الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
497 - بَابٌ: فِي فَضْلِ الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ مَعَ الرَّوَاحِ
2947 -
حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ [فِي السَّاعَةِ الأُولَى] فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ (أَقْبَلَتِ) المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[التخريج]:
[خ 881 (واللفظُ لَهُ) / م 850/ د 351/ ت 504/ ن 1404/ كن 1863/ حب 2775/ طا 266 (والزيادةُ لَهُ) / حم 9926 (والروايةُ لَهُ) / شف 417/ ثو 165/ أم (2/ 392) / طوسي 469/ عه 2705/ مشكل 2604/ رشيق 30/ معر 1794/ غخطا (1/ 327) / ثعلب (9/ 314 - 315) / محلى (1/ 76)، (5/ 44) / هق 5929/ شعب 2733/ هقش (صـ 185) / وسيط 1192/ خلع 144/ بغ 1063/ حداد 876/ غيب 918/ حطاب 39/ دبيثي (4/ 229)].
[السند]:
قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن سُمَيٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، به.
[تنبيه]:
للحديث روايات ومصادر أخرى، إنما اقتصرنا على من ذكر موضع الشاهد من الباب، وهو الغسل، على أن يأتي الحديث كاملًا برواياته في "كتاب الجمعة" إن شاء الله.
روايةٌ بزيادة: (
…
ثُمَّ غُفِرَ لَهُ إِذَا اسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ):
• وَفِي رِوَايةٍ بِلفْظِ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ فَاغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ كَمَا يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ غَدَا إِلَى أَوَّلِ سَاعَةٍ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ الجَزُورِ -وَأَوَّلُ السَّاعَةِ وَآخِرُهَا سَوَاءٌ-، ثُمَّ السَّاعَةُ الثَّانِيَةُ مِثْلُ الثَّوْرِ -وَأَوَّلُهَا وَآخِرُهَا سَوَاءٌ-، ثُمَّ الثَّالِثَةُ مِثْلُ الكَبْشِ الأَقْرَنِ -أَوَّلُهَا وَآخِرُهَا سَوَاءٌ-، ثُمَّ السَّاعَةُ الرَّابِعَةُ مِثْلُ الدَّجَاجَةِ -وَأَوَّلُهَا وَآخِرُهَا سَوَاءٌ-، ثُمَّ مِثْلُ البَيْضَةِ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ وَجَاءَتِ المَلَائِكَةُ تَسْمَعُ الذِّكْرَ، ثُمَّ غُفِرَ لَهُ إِذَا اسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ بهذا السياقِ.
[التخريج]:
[عب 5635].
[السند]:
رواه عبدُ الرَّزاقِ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ رجال الصحيحين إلا أن ابنَ جُريجٍ مدلسٌ، وقد عنعنه.
قال الدارقطنيُّ: "يتجنب تدليسه؛ فإنه وحش التَّدْلِيسِ لا يُدَلِّسُ إلا فيما سمعه من مَجْرُوحٍ"(سؤالات الحاكم 265).
2948 -
حديثُ سَلْمَانَ:
◼ عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ (إِذَا خَرَجَ) الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)).
[الحكم]:
صحيح (خ).
[التخريج]:
[خ 883 (واللفظُ لَهُ) 910 (والروايةُ لَهُ) / حم 23710، 23725/ حب 2776/ مي 1566/ طي 479، 694/ ش 5563/ مش 457/ جم 35/ بز 2503، 2504/ طح (1/ 369) / قا (1/ 285) / طب (6/ 271/ 6189، 6190) / صحا 4549/ محلى (5/ 62) / هق 4490، 5958، 6023/ هقع 6652/ هقف 267/ خسرج 25/ بغ 1058/ بغت (8/ 122) / حداد 874/ غيب 917، 928/ تد (1/ 156) / دبيثي (4/ 97) / كما (16/ 264) / النهاية في اتصال الرواية (صـ 72)].
[السند]:
قال البخاريُّ: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال أخبرني أبي، عن ابن وديعة، عن سلمان الفارسي، به.
[تنبيه]:
انتقدَ الدارقطنيُّ على البخاريِّ إخراجَ هذا الحديث في (صحيحه)، فقال: "وأخرجَ البخاريُّ، عن آدم، عن ابنِ أبي ذِئبٍ، عن المقبريِّ، عن أبيه، عن
ابنِ وديعة، عن سلمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غُسلِ الجمعةِ.
قال: وقد اختُلِفَ، عن ابنِ أبي ذِئْبٍ فيه أيضًا.
وقال ابنُ عجلان: عن سعيدٍ، عن أبيه، عن ابنِ وديعة، عن أبي ذر.
وقيل: عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة. قاله عبد الله بن رجاء.
وروى الدَّراوَرديُّ، عن عُبيد الله، عن سعيدٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الضحاك بن عثمان: عن المقبُري، عن أبي هريرة.
وقال أبو معشر: عن المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم" (التتبع 75).
وأخرجَ الحديثَ البيهقيُّ في (السنن الكبرى 5958)، من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان.
ثم قال: "رواه البخاريُّ في (الصحيح) عن عبدان، عن ابنِ المباركِ، وبهذا الإسنادِ رواه جماعةٌ، عن ابنِ أبي ذِئبٍ لم يذكر أبا سعيد بعضُهُم في إسنادِهِ. وقد قيل عنه: عن أبي ذر بدل سلمان، وقيل: غير ذلك، والذين أقاموا إسنادَهُ ثقاتٌ حفاظٌ، والله أعلم".
وقال في (المعرفة): "والصحيح عن سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان الفارسي"(معرفة السنن والآثار 4/ 413).
وقال ابنُ رَجبٍ: "هذا الحديثُ تفرَّدَ بتخريجه البخاريُّ دونَ مسلمٍ؛ لاختلافٍ وقعَ في إسنادِهِ.
وقد خرَّجه البخاريُّ ها هنا عن آدمَ بنِ أبي إياسٍ، عن ابنِ أبي ذِئبٍ. ثم
خرَّجه بعد ذلك من طريقِ ابنِ المباركِ، عن ابنِ أبي ذِئبٍ بهذا الإسنادِ -أيضًا-، وكذا رواه جماعةٌ عن ابنِ أبي ذِئبٍ.
ورواه بعضُهم، عن ابنِ أبي ذِئبٍ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن ابنِ وديعة، عن سلمانَ، لم يذكر في إسناده:(أبا سعيدٍ المقبري).
ورواه الضحاك بن عثمان، عن المقبري بهذا الإسناد -أيضًا- مع الاختلاف عليه في ذكر (أبي سعيدٍ) وإسقاطه.
وزاد الضحاك في حديثه: قال سعيدٌ المقبريُّ: فحدَّثتُ بذلك عمارة بن عمرو بن حزمٍ، فقال: أَوْهَمَ ابن وديعة؛ سمعته من سلمان يقول: ((وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
ورواه ابنُ عجلانَ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
قال ابنُ عجلانَ: فذكرته لعبادة بن عامر بن عمرو بن حزمٍ، فقال: صدقَ، ((وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ))، خرَّجه الإمامُ أحمدُ، وابنُ ماجهْ، ولم يذكر آخره.
وقد روى ابنُ أبي حاتم -مرةً-، عن أبي زُرعةَ، أنه قال: حديثُ ابنِ عجلانَ أشبه.
-يعني: قوله: (عن أبي ذر) -، ونقل -مرةً أخرى- عن أبيه، وأبي زُرعة، أنهما قالا: حديث سلمان الأصح.
وكذا قال عليُّ بنُ المدينيِّ، والدارقطنيُّ، وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري.
وكذا قال ابنُ مَعِينٍ: ابنُ أبي ذئبٍ أثبتُ في المقبري من ابن عجلان.
وقد رواه جماعةٌ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: ابن جُريجٍ، وعبيد الله بن عمر، وأخوه عبد الله، وغيرهم، وزاد ابن جريجٍ: وعن عمارة بن عامرٍ الأنصاري.
قال الدارقطنيُّ: وَوَهِمَ في ذلك؛ إنما أراد عمارة بن عمرو بن حزمٍ، كما ذكر الضحاك.
ورواه صالح بن كيسان، عن سعيدٍ المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو زُرعة، وأبو حاتم: هو خطأ؛ إنما هو ما قاله ابنُ أبي ذئبٍ، وابنُ عجلان.
ولا ريبَ أن الذي قالوا فيه: (عن أبي هريرة) جماعةٌ حفاظٌ، لكن الوَهْمَ يسبقُ كثيرًا إلى هذا الإسناد؛ فإن روايةَ:(سعيدٍ المقبريِّ، عن أبي هريرةَ، أو عن أبيه، عن أبي هريرةَ)؛ سلسلةٌ معروفةُ، تسبقُ إليها الألسن.
بخلاف رواية: (سعيدٍ عن أبيه، عن ابنِ وديعة، عن سلمانَ)؛ فإنها سلسلةٌ غريبةٌ، لا يقولها إلا حافظٌ لها متقنٌ" (فتح الباري له 8/ 109 - 112).
وعقب ابنُ حَجرٍ على كلامِ الدارقطنيِّ في (التتبع)، فقال: "ورواه البخاريُّ أيضًا من حديث ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، به.
وقد اختُلِفَ فيه على ابن أبي ذئب أيضًا: فقال أبو علي الحنفي فيما رويناه في (مسند الدارمي) عنه مثل رواية آدم.
وكذا رويناه في (صحيح ابن حِبَّانَ) من طريق عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب.
ورواه أحمدُ في (مسنده) عن أبي النضر، وحجاج بن محمد، جميعًا: عن ابن أبي ذئب كذلك. وقال أبو داود الطيالسي في (مسنده): عن ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبيه، عن عبيد الله بنُ عَدِيٍّ بن الخيار، عن سلمان، وهذه روايةٌ شاذَّةٌ؛ لأن الجماعةَ خالفوه، ولأن الحديثَ محفوظٌ لعبد الله بن وديعة، لا لعُبيدِ اللهِ بنِ عَدِيٍّ.
وأما ابنُ عجلانَ فلا يقارب ابن أبي ذئب في الحفظ، ولا تُعلل رواية ابن أبي ذئب -مع إتقانه في الحفظ- برواية ابن عجلان مع سوء حفظه، ولو كان ابنُ عجلانَ حافظًا لأمكنَ أن يكون ابنُ وديعةَ سمعه من سلمان، ومن أبي ذر، فحدًّثَ به مرةً عن هذا، ومرةً عن هذا.
وقدِ اختارَ ابنُ خُزيمةَ في (صحيحه) هذا الجمعَ، وأخرجَ الطريقين معًا: طريق ابن أبي ذئب من مسند سلمان، وطريق ابن عجلان من مسند أبي ذر رضي الله عنهما.
وأما أبو معشر: فضعيفٌ لا معنى للتعليل بروايته.
وأما رواية عبيد الله بن عمر: فهو منَ الحفاظِ إلا أنه اختُلفَ عليه كما ترى، فرواية الدراوردي لا تنافي رواية ابن أبي ذئب؛ لأنها قصرت عنها، فدلَّ على أنه لم يضبطْ إسناده فأرسله.
ورواية عبد الله بن رجاء إن كانت محفوظةً؛ فقد سلك الجادة في أحاديث المقبري، فقال: عن أبي هريرة، فيجوزُ أن يكون للمقبريِّ فيه إسنادٌ آخرُ، وقد وجدتُه في (صحيح ابن خُزيمةَ) من رواية صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وإذا تقرَّرَ ذلك عُرِفَ أن الروايةَ التي صَحَّحَهُا البخاريُّ أتقن الروايات، والله
أعلم" (هدي الساري 1/ 352 - 353).
وقد رجَّحَ الدارقطنيُّ -أيضًا- حديثَ سلمانَ، فقال في (العلل):"والحديثُ عندي حديثُ ابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان؛ لأن للحديث أصلًا مَحفوظًا عن سَلمَان يَرويه أهل الكوفة"(العلل 5/ 230/ س 2045).
