المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌605 - باب صلاة الرجل وعليه بعض ثوب امرأته الحائض - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٧

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌601 - بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ

- ‌602 - بَابُ إِذَا طَهُرَتِ الْحَائِضُ وَلَمْ تَجِدْ مَاءً تَيَمَّمَتْ لِلصَّلَاةِ

- ‌603 - بَابُ إِذَا طَهُرَتِ الْحَائِضُ قَبْلَ الغُرُوبِ بِمِقْدَارِ رَكْعَةٍ صَلَّتِ الْعَصْرَ. وَإِذَا طَهُرَتْ قَبْلَ الفَجْرِ بِمِقْدَارِ رَكْعَةٍ صَلَّتِ الْعِشَاءَ

- ‌604 - بَابٌ: هَلْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَوْبٍ حَاضَتْ فِيهِ

- ‌605 - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَعَلَيْهِ بَعْضُ ثَوْبِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ

- ‌606 - بَابُ إِصَابَةِ ثَوْبِ المُصَلِّي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ نَائِمَةٌ بِجِوَارِهِ

- ‌607 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي المُصَلِّي يَمَسُّ امْرَأَتَهُ بِيَدَيْهِ وَهِيَ حَائِضٌ

- ‌608 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَقْرَبُ الْحَائِضَ

- ‌609 - بَابٌ: هَلْ تَحِيضُ الْحَامِلِ

- ‌أَبْوَابُ الاسْتِحَاضَةِ

- ‌610 - بَابُ المُسْتَحَاضَةِ إِذَا كَانَتْ مُمَيِّزَةً، أوْ كَانَ لَهَا أَيَّامٌ مَعْلُومَةٌ

- ‌611 - بَابُ الاسْتِحَاضَةِ لَا تَمْنَعُ مِنَ الصَّلَاةِ، وَتَطَوُّعِ المُسْتَحَاضَةِ بِالغُسْلِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌612 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَمْرِ المُسْتَحَاضَةِ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌613 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الْوُضُوءِ للمُسْتَحَاضَةِ لِوَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌614 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَمْرِ المُسْتَحَاضَةِ بِالغُسْلِ لِكُلِّ صَلَاةٍ

- ‌615 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَمْرِ المُسْتَحَاضَةِ بِالغُسْلِ لِوَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ

- ‌616 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي جَمْعِ المُسْتَحَاضَةِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ

- ‌617 - بَابُ تَخْيِيرِ المُسْتَحَاضَةِ فِي الجَمْعِ بَيْنَ كُلِّ صَلَاتَيْنِ وَالغُسْلِ لَهُمَا، أَوِ الاغْتِسَالِ مَرَّةً وَاحِدَةً عِنْدَ الطُّهْرِ

- ‌618 - بَابُ مَا جَاءَ فِي البِكْرِ إِذَا ابْتُدِئَتْ مُسْتَحَاضَةً، أَوْ كَانَ لَهَا أَيَّامُ حَيْضٍ فَنَسِيَتْهَا

- ‌619 - بَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ دَمِ الحَيْضِ وَدَمِ الاسْتِحَاضَةِ

- ‌620 - بَابُ ذِكْرِ الأَقْرَاءِ، وَمَنْ قَالَ: الأَقْرَاءُ: الحَيْضُ

- ‌621 - بَابُ وَطْءِ المُسْتَحَاضَةِ

- ‌622 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الاسْتِحَاضَةَ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌623 - بَابُ مَا رُوِيَ فِيمَا تَفْعَلُ المَرْأَةُ إِذَا عَاوَدَهَا الدَّمُ بَعْدَ الطُّهْرِ مِنَ الحَيْضِ

- ‌624 - بَابُ الاعْتِكَافِ لِلمُسْتَحَاضَةِ

- ‌625 - بَابُ الْمُسْتَحَاضَةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ

