المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المجاز

- ‌المطلب الأول: أهمية الموضوع وأسباب اختياره

- ‌المطلب الثاني: تعريف المجاز في الاصطلاح

- ‌المطلب الثالث: أقسام المجاز، وأمثلته

- ‌المطلب الرابع: تاريخ نشوء القول بالمجاز

- ‌المبحث الأول: أقوال العلماء في المجاز

- ‌المبحث الثاني: الأدلة، والمناقشات، والراجح، ووجه ترجيحه

- ‌المبحث الثالث: هل للخلاف في المجاز ثمرة

- ‌المبحث الرابع: أثر القول بالمجاز على النصوص الشرعية وتعقيب على أشهر الأمثلة التي ذكرها بعض الأصوليين للمجاز

- ‌الأساليب العربية

- ‌1 - يسمي التقدير خلقاً

- ‌2 - المفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مراداً به الجمع - مع تنكيره، أو تعريفه بالألف واللام أو بالإضافة

- ‌3 - عطف الشيء على نفسه، مع اختلاف اللفظ؛ لأن تغاير اللفظين ربما نزل منزلة التغاير المعنوي

- ‌4 - كل ما علا الماء يسمى طافيًا

- ‌5 - الخيط الأبيض يطلق على الصبح، والأسود على الليل

- ‌6 - ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل

- ‌7 - إطلاق الخوف بمعنى العلم

- ‌8 - إسلام الوجه يطلق ويراد به الإذعان والانقياد التامّ

- ‌9 - عال يعول إذا جار ومال، وهو عائل

- ‌10 - يسمى النفخ روحاً

- ‌11 - الخفض بالمجاورة

- ‌12 - يطلق المسح على الغسل

- ‌13 - ربّما اسْتُعمِل التحرير في الإخراج مِن الأسر والمشقّات، وتعب الدنيا ونحو ذلك

- ‌14 - إطلاق شيطان على المتمرد

- ‌15 - يطلق المجموع مراداً بعضه

- ‌16 - يطلق لا شيء على ما لا نفع فيه

- ‌17 - القرابة إذا كانت قرابة نسب تعين التأنيث فيها، وإن كانت قرابة مسافة جاز التذكير والتأنيث

- ‌18 - يطلق اسم الفيء على الغنيمة

- ‌19 - يطلق الحرف الواحد من الكلمة، ويراد به جميع الكلمة

- ‌20 - عادة العرب قولهم: لا أستطيع أن أسمع كذا، إذا كان شديد الكراهية، والبغض له

- ‌21 - الضلال يطلق بمعنى: الذهاب عن طريق الحق إلى طريق الباطل، وبمعنى: الضلال بمعنى الهلاك والغيبة والاضمحلال، وبمعنى: الذهاب عن علم حقيقة الأمر المطابقة للواقع

- ‌22 - يطلق الهم ويراد به المحبة والشهوة

- ‌23 - إذا كان المحكوم عليه غير موجود فيعلم منه انتفاء الحكم عليه بذلك الأمر الموجودي

- ‌24 - " وراء " تطلق بمعنى: أمام

- ‌26 - صدعت الشيء: أظهرته

- ‌27 - يطلق اسم الشجر على كل ما تنبته الأرض من المرعى

- ‌28 - يقال: سامت المواشي، إذا رعت في المرعى الذي ينبته الله بالمطر. وأسامها صاحبها: أي رعاها فيه

- ‌29 - يذكر وصف الأنثى باعتبار الشخص، وكذلك لا مانع من تأنيث صفة الذكر باعتبار النسمة أو النفس

- ‌31 - يطلق الوصوب على الدوام

- ‌32 - البشارة تطلق على الخبر مما يسر، وبما يسوء

- ‌33 - لفظة «جعل» تأتي لأربعة معان: اعتقد، صير، خلق، شرع

- ‌34 - رجوع الضمير إلى غير مذكور يدل عليه المقام

- ‌35 - تطلق المفاعلة بمعنى الفعل المجرد

- ‌36 - يطلق المصدر ويراد الاسم

- ‌37 - يطلق الإيحاء على الإعلام بالشيء في خفية. ولذا تطلقه العرب على الإشارة، وعلى الكتابة، وعلى الإلهام

