المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌493 - باب: فيما ورد أن الغسل يوم الجمعة واجب - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٣

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ: أَنْوَاعِ الأَغْسَالِ الوَاجِبَةِ وَالمُسْتَحَبَةِ

- ‌484 - بَابُ الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ

- ‌485 - بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ غُسْلَ الجَنَابَةِ نَسَخَ كُلَّ غُسْلٍ

- ‌486 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي نَجَاسَةِ المُتَلَوِّطِ وَاغْتِسَالِهِ

- ‌487 - بَابُ الغُسْلِ مِنَ الحَيْضِ وَالنِّفَاسِ

- ‌488 - بَابُ غُسْلِ المَيِّتِ

- ‌أبواب غسل من غسل ميتا

- ‌489 - بَابُ فيما وَرَدَ فِي غُسْلِ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا

- ‌490 - باب فِيمَا وَرَدَ فِي تَرْكِ الغُسْلِ مِنْ تَغْسِيلِ المَيِّتِ

- ‌491 - بَابُ المُسْلِمِ يَدْفِنُ المُشْرِكَ أَوْ يَغْسِلْهُ يَغْتَسِلُ أَمْ لَا

- ‌أَبْوَابُ الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ

- ‌492 - بَابٌ فِيمَا وَرَدَ فِي الأَمْرُ بِالغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ

- ‌493 - بَابٌ: فِيمَا وَرَدَ أَنَّ الغُسْلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ

- ‌494 - بَابٌ: فِيمَا وَرَدَ فِي عِلَّةِ الأَمْرِ بِالغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ

- ‌495 - بَابٌ: فِي أَنَّ الغُسْلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ حَقٌّ لِلَّهِ

- ‌496 - بَابٌ: فِيمَا رُوِي أَنَّ غُسْلَ الجُمُعَةِ مِنَ الفِطْرَةِ

- ‌497 - بَابٌ: فِي فَضْلِ الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ مَعَ الرَّوَاحِ

- ‌498 - بَابٌ: فِي فَضْلِ الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذَا ابْتَكَرَ، فَدَنَا، وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ

- ‌بَابٌ: هَلْ عَلَى مَنْ لَمْ يَشْهَدِ الْجُمُعَةِ مِنْ غَيْرِ الرِّجَالِ غُسْلٌ

- ‌بَابٌ: فِيمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى الْوُضُوءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌بَابٌ: فِيمَا رُوِيَ فِي غُسْلِ الْجُمُعَةِ لِلْحَائِضِ وَالْمَرِيضِ

- ‌بَابٌ: فِيمَا رُوِيَ فِي أَنَّهُ لَا غُسْلَ عَلَى النِّسَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ لِلْعِيدَيْنِ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ لِلْإِحْرَامِ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ لِدُخُولِ مَكَّةَ

- ‌بَابُ غُسْلِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ إِذَا أَفَاقَ

- ‌بَابُ غُسْلِ الْكَافِرِ إِذَا أَسْلَمَ

- ‌بَابُ الْاِغْتِسَالِ مِنَ الْغَضَبِ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْخَلُوقِ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْحِجَامَةِ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ لِيَوْمِ عَرَفَةَ

- ‌بَابُ الْغُسْلِ مِنْ مَاءِ الْحَمَّامِ

- ‌بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْغُسْلِ مِنْ نَتْفِ الْإِبِطِ

الفصل: ‌493 - باب: فيما ورد أن الغسل يوم الجمعة واجب

‌493 - بَابٌ: فِيمَا وَرَدَ أَنَّ الغُسْلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ

2927 -

حديثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ:

◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 858 (واللفظُ لَهُ)، 879، 895، 2665/ م 846/ د 341/ ن 1393/ كن 1833/ جه 1056/ طا 269/ حم 11027، 11578/ مي 1562، 1563/ خز 1825 - 1827/ حب 1223/ عل 978، 1127/ ش 5026/ بز (نخب 2/ 455) / حمد 753/ طس 307/ طص 1155/ جا 289/ طح (1/ 116) / مسن 1903/ هق 1415، 5727/ هقع 2091/ عه 2614، 2616/ بغ 331/ شف 411/ غبز 69، 70، 72/ حل (8/ 138) / نبلا (5/ 368 - 369) / كر (24/ 122) / عساكر (مساواة صـ 63) / سا (صـ 302) / خشف 141/ منذ 1754/ فاصل 626/ تحقيق 264/ أصم 382/ مطغ 442/ متفق 450/ جوزى (ناسخ 79) / نعال (صـ 111 - 112) / مشب 73/ جماعة (صـ 228 - 230) / سبكي (صـ 459) / النهاية في اتصال الرواية (صـ 285) / فقط

ص: 213

(أطراف 4764)].