* * *
2949 -
حديثٌ آخَرُ عَنْ سَلْمَانَ:
◼ عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا سَلْمَانُ، مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ )) قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((يَا سَلْمَانُ، مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ )) قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((يَا سَلْمَانُ، مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ )) قُلْتُ: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((يَا سَلْمَانُ، يَوْمُ الجُمُعَةِ بِهِ جُمِعَ أَبُوكَ -أَوْ أَبُوكُمْ- أَنَا أُحَدِّثُكَ عَنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ، مَا مِنْ رَجُلٍ [مُسْلِمٍ] 1 يَتَطَهَّرُ يَوْمَ الجُمُعَةِ [فَيُحْسِنُ طُهُورَهُ] 2 كَمَا أُمِرَ [وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَيُصِيبُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ، إِنْ كَانَ لَهُمْ طِيبٌ، وَإِلَّا فَالمَاءُ] 3 ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَأْتِيَ الجُمُعَةَ فَيَقْعُدَ، فَيُنْصِتَ حَتَّى يَقْضِيَ [الإِمَامُ] 4 صَلَاتَهُ، إِلَّا كَانَ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الجُمُعَةِ (كَفَّارَةً لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ)[مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ] 5 (مَا اجْتُنِبَ المَقْتَلَةُ) وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ] 6)).
[الحكم]:
ضعيفٌ بهذا السياقِ، ولبعض فقراته شواهد تقدَّمتْ.
[التخريج]:
[ن 1419/ كن 1829 (والزيادةُ الرابعةُ له)، 1830، 1859، 1898، 1899، 1903 (والروايةُ الثانيةُ لَهُ) / حم 23718 (والزيادةُ الثانيةُ، والروايةُ الأُولى له)، 23729 (والزيادةُ الأُولى له) / خز 1815 (واللفظُ لَهُ) / ك 1043/ مش 463/ فة (1/ 320 - 321) / تخث (السفر الثالث 3982، 3983) / جم 49، 50/ بز 2525، 2526/ طح (1/ 368) / مشكل 3828/ طب (6/ 237/ 6089 - 6092)(والزيادةُ الثالثةُ والأخيرةُ له) / طس 821/ فقط (أطراف 2220) / مخلص 2810، 2811/ شعب 2724، 2725/ خط (13/ 384) / ضح (1/ 167) / خلع
150، 151/ غيب 915 (والزيادةُ الخامسةُ له) / تد (2/ 231) / سبكي (صـ 160) / حا (كثير 8/ 119) / ني (ناصر (آثار) 2/ 180) / تمهيد (4/ 47 - 48)].
[السند]:
قال ابنُ خُزيمةَ: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن [القَرْثَعِ]
(1)
الضبي، عن سلمان به
(2)
.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: قَرْثَعُ
(3)
الضبي.
وقد أشارَ الإمامُ أحمدُ إلى جهالته، فإنه لما سُئِلَ عن حديثٍ في إسنادِهِ قَرْثَعُ، قال:"ومَنْ قَرْثَعُ"؟ ! (نخب الأفكار 5/ 378).
وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (المجروحين 2/ 214)؛ وقال: "من أهل الكوفة، يروي عن سلمان.
رَوَى عنه: علقمة بن قيس، روى أحاديث يسيرة خالف فيها الأثبات، لم
(1)
تصحف اسمه في: (مسند ابن أبي شيبة) إلى: [القرشع]؛ وتصحف في (الترغيب) إلى: [قريع].
(2)
جاء الإسناد في (التمهيد) لابن عبد البر، هكذا:"عن إبراهيمَ بنِ علقمةَ، عن سليمانَ (بنِ يسارٍ) أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .. ، فذكر الحديث". وهذا الإسنادُ هكذا خطأٌ، وصوابه: عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن سلمان.
(3)
قال الحافظ في (التقريب 5533): " قرثع بمثلثة وزن أحمد"، وقال في (الفتح 2/ 371):"وهو بقافٍ مفتوحةٍ، ورَاءٍ ساكنةٍ ثم مُثَلَّثَةٍ"
تظهر عدالته فيسلك به مسلك العدول حتى يُحتجَّ بما انفردَ، ولكنه عندي يستحق مجانبة ما انفرد من الروايات لمخالفته الأثبات".
وحكمَ عليه البيهقيُّ بالجهالةِ، فقال:"إبراهيم النخعي وإن كان ثقةً؛ فإنا نجده يروي عن قومٍ مجهولين لا يروي عنهم غيره، مثل: هُنَيُّ بنُ نُوَيرَةَ، وحُزَافَةَ الطائي، وقرثع الضبي، ويزيد بن أويسٍ، وغيرهم"(القراءة خلف الإمام صـ 207).
وذكره الذهبيُّ في (المغني في الضعفاء 5039).
وفي المقابل:
وَثَّقَهُ العجليُّ (1516)، وصَحَّحَ له ابنُ خُزيمةَ هذا الحديثَ حيثُ أخرجه في (صحيحه).
وقال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، واحتجَّ الشيخان بجميع رواته غير قرثع، سمعتُ أبا علي القارئ، يقول: أردتُ أن أجمع مسانيد قرثع الضبي فإنه من زهاد التابعين، فلم يسند تمام العشرة".
وحَسَّنَ إسنادَهُ المنذريُّ في (الترغيب والترهيب 1/ 279)، والهيثميُّ في (مجمع الزوائد 3059).
وصَحَّحَهُ العينيُّ في (نخب الأفكار 6/ 40).
وقال ابنُ حَجرٍ: "صدوقٌ"(التقريب 5533).
قلنا: إلا أن ابنَ حَجرٍ لم يذكر في (التهذيب) كلامَ أحمدَ، وابنِ حِبَّانَ، والبيهقيِّ في قرثع.
ولذا لما وقفَ ابنُ حَجرٍ على كلامِ ابنِ حِبَّانَ في (الميزان)، لم يرمزْ له
ابنُ حَجرٍ في (لسان الميزان 2257) بشيء، مما يعني: أنه ضعيفٌ عنده، وهذا يخالف ما قاله في (التقريب).
قلنا: ومَنْ وَثَّقَهُ، أو صَحَّحَ له هذا الحديث؛ معروفون جميعًا بالتساهلِ، فمثله لا يحتجُّ بما انفرد به، كما قال ابنُ حِبَّانَ، والله أعلم.
2950 -
حديثُ عَلْقَمَةَ مُرْسَلًا:
◼ عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا سَلْمَانُ، أَتَدْرِي مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ ))، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ -قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-، فَقُلْتُهَا فِي الثَّالِثَةِ: هُوَ اليَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أَبُوكُمْ آدَمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ، لَا يَتَطَهَّرُ رَجُلٌ ثُمَّ يَأْتِي الجُمُعَةَ فَيَجْلِسُ، وَيُنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الإِمَامُ صَلَاتَهُ، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ مَا اجْتُنِبَتِ المَقْتَلَةُ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ بهذا السياقِ، والفقرة الأخيرة يشهد لها ما في الباب.
[التخريج]:
[مش 458].
[السند]:
قال ابنُ أبي شيبة في (المسند): نا محمد بن فضيل، عن مغيرة، عن زياد بن كليب، عن إبراهيم، عن علقمة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لإرساله، وانظر: تحقيق الرواية السابقة.
2951 -
حديثُ أَبِي ذَرٍّ:
◼ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، وتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، ولَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ومَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ ولَمْ يَلْغُ، ولَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى [وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ])).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ معلولٌ من حديثِ أبي ذرٍّ، الصواب: عن سلمان، كما قال ابنُ المدينيِّ، وأبو حاتم، وأبو زُرعةَ، والدارقطنيُّ، وابنُ رَجبٍ، وأشارَ لذلك المزيُّ، وابنُ حَجرٍ.
[التخريج]:
[جه 1065 (واللفظُ لَهُ) / حم 21539، 21569/ خز 1848، 1849، 1894/ ك 1088/ طي 479/ حمد 138 (والزيادةُ لَهُ) / جم 36/ علقط (5/ 230 - 231) / وسيط (4/ 297) / غيب 916/ نجار (19/ 193)، (20/ 114) / كما (16/ 265)].
[السند]:
قال ابنُ ماجه: حدثنا سهل بن أبي سهل، وحوثرة بن محمد، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر، به.
ومداره عندهم على محمد بن عجلان، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ فيه: محمد بن عجلان؛ وهو: صدوقٌ لكن في حفظه شيء،
وفي حديثه عن المقبري خاصة بعض الوَهْمِ؛ قال ابنُ مَعِينٍ: "يُقالُ إنها اختلطتْ على ابن عجلان، يعني: في حديث سعيد المقبري"(الجرح والتعديل 8/ 50).
وقد خالفه من هو أوثق منه؛ فقد رواه ابنُ أبي ذِئبٍ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي به، كما تقدم في (صحيح البخاري 883).
قال ابنُ مَعِينٍ: "ابنُ أبي ذئبٍ أثبتُ في المقبري من ابن عجلان"(الجرح والتعديل 7/ 179).
قلنا: ولم ينفردْ به ابن أبي ذئب، عن ابن وديعة؛ بل تابعه الضحاك بن عثمان، وكذا لم ينفرد به ابن وديعة، عن سلمان؛ بل تابعه عمارة بن عمرو بن حزم، كما بينَّا ذلك في حديث سلمان.
وقد رجَّحَ رواية ابن أبي ذئب ومَن تابعه، جماعة من الأئمة:
فقال ابنُ المديني: "وقد خالفَ ابنُ أبي ذئب ابنَ عجلان، فرواه عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر، والحديث عندي حديث سلمان"(العلل لابن المديني صـ 90).
وقال أبو زُرعة: "حديثُ ابن أبي ذئب أصح؛ لأنه أحفظهم. قال ابنُ أبي حاتم: قلتُ: عن سَلْمَانَ؟ قال: نعم"(العلل 580)
(1)
.
وقال أبو حاتم: "اتَّفق نفسان على سلمان، وهو الصحيح"(العلل 580).
وقال في موضع آخر: "حديثُ ابن أبي ذئب أشبه؛ لأنه قد تابعه الضحاك بن
(1)
كذا قال هنا، وقال في (العلل س 581):"حديثُ ابن عَجْلان أشبَهُ"! ! .
عثمان" (العلل 581).
وأما الدارقطني فقال: "رواه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة، عن أبي ذر.
وخالفه الضحاك بن عثمان، وابن أبي ذئب، فروياه عن المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي، والله أعلم بالصواب" (العلل 1108)، كذا قال هنا.
وقال في موضع آخر: "والحديثُ عندي حديثُ ابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان؛ لأن للحديث أصلًا محفوظًا عن سلمان يرويه أهل الكوفة"(العلل 5/ 230/ س 2045).
وأشارَ المزيُّ إلى إعلالِ هذا الإسنادِ، فقال في (ترجمة عبد الله بن وديعة):"رَوَى عن سلمان الفارسي (خ)، وأبي ذر الغفاري (ق) إن كان محفوظًا"(تهذيب الكمال 16/ 263).
وقال ابنُ رَجبٍ -عقب نقله عن أبي زُرعة، وأبي حاتم: أن حديث سلمان أصح-: "وكذا قال علي بن المديني، والدارقطنيُّ، وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري"(فتح الباري لابن رَجبٍ 8/ 110).
وقال ابنُ حَجرٍ: "وأما ابن عجلان فلا يقارب ابن أبي ذئب في الحفظ، ولا تعلل رواية ابن أبي ذئب مع إتقانه في الحفظ برواية ابن عجلان مع سوء حفظه"(هدي الساري صـ 351).
* ومع ما ذكرناه من علة هذا الإسناد، فقد صَحَّحَهُ ابنُ خُزيمةَ.
وقال الحاكم: " هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم، ولم يُخَرِّجَاهُ".
وقال البوصيريُّ: "هذا إسنادٌ صحيحٌ رجالُه ثقاتٌ"(مصباح الزجاجة 1/ 131). وتعقبَ الحاكم في قوله: (على شرط مسلم)، فقال:"لم يخرج مسلم لعبد الله بن وديعة شيئًا وإنما أخرج له البخاريُّ، ولم يخرج مسلم أيضًا لمحمد بن عجلان في الأصول شيئًا إنما روى له في المتابعات"(مصباح الزجاجة 1/ 132).
2952 -
حديثُ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ:
◼ عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((مَنْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ تَطَيَّبَ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى الجُمُعَةِ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَصَلَّى مَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ تَحَيَّنَ خُرُوجَ الإِمَامِ، ثُمَّ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ لشواهدِهِ، وإسنادُهُ منكرٌ.