- ‌38 - حذف الإرادة لدلالة المقام عليه

- ‌39 - يطلق اللسان ويراد به الكلام، فيؤنث، ويذكر

- ‌40 - يطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة

- ‌41 - يطلق اللباس على المعروف، ويطلق على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال

- ‌42 - الإتيان بحرف التعليل للدلالة على العلة الغائية، والإتيان باللاّم للدلالة على ترتب أمر على أمر، كترتب المعلول على علته الغائية

- ‌43 - الفلاح يطلق على: الفوز بالمطلوب، وعلى: البقاء والدوام في النعيم

- ‌44 - المشاكلة بين الألفاظ

- ‌45 - لفظ الرؤيا يطلق على رؤية العين يقظة - أي مع إطلاقها على رؤيا المنام

- ‌46 - حذف المضاف، إن دلت عليه قرينة

- ‌47 - أمرته فعصاني. أي أمرته بالطاعة فعصى

- ‌48 - خطاب إنسان والمراد بالخطاب غيره

- ‌49 - إفراد الخطاب مع قصد التعميم

- ‌50 - إطلاق كل من اسما الفاعل واسم المفعول وإرادة الآخر

- ‌51 - حذف النعت إن دلَّ عليه الدليل

- ‌52 - يطلق لفظة الصالحة على الفعلة الطيبة

- ‌53 - تطلق لعل مضمنة معنى النهي

- ‌54 - يطلق فعيل بمعنى مفعول

- ‌55 - يطلق الأمد على الغاية

- ‌56 - تطلق الآية في اللغة العربية بمعنى العلامة، وبمعنى الجماعة، وتطلق في القرآن على الآية الشرعية، والآية الكونية

- ‌57 - يطلق الغد على المستقبل من الزمان

- ‌58 - التهديد بالصيغة التي ظاهرها التخيير

- ‌59 - الظلم وضع الشيء في غير محله

- ‌61 - أصل الارتفاق هو الاتكاء على المرفق

- ‌62 - يطلق الجن على الملائكة

- ‌63 - يطلق باض وفرخ على سبيل المثل

- ‌64 - الظن يطلق على اليقين، وعلى الشك

- ‌65 - تطلق الإرادة على المقاربة والميل إلى الشيء

- ‌66 - الرجاء يستعمل في رجاء الخير، ويستعمل في الخوف أيضاً

- ‌67 - يعبر عن انتشار بياض الشيب في الرأس، باشتعال الرأس شيبا

- ‌68 - المولى: يطلق على كل من انعقد بينك وبينه سبب يواليك وتواليه به

- ‌69 - العاقر يطلق على الذكر والأنثى

- ‌70 - السمي يطلق بمعنى: مسمى باسمه. وبمعنى: المسامي، أي المماثل في السمو، والرفعة، والشرف، وهو فعيل بمعنى مفاعل

- ‌71 - يطلق الكلام على الإشارة

- ‌72 - يطلق اسم الأخ على النظير المشابه، وعلى الصديق، والصاحب

- ‌73 - يطلق الغي على كل شر، والرشاد على كل خير

- ‌74 - يعبر عن الدوام بالبكرة والعشي، والمساء والصباح

- ‌75 - يعبر بتحلة القسم عن القلة الشديدة وإن لم يكن هناك قسم أصلاً

- ‌76 - إطلاقات الأثاث

- ‌77 - حيث كلمة تدل على المكان، كما تدل حين على الزمان، ربما ضمنت معنى الشرط

- ‌78 - السحر يطلق على كل شيء خفي سببه، ولطف، ودق

- ‌79 - يعدى التصليب بـ «في»