[السند]:

قال البخاريُّ: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، به.

[تنبيه]:

جاءَ الحديثُ في (مسند الشافعي- ترتيب سنجر 411)، موقوفًا على أبي سعيدٍ؛ قال المحقق:"هكذا في الأصلِ جاء الحديث موقوفًا، وفي (الأم)، و (مسند الشافعي) الطبعة العلمية، و (السنن الكبرى)، و (المعرفة)، ومصادر التخريج جاء الحديث مرفوعًا، فلعلَّه وَهَمٌ منَ الأميرِ سنجر" اهـ. وهو كما قال.

ص: 214

روايةُ: ((وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا)):

• وفي روايةٍ: قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ)).

• وفي روايةٍ، قَالَ:((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَسِوَاكٌ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ (وَلَوْ مِنْ طِيبِ المَرْأَةِ))).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[اللغة]:

قوله: ((وَأَنْ يَسْتَنَّ)): أي: يدلك أسنانه بالسواك. (الفتح 2/ 364).

[التخريج]:

[خ 880 (واللفظُ لَهُ) / م 846 (والروايةُ لَهُ) / د 344/ ..... ].

سبقَ تخريجُ هذه الرواية في: (باب الِاسْتِيَاكِ يَوْمَ الجُمُعَةِ).

ص: 215

روايةُ ثَلَاثٌ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ:

• وفي روايةٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثَلَاثٌ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ: السِّوَاكُ، وَالغُسْلُ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ قَدِرَ عَلَيْهِ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ ولكن بلفظ: ((وَاجِبٌ)) بدل ((حَقٌّ))، كما تقدَّم في روايةِ (الصحيحين)، وإسنادُهُ ضعيفٌ بهذا اللفظِ.

[التخريج]:

[عيل (كثير- إمام 3/ 48)].

سبقَ تخريجُ هذه الرواية في باب: (الِاسْتِيَاك يَوْمَ الجُمُعَةِ).

روايةُ أَوْجَبَ الغُسْلَ:

• وفي لفظٍ: ((أَوْجَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الغُسْلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

صحيحٌ.

[التخريج]:

[عب 5366].

[السند]:

رواه عبدُ الرَّزاقِ، عن ابنِ عيينةَ، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، به.

ص: 216

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ صحيحٌ، وقد جاء متن الحديث في (الصحيحين) وغيرهما، كما سبقَ تخريجُه في الرواية السابقة، من طريق صفوان بن سليم به، بغير هذا اللفظ.

روايةُ كَغُسْلِ الجَنَابَةِ:

• وفي رِوايةٍ بلفظِ: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، كَغُسْلِ الجَنَابَةِ)).

[الحكم]:

صحيح دون قوله: ((كَغُسْلِ الجَنَابَةِ))، فهي زيادةٌ شاذةٌ، وأشارَ إلى شذوذِها العلائيُّ، وَضَعَّفَهُا الألبانيُّ.

[التخريج]:

[حب 1224 (واللفظُ لَهُ) / تد (2/ 245 - 246)].

[السند]:

قال ابنُ حِبَّانَ: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثنا صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ، عدا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وهو مُخْتَلَفٌ فيه، وفي حفظه شيء، قال أبو زُرعة: "سيئُ الحفظِ، فربما حدَّثَ

ص: 217

من حفظه الشيء فيخطئ"، انظر: (تهذيب التهذيب 6/ 353 - 354)، ولخَّصَ ابنُ حَجرٍ حاله فقال: "صدوقٌ، كان يحدِّثُ من كتب غيره فيخطئ" (التقريب 4119).