[التخريج]:
[صحا 7112].
[السند]:
قال أبو نُعيم: أخبرني خيثمة بن سليمان، في كتابه: ثنا أحمد بن محمد البرتي، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن جحادة، عن رجل، عن سعيد المقبري، عن رجل، عن أبيه، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ منكرٌ مظلمٌ؛ فيه: ثلاثةٌ مبهَمون، والمحفوظُ عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي به، كما تقدم في (صحيح البخاري 883). ورجَّحَهُ جماعةٌ منَ الأئمةِ، كما تقدَّم بيانُه في حديثِ أبي ذر السابق.
ولذا قال أبو نُعيم: "الرجل الذي روى عنه محمد بن جحادة، قيل: هو ابنُ عجلان، وقيل: هو ابنُ أبي ذئب، ورواه الضحاك بن عثمان، وابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
* * *
2953 -
حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ:
◼ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ لَبِسَ ثِيَابَهُ، وَمَسَّ طِيبًا إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الجُمُعَةِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَلَمْ يَتَخَطَّ أَحَدًا وَلَمْ يُؤْذِهِ، وَرَكَعَ مَا قُضِيَ لَهُ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى يَنْصَرِفَ الإِمَامُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتن، دون قوله:"حَتَّى يَنْصَرِفَ الإِمَامُ"، فمنكرٌ، كما قال الألبانيُّ، وهذا إِسنادُهُ منقطعٌ.
[التخريج]:
[حم 21729 (واللفظُ لَهُ) / طب (الترغيب والترهيب 1031)، (مجمع 3039)].
[السند]:
قال أحمدُ: حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن حرب بن قيس، عن أبي الدرداء، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لانقطاعه؛ فحرب بن قيس لم يدرك أبا الدرداء.
قال أبو حاتم: "حرب بن قيس رَوَى عن أبي الدرداء مرسلٌ"(الجرح والتعديل 3/ 249).
وقال أيضًا: "لم يدرك أبا الدرداء، وحديثه مرسلٌ، وهو في سنِّ مالك بن أنس"(المراسيل لابن أبي حاتم 175).
ولذا قال المنذريُّ: "رواه أحمدُ، والطبرانيُّ من رواية حرب، عن أبي الدرداء؛
ولم يسمع منه" (الترغيب والترهيب 1031).
وبمثله قال الهيثميُّ في (مجمع الزوائد 3039)، إلا أنه ذكر: أن الطبرانيَّ أخرجه في (المعجم الكبير)، وبنحوه العينيُّ في (نخب الأفكار 2/ 457).
وذكرَ الحديثَ الألبانيُّ في (ضعيف الترغيب 421)، وقال:"ضعيفٌ".
وقال في (الحاشية): "في (الصحيح) أحاديث بمعناه، لكن ليس فيها قوله: "حَتَّى يَنْصَرِفَ الإِمَامُ"، فهو منكرٌ مع انقطاعه؛ ولذلك أوردتُه هنا، ولو صَحَّ لكان يمكن تأويله بـ (حتى ينصرف الإِمام من جمعته) ".
2954 -
حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيح (م).
[التخريج]:
[م (857/ 26) (واللفظُ لَهُ) / عه 2706/ مسن 1932/ حداد 887/ بغ 1059].
[السند]:
قال مسلم: حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد -يعني: ابنَ زُريع-، حدثنا رَوْحٌ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
ومداره عندهم على أُمَيَّةَ بنِ بِسْطَامٍ، به.
وروح هو ابنُ القاسم العنبري: "ثقةٌ حافظٌ" من رجال الشيخين (التقريب 1970).
وأمية: أخرج عنه الشيخان في (صحيحيهما)، ووَثَّقَهُ ابنُ حِبَّانَ، وقال أبو حاتم:"محله الصدق"(تهذيب التهذيب 1/ 370)، وقال الحافظ:"صدوق"(التقريب 552).
* * *
روايةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا:
• وَفِي رِوَايةٍ: ((وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا)).
[الحكم]:
إسنادُهُ صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ، وصَحَّحَهُ: ابنُ حِبَّانَ، والألبانيُّ.
[فائدة]:
قال ابنُ حِبَّانَ -عقب الحديث-: "قد يَتوهم من لم يسبر صناعة الحديث أن الجمعة إلى الجمعة ثمانية أيام وليس كذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: غفر له من الجمعة إلى الجمعة، فوقت الجمعة زوال الشمس، فمن زوال الشمس يوم الجمعة إلى زوال الشمس يوم الجمعة الأخرى سبعة أيام، وقوله: (زِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) تمام العشر، قال الله جل وعلا {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160]، وهذا مما نقول في كتبنا: إن المرء قد يعمل طاعة الله جل وعلا، فيغفر الله له بها ذنوبًا لم يكتسبها بعد"، ثم قال:"ذكر الخبر الدال على صحة ما تأوَّلتُ الخبرَ الذي تقدَّم ذِكرنا له"، فأسندَ هذه الرواية.
[التخريج]:
[عل (خيرة 1509) / حب 2780/ كر (52/ 348)].
[السند]:
رواه ابنُ حِبَّانَ في (صحيحه)، قال: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وقال البوصيريُّ: "رواه أبو يعلى، وعنه ابنُ حِبَّانَ في (صحيحه) ".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلم.
وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ، والألبانيُّ في (صحيح الموارد 469).
ولكن سبقَ الحديثُ في (صحيح مسلم 857) وغيره، من طريق روح، عن سهيل، به بدون هذه الزيادة.
ولكن ذَكَرَهُ ابنُ حَجرٍ في (فتح الباري 2/ 372) وقال: "وأصله عند مسلم من حديث أبي هريرة باختصار".
[تنبيه]:
كذا روى الحديثَ ابنُ حِبَّانَ، عن أبي يعلى بالإسناد المذكور، وخُولِفَ فيه:
فقد رواه ابن عساكر في (تاريخه)، من طريق أحمد بن عبيد الله بن ودعان الموصلي، عن نصر بن أحمد الموصلي، عن أبي يعلى، عن داود بن رشيد، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل، به.
فأبدل (إسماعيل بن جعفر)، بـ (إسماعيل بن عياش)، وابن عياش ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وسهيل بن أبي صالح مدني.
فصار الحديثُ بهذا الإسنادِ ضعيفًا، ولكنَّ إسناد ابن عساكر هذا تالفٌ؛ فإن ابنَ ودعان هذا متهمٌ، اتَّهمه الذهبيُّ بسرقة (الأربعين الودعانية) الموضوعة، وقيل: إن ابنَ أخيه محمد بن علي سرقها من عمه أحمد، فعلى هذا القول، يكون أحمد هو الذي وضعها، لأنها موضوعة باتفاق أهل العلم، انظر (تاريخ الإسلام 10/ 760)، (لسان الميزان 7218).
روايةُ قَالَ لِجَلِيسِهِ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا:
• زَادَ فِي رِوَايةٍ: ((
…
وَإِنْ قَالَ لِجَلِيسِهِ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا)).
[الحكم]:
صحيحٌ.
[التخريج]:
[عراق 78].
[السند]:
رواه أبو سعيدٍ النقاشُ في (فوائد العراقيين)، قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الملك بن الحسن بن الفضل، حدثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب، حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، حدثنا عبثر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ؛ رجاله كلهم ثقات، إلا أن المحفوظ: عن الأعمش، عن أبي صالح، بلفظ:((وَمَنْ مَسَّ الحَصَى فَقَدْ لَغَا))، كذا رواه أبو معاوية، وغيره، عن الأعمش، وبلفظ:(الوُضُوء) بدل (الغُسْل)، كما سيأتي قريبًا في باب:"مَنِ اقتصر على الوضوء".
وأما الزيادة المذكورة؛ فإنما تصحُّ من حديث سعيد بن المسيب -كما عند البخاريِّ (934)، ومسلم (851) -، وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ، والأعرج، عن أبي هريرة-كما عند مسلم (851) -، وكذا من حديث سهيل عن أبي صالح -كما عند أحمد (9043) -. وسيأتي تخريجه كاملًا في "كتاب الجمعة".
روايةُ وغَسَلَ رَأسَهُ:
• وَفِي رِوَايةٍ، قَالَ:((إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ فَاغْتَسَلَ الرَّجُلُ، وَغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ تَطَيَّبَ مِنْ أَطْيَبِ طِيبِهِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ اسْتَمَعَ لِلإِمَامِ غُفِرَ لَهُ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وهذا إسنادُهُ معلولٌ؛ أعلَّهُ: أبو حاتم، وأبو زُرعةَ، والدارقطنيُّ، وابنُ رَجبٍ.
[التخريج]:
[خز 1885 (واللفظُ لَهُ) / هق 6024/ هقع (4/ 414)].
[السند]:
قال ابنُ خُزيمةَ: حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، أن أباه حدثه، أن أبا هريرة
…
الحديث.
وأخرجه البيهقيُّ من طريق عبد العزيز -وهو الأويسي-، عن سليمان، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ، ظاهره الصحة؛ ولذا صَحَّحَهُ ابنُ خُزيمةَ، والألبانيُّ في (التعليق على صحيح ابن خُزيمةَ 1803).
إلا أن المحفوظَ: عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي به، كما تقدم في (صحيح البخاري 883)، ورجَّحَهُ
جماعةٌ منَ الأئمةِ، كما تقدَّمَ بيانُه في حديثِ أبي ذرٍّ.
ولذا قال أبو حاتم، وأبو زُرعة -وسُئلا عن هذا الطريق خاصةً-:"هذا خطأ، هو عن سعيد المقبري عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة"(العلل 581).
وسُئل عنه الدارقطنيُّ أيضًا، فذكرَ الخلافَ فيه على المقبري، ثم قال:"والحديثُ عندي حديث ابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان؛ لأن للحديثِ أصلًا محفوظًا عن سلمان يرويه أهل الكوفة"(العلل 5/ 230/ س 2045).
وقال ابنُ رَجبٍ: "رواية: (سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أو عن أبيه، عن أبي هريرة)؛ سلسلةٌ معروفةٌ، تسبق إليها الألسن، بخلاف رواية: (سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان)؛ فإنها سلسلةٌ غريبةٌ، لا يقولها إلا حافظٌ لها متقنٌ"(فتح الباري 8/ 111).
* * *
روايةُ الدُّهْنَ وَصْلَةٌ إِلَى الطُّهُورِ:
• زَادَ فِي رِوَايةٍ: ((فَإِنَّ الدُّهْنَ وَصْلَةٌ إِلَى الطُّهُورِ)).
[الحكم]:
منكرٌ بهذه الزيادةِ.
[التخريج]:
[علقط (5/ 231)].
[السند]:
قال الدارقطنيُّ: أخبرنا علي بن الفضل البلخي، أخبرنا عبد الصمد بن الفضل، ومحمد بن عامر قراءةً، حدثكم شداد، عن زفر، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عبد الله بن سعيد، وهو ابنُ أبي سعيدٍ المقبُري؛ وهو:"متروك"، كما في (التقريب 3356).
روايةُ وَتَطَهَّرَ:
• وَفِي رِوَايةٍ بِلفْظِ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ، وَلَبِسَ صَالِحَ ثِيَابِهِ، وَادَّهَنَ مِنْ طِيبِ دُهْنِهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى المَسْجِدِ، وَلَمْ يُفَرَّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَنْزِلَ الإِمَامُ مِنْ أَعْلَى المِنْبَرِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[زهر 704].
[السند]:
قال أبو الفضل الزهري: نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، نا الوليد بن أبي طلحة الربعي الرملي، نا زياد بن يونس، عن محمد بن هلال المدني، عن عمر بن بكر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: عمر بن بكر، لم نقفْ له على ترجمةٍ.
والحديثُ صحيحُ المتنِ لشواهدِهِ التي سبقَ تخريجُها.
روايةُ ثُمَّ اغْتَسَلَ كَمَا يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ:
• وَفِي رِوَايةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:((مَنِ اسْتَنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ كَمَا يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ لَبِسَ ثَوْبَيْهِ، ثُمَّ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَقُومَ الإِمَامُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[عب 5590].