- ‌أَبْوَابُ النِّفَاسِ

- ‌626 - بَابُ مَنْ سَمَّى النِّفَاسَ حَيْضًا، وَالحَيْضَ نِفَاسًا

- ‌627 - بَابُ مُدَّةِ النِّفَاسِ

- ‌628 - بَابٌ: هَلْ تَقْرَأُ النُّفَسَاءُ القُرْآنَ

- ‌629 - بَابٌ: إِذَا طَهُرَتِ النُّفَسَاءُ وَلَمْ تَجِدْ مَاءً، تَيَمَّمَتْ لِلصَّلَاةِ

- ‌630 - بَابٌ: هَلْ يَجُوزُ لِلنُّفَسَاءِ أَنْ تَدْخُلَ الحَمَّامَ

الفصل: ‌605 - باب صلاة الرجل وعليه بعض ثوب امرأته الحائض

‌605 - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَعَلَيْهِ بَعْضُ ثَوْبِ امْرَأَتِهِ الحَائِضِ

3367 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَنَا حَائِضٌ، وَعَلَيَّ مِرْطٌ [لِي]، وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ، إِلَى جَنْبِهِ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (514/ 274) "واللفظ له" / د 369 "والزيادة له ولغيره" / ن 780/ كن 932/ جه 600/ حم 24382 مختصرًا، 24675، 25064، 25628، 25686/ عب 2395/ ش 8850/ حق 1138/ عه 1494/ مسن 1139/ سرج 915/ سراج 433/ هق 4174/ مخلدي (ق 287/ب)].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، قال زهير: حدثنا وكيع، حدثنا طلحة بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: سمعته عن عائشة قالت

الحديث.

ورواه أحمد وابن أبي شيبة وابن راهويه وغيرهم عن وكيع به.

ص: 43

وتوبع عليه وكيع:

فرواه عبد الرزاق -وعنه أحمد (24675، 25628) -: عن الثوري، عن طلحة به، بلفظ:((كَانَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ هَذِهِ الْمُرَحَّلَاتِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ وَعَلَيَّ بَعْضُهُ))، والمرط: من أكسية سُود.

لفظ أحمد، ووقع عند عبد الرزاق:((والمرط من أكسية سود، يعني المرحلات المخططة)).

كذا فيه!

وعند أبي عوانة (1494) من طريق عبد الرزاق: ((والمرط: أكسية سود. والمرحلات: المخططة)).

هذا، وقد روى هذا الحديث أبو عوانة (1493) من طريق أبي يحيى الحِمَّاني، عن طلحة بن يحيى، به، بلفظ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، جَانِبٌ عَلَيْهِ وَجَانِبٌ عَلَى عَائِشَةَ)).

وهذا اللفظ غير محفوظ عن طلحة، وسيأتي تخريجه في موسوعة الصلاة، (باب الصلاة في الثوب الواحد).

وللحديث رواية أخرى من طريق أم الحسن عن معاذة عن عائشة، وقد خرجناه في (باب دم الحيض يصيب الثوب)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

وروى أحمد (25132) من طريق كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض، عن عائشة، أنها قالت:((قَدْ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنَّ بَعْضَ مِرْطِي عَلَيْهِ))، وفي رواية عند أحمد أيضًا (24979، 25842، 26118) بلفظ: ((صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ صُوفٍ [لِعَائِشَةَ]، عَلَيْهَا بَعْضُهُ وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ)).

ص: 44

وروى أحمد أيضًا (26136) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن عائشة، قالت:((صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ عَلَيَّ)).

وليس فيهما أنها كانت حائضًا؛ ولذا سنخرجهما إن شاء الله في موسوعة الصلاة.

نعم، رواه قيس بن الربيع عن أبي حصين وذكر فيه أنها كانت حائضًا، كما يلي:

رِوَايَةُ ((وَإِنَّ عَلَيْهِ طَائِفَةً مِنْ ثَوْبِي

)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَإِنَّ عَلَيْهِ طَائِفَةً مِنْ ثَوْبِي، وَأَنَا حَائِضٌ)).

[الحكم]:

صحيح بما سبق، وهذا إسناده ضعيف.

[التخريج]:

[طس 1569].

