الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ الْاِغْتِسَالِ مِنَ الْغَضَبِ
حَديثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ:
◼ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ:((أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَقَدْ حَبَسَ الْعَطَاءَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِكَ، وَلَا مَالِ أَبِيكَ، وَلَا مَالِ أُمِّكِ. فَأَشَارَ مُعَاوِيَةُ إِلَى النَّاسِ أَنِ امْكُثُوا، وَنَزَلَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِي وَلَا بِمَالِ أَبِي وَلَا أُمِّي، وَصَدَقَ أَبُو مُسْلِمٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((الْغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ مِنَ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ)). اغْدُوا عَلَى عَطَايَاكُمْ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ عز وجل).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، وضَعَّفَهُ العراقيُّ، والسيوطيُّ، والعجلونيُّ، والألبانيُّ.
[التخريج]:
[حل (2/ 130) ((واللفظ له)) / لك 2775/ كر (59/ 169)].
[السند]:
قال أبو نُعَيمٍ: حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل، قال: ثنا أبو العباس السراج.
ورواه اللالكائيُّ، وابنُ عساكر، من طريقٍ يحيى بن محمد بن صاعد، قالا: حدثنا الزبير بن بكار، قال: ثنا [عبد المجيد بن]
(1)
عبد العزيز [بن أبي رواد]، عن ياسين عن
(2)
عبد الله بن عروة، عن أبي مسلم الخولاني، عن معاوية بن أبي سفيان، به.
(1)
- سقط من (الحلية)، واستدركناه من بقية المراجع، وانظر ترجمة الزبير من (التهذيب).
(2)
- في المطبوع من (الحلية): "بن"، والتصويب من بقية المراجع، وانظر ترجمة عبد المجيد، وابن عروة.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: ياسين، وهو ابنُ معاذٍ الزياتِ، وَاهٍ جدًّا، قال فيه البخاريُّ:"يَتكلمونَ فِيهِ، مُنكَرُ الحديثِ"، وقال ابنُ معين:"ليس حديثُه بشيءٍ"، وقال أبو داود، والنسائيُّ، وابنُ الجنيد:"متروك"، وقال ابنُ حبانَ:"يروي الموضوعات"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"كلُّ رواياتِهِ، أو عامتُها غيرُ محفوظةٍ"، وقال الخليليُّ:"ضعيفٌ جدًّا"، (التاريخ الكبير 8/ 429)، و (الميزان 9443)، و (اللسان 8405).
وبقيةُ رجالِه ثقاتٌ، إلا أن عبدَ المجيدِ فيه كلامٌ، وقال ابنُ حَجَرٍ:"صدوقٌ يخطئُ، وكان مرجئًا، أفرطَ ابنُ حِبانَ فقال: "متروك" (التقريب 4160)، وقد نُسِبَ إلى التدليسِ!
والحديثُ ضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ:
فقال العراقيُّ: ((رَوَاهُ أَبُو نُعَيمٍ فِي (الحلية)، وَفِيه مَنْ لَا أعرفهُ)) (المغني 1/ 595).
ورمز السيوطيُّ لضَعْفِهِ في (الجامع الصغير 5805).
وقال العجلونيُّ: ((رواه أبو نُعَيمٍ بسندِ ضعيفٍ)) (كشف الخفاء 2/ 92).
وضَعَّفَهُ الألبانيُّ في (ضعيف الجامع 3933)، وفي (الضعيفة 2/ 51)، ولم ينتبهِ الشيخُ للتحريفِ الواقعِ في سندِ أبي نُعَيمٍ، فقال:((ياسين بن عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة)).
قلنا: ولعلَّه وقعَ هكذا للعراقيِّ أيضًا، وأنه هو المرادُ بقولِهِ:((فِيه مَن لَا أَعرفهُ))، والصوابُ: أنه ياسين، عن عبد الله، كما بيَّنَّاه في الحاشيةِ آنفًا.