سبقَ تخريجُه في باب: (الاستياك يوم الجمعة).
روايةُ وَابْتَكَرَ:
• وَفِي رِوَايةٍ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَبِسَ مِنْ أَمْثَلِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ طِيبًا إِنْ كَانَ لَهُ، وَغَدَا، وَابْتَكَرَ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَصَلَّى مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ، ثُمَّ اسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ الإِمَامُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[بز 8457، 8554 (واللفظُ لَهُ)].
[التحقيق]:
هذا الحديثُ بهذا اللفظِ له طريقان على سعيد المقبري، عن أبي هريرة:
الطريق الأول:
رواه البزارُ (8554)، قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: عبد الله بن عمر العمري، وهو "ضعيف"، كما في (التقريب 3489).
الطريق الثاني:
رواه البزارُ (8457)، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا سويد بن سعيد، عن عبد الله بن رجاء المكي، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: سويد بن سعيد، وهو ضعيف، انظر:(تهذيب التهذيب 4/ 272).
إلا أن متنَ الحديثِ صحيحٌ بما تقدَّم في البابِ.
روايةُ وَزِيَادَة أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ:
• وَفِي رِوَايةٍ زَادَ: قَالَ: فَحَدَّثْتُ أَبَا بَكْرٍ عَمْرَو بنَ حَزْمٍ بِهَذَا، فَقَالَ:((وَزِيَادَة أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ بهذا اللفظِ.
[التخريج]:
[عل 6549].
[السند]:
قال أبو يعلى: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لضعفِ سويد بن سعيد، وقد أخطأ فيه في موضعين:
الأول: في قوله: ((فَحَدَّثْتُ أَبَا بَكْرٍ عَمْرَو بنَ حَزْمٍ))، وإنما هو (عمارة بن عمرو بن حزم).
والثاني: في قوله: ((وَزِيَادَة أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ))، والصواب:((ثَلَاثَة أَيَّامٍ)).
والحديثُ لا يصحُّ عن المقبريِّ، عن أبي هريرةَ، وإنما هو المقبريُّ، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان، كما سبقَ.
روايةُ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ:
• وَفِي رِوَايةٍ: ((مَنْ بَكَّرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَابْتَكَرَ، وَغَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، وَاسْتَمَعَ، وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ حَتَّى يُصَلِيَ الجُمُعَةَ، كَفَاهُ اللهُ تبارك وتعالى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخُرَى، وَزِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا بهذا السياقِ.
[التخريج]:
[شيو 73/ تذ (3/ 127) / نبلا (16/ 324)].
[السند]:
قال قاضي المارستان -ومن طريقه الذهبيُّ-: أخبرنا أبو القاسم الخفاف، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات قراءةً عليه، قال: أخبرنا أبو علي حمزة بن محمد الكاتب قراءة عليه، قال: حدثنا نعيم بن حماد الخزاعي، قال: حدثنا أبو أمية الثقفي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا، فيه: إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي؛ وهو متروك، انظر:(لسان الميزان 1266).
قال الذهبيُّ: "تفرَّدَ به أبو أمية وهو إسماعيل بن يعلى أحدُ الضعفاءِ، وللمتنِ إسنادٌ آخرُ صالحٌ"(تذكرة الحفاظ 3/ 127).
وقال في (سير أعلام النبلاء 16/ 324): "أبو أمية -هو إسماعيل بن يعلى- ضعيفٌ، وله إسنادٌ آخرُ حسنٌ".
روايةٌ مُطَوَّلَةٌ جِدًّا، فِيهَا: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ:
• وَفِي رِوَايةٍ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمْعَةِ، وَتَنَظَّفَ مِنْ غَيْرِ جَنَابَةٍ، وَبَكَّرَ، وَدَنَا، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، وَلْم يَتَخَطَّ رِقَابَ المُسْلِمِينَ، وَكَانَ ذَلِكَ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ، كَتَبَ اللَّهُ عز وجل لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ بَلَّهَا مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا؛ نُورًا يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَرْفَعُ اللَّهُ لَهُ بِكَلِّ قَطْرَةِ مَاءٍ تَقْطُرُ مِنِ اغْتِسَالِهِ دَرَجَةً فِي الجَنَّةِ، مِنَ الدُّرِّ وَاليَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسَيْرَةَ مِائَةِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ المُسْرِعِ، فِي دَرَجَةٍ مِنْهَا مِنَ المَدَائِنِ وَالقُصُورِ وَالغُرَفِ وَأَصْنَافِ الجَوْهَرِ؛ مَا لَا يُحْصِيهَا إِلَّا اللَّهُ عز وجل، وَكُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا مِنْ جَوْهَرَةٍ وَاحِدَةٍ لَا فَصْمَ فِيهَا وَلَا وَصْلَ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ المَدَائِنِ وَالقُصُورِ وَالدُّورِ وَالحَجَرِ وَالصِّفَافِ وَالغُرَفِ وَالبُيُوتِ وَالخِيَامِ وَالسُّرَرِ وَالأزْوَاجِ مِنَ الحُورِ العِينِ وَالنَّمَارِقِ وَالزَّرَابِيِّ وَالمَوَائِدِ وَأَصْنَافِ الأطْعِمَةِ وَغَضَارَةِ النِّعْمَةِ وَالوُصَفَاءِ وَالوَصَايِفِ وَالأنْهَارِ وَالأشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَالحُلِيِّ وَالحُلَلِ؛ مَا لَا يَصِفُهُ الوَاصِفُونَ، وَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَضَاءَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ نُورًا، وَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَمْشُونَ أَمَامَهُ، وَخَلْفَهُ، وَعَنْ يَمِيِنِه، وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَيَسْتَفْتِحُونَ، فَيُفْتَحُ لَهُ، فَإِذَا دَخَلَهَا صَارُوا مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ أَمَامَهُمْ وَبَيْنَ أَيْدِيهِمُ، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى
مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا مِنْ يَاقُوتٍ أحَمْرَ، وَبَاطِنُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ، فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل فِي الجَنَّةِ، مِنْ بَهْجَتِهَا وَغَضَارَتِهَا وَنُعِيمِهَا وَسُرُورِهَا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عِلْمُ العِبَادِ، وَيَعْجَزُونَ عَنْ صِفَتِهِ، فَإِذَا انْتَهُوا بِهِ إِلَيْهَا، قَالُوا: يَا وَلِيَّ اللَّهِ، تَدْرِي لِمَنْ هَذِهِ المَدِينَةُ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَمَنْ أَنْتُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ؟ وَلِمَنْ هَذِهِ المَدِينَةُ؟ قَالُوا: نَحْنُ المَلَائِكَةُ الَّذِينَ شَهِدْنَاكَ وَقَدِ اغْتَسَلْتَ فِي الدُّنْيَا يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَمَضَيْتَ إِلَى المَسْجِدِ، وَهَذِهِ المَدِينَةُ وَمَا فِيهَا مِمَّا تَرَى ثَوَابًا
مِنَ اللَّهِ عز وجل لِصَلَاةِ الجُمُعَةِ، تَقَدَّمْ أَمَامَكَ حَتَّى تَرَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ لِصَلَاةِ الجُمُعَةِ مِنْ كَرِيمِ ثَوَابِهِ تبارك وتعالى، فَيَرْتَفِعُ فِي الدَّرَجَاتِ وَالمَلَائِكَةُ خَلْفَهُ، حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِ مِنْ قدر بهَا عز وجل، حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ عز وجل، فَتَلْقَاهُ صَلَاةُ الجُمُعَةِ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ، نُورًا يَتَلَأْلَأُ، عَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ، لَهُ سَبْعُونَ رُكْنًا، فِي كُلِّ رُكْنٍ مِنَ الأرْكَانِ جَوْهَرَةٌ تُضِيءُ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَتَفُوحُ مِسْكًا، فَتَقُولُ لِصَاحِبِهَا: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهَا: مَا أَعْرِفُكِ، وَلَكِنِّي أَرَى وَجْهًا صَبِيحًا خَلِيقًا بِهِ كُلُّ خَيْرٍ، فَمَنْ أَنْتِ يَرْحَمُكِ اللَّهُ؟ ! فَتَقُولُ لَهُ: أَنَا مَنْ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، وَيَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ، وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلًا، أَنَا صَلَاةُ الجُمُعَةِ الَّتِي اغْتَسَلْتَ لِي، وَتَنَظَّفْتَ لِي، وَتَطَيَّبْتَ لِي،
وَتَلَبَّسْتَ لِي، وَتَجَمَّلْتَ لِي، وَتَعَطَّرْتَ لِي، وَمَشَيْتَ لِي، وَتَوَقَّرْتَ لِي، وَاسْتَمَعْتَ خُطْبَتِي، وَصَلَّيْتَ، فَتَأْخُذُ بِيَدِهِ فَتَرْفَعُهُ فِي الدَّرَجَاتِ، حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، -فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْرَؤُهَا:{قُرَّاتِ أَعْيُنٍ} -وَذَلِكَ مُنْتَهَى الشَّرَفِ وَغَايَةُ الكَرَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذَا ثَوَابُ ذَلِكَ مِنْ رَبٍّ كَرِيمٍ شَكُورٍ، بِمَا صَلَّيْتَ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ عَلَى السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل أضْعَافُ هَذَا مِنَ المزيدِ، فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، مَعْ خُلُودِ الأبَدِ فِي جِوَارِ اللِّهِ عز وجل فِي دَارِ السَّلَامِ)).
[الحكم]:
موضوعٌ، وحكمَ بوضعه: ابنُ الجوزيِّ، والذهبيُّ، وابنُ القيمِ، والسيوطيُّ، وابنُ عراق، والشوكانيُّ.
[التخريج]:
[مشط 50 (واللفظُ لَهُ) / تاريخ ابن النجار (لآلئ 2/ 24) / ضو 973].
[التحقيق]:
هذا الحديثُ مداره على الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وله
عن الأعمش طريقان:
الطريق الأول:
أخرجه ابنُ الجوزيِّ في (الموضوعات)، فقال: أنبأنا إسماعيل بن أحمد، قال: أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال، قال: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا أبو شعيب صالح بن عمران بن صالح الدعا، قال: حدثنا محمد بن الضريس الفيدي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن محمد بن خباب، عن بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن الأعمش، به.
وهذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه علتان:
الأُولى: عمر بن صبح، وهو متروكٌ؛ كذَّبه إسحاقُ بنُ راهويه، وأبو الفتحِ الأزديُّ.
وقال ابنُ حِبَّانَ: "يضعُ الحديثَ على الثقاتِ، لا يحلُّ كتبُ حديثِهِ إلا على وجهِ
التعجبِ"، (تهذيب التهذيب 7/ 463 - 464).
واتُّهِمَ بوضع هذا الحديث:
فقال ابنُ الجوزيِّ: "هذا حديثٌ موضوعٌ، ولقد أبدع مَن وضعه، وزاد في حَدِّ البرودة، وعمر بن صبح أهلٌ أن ينسب إليه وضعه، وقال ابنُ حِبَّانَ: كان يضعُ الحديثَ على الثقاتِ، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب
…
" (الموضوعات 2/ 399).
وقال الذهبيُّ عن هذا الحديثِ: "من عمل الطرقية"(تلخيص الموضوعات 408).
وقال ابنُ القيم: "قبَّحَ اللهُ واضعه، وهو من عمل عمر بن صبح الكذَّاب
الخبيث" (المنار المنيف صـ 50)
وتبعهم: السيوطيُّ في (اللآلئ المصنوعة 2/ 24)، والشوكانيُّ في (الفوائد المجموعة صـ 15).
العلةُ الثانيةُ: بشير بن زاذان، ضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ، انظر:(لسان الميزان 1520).
الطريق الثاني:
أخرجه ابنُ أبي الصقر، وابنُ النجار في (تاريخه)، من طريق أبي بكر القطيعي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد القاضي البوراني
(1)
، حدثنا عبد الله بن عثمان، حدثنا سليمان بن معمر بن سليمان الرقي، حدثنا أبي، قال: سمعت عبد الله بن بشر يذكر عن الأعمش، به.