وقد زادَ في متنِ الحديثِ زيادةَ: ((كَغُسْلِ الجَنَابَةِ))؛ والحديثُ محفوظٌ بدونها.

فقد رواه مالكٌ، والثوريُّ، وغيرُهما، عن صفوان بن سليم، لم يذكروا فيه:((كَغُسْلِ الجَنَابَةِ))، ورواه ابن المنكدر، وغيره، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد الخدري، مثل رواية مالك، والثوري، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيدٍ.

وقد ذكر العلائيُّ هذا الحديثَ -أثناء كلامه على زيادة الثقة- فقال: "ومنهم مَن قَبِلَ الزيادةَ منَ الثقةِ مطلقًا، سواء اتَّحَدَ المجلسُ أو تعدد، كثر الساكتون أو تساوَوا، فمن هؤلاء: ابن حِبَّانَ، والحاكم، فقد أخرجا في كتابيهما اللذين التزما فيهما الصحة؛ كثيرًا من الأحاديثِ المتضمنة للزيادة التي يتفرَّدُ بها راوٍ واحد وخالفَ فيها العدد والأحفظ، من ذلك

حديث الدراوردي، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((غُسْلُ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، كَغُسْلِ الجَنَابَةِ))، أخرجه ابنُ حِبَّانَ في (صحيحه).

والذي في (الصحيحين) من حديث مالك، وسفيان بن عيينة، وغيرهما، عن صفوان بن سليم بدون قوله:((كَغُسْلِ الجَنَابَةِ)) " (النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي 2/ 176 - 179).

والحديثُ ضعَّفه الألبانيُّ في (الضعيفة 3958).

ص: 218

روايةُ كَوُجُوبِ غُسْلِ الجَنَابَةِ:

• وفي روايةٍ، زِيَادَةٌ:((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ، كَوُجُوبِ غُسْلِ الجَنَابَةِ)).

[الحكم]:

موضوعٌ بزيادةِ: ((كَوُجُوبِ غُسْلِ الجَنَابَةِ))، وحكم بوضعه الألبانيُّ، وَضَعَّفَهُ ابنُ عبدِ البرِّ.

[التخريج]:

[تد (2/ 245 - 246)].

[السند]:

ذكره الرافعيُّ في (أخبار قزوين) في ترجمة التدوين، في ترجمة أحمد بن محمد بن عمر الفقيه أبي الحسين القزويني، فقال: سمع بقزوين محمد بن عليِّ بن عمر جُزْءًا فيه: حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن محمد الصنعاني بها، ثنا ميمون بن الحكم، ثنا بكر بن عبد الله، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ بكر بن عبد الله هو ابنُ الشرود الصنعاني، كذَّبه ابنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ، (لسان الميزان 1584).

وقد خُولِفَ في متنه وسنده؛ فقد رواه الثقاتُ الأثباتُ من أصحابِ مالكٍ: (كعبد الرحمن بن مهدي، وَالقَعْنَبِيِّ، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى الليثي، وأبي مصعب الزهري، والشافعي، وابن وهب، وغيرهم)، عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

ص: 219

كذا رَوُوهُ بهذا الإسناد، وبدون زيادة:((كَوُجُوبِ غُسْلِ الجَنَابَةِ)).

ولذا قال ابنُ عبدِ البرِّ: "هكذا هذا الحديث في (الموطأ) عند جماعة رواته فيما علمتُ ولم يختلفوا في إسناده هذا، ورواه بكر بنُ الشَّرودِ الصنعانيُّ، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا خطأٌ في الإسناد، وبكر بن الشرود سيئُ الحفظِ، ضعيفُ الحديثِ عنده مناكير"(التمهيد 16/ 211).

وقال الألبانيُّ: "وهذا آفتُه بكرٌ هذا، قال ابنُ مَعِينٍ: كذابٌ ليس بشيءٍ، ودونه من لم أعرفه"(الضعيفة 8/ 430).

ولذا قال في (ضعيف الجامع 3913): "موضوعٌ".

ومع ذلك رمزَ له السيوطيُّ بالصحةِ في (الجامع الصغير 5764)، وكذا في (التنوير للصنعاني 7/ 429). وهذا تساهلٌ شديدٌ.

