الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
606 - بَابُ إِصَابَةِ ثَوْبِ المُصَلِّي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ نَائِمَةٌ بِجِوَارِهِ
3369 -
حَدِيثُ مَيْمُونَةَ:
◼ عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم [يَقُومُ فَـ] 1 يُصَلِّي [مِنَ اللَّيْلِ] 2، وَأَنَا حِذَاءَهُ (إِلَى جَنْبِهِ)[نَائِمَةٌ] 3، وَأَنَا حَائِضٌ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ)). قَالَتْ:((وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الخُمْرَةِ)).
[الحكم]:
متفق عليه (خ، م).
[التخريج]:
[خ 379 "واللفظ له"، 518 "والرواية والزيادة الثالثة له ولغيره" / م (513/ 270، 273) / د 652 / جه 926 / حم 26807 "والزيادة الأولى والثانية له"، 26808 / خز 1067/ عه 1469/ ش 2969/ طب (24/ 7/ 1، 2)، (24/ 9/ 10) / (24/ 22/ 51) / حق 2010/ سرج 914 / سراج 432، 1204 مختصرا / مسن 1138، 1477/ هق 5291، 5292].
[السند]:
قال البخاري (379): حدثنا مسدد، عن خالد، قال حدثنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، به.
ورواه مسلم (513) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا خالد بن عبد الله، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، كلاهما عن الشيباني، به.
ورواه البخاري أيضًا (518) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الشيباني سليمان، به، وفيه الرواية والزيادة الثالثة، ولفظه:((وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ نَائِمَةٌ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).
ورواه أحمد (26807) عن عفان، حدثنا عبد الواحد، به نحوه مع الزيادتين، إلا أنه قال فيه:((وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي ثِيَابُهُ وَأَنَا حَائِضٌ)).
ورواه ابن خزيمة وابن راهويه وغيرهما من طريق جرير.
وأبو عوانة من طريق إبراهيم بن الزِّبْرِقان.
كلاهما عن الشيباني به، بلفظ:((يُصَلِّي عَلَى خُمْرَةٍ لَهُ قَدْ بُسِطَتْ فِي مَسْجِدِهِ، وَأَنَا نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَ ثَوْبُهُ ثَوْبِي، وَأَنَا حَائِضٌ)) لفظ ابن خزيمة، والباقون بنحوه.
وقد رواه غيرهم عن الشيباني كما سيأتي.
وخالفهم محمد بن فضيل:
فرواه أحمد (26808) عن ابن فضيل، حدثنا الشيباني، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، فَيَسْجُدُ، فَيُصِيبُنِي ثَوْبُهُ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ)).
فجعل شيخ الشيباني يزيد بن الأصم بدلًا من ابن شداد. وابن فضيل
صدوق من رجال الصحيح، ولكن رواية الجماعة هي الصواب، والله أعلم.
وانظر بقية رواياته فيما يلي.
رِوَايَةُ ((وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم):
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ مَيْمُونَةَ -زَوْجَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: ((أَنَّهَا كَانَتْ تَكُونُ حَائِضًا لَا تُصَلِّي، وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَتِهِ، إِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي بَعْضُ ثَوْبِهِ)).
[الحكم]:
صحيح (خ)، وأصله متفق عليه كما سبق، إلا أن هذه السياقة للبخاري دون مسلم.
[التخريج]:
[خ 333 "واللفظ له" / حم 26806].
[السند]:
قال البخاري: حدثنا الحسن بن مُدْرِك، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة - اسمه الوضاح من كتابه-، قال: أخبرنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد قال: سمعت خالتي ميمونة
…
فذكره.
ورواه أحمد عن بكر بن عيسى الراسبي، حدثنا أبو عوانة، به، إلا أنه قال فيه:((أَصَابَنِي طَرَفُ ثَوْبِهِ)).
رِوَايَةُ ((كَانَ فِرَاشِي حِيَالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم):
• وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: ((كَانَ فِرَاشِي حِيَالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرُبَّمَا وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ [وَهُوَ يُصَلِّي] وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي)).
[الحكم]:
صحيح (خ)، وأصله متفق عليه كما سبق، إلا أن هذه السياقة للبخاري دون مسلم.
[الفوائد]:
قال ابن رجب: ((في إحدى روايتيه: أنها كانت نائمة إلى جانبه، وفي الثانية: أن فراشها كان حيال مصلاه، والمراد: أنه كان محاذيًا له ومقابلًا، وهذا يصدق بكونه إلى جانبه، عن يمينه أو شماله. ويشهد لذلك قولها في تمام الحديث: ((فَرُبَّمَا وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي))، وهذا إنما يكون إذا كانت إلى جانبه، أما لو كانت بين يديه فمن أين كان يقع بعض ثيابه عليها؟!)) (الفتح 4/ 152، 153).
[التخريج]:
[خ 517 "واللفظ له" / طح (1/ 462/ 2663) "والزيادة له"].