وهذا إسنادٌ مظلمٌ؛ فيه: سليمان بن معمر بن سليمان، وعبد الله بن عثمان، لم نقفْ لهما على ترجمةٍ.
ومحمد بن أحمد البوراني؛ قال فيه الدارقطنيُّ: "كان قاضيًا لا بأسَ به، إلا أنه كان يُحدِّثُ عن شيوخٍ ضعفاء"(سؤالات السلمي 353).
والذي يظهرُ: أن شيخَ البوراني في هذا الإسناد من أولئك الشيوخ الضعفاء.
ولذا، قال ابنُ عراق:" كأن بعضَ رجاله سرقه وغيَّر إسناده، والله تعالى أعلم"(تنزيه الشريعة 2/ 81).
(1)
جاء اسمه في (مشيخة ابن أبي الصقر): "أبو بكر محمد بن محمد القاضي البوراني "، وهو مخالف لما جاء في كتب التراجم، وقال الخطيب:" وبعضهم يسميه، أحمد بن محمد بن خالد "(تاريخ بغداد 2/ 125).
2955 -
حديثُ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ المَسْجِدَ (ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ)، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، حَتَّى
(1)
(ثُمَّ) رَكَعَ مَا شَاءَ [اللَّهُ] أَنْ يَرْكَعَ (ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ)، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ؛ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا)).
قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ((وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)).
[الحكم]:
صحيحٌ لغيرِهِ، وإسنادُهُ حسنٌ، وصَحَّحَهُ: ابنُ خُزيمةَ، وابنُ حِبَّانَ، والحاكمُ، وابنُ المُلقنِ، والعينيُّ. وحَسَّنَهُ: النوويُّ، والألبانيُّ.
وقال الذهبيُّ: "إسنادُهُ صالحٌ"، وهو ظاهر صنيع الحافظ.
[التخريج]:
[د 343 (والرواياتُ له ولغيرِهِ) / حم 11768 (واللفظُ لَهُ) / خز 1847 (والزيادةُ لَهُ ولغيرِهِ) / ..... ].
سبقَ تخريجُه في باب: (الاستياك يوم الجمعة).
(1)
في طبعة المكنز: "ثم".
2956 -
حديثُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ -إِنْ كَانَ لَهَا- وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ المَوْعِظَةِ؛ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا، وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا)).
[الحكم]:
حسنٌ لغيرِهِ، وصَحَّحَهُ: ابنُ خُزيمةَ، والعينيُّ. وحَسَّنَهُ: الألبانيُّ.
[اللغة]:
" الموعظةُ": الخطبة؛ لأن فيها الموعظة وغيرها.
"كانت له ظهرًا": كانت جمعته له ظهرًا، بمعنى: أن الفضيلة التي كانت تحصل له من الجمعة لم تحصل له، لفوات شروط هذه الفضيلة، (شرح سنن أبي داود للعيني 2/ 169).
[التخريج]:
[د 347 (واللفظُ لَهُ) / خز 1892/ طح (1/ 368) / زهر 530/ هق 5953/ غيب 949].
[السند]:
قال أبو داود -ومن طريقِهِ البيهقيُّ-: حدَّثنا ابنُ أبي عقِيلٍ
(1)
، ومحمد
(1)
قال الألباني -عن ابن أبي عقيل-: "لم أعرفه إلى الآن"(صحيح أبي داود 2/ 178).
قلنا: هو: عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك؛ وهو: "ثقة"، كما في (التقريب 4138).
ابن سلمة المصريان، قالا: حدثنا ابن وهب، قال ابنُ أبي عقيل: قال
(1)
: أخبرني أسامة، -يعني: ابنَ زيد- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ حسنٌ في الشواهدِ؛ أسامة بن زيد الليثي مختلفٌ فيه، وروى له مسلمٌ، واستشهدَ به البخاريُّ في (الصحيح)، وقال ابنُ حَجرٍ:"صدوقٌ يَهِم"(التقريب).
والحديثُ صَحَّحَهُ ابنُ خُزيمةَ حيثُ أخرجَ الحديثَ في (صحيحه).
وقال العينيُّ: "رجالُهُ ثقاتٌ"(نخب الأفكار 6/ 43).
وهذا تساهلٌ منَ العينيِّ، فعمرو بن شعيب: صدوقٌ، وأسامةُ بنُ زيدٍ الليثيُّ: مختلفٌ فيه.
والحديثُ حَسَّنَهُ الألبانيُّ في (صحيح أبي داود 375).
(1)
قال محقق (سنن أبي داود)(طبعة دار الصديق): "أي: ابن وهب، قال: أخبرني أسامة، وغرض المؤلف أن محمد بن سلمة رواه عن ابن وهب، عن أسامة، بالعنعنة، وابن أبي عقيل رواه بالتحديث، قاله في (المنهل العذب) ".
2957 -
حديثُ أَبِي أَيُّوبَ:
◼ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ [وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ] 1 حَتَّى يَأْتِيَ المَسْجِدَ [فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ] 2 فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ [فَلَمْ يَتَكَلَّمْ] 3 حَتَّى يُصَلِّيَ؛ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[حم 23571 (واللفظُ، والزيادةُ الأُولى له) / خز 1860/ جم 37/ طب (4/ 160 - 161/ 4006، 4007، 4008) (والزيادةُ الثانيةُ، والثالثةُ لَهُ) / هقر 297/ غيب 931].
[السند]:
قال أحمدُ: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أيوب الأنصاري، به.
ومداره عندهم على محمد بن إسحاق به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: عمران بن أبي يحيى، وهو: مجهولُ الحالِ، روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي، وسعيد المقبري، وترجم له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 6/ 419)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6/ 307)،
ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 7/ 240)، على قاعدته المعروفة في توثيق المجاهيل، وانظر (تعجيل المنفعة 816).
ومع هذا صَحَّحَ الحديثَ ابنُ خُزيمةَ.
وقال المنذريُّ: "رواه أحمدُ، وابنُ خُزيمةَ في (صحيحه)، ورواة أحمد ثقات"(الترغيب والترهيب 1030).
وقال الهيثميُّ: "رجالُه ثقاتٌ"(مجمع الزوائد 3038).
قلنا: والمتنُ صحيحٌ بما تقدَّم في البابِ.
ولذا صَحَّحَهُ لغيرِهِ الألبانيُّ في (صحيح الترغيب 688).
2958 -
حديثُ نُبَيْشَةَ:
◼ عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: كَانَ نُبَيْشَةُ الهُذَلِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَنَّ المُسْلِمَ إِذَا اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى المَسْجِدِ، لَا يُؤْذِي أَحَدًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الإِمَامَ خَرَجَ، صَلَّى مَا بَدَا لَهُ، وَإِنْ وَجَدَ الإِمَامَ قَدْ خَرَجَ، جَلَسَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، حَتَّى يَقْضِيَ الإِمَامُ جُمُعَتَهُ وَكَلَامَهُ، إِنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي جُمُعَتِهِ تِلْكَ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، أَنْ تَكُونَ كَفَّارَةً لِلْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ بهذا السياقِ، وَضَعَّفَهُ: المنذريُّ، والألبانيُّ.
[التخريج]:
[حم 20721].
[السند]:
قال أحمدُ: حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس بن زيد، عن عطاء الخراساني، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لانقطاعه، فعطاءٌ الخراسانيُّ لم يسمعْ من نُبَيْشَةَ.
قال يحيى بنُ مَعِينٍ: "لا أعلمه لقي أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"(جامع التحصيل 522).
ولذا قال المنذريُّ: "رواه أحمدُ، وعطاء لم يسمعْ من نبيشةَ فيما أعلم"(الترغيب والترهيب 1032).
وقال الشوكانيُّ: " في إسنادِهِ عطاءٌ الخراسانيُّ وفيه مقال، وقد وَثَّقَهُ الجمهورُ، ولكنه قيل: إنه لم يسمعْ من نبيشةَ"(نيل الأوطار 3/ 302).
ثم تناقض الشوكانيُّ فصَحَّحَ إسنادَ الحديثِ في (نيل الأوطار 3/ 327).
وضعَّفَ الحديثَ الألبانيُّ في (ضعيف الترغيب 422).
وأما الهيثميُّ فقال: "رواه أحمدُ ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أحمد، وهو ثقةٌ"(مجمع الزوائد 3040).
2959 -
حديثُ أَبِي أُمَامَةَ:
◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:((اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَانَتْ كَفَّارَةَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ، وَزِيَادَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ، وَضَعَّفَهُ: أبو حاتم، والسيوطيُّ، والمناويُّ، والألبانيُّ.
[التخريج]:
[طس 7087 (واللفظُ لَهُ) / طب (8/ 178/ 7740) / طش 881/
…
].
سبقَ تخريجُه في باب: (الغُسْلِ يَومَ الجُمُعَةِ).
2960 -
حديثُ أَبِي أُمَامَةَ:
◼ عَنْ أَبِي أُمامَةَ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَدَنَا، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، [وَلَمْ يَلْغُ] كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنَ الأجْرِ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ بهذا اللفظِ، وَضَعَّفَهُ: الهيثميُّ.
[التخريج]:
[طب (8/ 165/ 7689) (واللفظُ لَهُ) / ذهبي (2/ 388) (والزيادةُ لَهُ)].
[السند]:
قال الطبرانيُّ: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، به.
ورواه الذهبيُّ في (معجم شيوخه) من طريق عفير بن معدان، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: عفير بن معدان، وهو ضعيفٌ، كما في (التقريب 4626).
وقال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الكبير)، وفيه: عفير بن معدان وقد أجمعوا على ضَعْفِهِ"(مجمع الزوائد 3084).
2961 -
حديثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَأَتَى الجُمُعَةَ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ لشواهدِهِ، وإسنادُهُ ساقطٌ.
[التخريج]:
[خط (7/ 154)].
[السند]:
قال الخطيبُ: حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظًا بحلوان، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف إملاءً بجرجان، قال: أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، قال: حدثنا أبو هدبة، قال: حدثنا أنس بن مالك، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: أبو هدبة، إبراهيم بن هدبة الفارسي؛ كذَّبه أبو حاتم، وغيره، وقال النسائيُّ، وغيره:"متروك الحديث"، وقال ابنُ حِبَّانَ:"دجالٌ منَ الدجاجلةِ"، وقال ابنُ عَدِيٍّ، والخطيبُ:"حدَّثَ بالبواطيلِ عن أنسٍ"، وقال الذهبيُّ:"حَدَّثَ بُعيد المائتين، عن أنسٍ بعجائبَ"(لسان الميزان 338).
روايةُ كَفَّارَةُ سنة صيامها وقيامها:
• وَفِي رِوَايةٍ بِلَفْظِ: ((مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَلَمْ يَرْفُثْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ كَفَّارَةُ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ بشواهدِهِ، إلا زيادة:((وَلَمْ يَرْفُثْ)) فموضوعةٌ، وإسنادُهُ ساقطٌ.
[التخريج]:
[سط (صـ 59 - 60)].
[السند]:
قال بحشل في (تاريخ واسط): ثنا وهب، قال: ثنا محمد بن يزيد، قال: ثنا أبو عمار، عن أنس بن مالك، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: أبو عمار، زياد بن ميمون، وهو: كذَّابٌ وضَّاعٌ، انظر:(لسان الميزان 3271).
ومتنُ هذا الحديثِ صحيحٌ لشواهدِهِ، صَحَّ من حديثِ أوس بنِ أوس، وسيأتي تخريجُه، إلا لفظة:((وَلَمْ يَرْفُثْ)) فموضوعةٌ، تفرَّدَ بها أبو عمار زياد بن ميمون.
2962 -
حديثُ أَبِي بَكْرٍ:
◼ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قَالَ:((إِنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَقُولُ: ((الجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَالصَّلَوَاتُ الخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ))، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((نَعَمْ))، ثُمَّ زَادَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:((الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالمَشْيُ إِلَى الجُمُعَةِ كُلُّ قَدَمٍ مِنْهَا كَعَمَلِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ بهذا التمامِ، إنما يَصِحُّ منه الشطر الأول فقط من غير هذا الوجه، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، وَضَعَّفَهُ: الدارقطنيُّ، وقال الألبانيُّ:"موضوعٌ".
