلكال، وخاتام، وداناق، يعنون كلكلاً، وخاتماً، ودانقاً.] (1).
81 - السلوى يطلق على العسل
.
[قوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}
…
«السلوى» يطلق على العسل لغة. ومنه قول خالد بن زهير الهذلي:
وقاسمها بالله جهداً لأنتم ألذ
…
...
…
من السلوى إذا ما نشورها
يعني ألذ من العسل إذا ما نستخرجها؛ لأن النشور: استخراج العسل. قال مؤرج بن عمر السدوسي: إطلاق السلوى على العسل لغة كنانة. سمي به لأنه يسلي. قاله القرطبي. إلا أن أكثر العلماء على أن ذلك ليس هو المراد في الآية.] (2).
82 - زيادة لفظة «لا» لتوكيد الكلام وتقويته في الكلام الذي فيه معنى الجحد أغلب مع أن ذلك مسموع في غيره
.
[قوله تعالى: {قَالَ ياهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ أَلَاّ تَتَّبِعَنِ} . قال
(1) - (4/ 521 - 522)(طه/77)، (8/ 634، 635)(القيامة/1، 2).
(2)
- (4/ 527)(طه/80، 81).
بعض أهل العلم: «لا» في قوله: {أَلَاّ تَتَّبِعَنِ} زائدة للتوكيد. واستدل من قال ذلك بقوله تعالى في «الأعراف» : {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} قال لأن المراد: ما منعك أن تسجد إذ أمرتك. بدليل قوله في القصة بعينها في سورة «ص» : {قَالَ ياإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ} . فحذف لفظة «لا» في «ص» مع ثبوتها في «الأعراف» والمعنى واحد. فدل ذلك على أنها مزيدة للتوكيد.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: قد عرف في اللغة العربية أن زيادة لفظة «لا» في الكلام الذي فيه معنى الجحد لتوكيده مطردة. كقوله هنا: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْأَلَاّ تَتَّبِعَنِ} أي ما منعك أن تتبعني، وقوله:{مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ} بدليل قوله في «ص» : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ} ، وقوله تعالى:{لِّئَلَاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَاّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ} . أي ليعلم أهل الكتاب، وقوله {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} إي فوربك لا يؤمنون، وقوله:{وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} أي والسيئة، وقوله:{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} على أحد القولين، وقوله:{وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} على أحد القولين، وقوله:{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَاّ تُشْرِكُواْ} على أحد الأقوال فيها.
ونظير ذلك من كلام العرب قول امرئ القيس:
فلا وأبيك ابنة العامري
…
...
…
لا يدعي القوم أني أفر
يعني فو أبيك. وقول أبي النجم:
فما ألوم البيض ألا تسخرا
…
...
…
لما رأين الشمط القفندرا
يعني أن تسخر، وقول الآخر:
ما كان يرضى رسول الله دينهم
…
...
…
والأطيبان أبو بكر ولا عمر
يعني وعمر. وقول الآخر:
وتلحينني في اللهو ألا أحبه
…
...
…
وللهو داع دائب غير غافل
يعني أن أحبه، و «لا» مزيدة في جميع الأبيات لتوكيد الجحد فيها.
وقال الفراء: إنها لا تزاد إلا في الكلام الذي فيه معنى الجحد كالأمثلة المتقدمة. والمراد بالجحد النفي وما يشبه كالمنع في قوله: {مَا مَنَعَكَ} ونحو ذلك.
والذي يظهر لنا والله تعالى أعلم: أن زيادة لفظة «لا» لتوكيد الكلام وتقويته