ص: 220

روايةُ: ((عَلَى كُلِّ كُلِّ مُحْتَلِمٍ مِنَ المُسْلِمِينَ شَهِدَ الجُمُعَةَ)):

• وفي روايةٍ: ((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ مِنَ المُسْلِمِينَ شَهِدَ الجُمُعَةَ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ساقطٌ بهذا التمامِ.

[التخريج]:

[غبز 68].

[السند]:

قال محمد بن المظفر في (غرائب مالك): حدثنا محمد بن أحمد الموصلي الصيرفي، نا أبو محمد عبدُ الرَّزاقِ بن منصور، نا المغيرة بن عبيد الله ابن عمِّ حَيِّ بن حاتم، نا ابن سمعان، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: عبد اللَّه بن سمعان، وهو:"متروكٌ، واتَّهمه أبو داود وغيرُه بالكذبِ" كما في (التقريب 3326).

ص: 221

2928 -

حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ أَبِي سَعِيدٍ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَ (أَوْ) أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((الغُسْلُ وَاجِبٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، والصحيحُ في سندِهِ: عن أَبي سَعيدٍ -وحده- بلا شَكٍّ، كما قال الدارقطنيُّ، والخطيبُ.

[التخريج]:

[جم 14 (واللفظُ لَهُ) / غبز 71 (والروايةُ لَهُ) / خط (4/ 685)].

[السند]:

رواه أحمدُ المروزيُّ في (الجمعة)، قال: حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد الواسطي، عن عبد الرحمن، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وأبي سعيدٍ، به.

ورواه ابن المظفر، والخطيب، من طريق وهب بن بقية به، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، به.

هكذا بالشك.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ فيه: عبد الرحمن بن إسحاق؛ وهو: صدوقٌ لكن في حفظه شيء، قال البخاريُّ:"ليس مِمَّن يُعتمَدُ على حفظه إذا خالفَ مَنْ ليس بدونه، وإن كان ممن يُحتمَلُ في بعض".

قلنا: فلعلَّ الوَهْمَ منه.

وقد رواه غيرُه، من هذا الطريق، عن أبي سعيدٍ -وحده- بغيرِ شَكٍّ،

ص: 222

كما تقدَّم.

قال الدارقطنيُّ: "ورواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن صفوان بن سليم، فقال: عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وأبي سعيد، ومنهم من قال: عنه، بالشك عن أحدهما .... والصحيحُ من ذلك قولُ مَن قالَ: عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم"(علل الدارقطني 5/ 432).

وقال الخطيبُ: "رُوِيَ هذا الحديثُ من غيرِ وجهٍ عن عطاءٍ، عن أبي سعيدٍ، بلا شَكٍّ؛ وهو الصحيحُ"(تاريخ بغداد 4/ 685).

ص: 223

2929 -

حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ، والمحفوظُ من حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ.

[التخريج]:

[حل (6/ 349) / عساكر (مساواة صـ 68)].

[التحقيق]:

هذا الحديث له طريقان:

الطريق الأول:

أخرجه أبو نُعيمٍ في (الحلية)، قال: حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان، ثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري، (ح)

وحدثنا عبد الله بن حامد الأصبهاني، ثنا مكي بن عبدان، قالا: سهل بن عمار، ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن العمري، ثنا العمري، ومالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: سهل بن عمَّار النيسابوري، كذَّبه الحاكمُ، وَضَعَّفَهُ ابنُ منده. (لسان الميزان 3711).

وأبو بكر بن عبد الرحمن العمري، ذكره الرشيد العطار في (الرواة عن مالك ص: 389)،

ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ص: 224

قال أبو نُعيم: "تفرَّدَ به سهلٌ، والمشهورُ في الغسلِ: عن مالك، عنِ الزهريِّ، عن سالم، عن نافع، عن ابن عمر، [وصفوان بن سليم]

(1)

، عن عطاءٍ. وتفرَّدَ به مَعْنٌ، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة".