[التخريج]:
[حق (مط 676/ 1)، (خيرة 1487) / تعظ 95 (مقتصرًا على الشطر الأول) / شعب 2759 (واللفظُ لَهُ) / هقف 274].
[السند]:
رواه إسحاقُ بنُ راهويه في (مسنده) -وعنه المروزيُّ في (تعظيم قدر الصلاة) - قال: أخبرنا سويد بن عبد العزيز، ثنا أبو نصيرة الواسطي، قال: سمعتُ أبا رَجَاءٍ العُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ عن أبي بكرٍ الصديقِ، به.
ومداره عندهم على سويد بن عبد العزيز، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: سويد بن عبد العزيز؛ وهو: متروكٌ، ضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ، وقال أحمدُ:"متروك الحديث"، وقال البخاريُّ:"في حديثه نظر لا يحتمل"، وقال ابنُ مَعِينٍ، والنسائيُّ:"ليس بثقة"، (تهذيب التهذيب 4/ 276).
وأبو رجاء العطارديُّ، قال الذهبيُّ:"وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديق"(السير 4/ 253).
قلنا: وَرُوِي في ذلك حديث من طريق أبي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، قال:((أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ، وَإِذَا فِي وَسَطِهِمْ رَجُلٌ يُقَبِّلُ رَأْسَ رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّا فِدَاؤُكَ، وَلَوْلَا أَنْتَ هَلَكْنَا، فَقُلْتُ: مَنِ المُقَبِّلُ، وَمَنِ المُقَبَّلُ؟ قِيلَ: ذَاكَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُقَبِّلُ رَأْسَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ الَّذِينَ مَنَعُوا الزَّكَاةَ)).
أخرجه أبو بكر بن المقرئ في (تقبيل اليد 29)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 43/ 502) بإسناد فيه مقال.
والذي يبدو لنا -والله أعلم- أن أبا رجاء العطاردي لم يسمع من أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فإنا لم نقفْ على إسنادٍ صريحٍ عنه بالتحديثِ، ومما يؤيدُ ذلك أيضًا الروايةُ الآتيةُ للحديثِ، وفيها ذكر واسطة بين أبي رجاء، وأبي بكر.
هذا، والحديث أورده الدارقطنيُّ في (العلل 1/ 65)، مقتصرًا على الشطر الأول من متنه، وقال: "يرويه أبو نصير الواسطي، واختُلِفَ عنه: فرواه سويد بن عبد العزيز، عن أبي نصير، عن أبي رجاء، عن أبي بكر.
وخالفه الضحاك بن حمرة، فرواه عن أبي نصير، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، وعن أبي بكر الصديق.
وقيل: عنه، عن أبي رجاء، عن عمران، عن أبي بكر.
وأبو نصير ضعيفٌ، والحديثُ غير ثابتٍ".
وقال الألبانيُّ: "موضوعٌ"(الضعيفة 5183).
روايةُ فَإِذَا أَخَذَ فِي المَشْيِ إِلَى الجُمُعَةِ:
• وَفِي رِوَايةٍ بِلَفْظِ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، فَإِذَا أَخَذَ فِي المَشْيِ إِلَى الجُمُعَةِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ، وإسنادُهُ ساقطٌ، وَضَعَّفَهُ: الهيثميُّ، وقال الألبانيُّ:"موضوعٌ".
[التخريج]:
[طس 3397].
[السند]:
قال الطبرانيُّ: حدثنا جبرون بن عيسى المغربي المصري، قال: نا يحيى بن سليمان الجفري المغربي، قال: نا عباد بن عبد الصمد أبو معمر، عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ أبا بكرٍ الصديقَ، به.
قال الطبرانيُّ: "لا يُروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرَّدَ به يحيى بن سليمان".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ، فيه علتان:
الأُولى: جبرون بن عيسى، شيخ الطبراني؛ قال ابنُ حَجرٍ:"واهِي الحديث"(الإصابة 12/ 207)، وانظر:(إرشاد القاصي 310).
الثانية: عباد بن عبد الصمد أبو معمر، وهو: وَاهٍ، حدَّثَ عن أنسٍ بنسخة أكثرها موضوعة، كما قال ابنُ حِبَّانَ، انظر:(لسان الميزان 4080).
قال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الأوسط)، وفيه: عباد بن عبد الصمد
أبو معمر، ضَعَّفَهُ البخاريُّ، وابنُ حِبَّانَ" (مجمع الزوائد 3062).
وقال الألبانيُّ: "موضوعٌ"(الضعيفة 5183).
روايةُ فَإِذَا رَاحَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ
…
:
• وَفِي رِوَايةٍ بِلَفْظِ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسِلَتْ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، فَإِذَا رَاحَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عَمَلَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، واستغربه جدًّا أبو المظفر السمعاني.
[التخريج]:
[فقط (أطراف 32) / وسيط (4/ 297) (واللفظُ لَهُ) / شحامع 1/ سنبل 72].
[السند]:
قال الواحديُّ: أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، نا محمد بن يعقوب بن يوسف، نا أبو الدرداء بن هاشم بن محمد الأنصاري، نا عتبة بن السكن، نا الضحاك بن حمرة، عن أبي [نصيرة]
(1)
، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، به.
ورواه الشحامي -ومن طريقه محمد سعيد سنبل في (الأوائل السنبلية) -
(1)
في (الأصل المطبوع): [بصير]، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وجاء على الصواب في (الأربعون للشحامي).
من طريق محمد بن موسى بن الفضل، به.
قال الدارقطنيُّ: "تفرَّدَ به عتبة بن السكن، عن الضحاك بن حمرة، عن أبي [نصيرة]
(1)
، عن أبي رجاء العطاردي، عنه"
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه علتان:
الأُولى: الضحاك بن حمرة؛ وهو: "ضعيفٌ"، كما في (التقريب 2966).
الثانية: عتبة بن السكن؛ قال الدارقطنيُّ: "متروك الحديث".
وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، وقال:"يخطئُ ويخالفُ".
وقال البيهقيُّ: "واهٍ منسوب إلى الوضع"(لسان الميزان 5089).
والحديثُ قال عنه أبو المظفر السمعاني: "غريبٌ جدًّا"(تفسير السمعاني 5/ 438).
(1)
في (الأصل المطبوع): [بصير]، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه.
2963 -
حديث أَبِي بَكْرٍ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
◼ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((الجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالمَشْيُ إِلَى الجُمُعَةِ كَفَّارَةُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ، دون الفقرة الأولى فثابتةٌ في (الصحيح) من غير هذا الوجه، وَضَعَّفَهُ: العقيليُّ، والدارقطنيُّ، وابنُ الجوزيِّ، وأقرَّهُ ابنُ المُلقنِ.
[التخريج]:
[حق (مط 676/ 2) / عق (2/ 286) (واللفظُ لَهُ) / علج 787 (والروايةُ لَهُ) / الضعفاء للبخاري (إسلام 4/ 89)].
[السند]:
قال العقيليُّ -ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في (العلل المتناهية) -: حدثناه يحيى بن عثمان، قال: حدثنا نُعيم، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الضحاك بن حمرة، عن [أبي نصيرة]
(1)
، عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي بكر الصديق، وعمران بن حصين، به.
ومداره عندهم على بقية به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: الضحاك بن حمرة؛ وهو: "ضعيف"، كما في
(1)
تحرَّف اسمه في (أطراف الغرائب) إلى: [أبي بصير]، وجاء اسمه في (الضعفاء للعقيلي)، و (العلل المتناهية):[أبو نصير]، وجاء اسمه في باقي المصادر، وكتب التراجم:[أبو نصيرة]، وهو ما أثبتناه.
(التقريب 2966).
والحديثُ أورده الدارقطنيُّ في (العلل 53)، وقال: "وأبو نصير
(1)
ضعيفٌ، والحديثُ غير ثابت".
قلنا: أبو نصيرة، اسمه: مسلم بن عبيد، وَثَّقَهُ أحمدُ، وقال ابنُ مَعِينٍ:"لا بأس به"، وقال مرة:"صالحٌ"، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)، وقال:"كان يخطئ على قلة روايته"، وقال البزارُ:"مجهولٌ"، وقال الدارقطنيُّ:"ليس ممن يحتجُّ به"، وقال مرة:"متروكٌ، لا أعرفُ اسمه"، (تهذيب التهذيب 12/ 256)، (سؤالات ابن الجنيد لابن مَعِينٍ 430)، (سؤالات البرقاني للدارقطني 497، 618).
ولخَّصَ حالَهُ ابنُ حَجرٍ فقال: "ثقةٌ"(التقريب 8414).
وقال العقيليُّ: "وقد رُوِي في فضل الجمعة أحاديثُ بأسانيدَ جيادٍ في فضلِ المشي إليها والغسل، بخلاف هذا اللفظ، فأما: (عشرون سنة، ومائتي سنة)، فلا يحفظ إلا في هذا الحديث".
وانظر كلامَ الدارقطنيِّ عن الحديثِ في الروايةِ التي قبل هذه.
ولما ذكرَ ابنُ عَدِيٍّ -هذا الحديث في ترجمة: (الضحاك بن حمرة) - قال: "وللضحاك بن حمرة غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وأحاديثه حسانٌ غرائب"(الكامل 6/ 304).
وقال ابنُ الجوزيِّ: "هذا حديثٌ لا يصحُّ"(العلل المتناهية صـ 158).
وأقرَّهُ ابنُ المُلقنِ في (البدر المنير 4/ 678).
(1)
انظر ما ذكرناه في الحاشية السابقة.
روايةُ عِشْرُونَ حَسَنَةً:
• وَفِي رِوَايةٍ بِلَفْظِ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ كُفِّرَتْ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ، فَإِذَا أَخَذَ فِي المَشْي (المَسِيرِ)[إِلَى الجُمُعَةِ] كُتِبَتْ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ [عَمَلُ] عِشْرُونَ حَسَنَةً (سَنَةً)، فَإِذَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ [أُجِيزَ]
(1)
بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ، وَضَعَّفَهُ: ابنُ القيسراني، والبوصيريُّ، وضَعَّفَ إسنادَهُ وحكمَ عليه بالنكارةِ: ابنُ كَثيرٍ، وضَعَّفَ إسنادَهُ جدًّا: الألبانيُّ.
[التخريج]:
[حق (مط 676/ 2)، (خيرة 1485) / بكر 131 (والروايةُ الأُولى له) / طب (18/ 139/ 292) / طس 4413 (واللفظُ لَهُ) / طش 2492/ عد 9646 (والروايةُ الثانيةُ لَهُ) / ثعلب (9/ 314) / شعب 2760 (والزيادتانِ لَهُ)].
[السند]:
قال الطبرانيُّ في (الكبير)، وفي (الأوسط)، وفي (مسند الشاميين): حدثنا عبد الله بن محمد بن الأشعث، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيدة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا [الجراح بن مليح]
(2)
، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد، عن الضحاك بن حمرة، عن [أبي نصيرة]
(3)
، عن أبي رجاء العطاردي، عن عتيق أبي بكر، وعن عمران بن حصين الخزاعي، به.
(1)
جاء في النسخة المطبوعة من (المعجم الكبير): [اخيز] وهو تحريف.
(2)
سقط ذكر [الجراح بن مليح] من الإسناد في (المعجم الكبير).
(3)
جاء في النسخة المطبوعة من (المعجم الكبير): [أبي نصرة] وهو خطأ.
ورواه الباقون من طريق: بقية، قال: حدثنا الضحاك بن حمرة، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: الضحاك بن حمرة، وقد سبقَ الكلامُ عليه.
وبه ضَعَّفَ الحديث ابن القيسراني في (ذخيرة الحفاظ 5146).
وقال ابنُ كَثيرٍ: "إسنادُهُ ضعيفٌ، وفى متنه نكارةٌ "(جامع المسانيد والسنن 6/ 452).
وقال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الكبير) و (الأوسط)، وفيه: الضحاك بن حمرة، ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ، والنسائيُّ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات) "(مجمع الزوائد 3061).
وقال الشوكانيُّ: "وفي إسنادِهِ الضحاك بن حمرة، وقد ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ، والنسائيُّ، والجمهورُ، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات) "(نيل الأوطار 3/ 281).