- ‌80 - إشباع الحركة بحرف مد يناسبها

- ‌81 - السلوى يطلق على العسل

- ‌82 - زيادة لفظة «لا» لتوكيد الكلام وتقويته في الكلام الذي فيه معنى الجحد أغلب مع أن ذلك مسموع في غيره

- ‌83 - الهمس يطلق على الخفاء، فيشمل خفض الصوت وصوت الأقدام

- ‌84 - العرب تقول: خلق من كذا. يعنون بذلك المبالغة في الاتصاف

- ‌85 - يطلق اللبوس على كل ما يلبس

- ‌86 - ما ورد من وضع الحامل حملها، وشيب الولد، ونحو ذلك يوم القيامة، كناية عن شدة الهول

- ‌87 - الهدى يستعمل في الإرشاد والدلالة على الخير، ويستعمل أيضاً في الدلالة على الشر

- ‌88 - يطلق على الأرض أنها اهتزت لاهتزاز ما بها من نبات

- ‌89 - إسناد جميع الأعمال إلى اليد

- ‌90 - الإشارة إلى القريب إشارة البعيد

- ‌91 - تزحلق اللام عن محلها الأصلي

- ‌92 - اليد تطلق على العضو إلى المرفق، وإلى المنكب

- ‌93 - تسمية الشيء باسم ما يحل فيه

- ‌94 - يطلق الإحرام على الدخول في أي حرمة لا تهتك زمانية، أو مكانية، أو غير ذلك

- ‌95 - الأيام تطلق على ما يشمل الليالي

- ‌96 - السعي يطلق على العمل في الأمر لإفساده، وإصلاحه

- ‌97 - معاني الفتنة في القرآن

- ‌98 - يسمي انطواء القلب على الأمور الخبيثة: مرضاً

- ‌99 - تطلق القلة، ويراد بها العدم

- ‌100 - يطلق النكاح على الوطء

- ‌101 - إطلاق المسبب وإرادة سببه، وإطلاق السبب وإرادة المسبب

- ‌102 - يطلق المحصنات على العفائف

- ‌103 - يطلق الرمي على رمي الشخص لآخر بلسانه بالكلام القبيح

- ‌104 - يطلق على سليمات الصدور، نقيّات القلوب، اسم البله مدحاً لا ذماً

- ‌105 - يطلق النشور على الإحياء بعد الموت، وعلى الحياة بعد الموت

- ‌106 - يأتي الفعال بمعنى المفعول

- ‌107 - تستعمل جاء وأتى بمعنى: فعل

- ‌108 - أفكه بمعنى قلبه

- ‌109 - إذا أرادوا تخصيص شيء بالفضيلة، دون غيره جاءوا بصيغة التفضيل، يريدون بها خصوص ذلك الشيء بالفضل

- ‌110 - بورا، اسم مصدر يقع على الجماعة، وعلى الواحد

- ‌111 - رجوع الإشارة، أو الضمير بالإفراد مع رجوعهما إلى متعدّد باعتبار المذكور

- ‌112 - يطلق الموت على النوم

- ‌113 - تطلق مرج بمعنى: أرسل وخلى، وبمعنى: خلط

- ‌114 - عود الضمير إلى اللفظ وحده، دون المعنى

- ‌115 - بات الرجل يبيت، إذا أدركه الليل، نام أو لم ينم

- ‌116 - كل صوت غير عربيّ تسميه العرب أعجم، ولو من غير عاقل

- ‌117 - الجناح يطلق لغة حقيقة على يدّ الإنسان وعضده وإبطه

- ‌118 - تطلق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع، ولين الجانب

- ‌119 - إسناد صفات الذات لبعض أجزائها

- ‌120 - يضاف الموصوف إلى صفته

- ‌121 - حذف المنادى مع ذكر أداة النداء

- ‌122 - يحذف الأول لدلالة الثاني عليه

- ‌123 - زوجة الرجل يطلق عليها اسم الأهل

- ‌124 - الإتيان بأداة الترتيب لمجرد الترتيب الذكرى فقط، دون إرادة ترتيب الصفات أو الموصوفات