[السند]:

رواه الطبراني في (الأوسط) قال: حدثنا أحمد قال: نا أبو بلال الأشعري قال: نا قيس بن الربيع الأسدي، عن أبي حصين، عن أبي صالح الحنفي، عن عائشة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناده ضعيف؛ فيه: أبو بلال الأشعري، ضَعَّفه الدَّارَقُطْنِيّ، ولَيَّنه الحاكم،

ص: 45

كما في (اللسان 7647)، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 199) وقال:((يغرب ويتفرد))

(1)

.

وفيه أيضًا: قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمد الكوفي، وهو ضعيف، سيئ الحفظ، كما سبق مرارًا.

وقد رواه أحمد أيضًا (24413، 26136) من طريقين عن زائدة عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن عائشة، قالت:((صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ عَلَيَّ)).

وكذا رواه أبو داود (627) من طريق آخر عن زائدة أيضًا، إلا أنه قال:((فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ))، ولم يذكر فيه أنها كانت حائضًا، ولا ذكر أن أبا صالح هو الحنفي.

فنخشى أن يكون أبو بلال قد أخطأ في ذلك، فأبو حصين -وهو عثمان الأسدي- يُعرف بالرواية عن أبي صالح ذكوان السمان، وليس الحنفي عبد الرحمن بن قيس.

(1)

- وقع في مطبوعة ابن حبان التفرقة بين كنية الرجل، فجعلت ترجمة مستقلة، وبين اسمه مرداس، فعد ترجمة أخرى! ، وهو وهم يعلم بتتبع مراجع الترجمة.

ص: 46

رَوَايَةُ ((أَعِلَّةً وَبُخْلًا؟)):

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فَوَجَدَ الْقُرَّ، فَقَالَ:((يَا عَائِشَةُ، أَرْخِي عَلَيَّ مِرْطَكِ))، قَالَتْ: إِنَّي حَائِضٌ. قَالَ: (([أَ] عِلَّةً وَبُخْلًا؟ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدَيْكِ (لَيْسَتْ فِي ثَوْبِكِ))).

[الحكم]:

ضعيف بهذه السياقة، وقال أبو نعيم:((غريب))، وقال الألباني:((منكر)).

[اللغة]:

القُرُّ: شِدة البَرْد وقُوَّته. (النهاية 3/ 9).

[التخريج]:

[عل 4485 "واللفظ له" / حل (4/ 239) "والرواية له" / ثش 240 "والزيادة له، وعنده الرواية"].

[السند]:

رواه أبو يعلى - وعنه أبو الشيخ في (الأمثال) - قال: حدثنا إبراهيم [السامي]، حدثنا حماد [بن سلمة]، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به.

ورواه أبو نعيم في (الحلية): من طريق إسماعيل بن عبد الله -وهو سمويه الحافظ-، قال: ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، به.

فمداره عندهم على حماد بن سلمة.

ص: 47

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ من أجل أبي حمزة، واسمه: ميمون الأعور؛ فقد ضعفه عامة النقاد كما في (تهذيب التهذيب 10/ 396).

وقال ابن عدي: ((أحاديثه التي يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليها)) (الكامل 9/ 693).

وهذا الحديث من روايته عن إبراهيم، وهو النخعي، وقد تفرد به عنه.

ولذا قال أبو نعيم عقبه: ((غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حمزة ميمون)) (الحلية 4/ 239).

ومع ذلك قال الهيثمي: ((رواه أبو يعلى، وإسناده حسن))! ! (المجمع 2212).

وكذا حَسَّنه الصالحي في (سبل الرشاد 8/ 215).

بينما قال الألباني: ((منكر

أخرجه أبو نعيم

وقال مضعفًا: (غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حمزة ميمون)، قلت: وهو ضعيف اتفاقًا، وإلى ذلك أشار الذهبي بقوله في (الكاشف):(ضعفوه)

فالعجب من الهيثمي في قوله: (

وإسناده حسن)، فلعله توهمه غيره، وإلا فالحديث منكر؛ لأنه قد جاء من طرق عن عائشة أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ:(نَاوِلِينِي الخُمْرَةَ مِنَ المَسْجِدِ). قَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: (إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ). أخرجه مسلم وغيره

فهذا هو المحفوظ، ليس فيه ذكر المِرط و (علة وبخلًا))) (الضعيفة 5817).