وأغربَ البوصيريُّ فَغَفَلَ عن إعلالِ سندِ الحديثِ (بالضحاك بن حمرة)، واكتفى بإعلاله بتدليس (بقية بن الوليد)، فقال:"رواه إسحاقُ بنُ راهويه بسندٍ ضعيفٍ، لتدليسِ بقيةَ بنِ الوليدِ. ورواه الطبرانيُّ في (الكبير) "(إتحاف الخيرة المهرة 1485).
وقال الألبانيُّ: "هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا"(الضعيفة 11/ 296).
2964 -
حديثُ أَبِي وَدِيعَةَ:
◼ عَنِ ابنِ أَبِي وَدِيعَةَ (وَقِيلَ: عَنْ أَبِي وَدِيعَةَ)(وَقِيلَ: عَنِ ابنِ وَدِيعَةَ)، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَغُسِلِهِ مِنَ الجَنَابَةِ، وَمَسَحَ مِنْ دُهْنٍ أَوْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَه مِنَ الثِّيَابِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ مَا بَيْنَ اثْنَينِ، وَأَنْصَتَ لِلِإمَامِ إِذَا جَاءَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ)). قَالَ سَعِيدٌ-وَهُوَ المَقْبُرِيُّ-: فَذَكَرتُ ذَلِكَ لابنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: أَخْطَأَ أَبُوكَ، ((غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ وَزِيَادَةُ أَرْبَعَةٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتن من غير هذا الوجه، دون قوله:(وَزِيَادَةُ أَرْبَعَةٍ)، وإسنادُهُ منكرٌ، وَضَعَّفَهُ: أبو حاتم، وابنُ كَثيرٍ، وابنُ حَجرٍ.
[التخريج]:
[سعد (5/ 292) (واللفظُ لَهُ) / مديني (صحابة- إصا 13/ 93) / علحا (2/ 550) معلقًا].
[السند]:
قال ابنُ سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابن أبي وديعة، به.
كذا قال (عن ابن أبي وديعة)، ورواه محمد بن المسيب، وجعفر المستغفري في (الصحابة) -ومن طريقهما: أبو موسى المديني في (ذيل معرفة الصحابة) - من طريق بشر بن الوليد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة، به.
وكذا علَّقه أبو حاتم في (العلل) عن أبي مَعْشَرٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: أبو معشر، نجيح بن عبد الرحمن، وهو:"ضعيفٌ أسنَّ واختلط"(التقريب 7100).
والحديثُ المحفوظُ فيه، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان مرفوعًا بنحوه.
هكذا أخرجه البخاريُّ في (صحيحه 883، 910)، من طريقِ ابنِ أبي ذئب، عن سعيد المقبري به، وقد سبقَ تخريجُه.
ولذا قال أبو حاتم: "حديثُ ابنِ أبي ذِئبٍ أشبه
…
وروى هذا الحديثَ أبو معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أسقط أبو معشر من فوق ابن وديعة وكنى ابن وديعة.
يقال: عبيد الله بن وديعة، ويقال: عبد الله" (علل ابن أبي حاتم 2/ 549 - 550).
وقال ابنُ كَثيرٍ: "والمحفوظُ في هذا الحديث رواية ابن أبي ذئب وغيره، عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن [سلمان]
(1)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم" (جامع المسانيد 5/ 439).
ومع ما ذكرناه مَن ضَعَّفَ هذا الإسناد ونكارته؛ فقد قال الذهبيُّ عن هذا الإسناد: "إسنادٌ مقاربٌ"(تجريد أسماء الصحابة 2/ 211).
فتعقبه ابنُ حَجرٍ فقال: "قلتُ: وأبو مَعشَر؛ هو نُجيح المدني، ضعيفٌ وسندُهُ مقاربٌ، كما قال، لو لم يُخالفْ. لكن مع المخالفة إنما يقال له: إنه
(1)
في الأصل المطبوع: [سليمان] وهو: تحريف، والصواب ما أثبتناه.
منكر. وقد غَلِطَ في إسقاط الصحابي وتَبْقِيَةِ وصفِهِ" (الإصابة 13/ 94).
وقال في (فتح الباري 2/ 371): "وأرسله أبو معشر عنه فلم يذكر سلمان
…
"، ثم قال: "وأما أبو معشر فضعيف وقد قصر فيه بإسقاط الصحابي".
وقال أيضًا: "وقول الراوي في السند: صاحب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ وَهْمٌ. فإن أبا وديعة هذا تابعي معروف، واسمه عبد الله بن وديعة، أخرج حديثه البخاريُّ من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عنه، عن سَلمانَ"(الإصابة 13/ 93).
كذا قال هنا، وقد وذكره في موضع آخر من (الإصابة) -تبعا لابن منده-، فقال: "عبد الله بن وديعة
…
له صُحبَةٌ قاله ابن مَنْدَه"، وذكر له هذا الحديث، والخلاف فيه، ثم قال: "كون الأصح في الحديث المذكور إنه من روايته عن سلمان؛ لا يدفع صحبته، إلا أن أبا معشر ضعيفٌ وهو مع ذلك على الاحتمال، وقد أثبت ذكره من أجل ذلك ابن فتحون. وذكره في الصحابة أيضًا الباوردي. وذكره في التابعين البخاريُّ، وابنُ حِبَّانَ، والدارقطنيُّ، وابنُ خلفون" (الإصابة 6/ 414).
2965 -
حديثُ ابْنِ عُمَرَ:
◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ مَسَّ مِنْ أَطْيَبِ طِيبِهِ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ رَاحَ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ مَقَامِهِ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ الإِمَامُ مِنْ خُطْبَتِهِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ، وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ)).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ؛ وإسنادُهُ ضعيفٌ، وَضَعَّفَهُ: ابنُ عَدِيٍّ، والهيثميُّ.
[التخريج]:
[طس 7399 (واللفظُ لَهُ) / عد (9/ 215)].
[السند]:
قال الطبرانيُّ: حدثنا محمد بن أبان، حدثنا عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي، حدثنا يحيى بن محمد الجاري، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به.
وقال ابنُ عَدِيٍّ: حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي، حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، به.
قال الطبرانيُّ: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا محمد بن عبد الرحمن بن رداد".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، وهو: ضعيف.
قال أبو حاتم: "ليس بقوي ذاهب الحديث"، وقال أبو زُرعة:"لينٌ"، (لسان الميزان 7062).
وذكرَ الحديثَ ابنُ عَدِيٍّ في مناكيره، وقال:"ولابن الرداد غير ما ذكرتُ، وعامة ما يرويه غير محفوظ"(الكامل 9/ 216).
وقال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الأوسط)، وفيه: محمد بن عبد الرحمن بن [رداد]
(1)
وهو ضعيفٌ" (مجمع الزوائد 3065).
(1)
في (الأصل المطبوع): [رواد]، وهو: تصحيف، والصواب: ما أثبتناه.
2966 -
حديثُ أَبِي قَتَادَةَ:
◼ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ غُسْلَكَ هَذَا أَمِنْ جَنَابَةٍ أَوْ لِلْجُمُعَةِ؟ قُلْتُ: بَلْ مِنْ جَنَابَةٍ، قَالَ: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الجُمُعَةِ الأُخْرَى)).
[الحكم]:
إسنادُهُ ضعيفٌ، واستغربه: ابنُ خُزيمةَ -وتوقف في صحته- والدارقطنيُّ، واستنكره: الذهبيُّ، وَضَعَّفَهُ: ابنُ كَثيرٍ.
[الفوائد]:
قال ابنُ حِبَّانَ: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((لَمْ يَزَلْ طَاهِرًا إِلَى الجُمُعَةِ الأُخْرَى)) يريدُ به من الذنوبِ؛ لأن مَن حضر الجمعة بشرائطها غُفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى"(صحيح ابن حِبَّانَ 4/ 24).
[التخريج]:
[خز 1845/ حب 1217/ ك 1058/ عل (جامع 12808) / جم 18 (واللفظُ لَهُ) / صبغ 649/ طس 8180/ رشيق 49/ فقط (السادس 27) / هق 1437/ هقع (2/ 132) / خط (4/ 532)].
[السند]:
قال ابنُ خُزيمةَ: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، حدثنا هارون بن مسلم صاحب الحناء أبو الحسين، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.
ومداره عندهم -إلا الدارقطني في (الأفراد)، والخطيب في (تاريخ بغداد) -
على هارون بن مسلم، به.
قال أبو القاسم البغوي: "لا أعلم حدَّثَ به غير هارون بن مسلم، عن أبان، والله أعلم".
وقال الطبرانيُّ: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أبان، ولا عن أبان إلا هارون بن مسلم".
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُه ثقاتٌ، عدا هارون بن مسلم العجلي صاحب الحناء: ففيه مقال؛ قال أبو حاتم: "لينٌ"(الجرح والتعديل 9/ 94)، وقال الدارقطنيُّ:"صويلح يعتبرُ به"(سؤالات البرقاني للدارقطني 530)، وقال أيضًا:"كان ضعيفًا"(علل الدارقطني 3/ 102).
وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 9/ 237).
وقال الحاكم -عقب الحديث-: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهارون بن مسلم العجلي شيخ قديم للبصريين يقال له: الحنائي، ثقةٌ، قد روى عنه أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن عمر القواريري".
وتعقبه النوويُّ فقال: "رواه الحاكم، وادَّعى أنه صحيحٌ على شرط البخاري ومسلم. وفي رواته هارون بن مسلم الحنائي، قال: هو ثقةٌ، وقال أبو حاتم: لينٌ"(خلاصة الأحكام 2720).
وتعقبه كذلك البوصيريُّ فقال: "قلتُ: كلا، هارون بن مسلم العجلي لم يخرج له في (الصحيحين) ولا في أحدهما، بل ولا له رواية في شيء من الكتب الستة"(إتحاف الخيرة 2/ 269).
وتعقبه -أيضًا- الألبانيُّ فقال: "قلتُ: وهو ليس من رجال الشيخين، بل
ولا بقية الستة، خلافًا لما يُوهمه كلام الحاكم" (الصحيحة 5/ 414).
وقال ابنُ حَجرٍ: "صدوقٌ"(التقريب 7240).
قلنا: والذي نراه أن حاله لا يرتقي إلى درجة صدوق، فمع تضعيف أبي حاتم والدارقطني له -وهما من أئمة الجرح والتعديل-، لم يُوَثِّقْهُ معتبر، فابنُ حِبَّانَ معروفٌ بالتساهلِ في التوثيقِ، لاسيما من يكتفي بمجرد ذكرهم في (الثقات) وهذا منهم، والحاكم أشد منه تساهلًا، فهو كما قال الدارقطنيُّ:"صُويلحٌ يعتبرُ به"، أما أن يحسن له استقلالًا، فلا.
وقد أغرب بهذا الحديث سندًا ومتنًا.
فأما سنده: فقد تفرَّدَ به عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، وهذا سندٌ مشهورٌ، فأين الثقات منه؟ !
وأما المتنُ: فالمحفوظُ فيه بلفظ: ((غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى))، وليس بلفظ:(طَاهِرًا)، إلا أن يحمل معناه على ما ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ، والله أعلم.
ولهذا قال ابنُ خُزيمةَ: "هذا حديثٌ غريبٌ، لم يروه غير هارون".
وقال المنذريُّ: "إسنادُهُ قريبٌ من الحسن"(الترغيب والترهيب 1055).
وقال الذهبيُّ: "هذا حديثٌ منكرٌ،
…
وهارون لا يُدرَى مَن هو" (المهذب في اختصار السنن 1/ 297).
فتعقبه الألبانيُّ فقال: "وهذا من أوهام الذهبي، فإنه ظنَّ أن هارون بن مسلم هذا هو الذي روى عن قتادة، وعنه سلم بن قتيبة، وغيره، قال أبو حاتم فيه: مجهولٌ، وكذا في (الميزان)، ثم ذكر فيه عقبه: هارون بن مسلم صاحب الحناء، ونقل فيه قول أبي حاتم المتقدم: فيه لينٌ، وقول الحاكم: ثقةٌ،
فاختلط عليه هذا بالذي قبله في (المهذب) فنشأ الوهم" (الصحيحة 5/ 414).
وقال ابنُ كَثيرٍ: "إسنادُهُ غريبٌ، ولا يصحُّ"(إرشاد الفقيه 1/ 67).