- ‌125 - من للعالم

- ‌126 - يطلق اللازب واللاتب واللازم، بمعنى واحد

- ‌127 - الذي تأتي بمعنى الذين

- ‌128 - يقال حاق به المكروه يحيق به حيقاً وحيوقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة

- ‌129 - النعت بالمصدر

- ‌130 - يطلق الجزء مراداً به البنات

- ‌131 - إن كان بمعنى ما كان

- ‌132 - يطلق الفعيل وصفاً بمعنى المفعل

- ‌133 - يطلق المثل، على الذات نفسها

- ‌134 - يعرضون على النار: معناه يباشرون حرها كقول العرب: عرضهم على السيف إذا قتلهم به

- ‌135 - قلب الفاعل مفعولاً، والمفعول فاعلاً

- ‌136 - يسند الفعل إلى ما هو له أصالة لملابسته له

- ‌137 - الفعال يأتي كثيراً، بمعنى التفعيل

- ‌138 - لفظة "اليدين" التي أضيفت إليها لفظة "بين" يكون المراد: " أمامه

- ‌139 - تطلق الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة بعضها على بعض

- ‌140 - شدة الخلق تسمى حبكاً

- ‌141 - تطلق السماء على كل ما علاك

- ‌142 - يطلق اسم الذنوب، التي هي الدلو، على النصيب

- ‌143 - التنازع يطلق على كل تعاط وتناول

- ‌144 - لا تكاد العرب تطلق الكأس إلا على الإناء المملوء

- ‌145 - يطلق السموم على الريح الشديدة البرد

- ‌146 - لن يحور، بمعنى لن يرجع

- ‌147 - يطلق المنون على الموت

- ‌148 - لا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجرداً إلا على الثريا

- ‌149 - أمنى الرجل ومني إذا أراق المني وصبه

- ‌150 - منى الماني إذا قدر

- ‌151 - تعاطى كذا إذا فعله أو تناوله، وعاطاه إذا تناوله

- ‌152 - يطلق العقر على القتل والنحر والجرح

- ‌153 - يطلق كان بمعنى صار

- ‌154 - كل نسج أحكم ودوخل بعضه في بعض، تسمية العرب وضنا، وتسمى المنسوج به موضونا ووضينا

- ‌155 - تسمي المرأة لباساً وإزاراً وفراشاً ونعلاً

- ‌156 - تأتي أو بمعنى الواو

- ‌157 - يطلق النزول على عذاب أهل النار على سبيل التهكم والاحتقار

- ‌158 - كل شيء خلا من الناس يقال له أقوى

- ‌159 - يقال: أُتِيَ فلان إذا أظل عليه العدو

- ‌160 - القول لا يتغير بل يحكي على ما قيل أولاً

- ‌161 - الغاشية تطلق على الخير كما تطلق على الشر، بمعنى الشمول والإحاطة التامة

- ‌162 - يطلق المحل، ويراد الحال

الفصل: ‌11 - الخفض بالمجاورة

عال الرجل يعول إذا كثر عياله، وقول بعضهم: إنّ هذا لا يصح وإنّ المسموع أعال الرجل بصيغة الرباعي على وزن أفعل، فهو معيل إذا كثر عياله فلا وجه له؛ لأنّ الشافعي من أدرى الناس باللغة العربية؛ ولأنّ عال بمعنى كثر عياله لغة حمير، ومنه قول الشاعر:

وأن الموت يأخذ كل حي

...

بلا شك وإن أمشى وعالا

يعني: وإن كثرت ماشيته وعياله، وقرأ الآية طلحة بن مصرف {ألا تعيلوا} بضم التاء من أعال إذا كثر عياله على اللغة المشهورة.] (1)

‌10 - يسمى النفخ روحاً

(2).