[السند]:
قال البخاري: حدثنا عمرو بن زرارة، قال: أخبرنا هشيم، عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال: أخبرتني خالتي ميمونة بنت الحارث، قالت:
…
فذكره.
ورواه الطحاوي: عن صالح، عن سعيد، عن هشيم، به، مع الزيادة دون ما بعدها.
وسعيد هو ابن منصور. وصالح هو ابن عبد الرحمن المصري، محله الصدق.
وللحديث روايات أخرى، انظر الباب السابق.
[تنبيه]:
ذكر الدَّارَقُطْنِيّ: أن أبا معاوية روى هذا الحديث عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن عائشة. قال:((والصحيح عن ميمونة)) (العلل 9/ 268).
ورواية أبي معاوية هذه لم نجدها، إلا أن ابن حبان روى في (صحيحه 1368) من طريقه عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن عائشة، قالت:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَاجِعُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ)).
وهذا إنما يرويه أصحاب الشيباني عنه عن ابن شداد عن ميمونة.
فلعل هذا هو الذي عناه الدَّارَقُطْنِيّ، وهو حديث آخر غير حديثنا، فأما حديثنا فقد جاء عن عائشة نحوه من طرق أخرى كما سبق، وكما سيلي.
3370 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَطَرَفُ لِحَافِهِ عَلَيَّ وَأَنَا حَائِضٌ)).
[الحكم]:
إسناده مضطرب بهذا اللفظ.
[التخريج]:
[حم 24044 / حق 1609 "واللفظ له" / خل 479].
[السند]:
قال ابن راهويه: أخبرنا محمد بن فضيل، عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عائشة، به.
وكذا رواه أحمد وأبو الشيخ من طريق أبي خيثمة، كلاهما (أحمد وأبو خيثمة) عن ابن فضيل به، بلفظ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ وَيُصَلِّي، وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ، وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي)) ليس فيه ((وَأَنَا حَائِضٌ)).
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن يونس متكلم فيه من قِبل حفظه، حتى إن أحمد قال في رواية:((حديثه مضطرب))، وهو ما وقع له هنا، فقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه عنه ابن فضيل كما سبق، ورواه عنه وكيع فجعله من حديث حذيفة! ورواه أبو نعيم عنه عن الوليد بن العيزار قال: قال حذيفة:
…
فذكره!
وقد سبق عند مسلم عن عائشة بلفظ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلَّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَنَا حَائِضٌ وَعَلَيَّ مِرْطٌ وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ إِلَى جَنْبِهِ)).
وروى أحمد (25132) من طريق كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض، عن عائشة، أنها قالت:((قَدْ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَإِنَّ بَعْضَ مِرْطِي عَلَيْهِ))، وفي رواية (24979، 25842) بلفظ: ((صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ صُوفٍ [لِعَائِشَةَ]، عَلَيْهَا بَعْضُهُ وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ)).
وعند أحمد (26136) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن عائشة، قالت: ((صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ بَعْضُهُ عَلَيَّ
…
)).
وليس فيهما أنها كانت حائضًا؛ ولذا سنخرجهما إن شاء الله في موسوعة الصلاة.
فأما حديث حذيفة فسنذكره فيما يلي:
3371 -
حَدِيثُ حُذَيْفَةَ:
◼ عَنْ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قَالَ: ((بِتُّ بِآلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَعَلَيْهِ طَرَفُ اللِّحَافِ وَعَلَى عَائِشَةَ طَرَفُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ لَا تُصَلِّي)).
[الحكم]:
إسناده مضطرب بهذا اللفظ.
[التخريج]:
[حم 23396].
[السند]:
قال أحمد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، عن الوليد بن العيزار قال: قال حذيفة:
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات كما قال الهيثمي في (المجمع 2203)، ولكن يونس متكلم في حفظه، وقد اضطرب فيه كما سبق ذكره آنفًا. وفي السند انقطاع أيضًا، فالوليد لم يدرك حذيفة؛ ولذا قال الهيثمي:((لعله عن أبيه))
(1)
(غاية المقصد 536).
وقال الألباني: ((وكلهم من رجال الشيخين (! ) لكنه ظاهر الانقطاع، فقد أخرجه أحمد أيضًا: ثنا وكيع عن يونس عن العيزار بن حريث عن حذيفة، به، مختصرًا. فهذا سند صحيح رجاله رجال مسلم إن كان يونس سمعه من العيزار، ولعله سمعه من ابنه الوليد بن العيزار كما في الرواية الأولى، والله
(1)
- وقعت هذه العبارة خلال السند دون أي إشارة وكأنها من كلام أحمد أو أحد الرواة! ! .
أعلم)) (الثمر/ ص 340).
قلنا: رواية وكيع عند أحمد (23404) بلفظ: ((بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ، فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ طَرَفُهُ عَلَيْهِ وَطَرَفُهُ عَلَى أَهْلِهِ)).
فلم يذكر فيه أنها كانت حائضًا، ولا يمكن تصحيحه مع اضطراب يونس فيه كما بيَّنَّاه آنفًا في تحقيقنا لحديث عائشة.