الطريق الثاني:

أخرجه ابنُ عساكر في (الأربعون حديثًا من المساواة)، قال: أخبرناه أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو الحسين السمناني عبد الله بن محمد بن يونس، ثنا ابن أبي ناجية -يعني: محمدًا الإسكندراني-، ثنا زياد بن يونس، حدثني نافع القارئ، أن صفوان بن سليم أخبره، عن أبي هريرة، به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فصفوان بن سليم لم يدرك أبا هريرة.

وقال ابنُ عساكر -عقب الحديث-: "وَهَذَا وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ مَا تَقَدَّمَ" اهـ. يعني: حديث صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وقد سبقَ تخريجُه.

* * *

(1)

في (الأصل المطبوع): "وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ" وهو: خطأٌ، والصوابُ ما أثبتناه.

ص: 225

2930 -

حديثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الغُسْلُ وَاجِبٌ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ: يَوْمِ الجُمُعَةِ، وَيَوْمِ الفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وَضَعَّفَهُ: البخاريُّ، وابنُ رَجبٍ، والسيوطيُّ، والشوكانيُّ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[تخ (4/ 325) / لا 1962 (واللفظُ لَهُ) / ناسخ 41/ فر (ملتقطة 2/ ق 321)].

[السند]:

قال الدولابي: حدثنا أبو عبد الله محمد بن معمر البحراني، قال: حدثنا أبو المغيرة عمير بن عبد المجيد الحنفي، قال: حدثنا صبيح أبو الوسيم، قال: حدثنا عقبة بن صهبان، عن أبي هريرة، به.

ومداره عندهم على صبيح، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: صبيح أبو الوسيم، ترجم له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 4/ 325)، وذكرَ هذا الحديثَ في ترجمتِهِ؛ وقال:"لا يُتابَعُ عليه".

وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 6/ 478)، على قاعدتِهِ المعروفة في توثيقِ المجاهيلِ.

وقال ابنُ رَجبٍ -معلقًا على الحديث المذكور-: "غريبٌ جدًّا، وصبيح هذا، لا يُعرف"(فتح الباري له 8/ 417).

ص: 226

ورمز لضعفه السيوطيُّ في (الجامع الصغير 5804).

وقال الشوكانيُّ: "إسنادُهُ مظلمٌ"(السيل الجرار صـ 75).

وقال الألبانيُّ: "هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ كلُّهم؛ غير صبيح هذا فهو العلة، ومن الغريبِ أن يغفلوه جميعًا ولا يترجموه! "(الضعيفة 8/ 429).

قلنا: قد ترجمَ له البخاريُّ، وابنُ حِبَّانَ، كما سبقَ بيانُه.

روايةُ: ((وَاجِبٌ كَغُسْلِ الجَنَابَةِ:

• وفي روايةٍ بلفظِ: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ، كَغُسْلِ الجَنَابَةِ)).

[الحكم]:

منكرٌ بهذا اللفظِ، وَضَعَّفَهُ: المناويُّ، والألبانيُّ.

[فائدة]:

قال القاضي عِيَاضٌ: "وقوله ((كَغسْلِ الجَنَابَة)): أي: كصفة غسل الجنابة، لا كوجوبه في الإلزام"(مشارق الأنوار على صحاح الآثار 2/ 280).

[التخريج]:

[فر (ملتقطة 2/ ق 319)]

[السند]:

رواه الديلميُّ في (مسند الفردوس) -كما في (الغرائب الملتقطة) - قال: أخبرنا أبي، أخبرنا محمد بن الحسين القاضي، حدثنا أبو نصر الحسين بن علي بن محمد الحفصوي المروزي، أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد

ص: 227

الجوهري، حدثنا عبدان بن محمد بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو الوسيم، عن عقبة بن صهبان، عن أبي هريرة، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: صبيح أبو الوسيم، وقد تقدَّمَ الكلامُ عليه في الروايةِ السابقةِ.

وفيه أيضًا: يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، وهو متهمٌ بسرقةِ الحديثِ.

وبه أعلَّه المناويُّ فقال: "وفيه: يحيى بن عبد الحميد، قال الذهبيُّ: قال أحمدُ: كان يكذب جهارًا"(فيض القدير (4/ 412).

وقال الألبانيُّ: "ضعيفٌ لا تقومُ به حجةٌ؛ أبو الوسيم هذا لا يعرفُ"(الضعيفة 8/ 428).