قال العلامة الشنقيطي رحمه الله وهو يتكلم عن سبب تسمية سيدنا عيسى عليه السلام روحاً: [وقيل سمي روحاً بسبب نفخة سيدنا جبريل عليه السلام المذكورة في سورة الأنبياء، والتحريم، والعرب تسمي النفخ روحاً؛ لأنه ريح تخرج من الروح، ومنه قول ذي الرمة:

فَقُلتُ لَهُ اِرفَعها إِلَيكَ وَأَحيِها

... بِروحِكَ وَاِقتَتهُ لَها قيتَة قَدرا] (3).

‌11 - الخفض بالمجاورة

.

[الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين.

فمنه في النعت قول امرئ القيس:

كأن ثبيرا في عرانين ودقه

...

كبير أناس في بجاد مزمل

بخفض «مزمل» بالمجاورة، مع أنه نعت «كبير» المرفوع بأنه خبر «كأن» وقول ذي الرمة:

تريك سنة وجه غير مقرفة

...

ملساء ليس بها خال ولا ندب

إذ الرواية بخفض «غير» ، كما قاله غير واحد للمجاورة، مع أنه نعت «سنة» المنصوب بالمفعولية.

(1) - (1/ 375 - 376)(النساء/129).

(2)

- ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو: المجاز اللفظي من باب إطلاق اللازم على الملزوم.

(3)

- (1/ 382)(النساء/171).

ص: 37

ومنه في العطف قول النابغة:

لم يبق إلا أسير غير منفلت

...

وموثق في حبال القد مجنوب

بخفض «موثق» لمجاورته المخفوض، مع أنه معطوف على «أسير» المرفوع بالفاعلية.

وقول امرئ القيس:

وظل طهاة اللحم ما بين منضج

...

صفيف شواءٍ أو قدير معجل

بجر «قدير» لمجاورته للمخفوض، مع أنه عطف على «صفيف» المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو «منضج» والصفيف: فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي، والقدير: كذلك فعيل بمعنى مفعول، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ.

وهذا الإعراب الذي ذكرناه هو الحق، لأن الإنضاج واقع على كل من الصفيف والقدير، فما زعمه «الصبان» في حاشيته على «الأشموني» من أن قوله «أو قدير» معطوف على «منضج» بتقدير المضاف أي وطابخ قدير الخ ظاهر السقوط، لأن المنضج شامل لشاوي الصفيف، وطابخ القدير. فلا حاجة إلى عطف الطابخ على المنضج لشموله له، ولا داعي لتقدير «طابخ» محذوف.

وما ذكره العيني من أنه معطوف على «شواء» ، فهو ظاهر السقوط أيضاً. وقد رده عليه «الصبان» ، لأن المعنى يصير بذلك: وصفيف قدير، والقدير لا يكون صفيفاً.

والتحقيق: هو ما ذكرنا من الخفض بالمجاورة، وبه جزم ابن قدامة في المغني.

ومن الخفض بالمجاورة في العطف قول زهير:

لعب الزمان بها وغيرها

...

بعدي سوافي المور والقطر

بجر «القطر» لمجاورته للمخفوض مع أنه معطوف على «سوافي» المرفوع، بأنه فاعل غير.

ومنه في التوكيد قول الشاعر:

يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم

أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب

ص: 38

بجر «كلهم» على ما حكاه الفراء، لمجاورة المخفوض، مع أنه توكيد «ذوي» المنصوب بالمفعولية.

ومن أمثلته في القرآن العظيم في العطف كالآية التي نحن بصددها قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} ، على قراءة حمزة، والكسائي.

ورواية المفضل عن عاصم بالجر لمجاورته لأكواب وأباريق، إلى قوله:{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} مع أن قوله: {وَحُورٌ عِينٌ} حكمه الرفع: فقيل، إنه معطوف على فاعل «يطوف» الذي هو {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} .

وقيل: هو مرفوع على أنه مبتدأ خبره محذوف دل المقام عليه.

أي: وفيها حور عين، أو لهم حور عين. وإذن فهو من العطف بحسب المعنى.

وقد أنشد سيبويه للعطف على المعنى قول الشماخ، أو ذي الرمة:

بادت وغير آيهن مع البلا

...

إلا رواكد جمرهن هباء

ومشجَّج أما سواء قذاله

...