وقال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ في (الأوسط)، وفيه: هارون بن مسلم، قال أبو حاتم: فيه لينٌ، ووَثَّقَهُ الحاكمُ، وابنُ حِبَّانَ، وبقية رجاله ثقاتٌ"(مجمع الزوائد 3064).
وفيه علةٌ أُخرى: وهي أن يحيى بن أبي كثير مدلسٌ وقد عنعن.
ولذا علَّق القول به ابنُ خُزيمةَ فقال: "إن كان يحيى بن أبي كثير سمع هذا الخبر من عبد الله بن أبي قتادة".
وقال الألبانيُّ: "في صحة الإسناد المذكور نظرٌ؛ لأن يحيى بن أبي كثير مدلسٌ وقد عنعنه"(تمام المنة صـ 128)، إلا أن مشى عنعنته في (الصحيحة 5/ 414)، فقال:"قد احتجَّ به الشيخان وغيرهما، فالظاهر أن عنعنته إنما تضرُّ فيما رواه عن أنسٍ ونحوه، والله أعلم".
ومع ما تقدم رمز السيوطيُّ للحديثِ بالصحة في (الجامع الصغير 8488).
وحَسَّنَهُ الألبانيُّ في (الصحيحة 2321)، وفي (صحيح الجامع 6065)، وفي (صحيح الترغيب 704).
وقد روى هذا الحديث الدارقطنيُّ في (الأفراد)، والخطيبُ في (تاريخ بغداد)، من طريق محمد بن الوليد القلانسي: ثنا هارون بن مسلم، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، به.
ومحمد بن الوليد القلانسي: كذَّابٌ يضعُ الحديثَ (لسان الميزان 7535).
قال الدارقطنيُّ: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث قتادة، عن يحيى بن أبي كثير، تفرَّدَ به محمد بن الوليد القلانسي، عن هارون بن مسلم، عن همام، عنه، وخالفه سريج بن يونس، رواه عن هارون بن مسلم العطار، عن يحيى، لم يذكر فيه قتادة، وتفرَّدَ به هارون بن مسلم، عن همام".
2967 -
حديثُ أَبِي أُمَامَةَ:
◼ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((إِنَّ الغُسْلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لَيَسْتَلُّ الخَطَايَا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلَالًا)).
[الحكم]:
منكرٌ، قاله أبو حاتمٍ، وتبعه الألبانيُّ.
[التخريج]:
[طب (8/ 256/ 7996) (واللفظُ لَهُ) / علحا 570/ لقب (كبير 2/ 370/ رقم 5762)].
[السند]:
قال الطبرانيُّ: حدثنا أحمد بن عبد الله [البزار]
(1)
التستري، ثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا مسكين أبو فاطمة، ثنا حوشب بن عقيل، عن الحسن، عن أبي أمامة، به.
ورواه ابنُ أبي حاتم في (العلل) من طريق مسكين، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: مسكين أبو فاطمة؛ وهو مختلف فيه: فقال أبو داود: "صالحُ الحديثِ مُتَّهمٌ بالقدرِ"(سؤالات الآجري 623)، وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 5/ 449). بينما ليَّنَه أبو حاتم -كما سيأتي-، وقال الدارقطنيُّ:"ضعيفُ الحديثِ"(المؤتلف والمختلف 2/ 667).
وقد استنكر أبو حاتم الرازيُّ عليه هذا الحديثَ؛ فقال: "هذا منكرٌ؛ الحسنُ عن أبي أمامةَ لا يجيء، وَوَهَنَ أَمرُ مسكين عندي بهذا الحديث" (العلل
(1)
في (الأصل المطبوع): [البزاز]، وهو: تصحيف، والصواب ما أثبتناه.
570) ونحوه في (الجرح والتعديل 8/ 329).
وقال مرة: "الحسن عن أبي أمامة، لا يجِيءُ هذا إلا من لِينِ مسكين"(علل الحديث 608).
وقال الألبانيُّ: "منكرٌ"(الضعيفة 1802).
وتساهلَ في رُواته كالعادة: المنذريُّ فقال: "رُواتُه ثقاتٌ"(الترغيب والترهيب 1054)، وتَبِعَه الهيثميُّ في (مجمع الزوائد 3063)، والسيوطيُّ في (خصائص الجمعة صـ 36).
والذي يظهر لنا -والله أعلم- أن المنذريَّ لم يقفْ في حالِ مسكين أبي فاطمة إلا على ذكرِ ابنِ حِبَّانَ له في (الثقات) فاعتمده، وتبعه على ذلك الهيثميُّ، والسيوطيُّ.
ولهذا رمز لصحته السيوطيُّ في (الجامع الصغير 2079).
وتبعه المناويُّ فقال: "إسنادُهُ صحيحٌ"(التيسير 1/ 297)! .
وكلُّ هذا تساهل غير مقبول على ظاهر سنده، كيف والمتنُ منكرٌ؟ ! .
2968 -
حديثُ ابنِ عُمَرَ:
◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ
(1)
امْرِئٍ مُسْلِمٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ ختان
(2)
امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَكَأنَّمَا صَامَ يَومًا فِي سَبيلِ اللَّهِ، وَاليَومُ بِسَبْعِمائَةِ يَومٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاليَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ)).
[الحكم]:
منكرٌ، وَضَعَّفَهُ: الأزديُّ -وأقرَّهُ الذهبيُّ، وابنُ حَجرٍ-، والبوصيريُّ.
[اللغة]:
(الإملاك): التزويج وعقد النكاح، ويقال للرجل إذا تزوَّجَ: قد ملك فلان، وشهدنا إملاك فلان: أي: عقده مع امرأته. وأملكه إيَّاها: زوَّجه إيَّاها، انظر (النهاية 4/ 359)، (لسان العرب 10/ 494) وقد استشهدا بالحديث.
(1)
جاء في (الترغيب لقوام السنة): [هلاك]، وهو تصحيف.
(2)
كذا في طبعة دار ابن عباس من (مسند عبد بن حميد): (ختان)، وقال محققها:"كذا في (ش) و (ف) "، وجاء في طبعة السامرائي:"جنازة"، وكذا في (المطالب 809)، ولم يذكر هذه الفقرة البوصيري في (الإتحاف 1896)، وإنما أثبتناه بلفظ:(الختان)؛ لأنه موجود في رواية الأزدي -كما في (جمع الجوامع) - كفقرة مستقلة غير فقرة الجنازة، وكذا جاء في رواية عبد بن حميد، إذ ذكر فيها أيضًا الصلاة على الجنازة، والله أعلم.
والحديثُ ساقطٌ على كلِّ حالٍ.
[التخريج]:
[حميد 853 (واللفظُ لَهُ) / غيب 897/ الضعفاء للأزدي (ميز 4/ 266)، (كبير 9/ 386) / حربي (مهتدي ق 240/ أ)].
سبقَ تخريجُه وتحقيقه في باب: "ما رُوي في فضل شهود الختان".
2969 -
حديثُ ابنِ عَمْرٍو:
◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِ مَائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، وَاليَوْمُ بِسَبْعِ مَائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِ مَائَةِ يَوْمٍ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَشَهِدَ الجُمُعَةَ كَانَ كَمَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاليَوْمُ بِسَبْعِ مَائَةِ يَوْمٍ)).
[الحكم]:
موضوعٌ بهذا الإسناد.
[التخريج]:
[مج 2622].
[السند]:
رواه الدينوريُّ في (المجالسة وجواهر العلم) عن عبد الله بن هارون، نا محمد بن يحيى، نا إسحاق بن بشر الكوفي، نا مندل بن علي العنزي، عن محمد بن مروان، عن ابن أنعم، عن أبي عبد الرحمن الحُبَلي، عن عبد الله بن عمرو، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: إسحاق بن بشر الكوفي، وهو أبو حذيفة البخاريُّ، صاحب كتاب (المبتدأ)، وهو كذَّابٌ وضَّاعٌ؛ كذَّبه ابنُ المدينيِّ، والدارقطنيُّ، وغيرهما، ورماه ابنُ حِبَّانَ وغيره بالوضع، انظر (لسان الميزان 1006).
وقد رواه جماعةٌ عن مندل، عن عبد الله بن مروان، عن نعمة، عن أبيه، عن ابن عمر، كما تقدم في الحديث السابق.
2970 -
حديثُ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ:
◼ عَنْ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ مَا عِنْدَهُ، ثُمَّ ابْتَكَرَ [وَدَنَا]، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِم حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ كَفَّارَةَ سَنَةٍ [كَانَتْ كَفَّارَةً إِلَى الجُمُعَةِ الْأُخْرَى])).
[الحكم]:
صحيحُ المتنِ، وإسنادُهُ ضعيفٌ.
[التخريج]:
[تخ (1/ 374) (واللفظُ لَهُ) / صمند (صـ 371 - 372) (والزيادة والروايةُ لَهُ) / كر (34/ 280)].
[السند]:
قال البخاريُّ في (التاريخ الكبير): قال لي علي بن إبراهيم، سمع يعقوب بن محمد المدني، حدثنا إسماعيل بن معلى، سمعتُ شيخا من آل حاطب بن أبي بلتعة، حدثني أبي، عن جدي، به.
ورواه ابنُ منده في (معرفة الصحابة) -ومن طريقه ابن عساكر-، عن عثمان بن أحمد بن هارون التنيسي، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدثنا إسماعيل بن معلى بن إسماعيل، قال: سمعتُ شيخًا من أهل حاطب بن أبي بلتعة -وهو يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب-، عن أبيه، عن جده، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:
الأُولى: يعقوب بن محمد الزهري؛ ضَعَّفَهُ الجمهورُ، انظر:(تهذيب التهذيب 11/ 396).
ولخَّصَ ابنُ حَجرٍ حاله فقال: "صدوقٌ كثيرُ الوَهْمِ، والروايةُ عن الضعفاءِ"(التقريب 7834).
الثانية: إسماعيل بن معلى بن إسماعيل، قال أبو حاتم:"مجهولٌ"(الجرح والتعديل 2/ 200)، وأقرَّهُ الذهبيُّ في (الميزان 1/ 251).
وذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 8/ 89)، ولم يذكر له راويًا غير يعقوب بن محمد الزهري.
وقال ابنُ منده: "هذا حديثٌ غريبٌ، لا يُعرفُ إلا من هذا الوجه".
ومتنُ الحديثِ صحيحٌ بما سبقَ في الباب.
2971 -
حديثُ ابْنِ مَسْعُودٍ:
◼ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، وَلَبِسَ أَنْظَفَ مَا يَكُونُ مِنْ ثِيَابِهِ، وَتَطَيَّبَ بِأَفْضَلِ طِيبٍ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ، فَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ {قل هو الله أحد} مَائةَ مَرَّةٍ، فَإِذَا انْفَتَلَ مِنْ فَرِيضَتِهِ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ {قل هو الله أحد} مَائةَ مَرَّةٍ، فَذَلِكَ ثَمَانِمَائَةِ مَرَّةٍ، فَقَدْ أَدَّى مِنْ حَقِّ الجُمُعَةِ كَمَا أَدَّى حَمَلَةُ العَرْشِ مِنْ حَقِّ العَرْشِ)).
[الحكم]:
موضوعٌ.
[التخريج]:
[مستغفض 1068].
[السند]:
قال المستغفريُّ: أخبرنا زاهر بن أحمد، حدثنا أبو علي عمرو بن عثمان بن سعيد البصري بالبصرة، حدثنا الحسن بن مهران الشريطي الجنديسابوري، حدثنا عثمان بن عبد الله، عن معاوية بن صالح، عن الأعمش، عن علقمة، عن ابن مسعود، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: عثمان بن عبد الله الأموي الشامي، قال ابنُ عَدِيٍّ:"يروي الموضوعات عن الثقات"، وقال الدارقطنيُّ:"يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات"،
وقال الحاكم: "حدَّثَ بأحاديثَ موضوعة"، انظر:(لسان الميزان 5132).
وعمرو بن عثمان بن سعيد أبو علي، قال الدارقطنيُّ:"ليس بالمرضي"(سؤالات السهمي 346).
والحسن بن مهران الشريطي الجنديسابوري: لم نقفْ له على ترجمةٍ.
والأعمشُ لم يلقَ علقمةَ، انظر:(جامع التحصيل 258).