ص: 228

2931 -

حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ:

◼ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[عد (7/ 302) / علقط 1076].

[السند]:

قال ابنُ عَدِيٍّ: حدثنا أحمد بن عمر بن بسطام، حدثنا عبد الله بن موسى بن زياد، حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدرداء، به.

وذكره الدارقطنيُّ من طريق محمد بن بكر البرساني، عن عمر بن قيس، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عمرُ بنُ قيسٍ المعروفُ بسندل، وهو:"متروكٌ"، كما في (التقريب 4959).

ص: 229

2932 -

حديثُ أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ:

◼ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ فَصَاعِدًا)).

[الحكم]:

صحيح المتن، دون قوله:((فَصَاعِدًا)) فمنكرةٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[مخلص 2096].

[السند]:

قال المخلص: حدثنا يعقوب، حدثنا طاهر، قال: حدثني أبي، قال: أخبرني عمر بن قيسٍ، عن عطاءٍ، عن أبي ذرٍّ وأبي الدَّرداءِ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عمر بن قيس المعروف بسندل، وهو متروك، كما تقدم.

ص: 230

2933 -

حديثُ أَبِي الدُّنْيَا:

◼ عَنْ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتن؛ وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[عد (7/ 301 - 302) (واللفظُ لَهُ) / صحا 6776، 6777].

[السند]:

قال ابنُ عَدِيٍّ: حدثنا الفضل بن عبد الله بن الحارث بن سليمان بأنطاكية، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدنيا، به.

ورواه أبو نُعيم من طريق عمر بن قيس، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عمر بن قيس المعروف بسندل، وهو متروك، وقد سبق الكلام عليه.

وقوله في هذا الإسناد: "عن أبي الدنيا"؛ خطأ، أو تصحيف، والصواب بهذا الإسناد "عن أبي الدرداء".

قال أبو حاتم الرازي: "لا أعرف عن أبي الدنيا، ولا عن أبي الآخرة حديثًا"(الكامل 7/ 302).

وقال أبو العباس الأبَّارُ: "ورأيتُ في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس، عن أبي الدرداء، وأظنُّه التزق في كتابه فصار: عن أبي الدنيا" (الكفاية في

ص: 231

علم الرواية صـ 246).

وقال الدولابي: "أبو الدنيا من حديث هشام بن عمار غلط فيه"(الكنى والأسماء 1/ 78).

وقال ابنُ عَدِيٍّ: "وهذا الحديثُ في كتابي بخطي عن أبي صالح الرسعني، في جملة ما قرأته عليه عن هشام بن عمار، وكان هذا الحديث في وسطه، فَأَبَى عَلَيَّ أن أقرأه عليه، وقال: عن أبي الدنيا خطأ، إنما هو عن أبي الدرداء، هكذا حدَّث به محمد بن بكر البُرْسَاني وغيره، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدرداء، وأبو الدنيا لا يعرف من الصحابة، وقد رأيتُ هذا الحديث من رواية الوليد بن مسلم، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدنيا، كما قاله هشام، عن صدقة"(الكامل 7/ 301).

قال ابنُ عَدِيٍّ: "وهذا هو الصوابُ، قوله: عن أبي الدرداء"(الكامل 7/ 302).

وقال الدارقطنيُّ: "رواه محمد بن بكر البرساني، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدرداء. وخالفه صدقة بن خالد، فرواه عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدنيا، وَصُحِّفَ، وإنما هو عن أبي الدرداء"(علل الدارقطني 1076).

ولما ذَكَرَهُ ابنُ منده في (معرفة الصحابة 2/ 853)، قال:"إن كان محفوظًا"، وانظر:(الإصابة 12/ 209 - 210).

وحديثُ أبي الدرداء سبقَ الكلامُ عليه في الذي قبله.

ص: 232

روايةُ مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ فَلْيغْتَسِلْ:

• وفي روايةٍ: عَنْ أَبِي الدُّنْيَا مَرْفُوعًا بِلفَظِ: ((مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ فَلْيغْتَسِلْ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ؛ وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

[التخريج]:

[صحا 6775 (واللفظُ لَهُ) / خطك (صـ 245 - 246)].