فبدا وغيب ساره المعزاء

لأن الرواية بنصب «رواكد» على الاستثناء، ورفع مشجج عطفاً عليه، لأن المعنى لم يبق منها إلا رواكد ومشجج، ومراده بالرواكد أثافي القدر، وبالمشجج وتد الخباء، وبه تعلم أن وجه الخفض في قراءة حمزة، والكسائي هو المجاورة للمخفوض، كما ذكرنا خلافاً لمن قال في قراءة الجر: إن العطف على أكواب، أي يطاف عليهم بأكواب، وبحور عين، ولمن قال: إنه معطوف على جنات النعيم، أي هم في جنات النعيم، وفي حورٍ على تقدير حذف مضاف أي في معاشرة حور.

ولا يخفى ما في هذين الوجهين، لأن الأول يرد، بأن الحور العين لا يطاف بهن مع الشراب، لقوله تعالى:{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِى الْخِيَامِ} .

والثاني فيه أن كونهم في جنات النعيم، وفي حور ظاهر السقوط كما ترى، وتقدير ما لا دليل عليه لا وجه له.

وأجيب عن الأول بجوابين، الأول: أن العطف فيه بحسب المعنى، لأن المعنى: يتنعمون بأكواب وفاكهة ولحم وحور. قاله الزجاج وغيره.

الجواب الثاني: أن الحور قسمان: حور مقصورات في الخيام،: وحور

ص: 39

يطاف بهن عليهم، قاله الفخر الرازي وغيره، وهو تقسيم لا دليل عليه، ولا يعرف من صفات الحور العين كونهن يطاف بهن كالشراب، فأظهرها الخفض بالمجاورة، كما ذكرنا.

وكلام الفراء وقطرب، يدل عليه، وما رد به القول بالعطف على أكواب من كون الحور لا يطاف بهن يرد به القول بالعطف على {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} ، في قراءة الرفع، لأنه يقتضي أن الحور يطفن عليهم كالولدان، والقصر في الخيام ينافي ذلك.

وممن جزم بأن خفض {وَأَرْجُلَكُمْ} لمجاورة المخفوض البيهقي في (السنن الكبرى)، فإنه قال ما نصه: باب قراءة من قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} نصباً، وأن الأمر رجع إلى الغسل وأن من قرأها خفضاً، فإنما هو للمجاورة، ثم ساق أسانيده إلى ابن عباس، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعروة بن الزبير، ومجاهد وعطاء والأعرج وعبد الله بن عمرو بن غيلان، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارىء، وأبي محمد يعقوب بن إسحاق بن يزيد الحضرمي أنهم قرأوها كلهم:{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب.

قال: وبلغني عن إبراهيم بن يزيد التيمي أنه كان يقرؤها نصباً، وعن عبد الله بن عامر اليحصبي، وعن عاصم برواية حفص، وعن أبي بكر بن عياش من رواية الأعشى، وعن الكسائي، كل هؤلاء نصبوها.

ومن خفضها فإنما هو للمجاورة، قال الأعمش: كانوا يقرأونها بالخفض، وكانوا يغسلون، اه كلام البيهقي.

ومن أمثلة الخفض بالمجاورة في القرآن في النعت قوله تعالى {عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} بخفض {مُحِيطٌ} مع أنه نعت للعذاب. وقوله تعالى: {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} ، ومما يدل أن النعت للعذاب، وقد خفض للمجاورة، كثرة ورود الألم في القرآن نعتاً للعذاب. وقوله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} على قراءة من قرأ بخفض {مَّحْفُوظٍ} كما قاله القرطبي ومن كلام العرب «هذا جحر ضب خرب» بخفض خرب لمجاورة المخفوض مع أنه نعت خبر المبتدأ. وبهذا تعلم أن دعوى كون الخفض بالمجاورة لحناً لا يتحمل إلا لضرورة الشعر باطلة.] (1).

(1) - (2/ 8 - 12)(المائدة/6).

ص: 40