ص: 48

3368 -

حَدِيثُ مَيْمُونَةَ:

◼ عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:((صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبٍ، مِرْطٍ [مِنْ صُوفٍ]، كَانَ بَعْضُهُ عَلَيْهِ وَبَعْضُهُ عَلَيَّ، وَأَنَا حَائِضٌ)).

• وَفِي رِوَايَةٍ 2 عَنْهَا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ [مِنْ صُوفٍ، عَلَيْهِ بَعْضُهُ]، وَعَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنْهُ (بَعْضُهُ)، وَهِيَ حَائِضٌ، وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ

(1)

)).

• وَفِي رِوَايَةٍ 3 عَنْهَا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ لِبَعْضِ نِسَائِهِ، وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ))، قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ قَالَ: (([وَهِيَ] حَائِضٌ)).

[الحكم]:

صححه ابن خزيمة وابن حبان والبغوي والتبريزي ومغلطاي والألباني.

ولكن إن كان المراد بالحائض ميمونة كما في السياقة الأولى، فهو شاذ بهذا اللفظ عنها، والمحفوظ عنها في الصحيحين بلفظ آخر. وإلا فقد صح نحوه في شأن عائشة كما سبق.

[اللغة]:

قال الخطابي: ((المِرْط: ثوب يلبسه الرجال والنساء يكون إزارًا ويكون رداء، وقد يُتخذ من صوف ويُتخذ من خز وغيره)) (معالم السنن 1/ 114).

(1)

- قوله عند أبي داود: ((وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ))، مستفاد من قوله قبل:((صلى وعليه مرط))، فنخشى أن يكون تكراراه وهمًا، لاسيما ولم يرد إلا عند أبي داود وعنه البيهقي من رواية ابن الصباح عن سفيان، ولم نجد له ذكرا في بقية المراجع على كثرتها، وتعدد طرقها إلى سفيان.

ص: 49

[التخريج]:

تخريج السياقة الأولى: [جه 601/ حمد 315 "واللفظ له" / خز 835/ عل 7095/ طب (24/ 8/ 9)، (24/ 22/ 52) / جا 134 "والزيادة له" / شف 188/ ثو 147/ خشف (10/ 223، 224/ 262) / منذ 2371/ هق 3333/ هقع 4116/ بغ 318/ نبغ 836].

تخريج السياقة الثانية: [د 368 "واللفظ له" / طب (24/ 8/ 9) "والزيادة والرواية له"/ هق 4175].

تخريج السياقة الثالثة: [حم 26804 "واللفظ له" / حب 2328 "والزيادة له ولغيره" / عه 1468/ ميمي 601].

[السند]:

رواه الحميدي - ومن طريقه الطبراني (24/ 8/ 9) -، والشافعي - ومن طريقه ابن المنذر والبيهقي والبغوي -: عن سفيان بن عيينة، عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، به، بلفظ السياقة الأولى.

ورواه بقية أصحاب السياقة الأولى من طرق عن ابن عيينة به، إلا أن لفظ ابن ماجه وأبي يعلى وابن الجارود والطبراني (24/ 22/ 52):((عَلَيْهَا بَعْضُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ)). وقال الطبراني فيه: ((صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ))، بدل مِرْطٍ، وهما بمعنى واحد.

ورواه أحمد عن ابن عيينة، عن الشيباني، به، بلفظ السياقة الثالثة.

ورواه أبو عوانة وابن حبان وابن أخي ميمي من طرق عن ابن عيينة بنحوه.

ورواه أبو داود - ومن طريقه البيهقي (4175) -: عن محمد بن الصباح بن سفيان، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق الشيباني، به، بلفظ السياقة الثانية.

ص: 50

ورواه الطبراني (24/ 8/ 9) من طريق ابن أبي عمر العدني، قال: ثنا سفيان بن عيينة، ثنا أبو إسحاق الشيباني، به نحوه، مع الزيادة والرواية.

فمداره عندهم على ابن عيينة، عن أبي إسحاق الشيباني، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد على شرط الشيخين، كما قال الألباني في (الثمر المستطاب، ص 339).

وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، حيث خرجاه في صحيحيهما.

وصححه الألباني في (صحيح أبي داود 2/ 211/ 395)، و (التعليقات الحسان 4/ 136).

وقال البغوي: ((متفق على صحته، أخرجاه من أوجه عن أبي إسحاق الشيباني)) (شرح السنة 2/ 132).

وكذا قال التبريزي: ((متفق عليه)) (المشكاة 550).

قلنا: لكنه في الصحيحين بلفظ آخر كما سيأتي؛ ولذا قال مغلطاي: ((هذا حديث له أصل في الصحيحين)) (شرح ابن ماجه 3/ 199).

وتَعقب علي القاري التبريزي قائلًا: ((قال السيد جمال الدين: فيه نظر

وإنما لفظ البخاري في الصلاة من حديث ميمونة قالت: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ وَأَنَا حَائِضٌ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ)))) (المرقاة 2/ 248).

وكذا قال الألباني في (الثمر المستطاب، ص 339): ((وهو عند البخاري ومسلم وأحمد من طرق أخرى عن الشيباني بلفظ

))، وساقه باللفظ

ص: 51

الذي ساقه التبريزي آنفًا.

قلنا: لكن هذا اللفظ الذي في الصحيحين وغيرهما هو من رواية الشيباني أيضًا، رواه البخاري ومسلم من طريق خالد الحذاء.

ورواه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد، وأيضًا من طريق أبي عوانة.

ورواه مسلم من طريق عباد بن العوام.

ورواه ابن خزيمة وغيره من طريق جرير.

ورواه أبو عوانة من طريق إبراهيم بن الزبرقان.

كلهم عن الشيباني عن ابن شداد عن ميمونة بنحوه، ورواياتهم مخرجة في (باب إصابة ثوب المصلي امرأته وهي حائض).

فهؤلاء ستة من الثقات - وفيهم ثبتان - ذكروا في الحديث عن الشيباني: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَمَيْمُونَةَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَهِيَ حَائِضٌ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَ ثَوْبُهُ ثَوْبَهَا)).

وتابعهم هشيم - وهو ثقة ثبت أيضًا -، فرواه عن الشيباني بلفظ:((كَانَ فِرَاشِي حِيالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرُبَّمَا وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي)).

وهو بمعنى رواية الجماعة كما بينه ابن رجب في (الفتح 4/ 152، 153).

فروايات هؤلاء تدل على شذوذ رواية ابن عيينة عن الشيباني، حيث ذكر فيها:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ لِبَعْضِ نِسَائِهِ، وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ))، وعَيَّنها الحميدي والشافعي وغير واحد من أصحاب ابن عيينة بأنها ميمونة نفسها كما سبق.

ص: 52

ولذا قال الولي أبو زرعة العراقي: ((والزوجة: ميمونة راوية الحديث، كما رواه ابن ماجه)) (المستفاد 1/ 251).

لكنه قال في موضع آخر: ((وفي مسلم وأبي داود، عن عائشة: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَنَا حَاِئضٌ، وَعَلَيَّ مِرْطٌ لِي، وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ)). فيحتمل أن عائشة هي الزوجة التي أرادتها ميمونة)) (المستفاد 1/ 353).

قلنا: كان يمكن حمله على ذلك وعَدُّه حديثًا آخر للشيباني، لولا أن كثيرًا من أصحاب ابن عيينة وفيهم الحميدي والشافعي وكفى بهما- قد ذكروا أنها ميمونة نفسها، إلا إن قلنا: إن الرواية التي فيها التصريح بأنها ميمونة وهم، ولعله مما حَدَّث به ابن عيينة بأخرة، وأن الرواية المبهمة هي الصواب، وحينئذٍ يمكن الاعتناء بابن عيينة، فنقول: هذا حديث آخر للشيباني غير حديث الجماعة عنه، وإن كان ابن عيينة قد اضطرب فيه، فالرواية المبهمة كما في السياقة الثانية والثالثة يشهد لها حديث عائشة المشار إليه، وقد سبق.

ص: 53