[السند]:

قال أبو نُعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي بن الأبَّار، قال: قلتُ لهشامِ بنِ عمارٍ: حدثكم صدقة بن خالد، عن عمر بن قيس، عن عطاء الخراساني، عن أبي الدنيا، به.

ورواه الخطيبُ من طريق الأبَّار، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا، سبقَ الكلامُ عليه في الروايةِ السابقةِ.

قال أبو نُعيم: "خطأ، والصواب: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)) ".

ومقصوده: أنه خطأٌ بهذا الإسنادِ، وإلا فهذا المتنُ ثابتٌ عن ابنِ عمرَ وغيره في (الصحيحين) وغيرهما، وقد سبقَ.

ص: 233

2934 -

حديثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَ الجُمُعَةَ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، دون قوله:((عَلَى مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ))؛ فإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، وَضَعَّفَهُ: البخاريُّ، والعقيليُّ، وعبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ.

[التخريج]:

[جم 22 (واللفظُ لَهُ) / عق (2/ 537)].

[السند]:

قال المروزيُّ: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الواحد بن ميمون، عن عروة، عن عائشة، به.

ورواه العقيليُّ من طريق أبي عامر العقدي، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة، قال ابنُ مَعِينٍ:"ليس بذاك"، وقال البخاريُّ:"منكرُ الحديثِ"، وقال النسائيُّ:"ليس بثقة"، وقال الدارقطنيُّ:"متروكٌ، صاحب مناكير". (لسان الميزان 4968).

وقال ابنُ حِبَّانَ: "يَروِي الموضوعات عن الأثبات، يُحَدِّثُ عن عروة بن الزبير بما ليس من حديثه فَبَطَلَ الاحتجاج بروايته"(المجروحين 2/ 140).

وقال فيه البخاريُّ: "منكرُ الحديثِ، يَروِي عن عروةَ، عن عائشةَ مرفوعًا:((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ))، والمعروف عن عروة وعمرة، عن عائشة: ((كَانَ

ص: 234

النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَو اغْتَسَلْتُمْ؟ ! )) (التاريخ الأوسط 640).

وأخطأَ ابنُ عَدِيٍّ فجعله من حديثِ طلحةَ بنِ يحيى التيميِّ، عن عروةَ (الكامل 6/ 332).

قال العقيليُّ: "لا يُحفظُ هذا اللفظ إلا في هذا الحديث، وفى غسل الجمعة أحاديث ثابتة صحاحٌ بألفاظ مختلفة".

وضَعَّفَ الحديثَ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى 2/ 99).

ص: 235

2935 -

حديثُ ثَوْبَانَ:

◼ عَنْ ثَوبانَ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عيه وسلم: ((حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: السِّوَاكُ، وَغُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ إِنْ كَانَ)).

[الحكم]:

صحيح المتن، ولكن بلفظ:((وَاجِبٌ)) بدل ((حَقٌّ))، وإسنادُهُ ضعيفٌ، وَضَعَّفَهُ: العينيُّ.

[التخريج]:

[بز 4171].

سبقَ تخريجُه في باب: (الاستياك يوم الجمعة).

ص: 236

2936 -

حديثُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيجٍ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، وَرَافِعِ بنِ خَدِيجٍ رضي الله عنهما، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، [والسِّواكُ])).

[الحكم]:

صحيحُ المتن، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، وَضَعَّفَهُ: ابنُ حَجرٍ، والسيوطيُّ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[صمند (إصا 6/ 306) / صحا 4373 (واللفظُ لَهُ)، (جامع 1051)(والزيادةُ لَهُ) /

].

سبقَ تخريجُه وتحقيقه في باب: "حكم السواك".

ص: 237

2937 -

حديثُ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ:

◼ عَنْ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مِنْ حَقِّ الجُمُعَةِ: السِّوَاكُ، وَالغُسْلُ، وَمَنْ وَجَدَ طِيبًا فَلْيَمَسَّ مِنْهُ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ تالفٌ، وَضَعَّفَهُ: الهيثميُّ، والعينيُّ.

[التخريج]:

[طب (6/ 88/ 5596) / حديث محمد بن إبراهيم العدوي 24].

سبقَ تخريجُه وتحقيقه في باب: "حكم السواك".

