الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تصدير
مضت عدة أعوام منذ صدرت الطبعة الأولى من كتاب "دول الطوائف" في سنة 1960 متضمناً للعصر الثاني من "دولة الإسلام في الأندلس"، وشغلت خلال هذه الأعوام بإخراج العصر الثالث من هذه السلسلة، وهو "عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس" وتمت بظهوره بحمد الله وعونه، موسوعة الأندلس بعصورها الأربعة.
واليوم نقدم الطبعة الثانية من "دول الطوائف". وبالرغم من أننا كنا قد استوفينا في الطبعة الأولى، سائر ما قصدنا إليه من استيعاب تاريخ هذه الدويلات الأندلسية، استيعاباً مفصلا ودقيقاً، فإنه عرضت لنا، خلال الأعوام الأخيرة طائفة من التعديلات والإضافات رأيناها جديرة بالتدوين، ومعظمها مستقى من المصادر المخطوطة. وقد تمت هذه الإضافات بالأخص بالنسبة للفصل الثالث من الكتاب الثالث المتعلق بتاريخ مملكة دانية والجزائر، وبالنسبة للفصل المتعلق بخواص الطوائف السياسية والاجتماعية والحضارية (الخاتمة). وقد ألحقنا بباب الوثائق وثيقة جديدة هامة، هي رسالة أبي عامر بن غرسية الشهيرة في تفضيل العجم على العرب، وذلك بعد أن ناقشنا محتوياتها، وأوردنا طائفة من الآراء والتعليقات الخاصة بها، وذلك في موضعها عند الكلام على تاريخ مملكة دانية.
وفي اعتقادنا أن الكتاب بصورته الجديدة، وبما أدخل عليه من الزيادات، يلقي أضواء جديدة على تاريخ دول الطوائف، وتاريخ رجالات هذا العصر وأحواله، وكل ضوء يلقي على تاريخ هذا العصر، يمهد لنا السبيل لدراسة العصر اللاحق، وهو عصر الفتح المرابطي والرياسة المرابطية للأندلس.
وقد علمت خلال قيامي بإعداد هذه الطبعة، من صديقي العلامة المستشرق الإسباني الكبير الأستاذ أمبروسيو هويثي ميرانده، أنه يعتزم أن يترجم هذا الكتاب
إلى اللغة الإسبانية؛ ليتيح للباحثين الإسبان فرصة الاطلاع بلغتهم على النصوص والمصادر العربية، وعلى وجهات النظر الأخرى. لكي تتسم بحوثهم في هذا الميدان بالانصاف وسعة الأفق.
واني لأرجو لصديقي العلامة الكبير التوفيق في مهمته الجليلة. كما أرجو أن يجد القراء في هذه الطبعة الجديدة، مزيداً من الضوء على تاريخ الطوائف وأحوال دولهم وعصرهم.
القاهرة في رجب سنة 1389
الموافق سبتمبر سنة 1969
محمد عبد الله عنان
صفحتان من القسم الثالث من كتاب الذخيرة لابن بسام المخطوطة المحفوظة بمكتبة أكاديمية التاريخ بمدريد (مجموعة جاينجوس)
صفحتان من رسالة ابن غرسية الموجودة بالمخطوط رقم 538 الغزيري المحفوظ بمكتبة الإسكوريال