ص: 238

2938 -

حديثُ البَرَاءِ:

◼ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنَ الحَقِّ عَلَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الجُمُعةِ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ فَإِنَّ المَاءَ طِيبٌ)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ من غير حديث البراء، دون قَولِه:((فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ فَإِنَّ المَاءَ طِيبٌ))؛ فمنكرٌ. والحديثُ ضَعَّفَهُ: البخاريُّ، وابنُ العربيِّ، وابنُ كَثيرٍ، والمباركفوريُّ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[ت 535، 536/ حم 18488 (واللفظُ لَهُ)، 18495/ ش 5027، 5584/ جم 17/ عل 1659، 1684/ ني 350/ طح (1/ 116) / طس 809/ بغ 334/ زاهر (عيد 25) / معكر 736/ نيسابور (صـ 145) / رفا 178].

[السند]:

قال أحمدُ: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، به.

ومداره على يزيد بن أبي زياد، به.

قال الطبرانيُّ: "لم يُروَ هذا الحديث عن البراء إلا بهذا الإسناد، تفرَّدَ به يزيد بن أبي زياد".

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:

ص: 239

الأُولى: يزيد بن أبي زياد، وهو:"ضعيف" كما في (التقريب 7717).

الثانية: الإعلال بالوقف؛ فقد سَأَلَ الترمذيُّ البخاريَّ عن هذا الحديثِ، فقال:"الصحيحُ عن ابنِ أبي ليلى، عن البراءِ موقوفٌ"(علل الترمذي الكبير 151).

ومع هذا قال الترمذيُّ: "حديثُ البراءِ حديثٌ حسنٌ".

وتبعه البوصيريُّ في (إتحاف الخيرة 1508)، فقال:"رواه أحمدُ بن منيع بإسنادٍ حسنٍ".

وكذا العينيُّ، قال:"إسنادُهُ حسنٌ، ورجالُه ثقاتٌ! "(نخب الأفكار 2/ 456).

وفي هذا كلِّه نظرٌ، من حيثُ ظاهر إسناده -فضلًا عن العلةِ التي ذكرها الإمامُ البخاريُّ-؛ فإن مدارَه على يزيد بن أبي زياد، والجمهورُ على تضعيفِهِ، وهو المعتمدُ.

ولذا تعقب الترمذيَّ المباركفوريُّ فقال: "وفي كونه حسنًا كلام، فإن مدارَه -فيما أعلمُ- على يزيدَ بنِ أبي زيادٍ وقد ضَعَّفَهُ جماعةٌ"(تحفة الأحوذي 3/ 56).

والذي يظهرُ لنا: أن الترمذيَّ حَسَّنَهُ لشواهدِهِ، إلا أن قوله في الحديث:((فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ فَإِنَّ المَاءَ طِيبٌ))؛ لم نقفْ لها على شاهدٍ صحيحٍ، فهي زيادةٌ منكرةٌ.

وَضَعَّفَهُ ابنُ العربي في (عارضة الأحوذي 2/ 318)، وابنُ كَثيرٍ في (إرشاد الفقيه 1/ 65)، والألبانيُّ في (ضعيف الجامع 2737).

ص: 240

روايةُ ( .... ، وَلْيَلْبَسْ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِ أَهْلِهِ):

• وفي روايةٍ: ((مَنْ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ فَليَغْتَسِلْ، وَلْيَلْبَسْ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِ أَهْلِهِ، وَلْيَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ طِيبٌ فَالمَاءُ لَهُ طِيبٌ)).

[الحكم]:

صحيح المتن من غير حديث البراء، دون قَولِه:((وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ طِيبٌ فَالمَاءُ لَهُ طِيبٌ))؛ فمنكرٌ.

[التخريج]:

[مسهر 56/ معر 377 (واللفظُ لَهُ)].

[السند]:

قال ابنُ الأعرابي: نا محمد بن عيسى، نا إسحاق بن منصور السلولي، نا جعفر بن زياد التميمي، عن يزيد أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، به.

وأخرجه أبو مسهر من طريق يزيد، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ كسابقه، انظر الكلامَ عليه في تحقيقِ الروايةِ السابقةِ.

ص: 241